علم التاريخ

قصاص الله العادل بعد هدم أورشليم



قصاص الله العادل بعد هدم أورشليم

قصاص
الله العادل بعد هدم أورشليم

لقد
هدمت اورشليم تماما، ولم يترك بها سوى ثلاث أبراج من قصر هيرودس مع جزء من الحائط
الغربي. وقد أبقي عليها كأثار لقوة المدينة المقهورة، التى كانت يوما معقلا لدولة
اليهود الدينية، ومهد الكنيسة المسيحية ولقد أحس الجميع واعترفوا بأن كارثة اليهود
إنما هي قصاص إلهى. فقد نسب إلى تيطس قوله أن الله بمعون خاصة ساعد الرومان ومنع
اليهود من الإفلات من قبضة يدهم القوية أما يوسيفوس الذي تابع الحرب بنفسه من
أولها إلى آخرها. فقد استطاع أن يتبين في تلك المأساة عدل الله، واعترف بذلك وقال ”
أنني لا أتردد في أن أبوح بما يؤلمني، أني أؤمن انه لو أجل الرومان عقابهم لهؤلاء
الشرار لا بتلعت الأرض المدينة (أورشليم)، وأغرقها طوفان، واحرقت بنار من السماء
كما حدث لسدوم، لأن جيلهم بادت كان اكثر شرا من اولئك الذين حلت عليهم النقمات في
سالف الأزمان. فبسبب جنونهم بادت الآمة كلها. هكذا كان لابد لواحد من افضل
الأباطرة الرومان أن ينفذ قضاء الله، ولخر من أكثر اليهود ثقافة في زمانه أن يصفه
.. وهكذا
أيضاً، دون أن يعرفا ويريدا – شهدا لصدق النبوة وألوهية يسوع المسيح ربنا، الذى إذ
رفضه هؤلاء اليهود الجاحدون، عانوا البؤس والشقاء في ملئ بشاعتهما.

 

مصير
اليهود بعد هزيمتهم: بعد حصار دام خمسة اشهر وقعت المدينة كلها في أيدي الرومان
الظافرين. وقد بلغ عدد من لقي حتفه من اليهود مدة الحصار – بحسب رواية يوسفوس –
مليونا ومائه ألف. منهم أحد عشر ألفا هلكوا جوعا. أسر منهم سبعة وتسعون ألفا.
بعضهم بيعوا عبيدا، والبعض أرسلوا للعمل في المناجم، بينما قرب البعض كضحايا في
حلبات المصارعة في قيصرية وبيروت وإنطاكية وبلاد اخرى. واحتفظ بأكثرهم قوة بدنية
ووجاهة ليسيروا في مواكب النصر في روما، وبينما اكبر قادة الثورة اليهودية وزعماؤهم:
سمعان بارجيورا ويوحنا الذي من جيشالا. احتفل فسبسيان وتيطس بالنصر معا احتفالاً
عظيماً في روما سنة 71م. فركب كل منهما مركبة خاصة متوجا بأكاليل النصر، ولا بسا
ثيابا أرجوانية بينما امتطى دومتيان صهوة جواد ممتاز، سار الاموكب في تؤدة إلى
معبد جوبيتر كابيتولينوس وسط هتافات الجماهير. وكان يتقدم الموكب جنود في ثياب
احتفالية، وسبعمائه اسير يهودي
.. وقد حملت في هذا الموكب بعض صور الآلهة
التى يعبدها الرومان، وبعض قطع من أثاث الهيكل اليهودي اودعت معبد السلام الذي كان
قد بنى منذ وقت قصير
.. أما كتب الناموس والستائر الأرجوانية الخاصة
بالهكيل، فقد احتفظ بها فسبسيان لقصره.. كان يوسيفوس احد شهود هذا الاحتفال الخاص
بإذلال أمته، ووصفه لنا دون أن يبدى أي مشاعر لتأثره. لقد نتج عن فتح فلسطين على
يد الرومان، دمار مصالح اليهود وتدهور اقتادهم
.. احتفظ
الإمبراطور فسبسيان بالأرض كملك خاص له يوزعها على إحصائه. (ولقد وصل الشعب
اليهودي بعد حروب دامت خمس سنوات إلى حالة من الفقر المدقع صاروا بلا حاكم منهم،
بلا وطن وبلا هيكل.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى