اللاهوت العقيدي

الخطية الإختيارية



الخطية الإختيارية

الخطية
الإختيارية

 

1-
هى التى يصنعها الإنسان بكامل وعيه ورغبته وإرادته، وليس عن سهو أو زلل.

+
وخطورتها– بالمقارنة بالخطية التى بسبب السهو والضعف — أعلنها الرب منذ القديم،
إذ أعلن:

مقالات ذات صلة

[
إن أخطات نفسٌ سهواً، تقرّب ذبيحة خطية.. فيُصفح عنها. وأمّا النفس التى تعمل بيد
رفيعة (أى بإرادة وإصرار) فهى تزدرى بالرب، فتُقطع تلك النفس (أى تقتل) ] عدد 15: 27
– 30، وهو ما أشار اليه الإنجيل في: عب 28: 10- 30.

 

2-
والخطية تتسلط على الذى يطيعها، ولو مرة واحدة: [ من يعمل الخطية هو عبد للخطية]
يو 34: 8، [أنتم عبيد للذى تطيعونه] رو 16: 6،
+ لذلك صار
آدم وحواء عبيداً لابليس وللخطية، منذ طاعتهم له، وإنتقلت هذه الحالة الى كل نسلهم:
[بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة] رو 19: 5.

 

3-
ولكن المسيح إفتدانا، وبررنا من الخطية الموروثة: [هكذا أيضا، بإطاعة الواحد سيجعل
الكثيرون أبراراً ] رو 19: 50

+
وهذا التبرير من سلطان الخطية القهرية، نحصل عليه بواسطة المعمودية: [ إعتمدنا
لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت
ليبطل جسد الخطية ] رو6: 3-6 0

+
وهكذا – بنعمة المسيح – يتحرر الجسد من الخطية القهرية، كبيراً كان أم صغيراً.

 

4-
وتستمر معه هذه النعمة طالما لم يفعل الخطية بإختياره، ولو مرة واحدة، وإلاّ عاد
عبداً لسلطان الخطية، يصنعها مقهوراً.

+
وهذه النعمة يحصل عليها المعتمد حتى لو كان طفلاً، ومن أجل أن يظل محافظاً عليها
يجب تحصينه بالتناول المستديم، منذ أول يوم لعماده، كما يجب أن يتربى على رفض
خطايا الطفولية مثل الكذب والشتم، ثم خطايا الشباب، وهكذا يجب العناية به في كل
مراحل حياته لكى لا يفقد نعمة الخلاص من الخطيه القهرية
.

 

5-
ولأن الإنسان ضعيف، فإن الله وضع طريقاً لتجديد خلاص الانسان، أى لتجديد فاعلية
المعمودية فيه
.
وذلك
من خلال التوبة والإعتراف الصادقين تماما، فيرجع لنعمة الحرية من الخطية القهرية. +
فإن السقوط من هذه النعمة لا يعنى الهلاك نهائياً، بل يظل باب التجديد – بالتوبة
والاعتراف – مفتوحاً.+ وبالاتضاع قدام الله، فإنه يرفعنا، في زمان الإفتقاد، فإن: [
الذى يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص] متى 13: 24
.

 

6-
ولكن الحكمة الالهية قد تؤخر عودة فاعلية نعمة الخلاص من الخطية القهرية تماما، في
حالة عدم تمام التوبة والإعتراف، أو من أجل تعريف ذلك الانسان بمقدار مرارة الخطية
وإستحالة التخلص من سلطانها القهرى إلآ بواسطة النعمة الالهية، لكى لا يحتقر
النعمة ويفرط فيها مرة أخرى.

+
كما يضع الله عليه تأديبات، لدفعه في إتجاه تكميل توبته.

 

7-
ولكن إن لم يتب الإنسان نادماً ومعترفاً بخطيته، ولم يستجب لتبكيت الروح القدس،
ولم يتواضع تحت تأديب الله، بل إستمر في خطيته بكامل إختياره وإرادته، ثم مات وهو
في خطيته، فإنه يهلك، محكوماً عليه من نفسه (تى 11: 3)، ولا يكون هلاكه ضد صدق
الله وأمانته – فى وعده بالخلاص – لأن هذا الإنسان هو الذى صمّم على خيانته، برغم
محاولات الله معه، لذلك يبقى الله صادقا وأمينا (رو 3: 3 و 4).

 

8
– ولكن يجب الحذر من خداعات الشيطان – صاحب الضربات اليمينية والشمالية معا – إذ
يحدث أن يتوقف عن محاربتنا بالشهوات، لكى يجعلنا ننخدع فى أنفسنا ونظن اننا قد
وصلنا لمستويات عالية، أو لكى يحبب لنا السلوك فى طريق ضلال، فنظنه الطريق الصالح،
لذلك يجب الإلتزام بالمشورة الروحية، لأن الذين بلا مرشد، يسقطون مثل أوراق الخريف.

 

9-
وكتب معجزات القديسين تحتوى على الكثير من معجزات التحرر المفاجئ – بعمل النعمة
الالهية – من سلطان الخطية القهرية، بعد طول عبودية، ثم صعوبة إستعادتها بعد
التفريط فيها، سواء من سلطان التدخين، او أدمان المخدرات والخمور، أو الخطايا
الشبابية 0 (انظر معجزات مارجرجس ج3 ص 90-ج4 ص40، ومعجزات البابا كيرلس ج11 ص 29-
ج22 ص 31 -ج24 ص20 –ج25ص 44و58 –ج30 ص 57)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى