اللاهوت الدفاعي

مقدمة



مقدمة

مقدمة

          تكلم
الكتاب المقدس وشريعة موسى بصرامة ضد السحر، وكانت عقوبة السحر هى الموت، وقطع
النفس من شعب إسرائيل، لأنها كانت جريمة ضد الله نفسه. فقد كان إستخدام قوى الشر،
هو كسر لوصية الرب الأولى “لا يكن لك آلهة أخرى سواى” وبذلك جاء السحر بمثابة
إعلان تمرد ضد الله وسلطانه، فهو فى جوهره تحالف مع الشيطان عوضاً عن التحالف مع
الله، وقد وصف صموئيل النبى أن العناد والتمرد ضد الله كخطية العرافة وعبادة
الأوثان.

          لقد
كان شعب بنى إسرائيل منذ البدء هو الشعب الذى أمن بوجود الرب، منذ وعد الرب لأبينا
إبراهيم، ومروراً بموسى النبى وباقى ملوك إسرائيل وحتى مجئ السيد المسيح، ظل هو
الشعب الوحيد فى الأرض كلها الذى يعبد الرب الإلة الحقيقى، ولذلك كانت يد الرب
رحيمة معهم وكان الرب يصفهم بشعبة، بالرغم من خطاياهم الكثيرة وسقوطهم المتكرر فى
الشر من وقت إلى أخر. فقد سمع كل العالم آنذاك بمجد وقوة إلة شعب إسرائيل ولكنهم
لم يؤمنوا، فقد كانوا مثل الشياطين التى تؤمن وتقشعر.

          لقد
أمر الله فى العهد القديم بقتل وقطع النفس من شعبها، التى تذهب وراء ألهة الأمم
ومعتقداتهم الوثنية، وقد نندهش إذا علمنا أن من بين هذه المعتقدات التفاؤل
والتشاؤم، وقراءة الكف والحظ، والإعتقاد فى الأبراج والنجوم، وها نحن اليوم أبناء
العهد الجديد، فمن منا لم يفكر يوماً فى قراءة طالعة وحظة فى المجلات والجرائد، أو
يحتفظ ببعض التعاويذ المعينة ظناً منه أنها تجلب له الخير، أو يتفائل بشئ معين،
ويتشائم من أخر، أو ذهب إلى الدجالين والسحرة لفك عمل معين. ولنا أن نعرف أن كل
تلك الشرور كانت ولا زالت مكروهة عند الرب، وكل من يفعل ذلك تقطع نفسة من شعب
الرب.

مقالات ذات صلة

إن الظهور الصموئيلى الذى سمح به الرب، فى قصة ظهور روح صموئيل النبى لشاول الملك
عند عرافة عين دور، أراد منه أن يعطينا درساً من هذا الحدث، والذى يعتبر من
الأحداث الهامة والمؤثرة، وتوقف عنده كثير من المحللين والدارسين، ما بين مؤيد
ومعارض، وتدور أحداث هذا الكتاب عن هذا الموضوع المرتبط بقوة الله وعظمتة، وقوة
أجناد الشر الروحية المتمثلة فى إبليس وجنوده، فالقصة مدونة بالإصحاح الثامن
والعشرون فى سفر صموئيل الأول، وتحكى لنا عن شاول الملك الذى فارقة روح الله لكثرة
خطاياه، فلجأ إلى الشيطان ذات ليلة عند عرافة فى بلدة إسمها عين دور لكى تحضر له
روح صموئيل النبى، وبالفعل ظهرت روح ولكن لمن كانت؟ هل كانت روح صموئيل النبى؟، هل
كانت روح شيطانية حضرت بأمر العرافة؟. فتلك هى الخطوط العريضة لمحور أحداث هذه
القصة.

وسوف يتناول هذا الكتاب تغطية جوانب هذا الظهور الصموئيلى بقدر الإمكان،
فالموضوع ليس له تفاصيل كثيرة سوى بعض أيات قليلة مدونة فى سفر صموئيل الأول، ولم
يرد ذكره بعد ذلك فى الكتاب المقدس، سوى فى سفر يشوع بن سيراخ بالإصحاح السادس
والأربعين، ومهما بلغ بنا العلم والمعرفة كبشر فى تحليل كيفية حدوث ذلك، فإننا لا
نعدو كوننا نقطة صغيرة فى محيط علم الخالق العظيم، لأن أحكام الله وأسراره تفوق
إدراكنا العقلى، وحكمنا البشرى المحدود على الأمور.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى