52- الحزبية
52- الحزبية
قد تكون إبناً لله، وخادماً فى الكنيسة، وموظباً
على أعمال روحية، ومع ذلك فأنت واقع تحت وطأة الحزبية، وخاضع لمشاعرها..!
والحزبية هى أن تهاجم البعض، بلا معرفة، وبلا
تفكير، وربما بلا أسباب..! بينما تؤيد البعض وتدافع عنهم، بنفس الأسلوب، بلا معرفة،
بلا تفكير، بلا أسباب..!
الحزبية فيها بولس وأبولس، الأمر الذى انتقده
الرسول، ووبخ عليه أهل كورنثوس (1كو 3: 3، 4) “لأنه متى قال واحد أنا لبولس،
آخر وأنا لأبولس، ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر”..
الحزبية
لا تتفق مع روح المحبة..
لأن الشخص الذى تنتقده وتهاجمه وتقف ضده، قطعاً
لا تحبه.. و” المحبة لا تقبح، ولا تظن السوء” (1كو 13)
والحزبية
لا تتفق مع الحق والعدل..
إذ غالباً ما تكون المهاجمة فى نطاق الحزبية،
ليست كلها صدقاً ولا عدلاً.. على الأقل فيها لون من المبالغة، ولون من التجنى.
مبعثه حقد داخل القلب..
والحزبية
لا تبنى، بل تهدم..
إنها نفتت القوى، ويفرق الشمل، وتستخدم كل
الطاقات فى غير مجالها الطبيعى.. تضيعها فى المشاحنات والأنقسام، وفى النقد
والنقض.
الحزبية
ضد وحدة الفكر..
وهى تجسيم للذات، وللروح القبلية.. ولا تتفق مع
حياة الكنيسة المقدسة التى قيل عن أبنائها ” كان الجميع معاً بنفس
واحدة” (أع 4: 32).
وهى ضد وصية الرسل فى قوله “مسرعين إلى حفظ
وحدانية الروح برباط الصلح الكامل.. لكى تكونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً، كما
دعيتم إلى رجاء دعوتكم الواحد، رب واحد، إله واحد، معمودية واحدة” (أف 4).
والحزبية قد تأخذ روح التنافس والمعارضة بالنسبة
إلى الآخرين، وروح الإفتخار بالنسبة إلى الذات..
وقد تأخذ مظهراً من مظاهر (عبادة الأبطال)،
والإنتمائية العامة.. ويصبح كل ما هو أمامك: مجموعتنا، جمعيتنا، فرعنا، كنيستنا
(على مستوى الحى)، بلدنا، قريتنا.