اسئلة مسيحية

السفر إلى القدس



السفر إلى القدس

السفر إلى القدس

قرار
المجمع المقدس بشأن السفر للقدس

فى
جلسة الأربعاء 26/ 3/ 1980

قرر
المجمع المقدس، عدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس
هذا العام، فى موسم الزيارة أثناء البصخة المقدسة وعيد القيامة، وذلك لحين إستعادة
الكنيسة رسمياً لدير السلطان، ويسرى هذا القرار تلقائياً طالما أن الدير لم يتم
إستعادته، أو لم يصدر قرار من المجمع بخلاف ذلك.

 

أسباب
منع زيارة الأماكن المقدسة للأقباط

بعد
فتح الحدود والتطبيع وغيرة بين أسرائيل ومصر وقرار البابا بمنع الأقباط من زيارة
الأراضى المقدسة لسببين

 

أولاً:
لا سفر إلى أورشليم (أسماها العرب القدس) إلا بعد عودة دير السلطان [ وهذا الدير
الذى أهداه السلطان صلاح الدين الأيوبى إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى تسمى
بأسمه (دير السلطان) وكان الرهبان الأحباش أغتصبوه من كنيستنا وطردوا الرهبان
الأقباط منه ورغم صدور حكم من المحكمة الدستورية العليا الإسرائيلية فى القضية
التى رفعها مطراننا بالقدس هناك لصالح الكنيسة القبطية إلا أن السلطات الإسرائيلية
تماطلت فى تنفيذ هذا الحكم ورفضت تسليم الدير إلى أسقفيتنا القبطية هناك.

 

ثانياً:
رأى قداسة البابا أن سفر الأقباط إلى القدس سيعنى بالنسبة للمسلمين أنهم خونة لمصر
وأن اقباط مصر وحدهم سارعوا بالسفر إلى إسرائيل رغم المقاطعة الشعبية الواسعة من
قبل جميع طوائف المسلمين والنقابات فى مصر، وذلك حتى لا تظهر تأشيرات أسرائيل
ذهاباً وعودة على جوازات السفر الرسمية والتى تستعمل فى السفر إلى البلاد العربية
وسائر بلاد العالم حيث يعمل الأقباط.

 

أما
معارضة بعض الأقباط الكبار فى السن والذين يريدون التبرك من الأراضى المقدسة التى
سارعليها المسيح قبل الإنتقال من هذا العالم، وكان عندهم حجة قوية وهى أن السفر
والتنقل حق دستورى للمواطنين تكفله لهم الدولة، كما أنه حق من حقوق الإنسان.

 

ملاحظة
تاريخية من الموقع: قام المسلمون بأعمال إرهابية إجرامية فى التاريخ ضد المسافرين
لزيارة الأماكن المقدسة فى أورشليم من الأقباط وستجدها فى أجزاء كثيرة فى هذا
الموقع وعلى هذا فالرؤية لزيارة ألأماكن المقدسة والتبرك منها يجب أن يكون البابا
شنودة الثالث كرئاسة دينية هو الذى يقرر بالسماح بالسفر أم يمنع ما دام الأمر دينى
وخاص بسلامة الأقباط، ويجب أن ننوه أن بلاد العالم كافة تحذر رعاياها بعدم السفر
للأماكن الخطرة والبلاد التى بها قلاقل أو عصابات إجرامية أو إنفجارات أو حتى
كوارث طبيعية ومن يذهب يتحمل مسئولية نفسه، ولم يمنع قداسة البابا الأقباط أو كل
المسيحيين من السفر إلى أورشليم (القدس) إذا كان موفداً فى مهمة رسمية من قبل
الدولة مثلاً..

+++

 

بكل
صراحة حتى لا يهيج الأخوة المسلمون بسبب عدم تمكنهم من الذهاب إلى القدس بينما
يذهب الأقباط إليها. قد يؤدى هذا إلى صدامات، وقد يؤدى إلى مشاكل فى مواسم السفر،
وقد يؤدى لعمليات إرهابية من بعض المتطرفين، وإلى آخره.

ثانياً
الذهاب إلى القدس لن يغير من أمر الانسان شئ، والذى يريد التبرك فلدينا الأماكن
التى زارها السيد المسيح ايضاً فى كل أرض مصر.

فلا
يجب علينا العمل بمبدأ “الشيخ البعيد سره باتع”.

النقطة
الثانية إننا سنقوم بعملية تمويل لخزانة الحكومة الاسرائيلية بسفرنا إلى هناك،
ونحن نعرف أن الأوضاع متوترة ولا يوجد تطبيع مع الحكومة الاسرائيلية بسبب القلاقل
والمشاكل.

النقطة
الثالثة هى حماية لنا من الذهاب إلى اراضى بها خلافات وتوترات ومشاكل وتفجيرات
وضرب نار.

 

الوجود
القبطي في القدس حتى القرن العشرين

لا
تهدف هذه الدراسة إلى مجرد استعراض الوجود القبطي في القدس عبر العديد من القرون
أو حتى الاهتمام فقط بالمظاهر الدينية وأماكن العبادة القبطية في القدس، وإنما
يتركز اهتمامنا نحو رصد ما ترتب على كل هذا من فعاليات وأنشطة ومظاهر اجتماعية
واقتصادية.

 

على
أية حال ترجع معظم الدراسات نشأة الوجود القبطي في القدس إلى الزيارة للأماكن
المقدسة في المدينة، منذ اكتشاف الأمبراطورة هيلانة للصليب المجيد في عام 325م
وتأسيسها لكنيسة القيامة. ولا أدل على ذلك من اشتراك البطريرك القبطي أثناسيوس في
تدشين هذ الكنيسة مع بطريركي انطاكية القسطنطينية. وكذلك قصة القديسة مريم المصرية
التي حضرت إلى القدس في عام 382م، حيث استقرت هناك، وشاع صيتها، حتى أنه بعد
وفاتها تم تشييد كنيسة على أسمها مجاورة لكنيسة القيامة.

 

واستمر
الوجود القبطي في القدس مع الفتح العربي له، فقد نص كتاب الأمان للقدس المعروف
«بالعهدة العمرية» على ذكر الوجود القبطي في القدس ضمن عهد الأمان لكافة الطوائف
المسيحية في المدينة المقدسة واستمر بناء الكنائس والأديرة القبطية في القدس بعد
ذلك، ففي القرن التاسع الميلادي تم إنشاء كنيسة قبطية في القدس عرفت بكنيسة
المجدلانية، ولعل أشهر الأمثلة جميعاً هو دير السلطان الذي رغم التضارب في نسبته
إلى أحد السلاطين يعتبر من أشهر مظاهر الوجود القبطي في القدس نظراً للظروف
الدرامية اللاحقة.

 

ويعتبر
أول حصر دقيق للكنائس القبطية في القدس، هو الحصر الذي سجله أبو المكارم في تاريخه
عن الكنائس في عام 1281م، إذ يذكر أبو المكارم وجود هيكل قبطي داخل كنيسة القيامة،
وكنيسة باسم المجدلانية، وكنيسة ثالثة هي التي دخلت في دير السلطان (1).

 

من
ناحية أخرى تتحدد الممتلكات الدينية للأقباط في القدس في الوضع الحالي حسب الحصر
التالي:

1
– دير السلطان وبه كنيستا الملاك والأربعة حيوانات.

2
– دير مارانطونيوس شمال شرقي القيامة.

3
– دير مارجرجس حارة الموارنة.

4
– كنيسة السيدة العذراء بجبل الزيتون.

5
– هيكل على جبل الزيتون.

6
– كنيسة باسم ماريوحنا – خارج كنيسة القيامة

7
– كنيسة صغيرة باسم الملاك ميخائيل ملاصقة للقبر المقدس من الغرب (2).

 

ولعل
أهم مشكلة حالية ساخنة بالنسبة للوجود القبطي في القدس هي مشكلة دير السلطان
والنزاع القبطي الحبشي حول هذا الدير، وهذا الدير هو الوحيد من بين الأديرة
القبطية الذي يحمل أسماً غير قبطي وهناك مشكلة تاريخية في نسبة هذا الدير إلى أي
من السلاطين المسلمين، إذ يرجعه البعض إلى عصر صلاح الدين الأيوبي، الذي أعطاه
مكافأة لبعض موظفيه، من الأقباط، ويرى البعض الآخر أن سر هذه التسمية تعود إلى
استضافة الدير لموظفي السلاطين الذين يعودون إلى القدس، بل ويرجع البعض تسميته دير
السلطان إلى أحد السلاطين العثمانيين، وإن كان هذا الرأي هو أضعف الآراء من حيث
الدقة التاريخية (3).

 

ويأتي
الخلاف حول ملكية الدير من جراء سماح الكنيسة القبطية للرهبان الأحباش بالإقامة في
الدير بعد أن فقدوا العديد من أديرتهم. ومنذ ذلك الوقت دب النزاع بين الأقباط
والأحباش حول ملكية الدير. وفي الحقيقة كانت الكنيسة الحبشية منذ نشأتها تابعة
للكنيسة القبطية. فالبابا القبطي هو «بابا الأسكندرية والمدن الغربية الخمس
وأفريقيا». ومن هنا لم يكن غريباً استضافة الكنيسة القبطية للأحباش في دير السلطان
لكن الأحباش استندوا إلى نظرية الوضع الراهن المعمول بها في القدس، وأصروا على
تنازل الكنيسة القبطية له عن الدير (4). واختلطت مشكلة دير السلطان بمشكلة تاريخية
أخرى هي سعي الأحباش الدائم من التخلص من تبعيتهم للكنيسة القبطة وتصاعد النعرة
الحبشية لا سيما مع نمو المد الأوروبي في الحبشة. من هنا دخلت مسألة دير السلطان
إلى منعطف خطير حيث ارتبطت بها مسألة الهوية الحبشية من ناحية ومسألة الحفاظ على
الطابع القبطي للكنيسة القبطية، كنيسة الشهداء.

 

ومن
هنا فشلت كل المحاولات التي دارت في النصف الأول من القرن العشرين للتوفيق بين
الأقباط والأحباش وهي المحاولات التي تدخل فيها أمبراطور الحبشة السابق هيلاسلاسي،
وبعض كبار الأقباط من خلال اقتراح اقتسام الأقباط والأحباش للدير (5).

 

وتعقدت
مشكلة دير السلطان تحت الاحتلال الإسرائيلي للقدس. إذ خطف الرهبان الأحباش مفتاح
الدير من الأقباط، وثارت مشكلة كبرى، وتدخل الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب الأحباش،
مما أدى بالمطران القبطي باسيليوس إلى رفع قضية أمام المحكمة العليا في إسرائيل
التي حكمت بأحقية الأقباط للدير. لكن سلطات الاحتلال رفضت تنفيذ الأمر متعللة ببعض
الأسباب السياسية حول أهمية العلاقات الأثيوبية – الإسرائيلية.

 

ودفع
هذا الأمر الكنيسة القبطية إلى إصدارها لقرارها الشهير بمنع الحج إلى القدس
والحرمان الديني لأي قبطي يخالف هذا القرار، وقطعه من الكنيسة القبطية، وحتى يعود
دير السلطان للأقباط (6)، وما تزال مشكلة دير السلطان من المشاكل المعلقة بين
الإدارة الإسرائيلية والمصرية.

 

ويتخذ
بعض المسيحيين موقفا متشددا من هذه الطائفة (طائفة الأحباش)، يصل إلى حد العداء،
مثل الأقباط الأرثوذكس، الذين يتهمونهم بالسيطرة على دير السلطان فوق سطح كنيسة
القيامة بالقدس، عام 1970، المملوك للأقباط، ومكنهم الدعم الإسرائيلي باستمرار
السيطرة على هذا الدير، الذي هو في واقع الأمر عبارة عن غرف متداعية، لا يجرؤ أحد
على ترميمها بسبب النزاع على المكان.

وفشل
الرئيس المصري الراحل أنور السادات، الذي وقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، في الحصول
على مساعدتها لإعادة دير السلطان للأقباط، ويضع البابا شنودة، بابا الأقباط شرطا
للسماح لأفراد رعيته زيارة إسرائيل، بإعادة دير السلطان إلى أصحابه الأقباط، ويفرض
على من يزور القدس من اتباعه حرمانا دينيا.

 

وبالتالي
يتضح السبب جلياً ومقنعاً، فبالإضافة لما سبق وذكره الدكتور حازم، تتربع مشكلة دير
السلطان على قمة الأسباب وقرار مقاطعة الذهاب للقدس هي وسيلة ضغط على الحكومة
الإسرائيلية لتنفيذ قرار المحكمة باسترداد الدير للكنيسة القبطية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى