اللاهوت المقارن

64- ما جئت لأنقض بل لأكمل



64- ما جئت لأنقض بل لأكمل

64- ما جئت لأنقض بل لأكمل

نحن
نرفض تماماً الإدعاء بأن هناك إله يسمى “إله العهد القديم” وإله يسمى
“إله العهد الجديد”. فيقولون قديماً كان الله يوصى شعبه أن يخرجوا
للحرب، و في العهد الجديد قال “أحبوا أعداءكم” (مت5: 44).. فنحن نقول إن
الله قد أوصى أيضاً في العهد الجديد أن نحارب الشيطان.

 

ففي
العهد القديم كان يحارب الإنسان الوثنية، لكى يستطع أن يحافظ على كيانه، لأنه ليس
له سيف الروح القدس وكلمة الله. لذلك كان يحارب بالسيف، لكى يستطيع كشعب خاص،
ومملكة كهنة أن يحافظ على كيانه من عبادة الأوثان. لكن في العهد الجديد قال
“ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب، فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام”
(مت10: 16). فإنسان العهد الجديد له إمكانيات تختلف تماماً عن إنسان العهد القديم.
وهو قال أيضاً “لأنى أنا أعطيكم فماً وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن
يقاوموها أو يناقضوها” (لو21: 15).

 

لقد
خرجت المسيحية تهز العالم كله “وهذه الآيات تتبع المؤمنين، يخرجون الشياطين
باسمى ويتكلمون بألسنة جديدة” (مر16: 17). فمن كان يستطيع أن يخرج شيطاناً في
العهد القديم؟!! لقد اهتزت مملكة الشيطان أمام قوة الكرازة بالإنجيل بواسطة رسل
المسيح الذين “إلى كل الأرض خرج صوتهم وإلى أقاصى المسكونة أقوالهم”
(رو10: 18).

 

ففي
العهد القديم كان الله يحافظ على شعبه، ويحوطه في مساحة ضيقة، وأقصى شئ كان هو منع
تسلل الوثنيين في وسطهم. أما في العهد الجديد فقد قال لهم “اذهبوا إلى العالم
أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها” (مر16: 15)، وهنا أصبحت الكنيسة تنطلق
إلى العالم أجمع . لأنها تحمل قوة الشهادة للمسيح، ومعها ما هو أقوى من الموت.
لأنها تشهد للحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأظهرت لنا، لم تعد تخشى الموت..

 

فلهذا
علينا أن نشهد دائماً بقيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات. وكما نقول في
القداس الإلهى }آمين آمين آمين بموتك يارب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى
السموات نعترف{. هذه هى رسالتنا في هذا العالم؛ ننشر السلام.. ننشر الحب.. نكرز
بالحياة.. نكرز بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات. ليجعلنا يسوع المسيح شهود
حقيقيين للقيامة وبشارة الإنجيل.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى