اللاهوت المقارن

203- الطريقة الصحيح للتفكير في المجيء الثاني



203- الطريقة الصحيح للتفكير في المجيء الثاني

203- الطريقة الصحيح للتفكير في المجيء الثاني

تكلّم
السيد المسيح كثيراً عن أهمية حياة الاستعداد.. واستخدم الاستعداد لمجيئه الثانى
كوسيلة للاستعداد فى حياتنا الشخصية. لأن العالم سينتهى بالنسبة لأى إنسان مع
انتقاله من هذا العالم. فمجيء السيد المسيح الثانى لن يغير الوضع كثيراً بالنسبة
لأى إنسان من حيث استعداده الشخصى لملاقاة الرب.. والذين سيكونون فى العالم فى وقت
مجيء السيد المسيح الثانى عليهم أيضاً أن يستعدوا، لكن ما الفائدة من أن يظل
الإنسان يفكر فى ميعاد نهاية العالم ثم تنتهى حياته هو شخصياً على الأرض ولم يكن
مستعداً؟

 

فلو
فُرض أن عرف الإنسان أن العالم سينتهى بعد ألف سنة من الوقت الحاضر، بينما لم
يستعد هو نفسه لأنه يعلم أنه لا يزال هناك ألف سنة أخرى. حياته هو لن تطول ألف
سنة، فما الفائدة من معرفته بميعاد نهاية العالم؟!! لذلك كان السيد المسيح متعمداً
كما أيضاً فى التدبير الإلهى أن لا يعلن متى ستكون نهاية العالم لأن هذا سيكون
مدعاة للناس أن تتمسك بهذا العالم. لكن الكتاب ينذرنا دائماً بزوال هذا العالم
وانتهائه لنفهم أيضاً أن العالم سينتهى بالنسبة لنا شخصياً بانتقالنا من هذا
العالم، فالبعدين مرتبطين معاً.

 

لذلك
حينما تكلّم السيد المسيح عن مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات قال فى نهاية
المثل: “فاسهروا إذاً لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التى يأتى فيها ابن
الإنسان” (مت25: 13).

 

كذلك
حينما تكلّم عن نهاية العالم قال: “اسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون فى أية ساعة
يأتى ربكم.. لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه فى ساعة لا تظنون يأتى ابن
الإنسان” (مت24: 42، 44) . والعروف أن “ابن الإنسان” هو الرب السيد
المسيح نفسه لأنه تجسد من العذراء مريم وصار إنساناً.

 

إذاً
الشئ الذى يستفيد منه الإنسان فى تذكّره لنهاية العالم هو أن لا يحب العالم.. ليس
المقصود هو كراهية الناس، بل عدم محبة المادة والحياة الزمنية. وأن يشتاق إلى
الأمور السمائية وينتظر الحياة الأبدية.

 

فى
نهاية قانون الإيمان الذى يقال فى الصلوات الخاصة وفى القداسات والأسرار إلخ. نقول
{وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى آمين}. ففيما نحن ننتظر حياة الدهر الآتى
ونهاية العالم نتذكر قيامة الأموات. وهذا هو الأسلوب السليم للتفكير فى نهاية
العالم. فنهاية العالم بالنسبة لنا هى بداية استعلان ملكوت الله فى الحياة
الأبدية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى