علم الاخرويات

المبحث الثانى



المبحث الثانى

المبحث
الثانى

رؤيا
الوحوش الأربعة

 

 تعد
هذه الرؤيا من أهم الرؤى المتعلقة بتاريخ الأمم المتعاقبة التي سيكون لها تسلط علي
الأرض بدءا من بابل وحتى المجيء الثاني وانقضاء الدهر, ورغم أن موضوع هذه الرؤيا
يماثل موضوع رؤيا تمثال نبوخذ نصر في مضمونها إلا أن هذه الرؤيا أكثر شمولا من
الرؤيا السابقة لتضمنها سيما في قسمها الأخير الكثير من التفاصيل المتعلقة بالقرن
الصغير أى بالملك اليوناني الجافي الوجه الذي يظهر في الأزمنة الأخيرة ويصنع حربا
مع القديسين ويغلبهم.

مقالات ذات صلة

 ففي
هذه الرؤيا رأى دانيال النبي أربعة وحوش عظيمة (أي أربعة حيوانات مفترسة تمثل
إمبراطوريات عظيمة تتسلط علي الأرض) تصعد من البحر (أى من الأمم) الوحش الأول
كالأسد ويرمز لمملكة بابل, والوحش الثاني شبيه بالدب ويرمز لمملكة فارس ومادى,
والوحش الثالث شبه نمر ويرمز لمملكة اليونان (دانيال 7: 6) (رؤيا 13: 2) والوحش
الرابع هائل ويرمز للمملكة الرومانية (دانيال 7: 3 – 8) وله عشرة قرون (ملوك)
ويقوم بعدهم ملك آخر هو القرن الصغير (دانيال 7: 8 , 24) وهذا القرن يقلع ثلاثة من
القرون الأولى من قدامه أى أنه يستولى على ممالكهم مؤسسا بذلك الإمبراطورية
اليونانية الثامنة التى تتكون من ذات الممالك القديمة التى كانت تضم مصر وسوريا
وتركيا ثم نظر دانيال أن لهذا القرن حكمة إنسانية وفم يتكلم بعظائم وأعطي أن يصنع
حربا مع القديسين ويغلبهم (دانيال 7: 20 – 21) (رؤيا 13: 2 – 7).

 وقد
أوضح يوحنا الرائي أن هذا الوحش أو القرن المتكلم بعظائم كان شبه نمر

(رؤيا
13: 2) الأمر الذي يدل دلاله قاطعه علي أن الوحش أو القرن المتكلم بعظائم هو ملك
اليونان التي يمثلها النمر (دانيال 7: 6).

 كما
أوضح دانيال النبي أن الوحش أو الملك اليوناني الجافي الوجه المعبر عنه بالقرن
الصغير سوف يظهر في آخر زمن مملكة اليونان عند تمام المعاصي ويقوم علي رئيس
الرؤساء (أى علي الرب يسوع المسيح) وبلا يد ينكسر (أي أن انقضاء ملكه لن يكون
بقيام آخر غيره بل بالمجيء الثاني) (دانيال 8: 9 , 21 , 22 , 23 , 25).

 أما
علة تسمية الملك اليونانى الذى يظهر فى الزمن الأخير باسم القرن الصغير فلأن العرف
قد جرى وما زال على أن الملك الأول للإمبراطورية يسمى بالأول أو الكبير أو الأعظم
(دانيال 8: 21) والملك الذى يخلفه وله ذات الاسم يلقب بالثانى أو الصغير ولما كان
الكتاب المقدس قد دعى الملك الأول للإمبراطورية اليونانية بالقرن الكبير لهذا أطلق
الكتاب المقدس على الملك الثانى الذى يعيد تأسيس هذه الإمبراطورية فى الزمن الأخير
اسم القرن الصغير تمييزا له عن القرن الكبير أى الأول (دانيال 7: 8).

 وعلينا
أن نلاحظ أن تحقيق الرؤيا تاريخيا فيما يتعلق بالممالك الأربعة التي تعاقبت في حكم
الأرض يكشف أن حكمها قد انتهي الآن, وصارت النبوءات المتعلقة بها مجرد وقائع
تاريخية بعد أن تحققت بالكامل أما الأحداث المتعلقة بظهور الملوك العشرة والملك
اليوناني الجافي الوجه الذي يطلع بينهم والذي في أيامه يأتي القديم الأيام (دانيال
7: 8 , 20 , 24) فهي ما تزال في حكم النبوءات لتعلقها بأحداث مستقبلية لم تتم بعد
وإن كانت في طريقها للإتمام, فممالك الإمبراطورية الرومانية اليوم منقسمة بالفعل
إلي وحدات سياسية مستقلة, ولم يبق إلا أن يظهر الملوك العشرة, وبعدهم يقوم الملك
اليوناني الجافي الوجه الذي في أيامه يأتي القديم الأيام في بهاء مجده ليدين
المسكونة بالعدل.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى