علم

الناصريين والنصارى



الناصريين والنصارى

الناصريين
والنصارى


فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا
جَمْعاً غَفِيراً.

وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً (أعمال
الرسل 11: 26)

 

كان
هذا بعد صعود السيد المسيح بسنوات قليلة وكان اول لفظ يُطلق على اتباع المسيح فكان
قبلا يُسمون بجماعة المؤمنين او التلاميذ ثم اُطلق بعد ذلك على المسيحيين أسم
الناصريين كما أطلق الوالى الرومانى على بولس “مقدام شيعة الناصريين”
(أع 24: 5)

 

و
لكن لم يُطلق اللفظ هذا نسبة الى يسوع المسيح الذى من الناصرة الذى كان يتبعه بولس
وانما أُطلق عليه وعلى المسيحيين هذا اللفظ كدلالة على يهودية هوية هؤلاء القوم وليس
أنهم يتبعون رجلا خرج من الناصرة، ذلك أن هذا اللفظ أُطلق على بولس وهو فى قيصرية
وليس فى اليهودية (ع33)

 

و
لأن كرازة التلاميذ كانت لليهود اولا ثم للأمم فهى قد خرجت من اليهودية اولا، والدليل
على هذا هو ان اغريباس قال لبولس “بقليل تقنعنى ان اصير مسيحيا”

 

و
فى هذا النص يتكلم اغريباس على معتقد بعينه وعلى شريعة قائمة وليس هوية كما فعل
الذين لفيلكس رغم ان الفرق بين عرض بولس على الواليين لم يستغرق وقتا فنرى العرض
على الواليين تم فى خلال ثلاث اصحاحات فقط، وكذا فعل بطرس فوصف بولس بالمسيحى وليس
بالناصرى او النصرانى (1بط4: 17) هذا اولا.

 

المسيحية
الناصرية

بعد
ان تم تدمير الهيكل فى العام السبعين للميلاد اختفى تماما لقب ناصريين الذى أطلق
على المسيحيين نسبة الى اليهودية وتفرق التلاميذ فى شتى المسكونة لنشر كرازتهم الا
ان قلة من المسيحيين الذين من أصل يهودى ظلوا على اسم الناصريين

و
رغم تمسكهم بهذا الاسم وما اثاروه من متاعب فى مجمع اورشاليم (اع 15) الا ان صلب
عقيدتهم كان واضحا فى القضايا المسيحية الاساسية وفيما يلى نعرض ما قاله ابائنا عن
فكر هذه الجماعة فى القضايا المسيحية الاساسية:

 

يوستينوس
الشهيد (القرن الثانى)

يقول
على لسان تريفوا متسائلاً:


ولكن إذا أراد البعض، حتى الآن، أن يعيش بحسب وصايا موسى ومع ذلك يؤمن بيسوع الذي
صلب ويؤمن به كمسيح الله، وأنه المعطى له دينونة الجميع المطلقة، وأن له الملكوت
الأبدي، هل يمكن أن يخلص؟ “. (حواره مع تريفوا 46: 1)

ثم
يجيب


فقلت له يا تريفو؛

في
رأيي مثل هذا سيخلص، إذا لم يجتهد بكل طريقة في أقناع الناس الآخرين – أقصد هؤلاء
الأمم الذين أختتنوا، أن يحفظوا نفس الأشياء كنفسه، قائلين لهم أنهم لن يخلصوا إلا
إذا فعلوا ذلك (أي حفظوا الناموس) “. (السابق 47: 1)

و
بالطبع هنا يتكلم عن المسيحيين من اصل يهودى وواضح من كلام تريفوا انهم يؤمنون
بالمسيح الاله والديان الأبدى وملكوته ابدى، يؤكد له القديس يوستينوس انه سيخلص اى
انه مسيحى تماما مثله مثل يوستينوس فهل يشكك احد فى مسيحية يوستينوس الشهيد؟

 

و
اقوى ما يؤكد ان تعبير مسيح الله هنا يعنى تماما ان المسيح هو الله هو استخدام
يوستينوس نفس القول ليدلل على لاهوت المسيح فى قوله:

 

لأنه
عندما تقول أن هذا المسيح كان موجوداً كالله قبل الدهور ثم أنه خضع للولادة وصار
إنساناً،هذا الإنسان هو مسيح الله،كان موجودا سابقاً كابن خالق الكل لكونه الله
وولد كإنسان من العذراء. وكما برهنت مؤكداً أن هذا الإنسان هو مسيح الله

 

القديس
ابيفانيوس اسقف سلاميس:

و
يلخص لنا القديس ابيفانيوس محور اعتقاد هذه الجماعة فى كتابه
Panarion فيقول:

(1)
استخدامهم كل أسفار العهد القديم والعهد الجديد كما كانت معروفة في أيامه وأيامنا
حالياً بدون استثناء، فيقول: ” فهم لا يستخدمون العهد الجديد فقط، بل العهد
القديم أيضا مثل اليهود، لأنهم لم يرفضوا الشريعة والأنبياء والأسفار المقدسة،
التي يدعوها اليهود بالكتاب المقدس، كما يرفضها الآخرين المذكورين (المانيين
المركيونيين والغنوسيين) “(7: 2).

(2)
لديهم معرفة جيدة باللغة العبرية ويقرأون العهد القديم وإنجيل واحد على الأقل بهذه
اللغة: ” وهم متمكنون جيداً في اللغة العبرية، لأنهم يقرأون كل الناموس
والأنبياء وما يسمى بالأسفار المقدسة، أذكر الأسفار الشعرية والملوك والأخبار
وأستير، باللغة العبرية مثل اليهود تماما”.” ولديهم إنجيل متى كاملاً
بالعبرية. وهو محفوظ لديهم جيداً بحروف عبرية “(7: 4، 9: 4).

(3)
ويؤمنون بقيامة الموتى: ” وهم يقبلون أيضا قيامة الموتى “(7: 3).

(4)
وبالله خالق كل شيء: ” وأن كل شيء له أصله في الله “(7: 3).

(5)
وبالله الواحد وأبنه يسوع المسيح: ” وينادون بإله واحد وأبنه يسوع المسيح
“، ” وفي هذا الخصوص فهم يختلفون عن اليهود والمسيحيين: فهم لا يتفقون
مع اليهود بسبب إيمانهم بالمسيح، ومع المسيحيين لأنهم متمسكون بالناموس والختان
والسبت والأشياء الأخرى “(7: 3، 7: 5). ونلاحظ هنا أنهم لا يختلفون مع
المسيحيين في شخص المسيح ولاهوته.

(6)
أصلهم اليهودي وحفظهم لناموس موسى: ” بالميلاد هم يهود ويكرسون أنفسهم
للناموس ويخضعون للختان “(4: 8 – 9).

(7)
كانوا مكروهين من اليهود ومنبوذين رسميا في صلاة المجامع: ” على أية حال فهم
مكروهون جداً من اليهود، ولا تظهر كراهيتهم فقط عند الأطفال اليهود، بل يقف الشعب
(اليهودي) ثلاث مرات في اليوم؛ في الصباح والظهر والمساء وينطقون اللعنات والسباب
عليهم في صلواتهم في المجامع. ثلاث مرات في اليوم يقولون ” اللهم ألعن
الناصريين “، لأنهم أكثر عداء لنا فهم يؤمنون مع كونهم يهود أن يسوع هو
المسيح “(9: 2-3).

 

و
كذلك القديس جيروم الذى تعامل معهم وجها لوجه يؤكد على صحة عقيدتهم فى تفسيره
لأشعياء الاصحاحات 8، 29، 31 بالتأكيد بعد ما قدمناه من أدلة لا يمكن ان يكون هؤلاء
من يقصدهم القرأن ولقبهم بالنصارى ولابد أنهم أخرين,,,

 

الأبيونيين
الناصريين

احدى
اقدم البدع التى ظهرت فى تاريخ المسيحية، تكلم عنهم يوسابيوس القيصرى فى تاريخه وانقسموا
الى قسمين احدهم اطلق على نفسه لفظ الابيونية والاخرين اطلقوا على انفسهم
الابيونيين الناصريين

 

فقال
يوسابيوس عن الناصريين:

كانوا
متشددين ناموسيا لدرجة شديدة ورفضوا الاعتراف بلاهوت الكلمة الا انهم امنوا
بولادته من العذراء وبصلبه وقيامته,رفضوا كل رسائل بولس لأنها لا تعطى أهمية
للناموس ولم يبالوا بكل الاسفار الاخرى واستعملوا فقط ما يسمى بانجيل العبرانيين والذى
يطلق عليه انجيل الناصريين نظرا لأستخدامهم له,حافظوا على السبت وسائر نظم اليهود،
(تاريخه 3: 27)

 

هؤلاء
ينكرون لاهوت المسيح ولكن من رأيناهم بالاعلى يؤكدون على لاهوت المسيح، وهنا يجب
التفريق بين الفرقتين فمن سموا انفسهم بالنصارى ليسوا الا مجموعة من الرعاع اصحاب
العقائد الفاسدة المتميعة

 

و
ما يجمع عليه العلماء

أن
المسيحيين الناصريين انتهى عصرهم فى عهد جيروم اذ لم يوجد لهم اى ذكر بعد جيروم فى
حين ان الابيونية الناصرية كانت مازالت فى موجودة ومن هنا تميعت عقائدهم ولم يبق
لهم أثر سوى في الجزيرة العربية فاسموهم بالنصارى

 

وهكذا
أطلق عليهم نصارى كما أطلق لقب نصارى على كل المسيحيين عن طريق التعميم خاصة أن
المسيحيين الذين كانوا في الجزيرة العربية وخاصة الحجاز من عدة ملل وطوائف وعقائد
شاذة وكان أغلبهم من العبيد.

 

أما
الطوائف المسيحية الرئيسية

فقد
كانت في اليمن (أرثوذوكس) ومنطقة الخليج وحضر موت (خليط من الأرثوذكس والنساطرة)
وعرب البادية المجاورة للأردن والشام (خليط من الأرثوذكس والكاثوليك)، وناحية
سيناء ومصر (أرثوذكس).

أما
الطرق الصحراوية التي كانت تمر عليها رحلتي الصيف والشتاء فكانت عبارة عن سوق من
العقائد المسيحية الفاسدة التي كانت تعتمد على الخرافة مثل افكار اناجيل الطفولية
والفكر الغنوسي والأبيوني وكل فكر خارج عن المسيحية.

 

القديس
يعقوب

فى
الحقيقة، عن جهل مدقع يلجأ بعض المراهقين الاطفال الجُهال الى وصف القديس يعقوب
بأنتمائه الى بدعة الابيونيين الناصريين، ولكن السبب وراء ذلك انما هو دليل جهل.
اُطلق على القديس يعقوب اخو الرب انه
Nazarite وبناء على هذا اللقب يقول البعض من الجهلاء بأن القديس يعقوب كان
من الابيونيين الناصريين اصحاب انجيل الناصريين المُزور، وليس هذا فحسب بل يحاولون
جاهدين ان يقولوا بأن اصحاب هذه البدعة وعلى رأسهم القديس يعقوب هم المسيحيين
الاصليين الذين حفظوا الايمان المسيحى الحقيقى. هكذا دون اى دليل ودون اى مبرر
مزعوم حتى يبرروا به موقفهم السخيف هذا!!

كلمة
Nazarite هى فى اصلها العبرى נזר
נזיר
وتُنطق naw-zeer،
واذا اردنا ان نعرف معناها فلست ارى اقوى مما جاء فى الكتاب المقدس وحى الله لبنى
البشر ليُعرف معنى هذه الكلمة,,,

 

نقرأ
فى سفر العدد الاصحاح السادس والعدد الثانى:

דבר
אל־בני
ישׂראל ואמרת
אלהם אישׁ
או־אשׁה כי
יפלא לנדר נדר
נזיר להזיר
ליהוה

Speak
unto the children of
Israel, and say unto them, When either man or woman shall
separate themselves to vow a vow of a Nazarite, to separate themselves unto the
LORD

قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِذَا انْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ
لِيَنْذُرَ نَذْرَ النَّذِيرِ لِيَنْتَذِرَ لِلرَّبِّ

هذا
هو معنى كلمة
Nazarite وهذا هو معنى كلمة נזיר، النذير!

حسنا،
دعونا الان نلقى نظرة على المعنى الاصطلاحى للفعل “نذر” ومصدره فى
المعاجم العربية التى هى الفيصل بيننا وبين هؤلاء المدعين!

 

فى
المعجم المحيط

النَّذْرُ:
مص.-: ما يقدّمه المرءُ لربِّه، أو يُوجِبه على نفسه من صَدَقة أوعبادَة أو نحوهما

 

نَذَرَ
يَنْذُرُ ويَنْذِز نَذْراً ونُذُوراً: – الشيءَ: أَوْجبه علي نفْسه إِنِّي
نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الَيوْمَ إنْسِّياً.- على نفسه أن
يفعلَ كذا: أَوْجبه عليها.- نفْسَه لكذا: خَصَّها وفرَّغها: نَذَر نفسَه للعلْم.

 

و
فى محيط المحيط نقرأ:

النَّذْرُ
النَّحْبُ, وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه نَحْباً واجباً, وجمعه
نُذُور،,, نَذَرَ على نفسه لله كذا يَنْذِرُ ويَنْذُر نَذْراً ونُذُوراً والنَّذِيرة
ما يُعطيه. والنَّذِيرة الابن يجعله أَبواه قَيِّماً أَو خادماً للكَنيسة أَو
للمتعبَّد من ذكر وأُنثى, وجمعه النَّذَائر, وقد نَذَرَه

 

و
فى المعجم الغنى:

نَذَرَ
– [ن ذ ر]. (ف: ثلا. متعد. م. بحرف). نَذَرْتُ، أَنْذُرُ، اُنْذُرْ، (أَنْذَرُ،
اِنْذَرْ)، مص. نَذْرٌ، نُذُورٌ. 1.”نَذَرَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَرْعَى
شُؤُونَ الْمَظْلُومِينَ”: أَوْجَبَ عَلَيْهَا… إِنِّي نَذَرْتُ
لِلرَّحْمَانِ صَوْماً (قرآن). 2.”نَذَرَ نَفْسَهُ لِخِدْمَةِ حُقُوقِ
الإِنْسَانِ”: خَصَّصَهَا، فَرَّغَهَا. 3.”نَذَرَ وَلَدَهُ”: جَعَلَهُ
نَذِيرَةً، أي قَيِّماً أو خَادِماً لِلْمَعْبَدِ.

 

و
هكذا فى كل معاجم اللغة العربية، النذير هو من يقدم نفسه لفعل شىء ما، وقد تكلم
الكتاب المقدس عن النذير فى الموضع الذى ذكرناه (عدد 6) وقال:

فَعَنِ
الخَمْرِ وَالمُسْكِرِ يَفْتَرِزُ وَلا يَشْرَبْ خَل الخَمْرِ وَلا خَل المُسْكِرِ
وَلا يَشْرَبْ مِنْ نَقِيعِ العِنَبِ وَلا يَأْكُل عِنَباً رَطْباً وَلا يَابِساً.

 

كُل
أَيَّامِ نَذْرِهِ لا يَأْكُل مِنْ كُلِّ مَا يُعْمَلُ مِنْ جَفْنَةِ الخَمْرِ
مِنَ العَجَمِ حَتَّى القِشْرِ.

 

كُل
أَيَّامِ نَذْرِ افْتِرَازِهِ لا يَمُرُّ مُوسَى عَلى رَأْسِهِ. إِلى كَمَالِ
الأَيَّامِ التِي انْتَذَرَ فِيهَا لِلرَّبِّ يَكُونُ مُقَدَّساً وَيُرَبِّي خُصَل
شَعْرِ رَأْسِهِ.

 

كُل
أَيَّامِ انْتِذَارِهِ لِلرَّبِّ لا يَأْتِي إِلى جَسَدِ مَيِّتٍ

 

و
قد كان كذلك القديس يعقوب كما نقل عنه كثيريين منهم ابيفانيوس وهيجيسابيوس كما نقل
عنه يوسابيوس القيصرى فى تاريخه.

 

فقد
نقل يوسابيوس عن هيجيسابيوس ما كتبه فى تفسيره لسفر اعمال الرسل قائلا: “لم
يشرب خمرا ولم يأكل ابدا لحما ولم يمس رأسه موسى ولم يدهن رأسه بزيت”

Five
Books of Commentaries on the Acts of the Church

 

و
يقتبس ايضا جيروم نفس النص فى كتابه مشاهير الرجال

De
Viris Illustribus (On Illustrious Men: Chapter 2

 

و
لهذا عرف بانه نذير
Nazarite فى طول حياته تمم شروط النذير المشار اليها سابقا فى سفر العدد
الاصحاح السادس وللمزيد عن معنى النذير
Nazarite ننصح بمراجعة
المراجع التالية:

النذير
فى الموسوعة اليهودية

النذير
فى الموسوعة الكاثوليكية

 

و
اذا نظرنا الى سيرة القديس يعقوب اخو الرب كما دونها القديس سمعان المترجم نراها
كالاّتى:

ينحدر
القديس يعقوب أخو الرب من اليهودية، وقد استحق أن يدعى(أخا الرب) بسبب قرابته للرب
يسوع بالجسد والروح.

 

فالقديس
يعقوب،

بحسب
رأي البعض، كان ابن يوسف الخطيب، مولوداً له من امرأته التي كانت معه قبل أن يخطب
مريم الدائمة البتولية ويرى آخرون انه كان ابن أخي يوسف، أي ابناً لأخيه كلاوبا من
مريم امرأته التي كانت ابنة خالة والدة الإله.

 

فلهذه
النسبة كان يدعى أخا الرب (متى 13: 55). ويلقبه الإنجيليون بالصغير مرقس (15: 40)
تمييزاً له عن يعقوب بن زبدى الذي يلقب بالكبير. وكان يلقب أيضا
“بالصديق” أو “البار” لعظم بّره وعدله.

أقيم
الرسول يعقوب أسقفا على اورشليم سنة 34م.

وكانت
له مكانة خاصة عند جماعة الرسل،

ولكلامه
عندها منزلة القانون كما يتبين من كتاب اعمال الرسل، عند مناقشة قضية الوثنيين
الداخلين حديثاً إلى الإيمان:

هل
يجب أن يختنوا، يلََزموا الحفاظ على شريعة موسى، أو لا؟

وقد
قال الرسول يعقوب، في ذلك الحين، بجرأة:


أرى ألاّّ يثقل على الراجعين إلى الله من الأمم، بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات
الأصنام، والزنى، والمخنوق، والدم ” (إعمال الرسل (15: 19 -30)

 

واجمع
الرسل على هذا الموقف في ما يدعى مجمع أورشليم سنة 50م وكتبوا إلى الوثنيين
المهتدين بذلك ويشير الإنجيلي لوقا كاتب أعمال الرسل إلى المكانة الخاصة التي كانت
ليعقوب أخي الرب عند الرسل،

 

إذ
يقول: ” في الغد دخل بولس معنا إلى يعقوب وحضر جميع المشايخ فبعدما سلم عليهم
طفق يحدثهم شيئاً فشيئاً بكل ما فعله الله بين الأمم بواسطة خدمته فلما سمعوا
مجدوا الله (أعمال 21: 18 -20) كما أن الرسول بولس يدعوه احد أعمدة الكنيسة
(غلاطية 2: 9).

 

استشهاده:

قامت
ضد الرسول يعقوب جماعة من اليهود المتطرفين يدفعهم حنان رئيس كهنة اليهود وطلبوا
إليه إن ينكر إيمانه بالمسيح فأقاموه في الوسط وسألوه:

“قل
لنا أيها البار من هو المسيح”

فأجابهم:

“هو
يسوع ابن الله المساوي للأب في الجوهر ” فآمن بكلامه كثيرون وقاومه آخرون

أما
الكتبة والفريسيون

فكانوا
يتذمرون ويقولون للقديس يعقوب أخي الرب:


نرجو منك أيها البار إن تقول للشعب الا يضلوا ويعتقدوا أن يسوع هو المسيح أنهم سوف
يجتمعون في عيد الفصح فقل لهم أيها البار ألا يؤمنوا بهذا الإنسان ” وطلبوا
إليه أن يصعد إلى جناح الهيكل فيراه الجميع ويسمعوا أقواله فيعلمهم

 

وهكذا
بينما كان اليهود مجتمعين حسب العادة في يوم العيد أُصعِدَ الرسول يعقوب اخو الرب
إلى أعلى مكان في الهيكل لكي يتكلم فلم يجزع قط من الموت والعذاب بل تفّوه
بالحقيقة كلها،وصرخ قائلاً:

 


ماذا تريدون إن تعلموا عن يسوع انه جالس في السموات عن يمين قدرة أبيه وهو الذي
سوف يأتي جالساً على سحاب السماء لكي يدين بالعدل كل المسكونة”

فأخذ
الكثيرون في الخارج يصرخون “أوصنا لابن داوود”

لكن
الكتبة والفريسيين استشاطوا غيظاً وأخذوا يحرضون الشعب عليه قائلين:

 


لقد ضلّ البار هو أيضا ” فصعدوا إلى جناح الهيكل وقبضوا عليه مثل الوحوش
الضارية ورموا به إلى الأرض من فوق وبعدها اخذوا يرجمونه بالحجارة وهو يصلي ويقول:
“أيها الرب الإله اغفر لهم لأنهم لا يعلمُون ماذا يفعلون”

(يعقوب
أخو الرّب وثيوذورس قائد الجيش، تعريب الاب افرام كيرياكوس، ص1، 2)

كما
اننى ارى انه خير دليل على ايمان القديس يعقوب اخو الرب الايمان الكامل بعقيدتنا
المسيحية هو وضع ليتروجية اورشاليم والتى للقديس يعقوب اخو الرب بين يديكم،

 

فهل
لدى المعترض دليل يؤيد كلامه؟

و
هل احدا يستطيع ان يقول ان القديس يعقوب اخو الرب لم يكن ايمانه مثلنا تماما؟

 

بالاحرى
ان ايماننا نحن هو الذى مثل ايمان القديس يعقوب لأننا تسلمنا من ابائنا ما تسلموه
من ابائنا الرسل وجاهدوا كثيرا للحفاظ على الايمان ولا يُعقل ان يقوم معترض بسرد
اعتراضاته دون اى دليل او مرجعية لكلامه وهذا ما لم اره!

 

فقد
كتب الرسول يعقوب الرسالة الأولى من الرسائل الكاثوليكية أي الجامعة التي وجّهِت
إلى عدة كنائس لا إلى كنيسة محددة وقد كتب الرسول يعقوب رسالته إلى اليهود الذين
في الشتات أي خارج ارض فلسطين.

 

ويتبين
لنا من رسالته انه امتلك الفضائل النظرية والعملية معاً التي تقود الإنسان إلى
الكمال ففي بداية رسالته يقول: ” من يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح
“(يعقوب1: 1)

فلشدة
تواضعه لم يَدْعُ نفسه أسقفا أو رسولاً

بل
قال عن نفسه

انه
عبد الله والرب يسوع

متشبهاً
بمعلمه في فضيلة التواضع،

فهل
يوجد اعظم من هذا ليؤكد انه يعبد الرب يسوع؟

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى