اسئلة مسيحية

السجود للكهنة



السجود للكهنة

السجود
للكهنة

هل
يليق السجود لإحدى رتب الكهنوت، كما يفعل البعض؟ أليس السجود هو لله وحده حسب
تعليم الكتاب؟

الإجابة:

سجود
العبادة، وسجود الإكرام:

1-
تعوَّد الناس أن يسجدوا للأسقف احتراماً، باعتباره وكيل الله (تى 1: 7). فهم
يسجدون لله في شخصه. ومثال ذلك:

ومثال
ذلك انهم يستقبلون الأسقف بلحن إب أورو.. “يا ملك السلام، أعطنا سلامك”
بينما ملك السلام هو المسيح. ولكنهم يقولون هذا اللحن في وجود الأسقف، للترحيب به،
باعتباره وكيلا للمسيح.

 

وبالمثل
حينما يصلى الأسقف الإنجيل، يرتلون لحن “أقسم الرب ولن يندم، أنك أنت هو
الكاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق” (مز 110) بينما هذا اللحن هو للسيد
المسيح، وهذا المزمور نبوءة عنه. ولكن اللحن يقال في وجود الأسقف باعتباره وكيل
المسيح (كما هو الحال مثلاً في مُعاملة مُمَثِّل رئيس الجمهورية، حتى لو كان ضابطا
صغيراً)..

 

2-
والسجود للأسقف هو سجود احترام، وله أمثلة في الكتاب:

 

وكثير
من الأساقفة يمتنعون عن قبول هذا السجود، فيحترمهم الشعب بالأكثر بسبب تواضعهم،
ويتمسكون بالسجود بالأكثر. فيضطر هؤلاء أن يستسلموا لهذا الواقع، وفى قلوبهم
يعتقدون أنهم تراب ورماد.

 

3-
ولبحث الموضوع لاهوتيا وكتابيا نقول إن هناك نوعين من السجود: سجود عبادة وسجود
احترام. وسجود العبادة هو لله وحده.

 

وعن
سجود العبادة قال الكتاب عن الأصنام: “لا تسجد لهن ولا تعبدهن” (تث 5: 9).
وقال أيضاً: “الرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد” (مت 4: 10). وفى كلا
النصين يقترن السجود بالعبادة والايات كثيرة. ولا خلاف في أن سجود العبادة لله
وحده.

 

أما
سجود الاحترام، فأمثلته كثيرة في الكتاب. وقد صدر من قديسين يعتبرون أمثلة عليا في
الإيمان: سجدوا لغيرهم، وقبلوا السجود.

 

قديسون
يسجدون لبشر:

5-
أبونا إبراهيم مثلا، أبو الآباء والأنبياء: لما اشترى من بنى حث ارضاً لمقبرة،
ليدفن زوجته سارة، يقول الكتاب: “فقام إبراهيم، وسجد لشعب الأرض لبنى
حث” و”سجد إبراهيم أمام شعب الأرض” (تك 23: 7، 12)

 

فهل
كان سجود أبينا إبراهيم لبنى حث ضد الإيمان؟! فأبونا إبراهيم من أبرز الأمثلة في
الإيمان بشهادة الكتاب (عب 11: 8 – 10).

 

6-
وابونا يعقوب أبو الأباء “سجد إلى الأرض سبع مرات، حتى اقترب إلى أخيه
عيسو” (تك 33: 3). وكذلك سجدت زوجتاه وجاريتاه وأولادهن لعيسو فهل خرجوا
جميعاً عن الإيمان؟! حاشا.

 

7-
وموسى النبى خرج لاستقبال حميه يثرون، وسجد وقبله (خر 18: 7).

 

8-وداود
النبى سجد أمام شاول الملك لأنه مسيح الرب (1صم 24: 8). وقال له: يا سيدى الملك.
فهل أخطأ موسى النبى العظيم؟ وهل أخطأ داود النبي العظيم، وخرجا عن الإيمان؟!

 

إن
سجود آبائنا إبراهيم ويعقوب وداود وموسى، أمام بشر، كان مجرد احترام وتوقير. ومن
المحال أن نتهم إيمان هؤلاء الأنبياء العظام الذين شهد لهم الرب بنفسه.

 

قديسون
سجدوا لملائكة:

9-
وهناك قديسون سجدوا ايضاً لملائكة:

فإبراهيم
أبو الاباء رأى ثلاثة رجال، فركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض (تك 18:
2). وكانوا الرب وملاكين. وما كان إبرام وقتذاك يعرف أن الرب بينهم، وإلا ما كان
يقول لهم: “اغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة، فآخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم
ثم تجتازون” (تك 18: 4، 5).

 

10-ولما
” جاء الملاكان إلى سادوم مساء، وكان لوط جالساً في بابا سادوم. لما رآهما
لوط، قام لاستقبالهما، وسجد بوجهه إلى الأرض” (تك 19: 1).

 

ولم
يعترض الملاكان إطلاقا على سجود لوط لهما.

 

إنه
سجود احترام. ولو كان سجود عبادة لمنعاه حتما.

 

11-وبلعام
لما ابصر ملاك الرب واقفاً ” خر ساجداً على وجهه” (عد 22: 31). وحتى لو
كان بلعام مخطئا، لم نسمع أن الملاك منعه من السجود أو وبخه على ذلك، بل وبخه على
أنه ضرب أتانه ” (عد 22: 32).

 

12-إن
الملاك الذي سجد له يوحنا، امتنع تواضعاً.

 

ومن
المحال أن تظن أن هذا الرسول العظيم الذي كان من أعمدة الكنيسة، قد خرج عن الإيمان
بسجوده للملاك! بل انه منعه الملاك من السجود له (رؤ 19: 10) عاد فسجد للملاك مرة
ثانية (رؤ 22: 8).

 

أنبياء
يتقبلون السجود:

13-
ورجال الله القديسون: كما سجدوا لغيرهم، فإنهم أيضاً تقبلوا من غيرهم السجود، ولم
يمتنعوا، ولم يعتبروا عبادة:

 

داود
النبى العظيم: سجدت له إبيجايل (1صم 25: 23)، وسجد له الرجل العماليقى (2صم 1: 2).
وسجد له مفيبوشت بن ناثان (2صم 9: 6، 8). وسجدت له المرأة التقوعية (2صم 14: 4).
وسجد له صيبا غلام مفيبوشت (2صم 16: 4). وسجد له شمعى بن جيرا (2صم 14: 4). وسجد
له صيبا غلام مفيبوشت (2صم 16: 4). وسجد له شمعى بن جيرا (1صم 19: 18). وسجدت له
زوجته بثشبع (1مل 1: 16، 31).

 

سجد
له كل هؤلاء احتراما، كمسيح للرب. وقبل داود منهم هذا السجود، ولم يعتبره عبادة.
بل سجد له ناثان النبى.

 

14-قيل
عن ناثان النبى إنه: ” دخل إلى أمام الملك (داود). ويسجد للملك على وجهة إلى
الأرض” (1مل 1: 23). وهنا نرى نبيا يسجد أمام نبى آخر هو ملك ومسيح للرب.

 

فهل
أخطأ هذان النبيان؟ أم أمه سجود احترام؟

 

15-وارونه
اليبوسى سجد لداود ” فخرج ارونه، وسجد للملك على وجهه إلى الأرض” (2صم
24: 20). وقيل ايضاً عن اخيمعص بن صادوق الكاهن انه قال للملك داود: سلام، وسجد
للملك على وجهه إلى الأرض”.

 

16-دانيال
النبى قبل السجود من نبوخذ نصر الملك:

 

يقول
الكتاب: “حينئذ خر نبوخذ نصر على وجهه، وسجد لدانيال” (دا 2: 46) ولم
يمتنع دانيال عن قبول السجود.

 

17-وإيليا
النبى قبل السجود من رئيس الخمسين الثالث:

 


فصعد رئيس الخمسين الثالث، وجاء وجثا على ركبتيه أمام إيليا. وتضرع إليه وقال له: يا
رجل الله، لتكرم نفسى وأنفس عبيدك هؤلاء الخمسين في عينيك” (2مل 1: 13).

 

18-واليشع
النبى قبل السجود من المرأة الشونمية:

 

وذلك
بعد إقامته ابنها من الموت: “فأتت وسقطت على رجليه، وسجدت إلى الأرض. ثم حملت
ابنها وخرجت” (2مل 4: 37).

 

19-ومن
أمثلة الاحترام، سجود الملك سليمان لأمه بثشبع:

 


دخلت بثشبع إلى الملك سليمان، لتكلمه عن ادونيا. فقام الملك للقائها، وسجد لها.
وجلس على كرسيه، ووضع كرسياً لأم الملك، فجلست عن يمينه” (1مل 2: 19).

 

وسليمان
الملك، وإن كان قد سجد لبثشيع لأنه امه، فإنه من الناحية الأخرى اقتبل السجود من
ادونيا، الذي رشحه البعض للملك (1مل 1: 53)

 

20-ويوسف
الصديق قبل سجود اخوته له:

 


فأتى اخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض” (تك 42: 6). وسجدوا له مرة أخرى
(تك 43: 26)، ومرة ثالثة (تك 44: 14) ومرة رابعة (تك 50: 18).

 

ولم
يوبخهم على السجود، ولم يمتنع. كان ذلك شيئا طبيعيا كعلامة احترام، أما لو خرج عن
هذا المعنى إلى العبادة، لرفضه يوسف الصديق بلا شك.

 

سجود
بأمر من الله

21-
سجود أخوة يوسف له، كان بوحى من الله. وكان مؤيداً برؤى إلهية حكاها يوسف لوالديه
واخوته. فالأمر إذن متفق مع مشيئة الله، وبتدبير منه.

 

قال
لإخوته عن حلمه: “وإذا حزمتى قامت وانتصبت، فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتى”
(تك 37: 7). وقال لأبويه: “حلمت حلماً أيضاً. وإذا الشمس والقمر واحد عشر
كوكباً ساجدة لى.. فانتهره أبوه قائلا: هل نأتى أنا وأمك واخوتك ونسجد لك”
(تك 37: 9، 10)

 

22-
ومن البركة الإلهية التي نالها يعقوب ابو ألاباء، ان يسجد له اخوته، وتسجد له شعوب
وقبائل. هكذا كانت البركة:

 

“ليستعبد
لك شعوب. وتسجد لك قبائل. كن سيداً لاخوتك، وليسجد لك بنو أمك” (تك 27: 29).

 

23-
ولئلا يظن البعض أن بركة سجود الغير، وأو طاعته وخضوعه، كانت في العهد القديم فقط،
نأخذ مثلاً واضحاً له في العهد الجديد، في سفر الرؤيا. وذلك في الرسالة إلى ملاك
كنيسة فيلادلفيا، حيث قال الرب عن القائلين إنهم يهود، وهم ليسوا يهودا بل يكذبون:

 

“هأنذا
أصيرهم يأتون، ويسجدون أمام رجليك، ويعرفون انى أنا أحببتك” (رؤ 3: 9).

 

ومادام
هؤلاء سيسجدون لراعى كنيسة فيلادلفيا، بأمر إلهى وبشيئة إلهية، إذن مثل هذا السجود
ليس خطية.

 

أنواع
سجود أخرى:

24-وهناك
سجود أمام الهياكل والمذابح والأماكن المقدسة.

 

يقول
داود النبى: “أمام الملائكة ارتل لك، واسجد قدام هيكلك المقدس” (مز 137).
ويقول أيضاً: “أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلى بيتك، واسجد قدام هيكل قدسك
بمخافتك” (مز 5: 7).

 

ونحن
حينما نسجد أمام الهيكل أو المذبح، أترانا نعبد الهيكل أو المذبح؟! حاشا. وإنما هو
احترام للمواضع المقدسة. كما قال رئيس جند الرب ليشوع: “اخلع نعلك من رجليك،
لأن المكان الذي أنت واقف عليه هو مقدس” (يش 5: 15).

 

25-هناك
سجود آخر للتوبة أو للاعتذار:

مثل
المطانيات، يسجد بها شخص لآخر اعتذراً، أو يعبر بها عن توبته لله وهذا خارج نطاق
الكهنوت.

 

26-الأسقف
أو البطريرك الذي يسجد له الناس، هو أيضاً يسجد لهم.

وذلك
قبل بداية القداس قائلا للشعب: أخطأت سامحونى”.

إذن
ينبغي أن نفهم السجود، بالروح لا بالحرف، لأن الحرف يقتل.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى