موت سنحاريب
موت
سنحاريب
2
(4) في ذلك الوقت مات سنحاريب، ملك أشورية. (5) فقام ابنه أسرحدون فصار ملكًا في
أشورية مكان سنحاريب أبيه. عندئذ قلتُ في نفسي: “ها (6) أنا شختُ. فأرسلت في
طلب ابن أختي ليخلفني بعد موتي، ويصير (7) كاتبًا وحافظ ختم اسرحدون ملك أشورية
كما كنتُ أنا لسنحاريب (8) ملك أشورية”. عندئذ تبنّيت نادان ابن أخي (وجعلته)
كابني. وربيّته، (9) وعلّمته، ولقّنته الحكمة، وأكثرتُ إحساناتي له. أخذتُ بيده
إلى باب القصر معي، أمام الملك، وسط (10) جلسائه. قدّمته أمام اسرحدون، ملك
أشورية. فسأله الملك بالنسبة إلى الحكمة، فقال له كل (11) ما سأله. عندها أحبّه
اسرحدون، ملك أشورية، وقال لي: “لتطُل حياة (12) الكاتب الحكيم ومستشار
أشورية كلها، الذي جاء بابن، لا بابنه هو، بل بابن اخته”. (13) ولما قال ملك
أشورية هذا الكلام، ركعتُ وقارًا، أنا احيقار، أمام اسرحدون، ملك أشورية.
نادان
يخلف احيقار
(14)
وفي الأيام التالية، حين رأيتُ، أنا احيقار، أن وجه اسرحدون، ملك أشورية، كان
راضيًا عليّ، أجبتُ (15) وقلت أمام الملك: خدمتُ الملك سنحاريب أباك الذي كان
ملكًا قبلك والآن… (16)…
(17)
والآن، ها أنا شخت. ولن أستطيع أن أخدم عند باب القصر، ولا أن اواصل خدمتي لك.
(18) ها قد كبُر ابني، الذي اسمه نادان. ليخلفْني ككاتب ومستشار في أشورية كلها،
(19) وليكنْ لك حافظ الختم. فقد لقّنته حكمتي ومشورتي”. أمّا اسرحدون، (20)
ملك أشورية، فأجاب: “أجل، ليكن كذلك. ليكن ابنك لي كاتبًا ومستشارًا وحافظ
الختم لي (21) مكانك. وليعمل عملك من أجلي”! فحين سمعتُ، أنا احيقار، الكلمة
المعطاة، (22) مضيتُ إلى بيتي وأخذت قسطًا من الراحة.
خيانة
نادان
(23)
أما عن ابني هذا الذي ربّيته وقُدته إلى باب القصر، أمام اسرحدون، ملك أشورية،
ووسط (24) جلسائه، فقلت في نفسي: “يطلبُ لي الخير مقابل ما صنعته له”.
ولكن (25) ابن اختي الذي ربّيته، تآمر عليّ للشرّ. فقال في قلبه: (26) “لا شك
في أني أقدر أن أقول للملك أقوالاً كهذه: “احيقار، هذا الشيخ الذي كان حافظ
الختم لدى (27) الملك سنحاريب أبيك، قد أفسد الأرض عليك، لأنه كان مستشارًا،
وكاتبًا (28) عالمًا، وكانت أشورية كلها تستند إلى نصائحه وأقواله”. أما
اسرحدون فحين (29) يسمع مثل هذه الأقوال التي أقولها له، يغضب غضبًا عظيمًا ويقتل
احيقار”. (30) فابني الذي لم يكن ابني الخاص بل ابن أختي، حين نوى هذا الشر
عليّ… (31).