علم التاريخ

6- سليمان يرث المُلك ويبني الهيكل (961-922 ق



6- سليمان يرث المُلك ويبني الهيكل (961-922 ق

6- سليمان يرث المُلك ويبني الهيكل (961922
ق.م)

ثالث
ملك على إسرائيل، ولكن أول ملك بالميراث، وهو ابن داود من بثشبع، وقد مسحه صادوق
الكاهن مع ناثان النبي على عين جيحون وأركبه بغلة الملك داود وأعلن جلوسه على
العرش (1مل 33: 1). ويسميه الوحي الإلهي بفم ناثان النبي يديديَّا
Jadidia أي محبوب الله (2صم 25: 12)، واسمه بالعبري يُنطق هكذا سيلوموه Selomoh ويعني سلامي أو ابن السلام. لم يظهر اسمه في الكتاب في كل روايات
داود إلاَّ في أواخر أيام داود مع أنه وُلد في بدء حكم أبيه، لذلك ظلت شخصيته غير
واضحة تماماً في الكتاب.

لقد
تولَّى سليمان المملكة من أبيه وهي شبه موحَّدة بين إسرائيل في الشمال ويهوذا في
الجنوب. ولكن كان بعض الشعب المحافظين غير راضين عن هذا الأسلوب في ضم الأسباط
وتوحيد المملكة، إذ اعتبروا هذا خروجاً عن النص الإلهي الذي كان قد حدده الله بحكم
الأسباط كل سبط يحكم نفسه، إذ وجدوا في ذلك معنى للحرية والأصالة. كما رأوا أن
توحيدهم يكون بوجود الله كمدبِّر بواسطة مجرَّد قائد مثل موسى وليس ملك يحكم عوض
الله.. فكان سليمان غير محبوب من التقليديين كما كان داود أبوه، وخاصة من بني
إسرائيل في الشمال الذين هم غرباء عن سبط يهوذا المتملِّك. ولم يكن هذا الفكر
إلاَّ ترديداً لصوت الله بفم صموئيل النبي:

+
“فكلَّم صموئيل الشعب- الذين طلبوا منه ملكاً- بجميع كلام الرب وقال: هذا
يكون قضاء الملك الذي يملك عليكم، يأخذ بنيكم ويجعلهم لنفسه لمراكبه وفرسانه
فيركضون أمام مراكبهِ. ويجعل لنفسه رؤساء ألوف ورؤساء خماسين فيحرثون حراثته
ويحصدون حصاده ويعملون عُدَّة حربه وأدوات مراكبه. ويأخذ بناتكم عطَّارات
وطبَّاخات وخبَّازات. ويأخذ حقولكم وكرومكم وزيتونكم أجودها ويعطيها لعبيده.
ويعشِّرُ زروعكم وكرومكم ويُعطي لخصيانه وعبيده، ويأخذ عبيدكم وجواريكم وشبَّانكم
الحسان وحميركم ويستعملهم لشغله، ويعشِّرُ غنمكم وأنتم تكونون له عبيداً”
(1صم 8: 1017)

وهكذا
لم يجد داود ولا سليمان القبول الكلي من الشعب، وذلك بالرغم من الحكمة التي وهبها
الله لسليمان بسخاء:

+
“هوذا أعطيتك قلباً حكيماً ومميزاً حتى أنه لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك
نظيرك” (1مل 12: 3)

 

ولاية
العرش:

اعتلى سليمان العرش بناء على وصية داود كوريث للتاج، ولكنه
لم يجلس على كرسي المملكة إلاَّ بصعوبة وبعد تصفيات جسدية ودموية من الذين كانوا
يطالبون بالعرش عن أحقية كابن داود الأكبر، أو عن طموح مثل قواد الجيش: أبنير.

Ÿ فأبشالوم ثالث ابن لداود كان أول
طامح للعرش في عز صولجان أبيه، وقام بثورة وانقلاب ضد أبيه وهو حي، فهرب داود من
وجهه وترك المملكة وأُورشليم وعبر الأُردن لا خوفاً منه ولكن ابقاءً على حياته.
ولكنه مات بيد
الله ومن سهم مرق في وسط قلبه على يد يوآب قائد قوات داود
(2صم
18: 14و15).

 

Ÿ وكذلك أبنير قائد قوات شاول إذ كان يطلب المُلك بحسب رؤية يوآب، فاغتاظ يوآب عليه وقتله: “أنت تعلم أبنير بن
نير أنه إنما جاء ليُمَلِّقك وليعلم خروجك ودخولك وليعلم كل ما تصنع. ولمَّا رجع
أبنير إلى حبرون مال به
يوآب إلى وسط
الباب ليكلِّمه سرًّا، وضربه هناك في بطنه فمات” (2صم
3: 2527)

Ÿ كذلك أدونيا الابن الرابع لداود حاول اغتصاب المُلك: “ثم إن
أدونيا بن حجيث (زوجة داود) ترفَّع قائلاً: أنا أملك
” (1مل 5: 1). واستعان بيوآب
قائد قوات جيش داود وأبياثار الكاهن، ولكن باءت محاولته
بالفشل.

أمَّا
الملك سليمان فبعد أن استوى على عرشه، وبعد أن هادن أدونيا مدة، عاد أدونيا وخان
العهد “فأرسل الملك سليمان بيد بناياهو بن يهوياداع فبطش به فمات” (1مل
25: 2)

ثم
جاء الدور على يوآب بن صرويه القائد السابق على جيش داود- وهو ابن أخت داود الملك
الذي أوصى داود بقتله لأنه قتل ابنه أبشالوم وقتل أبنير رئيس جيش شاول وعماسا رئيس
جيش يهوذا، وكذلك حاول أن يُسقط داود عن عرشه.

أمَّا أبياثار الكاهن الذي أوصى أيضاً داود بقتله فيظهر ذلك
في الحديث الساخر الذي تمَّ بين سليمان وبثشبع أُمه، وهي تتشفَّع لأدونيا أخي
سليمان: “فأجاب الملك سليمان وقال لأُمه: ولماذا أنتِ تسألين أبيشج الشونمية
لأدونيا. فاسألي له المُلك؟ لأنه أخي الأكبر مني؟؟؟ له ولأبياثار الكاهن وليوآب بن
صرويه!!
” (1مل 22: 2). “فهرب يوآب إلى خيمة الرب
وتمسَّك بقرون المذبح.. فأرسل سليمان بناياهو بن يهوياداع.. فصعد وبطش به
وقتله” (1مل 2: 28و34)

وورث
بناياهو رئاسة قيادة الجيش على إسرائيل خلفاً له.

أمَّا
أبياثار الكاهن فاكتفى سليمان بإسقاطه من درجته الكهنوتية ونفيه إلى منطقة نائية
لا يتخطَّاها: “وقال الملك لأبياثار الكاهن اذهب إلى عناثوث إلى حقولك لأنك
مستوجب الموت ولست أقتلك في هذا اليوم” (1مل 26: 2)

ويقول
الكتاب في نهاية هذه التصفية الجسدية لكل الأشخاص الذين كانوا يتهددون الملك هكذا:
“وتثبت المُلك بيد سليمان” (1مل 46: 2)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى