اللاهوت الدستوري

30- الطلاق وسلوك الأطفال



30- الطلاق وسلوك الأطفال

30- الطلاق وسلوك الأطفال

ما
موقف الطفل الذي ولد لأب وأم كثيري الشقاق والشجار؟.. وما تأثير ذلك علي نفسيته؟..
إن الطفل يولد ضعيفاً معنمداً وهو لا يعتمد فقط علي عائلته في الحصول علي الطعام
ولكنه يعتمد عليها كذلك في توفير الجو الملائم لنموه نمواً نفسياً سليماً والحقيقة
أن السنوات الأولي من حياة الطفل هي محصلة العوامل الوراثية والبيئية التي تتفاعل
داخله بينما هو يتلقاها دون أي مقاومة.. ثم يمتد أثر هذه العوامل نفسياً
واجتماعياً علي سلوك الطفل ومستقبله بعد ذلك.. إن الأسرة السعيدة المتحابة
والمكونة من أب وأم مستقران متفاهمان هي أنسب بيئة لنمو الطفل نمواً نفسياً
وجسمياً صحيحاً ليس ذلك فحسب بل ولتنشئته تنشئة إجتماعية ملائمة.. إن هذه البيئة
تمنح الطفل نوعاً من الدعم والمعونة المادية والروحية وهذه أشياء ضرورية لنمو
شخصيته وتقويتها وشعوره بثقته بنفسه.. بينما الطفل الذي يولد لأسرة كثيرة الشجار
تحت بصر أطفالهم ينعكس بصورة خطيرة علي نفسيتهم ومستقبلهم بعد ذلك فهؤلاء الأطفال
سيكتسبون مزاجاً عصبياً حاداً وعقلية مشتتة وعاطفة موزعة وفوضي عقلية هذا إضافة
لتبنيهم عقداً نفسية وجنسية مما يجعلهم عرضة فيما بعد للإنهيار الخلقي والعصبي..
إن اختلال التوازن الأسري بالطلاق أو وفاة أحد الوالدين أو بهجرة المنزل أو بتغيبه
عنه فترات طويلة كل ذلك يحرم الطفل من سند قوي هو في حاجة إليه لنموه الوجداني
والإجتماعي ولإحساسه بالأمان والاستقرار، بيد أن أثر طلاق الوالدين أخطر بكثير علي
نفسية الطفل من وفاة أحد الوالدين أو تغيبه عن المنزل، فانفصال الزوجين يحدث في جو
من التوتر والكراهية وهذه الآثار تبدأ عملها بطريقة خفية في ذهن الطفل الصغير ثم
تمتد إنعكاساتها بعد ذلك ثم أن الطلاق قد يؤدي إلي علاقات شاذة يكون الأطفال هم
الضحية الوحيدة لها..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى