عهد قديم

الإصحاح السادس والعشرون



الإصحاح السادس والعشرون]]>الإصحاح السادس والعشرون

 

هناك نص قانونى يقول “العقد شريعةالمتعاقدين”. ولقد رأينا فى سفر اللاويين الله يطلب منهم القداسة فهم شعبهوهو له قوانينه كملك يملك عليهم. ثم وجدنا الله يحدد لهم الأعياد فهو يريد فرحهمدائماً. وهنا نجد بنود العقد، إن هم التزموا بوصايا الله، أو قوانين الملك تكونلهم البركات. وإن لم يلتزموا فهناك لعنات (شروط جزائية). ولنلاحظ أن هذه اللعناتليست إنتقاماً بل

أ‌-                 هىثمرة طبيعية للخطية. فمثلاً حين يعبد الشعب أحداً آخر سوى الله يجلب على نفسهلعنة، فالله وحده حين يملك يحرر، أما الآخرون يذلون من يستعبدوه وحين يطلب الله أننحب أعدائنا، فإن لم نفعل ونمت الكراهية داخل القلب، فمن سوف يخسر، بالتأكيد منيملأ قلبه الكراهية فيصاب بأمراض نفسية وجسدية.

ب‌-             اللهفى هذه الحياة لا يعاقب كدينونة فالدينونة لها يومها ولكن هو يسمح ببعض الألامللتأديب وراجع الأيات (لا 26 : 18، 23، 27، 44)

 

مقالات ذات صلة

الأيات 1، 2 :- لا تصنعوا لكماوثانا و لا تقيموا لكم تمثالا منحوتا او نصبا و لا تجعلوا في ارضكم حجرا مصورا لتسجدواله لاني انا الرب الهكم. سبوتي تحفظون و مقدسي تهابون انا الرب.

 

سبب اللعنة والعبودية

الله يسألهم ألا يقيمواتمثالاً منحوتاً ليسجدوا له. ولاحظ أن الأيات الأخيرة من الإصحاح السابق حدثتنا عنعبودية العبرانى للأجنبى وهنا نجد الشرح الروحى فلن يُستَعبد أحد من أولاد الله إنلم يذهب هو بنفسه للعبودية، والتمثال الحجرى قد يكون أى شهوة أو أى خطية. وهذا مايجلب اللعنات عبوديتنا لسادة سوى الله. ولا يجب فقط أن نمتنع عن عبادة الأوثان بلأن نهتم بالسمويات وهنا يشار لها بحفظ السبت وأن نعيش فى خوف الله ويشار له بمهابةالمقدس. أو يشير السبت ومهابة المقدس لتقديس الزمان والمكان.

 

الأيات 3 – 13 :- اذا سلكتم في فرائضيو حفظتم وصاياي و عملتم بها. اعطي مطركم في حينه و تعطي الارض غلتها و تعطي اشجارالحقل اثمارها. و يلحق دراسكم بالقطاف و يلحق القطاف بالزرع فتاكلون خبزكم للشبع وتسكنون في ارضكم امنين. و اجعل سلاما في الارض فتنامون و ليس من يزعجكم و ابيد الوحوشالرديئة من الارض و لا يعبر سيف في ارضكم. و تطردون اعداءكم فيسقطون امامكمبالسيف. يطرد خمسة منكم مئة و مئة منكم يطردون ربوة و يسقط اعداؤكم امامكم بالسيف.و التفت اليكم و اثمركم و اكثركم و افي ميثاقي معكم. فتاكلون العتيق المعتق وتخرجون العتيق من وجه الجديد. و اجعل مسكني في وسطكم و لا ترذلكم نفسي. و اسيربينكم و اكون لكم الها و انتم تكونون لي شعبا. انا الرب الهكم الذي اخرجكم من ارضمصر من كونكم لهم عبيدا و قطع قيود نيركم و سيركم قياما.

بركات الطاعة

آية 4 :- أعطى مطركم فى حينه= من الناحية المادية يقصد بهذا زيادة الخير. ولكن هناك معنى روحى فالمطر يشير لعطاياالروح القدس فإذ يمطر الروح القدس على القلوب المقفرة تتحول إلى فراديس مثمرة. وتعطىالأرض غلتها = الأرض تشير للجسد فهو من التراب “خرج الزارع ليزرع….” وتعطى أشجار الحقل أثمارها = المؤمن كشجرة مغروسة على مجارى المياه(مزمور 1) راجع حز 47

آية 5 :- يقصد بالدراس درسالغلات فيمتد موسم الدرس من كثرة المحصول حتى يأتى وقت قطاف الثمر من الأشجار،ويقطنون ثمار الأشجار حتى يأتى وقت الحصاد، وكأن حياتهم تتحول إلى فيض لا ينتهى،يقضى المؤمن حياته كلها يجنى كل يوم ثمراً جديداً ويتمتع بحصاد لا ينقطع. آمنين= إن لم يحرس الرب المدينة فباطلاً تعب الحراس. فالله يحفظ من الخارج ويعطى سلامفى القلب من الداخل، فلا معنى لكل التحصينات البشرية من الخارج بدون سلام القلب

آية 6 :- (فى 4 : 7 ) يشيرللسلام الداخلى بقوله “سلام الله الذى يفوق كل عقل” وأبيد الوحوشالرديئة = وهذه تعنى روحياً أن الله ينقى من كل شر ودنس. فالحمار مثلاً يشيرللحماقة والجمل للحقد والأسد للوحشية والأفعى للمكر. ولا يعبر السيف فى أرضكم= تعنى روحياً أن الله ينزع روح الزنا والغضب وكل شر.

آية 7 :- الأعداء الروحيين همالشياطين. ومن يحفظ الوصية يعطيه الله سلطان عليهم

آية 8 :- هذا حدث مع جدعون”قض 7″ ويوناثان 1صم14 : 6. يطرد خمسة منكم مائه = 5 تشير للحواسفمن يقدس حواسه بنعمة الله يجد قوة لطرد جمهور الشر وجموع الخطية. ومائة منكميطردون ربوة = قطيع المسيح قادر أن يطرد ربوات الأرواح الشريرة

آية 9 :- التفت إليكموأثمركم = هذه مثل “أراكم فتفرح قلوبكم”. فسر القوة والفرح أن اللهيفتش علينا وينظر إلينا ويعتنى بنا. واكثركم = علامة القوة

آية 10 :- تأكلون العتيقالمعتق = سيكون المخزون من الغلة السابقة كثير جداً حتى أنهم يمكن أن يأكلوهلسنين عديدة. وتخرجون العتيق من وجه الجديد = من كثرة الخير تضطرون أنتفرغوا مخازنكم من الغلة القديمة لتخزنوا الغلة الجديدة

الأيات 11، 12 :- هذا هو أعظموعد أن يسكن فى وسطهم يو 14 : 23 + رؤ 21 : 23 أكون لكم إلهاً = أى يكونلهم كفايتهم ويكون لهم كل شئ

آية 13 :- معناها كما فعلت فىالماضى هكذا سأفعل الأن. وسيركم قياماً = أى ليس فى إنحناء من العبودية.والقيام علامة العزة والكرامة. راجع رو 11 : 10

 

الأيات 14 – 39 :- لكن ان لم تسمعوالي و لم تعملوا كل هذه الوصايا. و ان رفضتم فرائضي و كرهت انفسكم احكامي فما عملتمكل وصاياي بل نكثتم ميثاقي. فاني اعمل هذه بكم اسلط عليكم رعبا و سلا و حمى تفني العينينو تتلف النفس و تزرعون باطلا زرعكم فياكله اعداؤكم. و اجعل وجهي ضدكم فتنهزمونامام اعدائكم و يتسلط عليكم مبغضوكم و تهربون و ليس من يطردكم. و ان كنتم مع ذلكلا تسمعون لي ازيد على تاديبكم سبعة اضعاف حسب خطاياكم. فاحطم فخار عزكم و اصير سماءكمكالحديد و ارضكم كالنحاس. فتفرغ باطلا قوتكم و ارضكم لا تعطي غلتها و اشجار الارضلا تعطي اثمارها. و ان سلكتم معي بالخلاف و لم تشاءوا ان تسمعوا لي ازيد عليكم ضرباتسبعة اضعاف حسب خطاياكم. اطلق عليكم وحوش البرية فتعدمكم الاولاد و تقرض بهائمكم وتقللكم فتوحش طرقكم. و ان لم تتادبوا مني بذلك بل سلكتم معي بالخلاف. فاني انااسلك معكم بالخلاف و اضربكم سبعة اضعاف حسب خطاياكم. اجلب عليكم سيفا ينتقم نقمة الميثاقفتجتمعون الى مدنكم و ارسل في وسطكم الوبا فتدفعون بيد العدو. بكسري لكم عصا الخبزتخبز عشر نساء خبزكم في تنور واحد و يرددن خبزكم بالوزن فتاكلون و لا تشبعون. و انكنتم بذلك لا تسمعون لي بل سلكتم معي بالخلاف. فانا اسلك معكم بالخلاف ساخطا واؤدبكم سبعة اضعاف حسب خطاياكم. فتاكلون لحم بنيكم و لحم بناتكم تاكلون. و اخرب مرتفعاتكمو اقطع شمساتكم و القي جثثكم على جثث اصنامكم و ترذلكم نفسي. و اصير مدنكم خربة و مقادسكمموحشة و لا اشتم رائحة سروركم. و اوحش الارض فيستوحش منها اعداؤكم الساكنون فيها.و اذريكم بين الامم و اجرد وراءكم السيف فتصير ارضكم موحشة و مدنكم تصير خربة.حينئذ تستوفي الارض سبوتها كل ايام وحشتها و انتم في ارض اعدائكم حينئذ تسبت الارضو تستوفي سبوتها. كل ايام وحشتها تسبت ما لم تسبته من سبوتكم في سكنكم عليها. والباقون منكم القي الجبانة في قلوبهم في اراضي اعدائهم فيهزمهم صوت ورقة مندفعة فيهربونكالهرب من السيف و يسقطون و ليس طارد. و يعثر بعضهم ببعض كما من امام السيف و ليسطارد و لا يكون لكم قيام امام اعدائكم. فتهلكون بين الشعوب و تاكلكم ارض اعدائكم.و الباقون منكم يفنون بذنوبهم في اراضي اعدائكم و ايضا بذنوب ابائهم معهم يفنون.

 

اللعنات على العصاة

نجد هنا الثمر الطبيعى لرفضالوصية، إذ يحسب هذا نكثاً للميثاق مع الله ورفضاً لشخصه. وفى (16) سلاً = هو مرضالسل الذى يجعل البدن يهزل. وحين يتخلى الله عن الخاطىء يصاب بالرعب فهو سيصير بلاحماية ويصيبه الهزال،  وفقدان البصيرة،  ويصاب بمرارة وبلا سلام = تتلف النفس. فلاصحة جسدية ولا صحة نفسية. والله يسمح بهذا لعل الخاطئ يتنبه. وتزرعون باطلاًزرعكم فيأكله أعدائكم = هم يعملون لكن ليس لحساب الرب إنما يزرعون زرعهمالذاتى.

آية (17) إذ يفقد الإنسانسلامه الداخلى ويخسر شركته مع الله يصير ضعيفاً أمام الأعداء الروحيين.

آية (18) سبعة أضعاف =رقم 7 يشير للكمال.

الأيات (19، 20) فخار عزكم= المقصود به الهيكل وهذا ما حدث فى سبى بابل ثم مع الرومان بعد المسيح. سمائكمكالحديد = لا تمطر. أرضكم كالنحاس = لا تثمر. فتفرغ باطلاً قوتكم= بدون بركة الرب لا فائدة من المجهود. ولنلاحظ التدرج فى الضربات فلو تنبهالإنسان وقدم توبة لتوقفت الضربات.

آية (21) إذا لم يفهم الإنسانالتأديب ويتوب تصير خطيته أعظم ويحتاج لتأديب أشد

آية (22) هذا ما حدث فى موضوعالحيات المحرقة عد 21 : 5، 6 وما حدث مع إليشع النبى حين إفترست دبة 42 شخصاًوراجع أيضاً 2مل 17 : 24، 26 وقد تشير الوحوش للخطايا التى تهاجم الإنسان ويحفظالله الإنسان منها إذا كان فى حضرته. فإن أعطيناه القفا لا الوجه ترك الوحوشتعدمنا أولادنا أى ثمارنا الداخلية وتقرض بهائمنا أى تفسد الجسد.

آية (25) نقمة الميثاق= أى ينتقم منكم لكسركم ميثاقى أى تعديكم على شريعتى التى جعلت حفظكم إياها ميثاقاًبينى وبينكم. وباقى الآية حدث حرفياً فى سبى بابل.

آية (26) عصا الخبز =الخبز هو عصا الحياة أى الذى تعتمد عليه الحياة. وكسر عصا الخبز أى قطع خبزالحياة. (وروحياً يشير الخبز لكلمة الله)وعلامة القحط سيكون لكل 10 نساء تنور واحدبدلاً من أن يكون هناك تنور لكل واحدة فليس لديهم خبز وليس لديهم وقود. وعلامةأخرى وزن الخبز فلا بركة.

آية (29) هذا حدث فى سبى بابلومع الرومان وحصار السامرة 2مل 6 : 24 – 30

آية (30) مرتفعاتكم =عبد الشعب الأصنام فى الأماكن المرتفعة. والشمسات = أى التماثيل الخاصةبعبادة الشمس.

آية (31) إذ يرفض الإنسانوصية الله تتحول المدن المحصنة إلى خراب بل والمقادس أيضاً.

آية (32) وأوحش الأرض= أى تخلو من الناس بسبب السبى. فيستوحش فيها أعدائكم أى لن يحتمل أعدائكمأن يروا الشر الذى صار إليكم

آية (34) كأن الأرض تألمت منخطاياهم وها هى تستريح بعد طردهم. وهم فى رفضهم لوصايا الله رفضوا حفظ السنةالسبتية ولقد إستوفت الأرض سبوتها 2 أي 21:36

آية (35) أى أن الأرض لا تزرعولا تحرث مدة سبيهم ومصيبتهم وهذا حدث فعلاً

آية (36) صوت ورقة =يخافون أخفض الأصوات. فمن طرح مخافة الله من قلبه فأى شئ سيخيفه أم 28 : 1

آية (37) من خوفهم سيتخبطونبعضهم ببعض.

آية (38) تهلكون = أىتتألمون وسط الشعوب الوثنية وتفقدون هويتكم ونسبكم وإستقلالكم

 

الأيات 40 – 46 :- لكن ان اقروابذنوبهم و ذنوب ابائهم في خيانتهم التي خانوني بها و سلوكهم معي الذي سلكوابالخلاف. و اني ايضا سلكت معهم بالخلاف و اتيت بهم الى ارض اعدائهم الا ان تخضعحينئذ قلوبهم الغلف و يستوفوا حينئذ عن ذنوبهم. اذكر ميثاقي مع يعقوب و اذكر ايضا ميثاقيمع اسحق و ميثاقي مع ابراهيم و اذكر الارض. و الارض تترك منهم و تستوفي سبوتها فيوحشتها منهم و هم يستوفون عن ذنوبهم لانهم قد ابوا احكامي و كرهت انفسهم فرائضي. ولكن مع ذلك ايضا متى كانوا في ارض اعدائهم ما ابيتهم و لا كرهتهم حتى ابيدهم و انكث ميثاقيمعهم لاني انا الرب الههم. بل اذكر لهم الميثاق مع الاولين الذين اخرجتهم من ارض مصرامام اعين الشعوب لاكون لهم الها انا الرب. هذه هي الفرائض و الاحكام و الشرائعالتي وضعها الرب بينه و بين بني اسرائيل في جبل سيناء بيد موسى

قبول التوبة

آية (41) حين يعترفون بخطيتهمفى تواضع ويسلموا بأنهم عوقبوا بعدل وأنهم إستوفوا ما يستحقون = ويستوفوا عنذنوبهم

آية (42) نلاحظ هنا ذكر يعقوبقبل إسحق وإسحق قبل إبراهيم فهو يتكلم عنا بخلاف المعتاد لأن سياق الكلام أنهيرحمهم بسبب الأباء. فكأنه يعود للوراء للآباء تدريجياً.

آية (43) مع أن الله ما زاليحبهم إلا أن الخطية لها عقوبتها.

آية (44) هذه الآية دليل كافىأن الله لا يعاقب للإنتقام بل للتأديب فهو مازال يحبهم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى