اللاهوت الدفاعي

الفصل الثالث



الفصل الثالث

الفصل الثالث

تأكيد العهد الجديد لوحي العهد القديم

مقالات ذات صلة

 

أولاً: أوصاف العهد القديم في العهد الجديد

وصف السيد المسيح وتلاميذه أسفار العهد القديم
بعدة أوصاف مختلفة واستخدم الروح القدس في العهد الجديد عدة تعبيرات للدلالة
والتأكيد على أن كل سفر من أسفاره وكل عبارة من عباراته وكل حرف من حروفه، بل وكل
نقطة فيه هي نفس الله، ما تنفس به الله، كلمة الله الموحى بها بالروح القدس بواسطة
الأنبياء. وهناك إحصائية تقول أنه يوجد 2,559 آية (عدد) في العهد الجديد (من
أجمالي 7,964 آية، أي بنسبة 32%) تستشهد بالعهد القديم وتقتبس من وتشير إليه
.
فقد أقتبس السيد المسيح من آياته وأسفاره وأشار ‘ليها في تعليمه أمام الجموع، وفى
مناقشاته مع الكهنة والكتبة والفريسيين، وعند الإجابة على أسئلتهم سواء التي
سألوها بصدق وإخلاص أو بقصد الإيقاع به، كما أقتبس منها وهو يعلم تلاميذه، وأشار
إليها في صلاته للآب، وأقتبس منها وأشار إليها كذلك وهو على الصليب وعند قيامته من
الأموات، وكذلك فعل تلاميذه. وأهم هذه الأوصاف والتعبيرات هي “ الكتاب
” أو ” الكتب ” و ” مكتوب ” و ” لكي
يتم ما قيل بالنبي
” أو ” ما قيل بالأنبياء ” أو ”
الأنبياء ” و “ الناموس ” و “ المزامير
” و “ الناموس والأنبياء ” و “ الناموس والأنبياء
والمزامير
“:

 

(1) الكتاب أو الكتب

 أستخدم السيد المسيح وتلاميذه في العهد الجديد
تعبير “ الكتاب ” أو ” الكتب “، والذي تكرر
أكثر من 50 مرة، للإشارة إلى أسفار العهد القديم، ككل أو إلى كل سفر بصفة خاصة،
بمعنى ؛

أ – “ الكتاب المقدس ” أو
” الكتب المقدسة ” كما قيل عن تيموثاوس ” وانك منذ الطفولية
تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع
” (2تى15: 3)، وكما قيل عن إنجيل المسيح ” الذي سبق (الله) فوعد به
بأنبيائه في الكتب المقدسة ” (رو2: 1) أو ” الأسفار المقدسة“.

ب – ” الكتب النبوية ” ”
ولكن ظهر الآن واعلم به جميع الأمم بالكتب النبوية حسب أمر الإله الأزلي
لإطاعة الأيمان ” (رو26: 16)، أو ” نبوة الكتاب “، ”
عالمين هذا أولا أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص ” (2بط20: 1).

ج – “ كتاب الأنبياء “، ”
مكتوب في كتاب الأنبياء ” (أع22: 7،42)، ” المكتوب في
الأنبياء
“، ” مكتوب في الأنبياء ” (مر2: 1؛45: 6)،
أقوال الأنبياء

 (أع15: 15). أي كلمة الله، نفس الله، ما
تنفس به الله أو كما قيل بالتحديد ” كل الكتاب هو موحى به من الله (كل
الكتاب (الأسفار المقدسة)هو ما تنفس به الله
) ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم
والتأديب الذي في البر “، (2تى 16: 3).

 وأكد
السيد المسيح كما أكد تلاميذه بالروح القدس على حتمية إتمام كل كلمة وكل حرف بل
وكل نقطة في هذه الكتب أو الأسفار المقدسة باعتبارها كلمة الله التي أعلن فيها عن
إرادته الإلهية وناموسه ” لا تظنوا أنى جئت لانقض الناموس أو الأنبياء
ما جئت لانقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف
واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل ” (مت17: 5،18)، ” ولكن
زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس ” (لو17: 16).
لأنه كما يقول الكتاب ” أن كل ما سبق فكتب كتب لأجل تعليمنا حتى بالصبر
والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء ” (رو4: 15).

 وكان
السيد المسيح يشير دائماً لهذه الكتب أو الأسفار المقدسة وهو يعلم تلاميذه
والجموع، كما كان يحاجج رؤساء اليهود بما جاء فيها، وكان يؤكد دائماً على حتمية
إتمام ما سبق وتنبأ به عنه أنبياء العهد القديم فيها:

+ ” فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم
فيها حياة أبدية وهي التي تشهد لي “(يو39: 5).

+ ” لأنكم لو كنتم تصدقون موسى
لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني ” (يو46: 5).

+ ” فان كنتم لستم تصدقون كتب ذاك
فكيف تصدقون كلامي ” (يو47: 5).

+ ” من آمن بي كما قال الكتاب تجري
من بطنه انهار ماء حي ” (يو38: 7).

+ ” وداود نفسه يقول في كتاب المزامير
قال الرب لربي اجلس عن يميني ” (لو42: 20).

+ ” فتعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف
الكتب
وهو لم يتعلم ” (15: 7).

+ وفى حديثه عن القيامة للصدوقيين والفريسيين
” تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله ” (مت29: 22؛ مر24:
12).

+ وقال لهم عما سبق أن تنبأ به ملاخى النبي عن
يوحنا المعمدان ” هذا هو الذي كتب عنه ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي
الذي يهيئ طريقك قدامك ” (لو7: 27).

+ وعندما رفضوه قال لهم ” أما قرأتم قط
في الكتب
الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية ” (مت42:
21؛مر10: 12؛لو17: 2) وهو يشير هنا إلى ما جاء عنه في مزمور 22: 118 ؛ كما أشار
إلى هذه النبوة أيضا كل من القديس بطرس (أع11: 4؛1بط7: 2) والقديس بولس (أف20: 2).

+ وعندما قال ” أنا والآب واحد ”
حاولوا رجمه قائلين له ” فانك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً ” فقال لهم
مستشهداً بما جاء في مزمور 6: 82 ” أليس مكتوب في ناموسكم أنا قلت
أنكم آلهة … ولا يمكن أن ينقض المكتوب ” (يو30: 10-35).

+ وكانوا هم بدورهم يعرفون هذه النبوات جيداً
ويحفظونها وكانوا يقولون فيما بين أنفسهم ” ألم يقل الكتاب انه من نسل
داود ومن بيت لحم القرية التي كان داود فيها

يأتي المسيح ” (42: 7)، وكما قال ”
فيلبس ” عندما ” وجد نثنائيل.. وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس
والأنبياء
” يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة (يو45: 1).

+ وفى ليلة العشاء الرباني قال لتلاميذه مشيراً
إلى نبوة المزامير عن خيانة يهوذا له ” لكن ليتم الكتاب الذي يأكل معي
الخبز رفع علي عقبه ” (يو18: 13مع مز9: 41) وقال في صلاته للآب ” ولم
يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب ” (يو12: 17).

+ ولما جاءوا للقبض عليه قال لهم ” كل يوم
كنت معكم في الهيكل أعلم ولم تمسكوني. ولكن لكي تكمل الكتب ” (مر49:
14). وعلى الصليب يقول الكتاب ” بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كمل فلكي
يتم الكتاب قال
أنا عطشان ” (يو28: 19).

+ وبعد قيامته من الأموات شرح لتلاميذه كل ما
سبق وتنبأ به عنه الأنبياء ” ثم أبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر
لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب ” (لو27: 24)، ” فقال
بعضهما لبعض ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب
” (لو32: 24)، ” وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد
معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير
حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب
” (لو44: 24،45).

+ وبعد القيامة وحلول الروح القدس أدرك التلاميذ
والرسل فحوى هذه النبوات ومغزاها ” فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه انه قال
هذا فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع ” (يو22: 2). وكانوا
يشيرون إلي هذه النبوات في مناسباتها في الإنجيل مثل نبوة اشعياء النبي عن صلبه
بين لصين ”
فتم الكتاب القائل وأحصى مع آثمة ” (مر28: 15مع اش12:
53)، ونبوة داود النبي عن اقتسام ثياب المسيح وإلقاء قرعة عليها ” ليتم
الكتاب
القائل اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي القوا قرعة هذا فعله العسكر
” (يو24: 19مع مز18: 22)، ونبوة كل من سفري الخروج والمزامير عن حفظ عظامه
وعدم كسرها “لان هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه ”
(يو36: 19مع خر46: 12؛مز20: 34)، ونبوة زكريا النبي عن طعن جنبه بالحربة ”
وأيضا يقول كتاب آخر سينظرون إلى الذي طعنوه ” (يو37: 19مع زك9: 9).

+ كما كانت مدخلهم الدائم لتقديم البشارة
بالخلاص لليهود والأمم والإعلان عن أن يسوع الناصري هو المسيح المنتظر الذي تنبأ
عنه جميع الأنبياء في جميع هذه الكتب أو الأسفار المقدسة مثل بشارة القديس فيلبس
للخصى الحبشي بالمسيح عن طريق نبوة اشعياء النبي ” ففتح فيلبس فاه وأبتدأ من
هذا الكتاب فبشره بيسوع ” (أع35: 8)، وكان القديس بولس ” باشتداد
يفحم اليهود جهرا مبينا بالكتب أن يسوع هو المسيح ” (أع28: 18)،
” فدخل بولس إليهم حسب عادته وكان يحاجهم ثلاثة سبوت من الكتب
(أع2: 17). ويقول الكتاب عن بعض هؤلاء ” فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين
الكتب
كل يوم هل هذه الأمور هكذا ” (أع11: 17). كما بدأ رسالته إلى رومية
بحديثه عن إنجيل المسيح ” الذي سبق (الله) فوعد به بأنبيائه في الكتب
المقدسة
” (رو2: 1)، وأكد بالروح أن كل ما تم مع المسيح تم كما سبق أن
تنبأ عنه

الأنبياء في الكتب ” فأنني سلمت إليكم في
الأول ما قبلته أنا أيضا أن المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب وانه دفن
وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب ” (1كو3: 15،4). ويشير العهد
الجديد إلى كل سفر من أسفار العهد القديم باعتباره كلمة الله وكتاب مقدس وعلى سبيل
المثال يقول ؛

+ ” لأنه ماذا يقول الكتاب (سفر
التكوين) فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا ” (رو3: 4؛يع23: 2)، ” والكتاب
(سفر التكوين) إذ سبق فرأى أن الله بالأيمان يبرر الأمم سبق فبشر إبراهيم أن فيك
تتبارك جميع الأمم ” (غل8: 3).

+ ” لأنه يقول الكتاب (سفر الخروج)
لفرعون أنى لهذا بعينه أقمتك لكي اظهر فيك قوتي ولكي ينادى باسمي في كل الأرض
” (رو17: 9).

+ ” مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما
هو مكتوب في كتاب الناموس (سفر التثنية) ليعمل به ” (غل10: 3)، ”
لان الكتاب (سفر التثنية) يقول لا تكم ثورا دارسا و الفاعل مستحق أجرته
(إنجيل لوقا) ” (1تى18: 5).

+ ” لان الكتاب (اشعياء 165: 28) يقول كل
من يؤمن به لا يخزى ” (رو11: 10)، وأيضا ” لذلك يتضمن أيضا في الكتاب
(اشعياء) هاأنذا أضع في صهيون حجر زاوية مختارا كريما و الذي يؤمن به لن يخزى
” (1بط6: 2).

+ ” ماذا يقول الكتاب (سفر الملوك
الثاني) في ايليا كيف يتوسل إلى الله ضد إسرائيل قائلا ” (رو2: 11).

 

(2) مكتوب أو المكتوب

 والكلمة
الثانية التي يستخدمها الوحي الإلهي في العهد الجديد للتعبير عن أن كل كلمة وكل
حرف وكل نقطة في الأسفار المقدسة هي كلمة الله، وتكررت أكثر من 90 مرة للإشارة إلى
آيات العهد القديم، هي كلمة ” مكتوب “ والتي تعنى وحي الله
وكلامه المكتوب بالروح القدس بواسطة الأنبياء والذي لا يمكن أن ينقض كقول السيد
المسيح ” ولا يمكن أن ينقض المكتوب ” (يو45: 10). ومن ثم أستخدم
الوحي الإلهي عبارات مثل “ مكتوب بالنبي “، ” المكتوب
الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود
“، ” مكتوب في درج الكتاب
“، ” الكلمة المكتوبة “، ” مكتوب في الناموس
“، “ مكتوب في ناموس موسى “، “ مكتوب في الناموس
والأنبياء
“، “ مكتوب في كتاب الأنبياء “، ” مكتوب
في سفر المزامير
“:

+ وأكثر السيد المسيح من أستخدم هذه الكلمة
للإشارة إلى كل ما جاء في العهد القديم فلما واجه الشيطان ” قال مكتوب
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ” (مت4: 4)،
مكتوب أيضا لا تجرب الرب إلهك ” (مت6: 4)، ” اذهب يا
شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ” (مت10: 4).

 + كما أستخدمها في توبيخ رؤساء اليهود
” فأجاب وقال لهم حسنا تنبا أشعياء عنكم

انتم المرائين كما هو مكتوب هذا الشعب
يكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيدا ” (مر6: 7)، ” أما قرأتم هذا
المكتوب
الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية ” (مر10: 12)،
” وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص
” (مت13: 21)، ” وأيضا في ناموسكم مكتوب أن شهادة رجلين حق
” (يو17: 8)، ” أجابهم يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم أنا قلت أنكم
آلهة. أن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله ولا يمكن أن ينقض المكتوب
” (يو34: 10،35)، ” لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم انهم
ابغضوني بلا سبب ” (يو25: 15)، ” انه مكتوب في الأنبياء ويكون
الجميع متعلمين من الله فكل من سمع من الأب وتعلم يقبل إلى ” (يو45: 6).

+ وأستخدمها للإشارة إلى ما تنبأ به أنبياء
العهد القديم عن آلامه وموته وقيامته ” كيف هو مكتوب عن ابن الإنسان
أن يتألم كثيرا ويرذل ” (مر12: 9)، ” أن ابن الإنسان ماض كما هو
مكتوب
عنه ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان ” (مت24: 26)،
” حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون في في هذه الليلة لأنه مكتوب أنى
اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية ” (مت31: 26).

+ وأستخدمها في الحديث عن يوحنا المعمدان كالآتي
بروح إيليا وقوته ” لكن أقول لكم أن ايليا أيضا قد آتي وعملوا به كل ما
أرادوا كما هو مكتوب عنه ” (مر13: 9)، كما أستخدمها التلاميذ للإشارة
إلى نبوة ملاخى عن المعدان ” كما هو مكتوب في الأنبياء ها أنا أرسل
أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك ” (مر2: 1)، وعن غيرته على الهيكل
” فتذكر تلاميذه انه مكتوب غيرة بيتك أكلتني ” (يو17: 2)، وعن
دخوله أورشليم على جحش” ووجد يسوع جحشا فجلس عليه كما هو مكتوب
(يو14: 12) ” وهذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولا ولكن لما تمجد يسوع حينئذ
تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه وانهم صنعوا هذه له ” (يو16: 12).

+ وأشار بها رؤساء اليهود إلى المكان الذي كان
يجب أن يولد فيه المسيح ” فقالوا له في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب
بالنبي
” (مت5: 2)، وأشاروا بها أيضاً إلى ما جاء في سفر الخروج عن المن
والسلوى ” آباؤنا أكلوا المن في البرية كما هو مكتوب انه أعطاهم خبزا
من السماء ليأكلوا ” (يو31: 6).

+ وأستخدمها التلاميذ بعد قيامة المسيح عند
أختيار بديل ليهوذا ” أيها الرجال الاخوة كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب
الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا
الذي صار دليلا للذين قبضوا على
يسوع ” (أع16: 1)، ” لأنه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابا
ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر ” (أع20: 1). وفى حواراتهم مع اليهود
وكرازتهم بالإنجيل” كما هو مكتوب في كتاب الأنبياء هل قربتم لي ذبائح
وقرابين أربعين سنة في البرية يا بيت إسرائيل ” (أع42: 7)، ” أن الله قد
اكمل هذا لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضا في المزمور الثاني
أنت ابني أنا اليوم ولدتك ” (أع33: 13)، ” وهذا توافقه أقوال
الأنبياء كما هو مكتوب
سأرجع بعد هذا أبنى خيمة داود الساقطة “(أع15:
15،16)، ” مكتوب رئيس شعب كلا تقل فيه سوءا “(أع5: 23)، ” و لكنني
اقر لك بهذا أنني… هكذا أعبد اله آبائي مؤمنا بكل ما هو مكتوب في الناموس
والأنبياء
” (أع24: 14). وهكذا تتكرر كلمة مكتوب ” مكتوب في
ناموس موسى ”
(1كو9: 9)، ” مكتوب في الناموس ” (1كو21: 14)،
” الكلمة المكتوبة ” (1كو45: 15)، ” في درج الكتاب مكتوب
عني لأفعل مشيئتك يا الله ” (عب10: 7).

 

(3) الناموس والأنبياء والمزامير

ثم يستخدم العهد الجديد خمسة تعبيرات أخرى
للإشارة إلى أسفار العهد القديم للتعبير عن أقسامه الثلاثة الرئيسية (التوراة
والأنبياء والكتابات) باعتبارها كلمة الله الموحى بها، نفس الله، ما تنفس به الله
بروحه القدوس بواسطة وعلى لسان أنبيائه القديسين الذين استلموها ودونوها وهم “
مسوقين بالروح القدس
” وهى ؛

1 – “ الناموس ” للإشارة إلى
أسفار موسى الخمسة، أو التوراة بصفة خاصة، واستلام موسى النبي لها وتدوينها بالروح
القدس “ ناموس موسى ” (أع39: 13؛عب28: 10)، و” كتاب موسى
” (مر26: 12)، ” لئلا ينقض ناموس موسى ” (يو23: 7؛أع5: 15)،
” فانه مكتوب في ناموس موسى ” (1كو9: 9)، وأحياناً يستخدم عبارة
موسى فقط للإشارة إلى ذلك ” حين يُقرأ موسى ” (2كو15: 3)، ”
لان الناموس بموسى أعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا ” (يو17:
1). وللإشارة إلى كل أسفار العهد القديم بصفة عامة باعتبارها ناموس الله ”
فأنى اسر بناموس الله ” (رو22: 7)، ” اخدم ناموس الله
” (رو25: 7)، ” خاضعا لناموس الله ” (رو7: 8)، ويقول اليهود
” سمعنا من الناموس أن المسيح يبقى إلى الأبد ” (يو34: 13)
والإشارة هنا إلى (مزمور4: 110واش7: 9)، ويستشهد السيد المسيح بقول المزمور 6: 82
” أليس مكتوبا في ناموسكم أنا قلت أنكم آلهة ” ومن مزموري (19:
35؛4: 69) ويقول ” لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم أنهم أبغضوني
بلا سبب ” (يو25: 15)، ويقتبس القديس بولس الرسول من اشعياء (11: 28-12)
ويقول ” مكتوب في الناموس ” (1كو21: 14).

2 – ” الأنبياء ” للإشارة إلى
جميع أسفار الأنبياء، وهنا تستخدم عبارات مثل ” لكي يتم ما قيل بالأنبياء
” (مت23: 2)، و” فانظروا لئلا يأتي عليكم ما قيل في الأنبياء
” (أع40: 13)، و” لكي تكمل كتب الأنبياء ” (مت56: 26)،
و” هو مكتوب في الأنبياء ” (مر2: 1؛يو45: 6)، و” سيتم كل ما
هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان ” (لو31: 18)، و” جميع ما تكلم به
الأنبياء
” (لو25: 24)، و” وجميع الأنبياء أيضا من صموئيل فما
بعده
جميع الذين تكلموا سبقوا و انباوا بهذه الأيام ” (أع24: 3)، ”
مكتوب في كتاب الأنبياء ” (أع42: 7)، و” له يشهد جميع
الأنبياء
” (أع43: 10)، و” أقوال الأنبياء ” (أع27:
13؛أع15: 15).

3 – ” المزامير ” للإشارة إلى
كل المزامير، خاصة مزامير داود، ويسميها ” سفر المزامير ” و ” كتاب
المزامير. وكان هذا السفر من أكثر الأسفار التي أستخدمها وأقتبس منها وأشار إليها
السيد المسيح وتلاميذه ورسله في العهد الجديد:

” لان داود نفسه قال بالروح القدس
” (مر36: 12)، “ وداود نفسه يقول في كتاب المزامير قال الرب لربي
اجلس عن يميني ” (لو42: 20). ” وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به و
أنا بعد معكم انه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء
والمزامير ” (لو44: 24). وقال القديس بطرس ” لأنه مكتوب في سفر
المزامير
لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر ” (أع20:
1). وقال القديس بولس ” أن الله قد اكمل هذا لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع كما
هو مكتوب أيضا في المزمور الثاني
أنت ابني أنا اليوم ولدتك ” (أع33: 13).

” ولذلك قال أيضا في مزمور آخر لن
تدع قدوسك يرى فسادا ” (أع35: 13).

4- ” الناموس والأنبياء أو موسى والأنبياء ” ؛
وهاتان العبارتان تكررتا 12 مرة للإشارة إلى كل أسفار العهد القديم أجمالاً كقول
السيد المسيح” لا تظنوا أنى جئت لانقض الناموس أو الأنبياء ما جئت
لانقض بل لأكمل ” (مت17: 5)، ” فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا
هكذا انتم أيضا بهم لان هذا هو الناموس والأنبياء ” (مت12: 7).
الناموس والأنبياء هنا هم من موسى النبي إلى يوحنا المعمدان ” لان جميع
الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنباوا
” (مت13: 11)، أي جميع الأنبياء،
جميع أسفار العهد القديم ” كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا
ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله ” (لو16: 16)، وهذا ما أشار إليه السيد
المسيح في قصة الغنى ولعازر، في حوار إبراهيم أبو الآباء مع الغنى ” قال له
إبراهيم عندهم موسى والأنبياء ليسمعوا منهم ” (لو29: 16)، أي كل أسفار
الكتاب المقدس، العهد القديم ” أن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء
ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون ” (لو31: 16). وهكذا أستخدم تلاميذ السيد
المسيح ورسله هذا التعبير في تقديم رسالة المسيح لليهود ” وبعد قراءة الناموس
والأنبياء
” (أع15: 13)، “ كل ما هو مكتوب في الناموس والأنبياء
” (أع14: 24)، ” وأنا لا أقول شيئا غير ما تكلم الأنبياء وموسى
انه عتيد أن يكون ” (أع22: 26)، ” مقنعا إياهم من ناموس موسى
والأنبياء
بأمر يسوع من الصباح إلى المساء ” (أع14: 28).

5 – ” الناموس والأنبياء والمزامير
” للإشارة إلى كل أسفار العهد القديم تفصيلاً ” وقال لهم هذا هو الكلام
الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم انه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس
موسى والأنبياء والمزامير ” (لو44: 24).

 

(4) لكي يتم ما قيل بالنبي أو ما قيل بالأنبياء

 ومن بين العبارات التي أستخدمها الوحي الإلهي في
العهد الجديد لتأكيد وحي أسفار العهد القديم عبارات “ لكي يتم “،
ما قيل بالنبي ” أو ” ما قيل باشعياء أو ارميا..الخ
النبي
” و” ما قيل بالأنبياء ” أو ” ما قيل في
الأنبياء
” أو “ ما قيل ” فقط، أو ” ما هو
مكتوب في الأنبياء
” أو ” ليتم الكتاب “، والتي تعنى
حتمية إتمام ما قاله الله بالروح القدس على فم النبي أو على أفواه الأنبياء
وبواسطتهم أو عن طريقهم كقوله: ” كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين
هم منذ الدهر ” (لو70: 10)، ” ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق
الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا ” (أع16: 1).” أزمنة رد كل
شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر ”
(أع21: 3)، ” القائل بفم داود فتاك لماذا ارتجت الأمم و تفكر الشعوب
بالباطل ” (أع25: 4).

” حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل
(مت17: 2؛9: 27).

لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل
” (مت14: 4؛17: 8؛17: 12).

” بل هذا ما قيل بيوئيل النبي
” (أع16: 2).

لكي يتم ما قيل بالأنبياء انه
سيدعى ناصريا ” (مت23: 2).

” واخذ الاثني عشر وقال لهم ها نحن صاعدون
إلى أورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان ” (مت31:
18).

” فانظروا لئلا يأتي عليكم ما قيل في
الأنبياء
” (أع40: 13).

لكي يتم ما قيل بالنبي القائل
” (مت35: 13؛4: 21).

” ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في
ناموس الرب ” (لو24: 2).

” لكي يصير أبا لأمم كثيرة كما قيل
هكذا يكون نسلك ” (رو18: 4).

” لان هذه أيام انتقام ليتم كل ما هو
مكتوب
” (لو22: 21).

 

(5) أقوال الله

 والعبارة
المرادفة لكل ما سبق هي عبارة أقوال لله والتي استخدمت في الرسالة إلى رومية عن
حفظ اليهود لكلمة الله، أي الأسفار المقدسة ” فلأنهم استؤمنوا على أقوال الله
” (رو2: 3) وفى العبرانيين يسميها ” أركان بداءة أقوال الله ”
(عب12: 5).

 

ثانياً: إشارات العهد الجديد واقتباساته من
العهد القديم

أشار السيد المسيح وتلاميذه لمعظم ما جاء في
أسفار العهد القديم من أحداث رئيسية منذ خلق السموات والأرض إلى قتل زكريا بن
برخيا، وأكدوا حقيقة وصحة وحرفية الأحداث التي زعم البعض أنها مجرد أساطير مثل خلق
الله للسموات والأرض وطوفان نوح وسقوط بعض المدن وحوت يونان النبي!! والتي أكدت
الأبحاث الجيولوجية والحفريات والدراسات الأثرية حقيقتها وصحتها بعد ذلك. فقد
أشاروا لمعظم ما جاء في سفر التكوين، ومنها قول السيد المسيح “أما قرأتم
أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى وقال من اجل هذا يترك الرجل أباه وأمه
ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا، إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي
جمعه الله لا يفرقه إنسان
” (مت4: 19-6) الذي يشير فيه إلى نص سفر
التكوين (تك24: 2). وقول القديس بولس بالروح ” لأنه ماذا يقول
الكتاب
. فآمن إبراهيم بالله فحسب له ذلك براً ” (رو3: 4) مشيراً إلى
(تك6: 15).

+ ومن سفر الخروج يشير إلى ما جاء في
(خر4: 16،15) عن نزول المن من السماء باعتباره المكتوب أو كلمة الله المكتوبة
” مكتوب أنه أعطاهم خبزاً من السماء ليأكلوا ” (يو31: 6)، وإلى الوصية
الخامسة بقوله ” أكرم أباك وأمك التي هي أول وصية بوعد ” (أف2: 6).

+ وأشار إلى ما جاء في سفر اللاويين (لا2: 14)
في أمر السيد للأبرص الذي طهره أن يرى نفسه للكاهن ” أذهب أر نفسك للكاهن
وقدم القربان الذي أمر به موسى شهادة لهم ” (مت4: 8)، وإلى ما جاء في (لا9:
20؛ خر17: 21) في قوله ” من يشتم أباً أو أماً فليمت موتاً ” (مر10: 7).

+ وأشار إلى تعليم سفر العدد (7: 12) عن كون
موسى أميناً في بيت الله كخادم شهادة ” وموسى كان أميناً في كل بيته (بيت
الله) كخادم شهادة ” (عب5: 3).

+ أما سفر التثنية فكان من أكثر الأسفار التي
اقتبس منها وأشار إليها العهد الجديد ومنها ما اقتبسه السيد المسيح في التجربة على
الجبل في قوله لإبليس ” مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج
من فم الله … مكتوب أيضا لا تجرب الرب إلهك … مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده
تعبد ” (مت 4: 4،7،10مع تث3: 8؛16: 6؛13: 6).

 كما اقتبس
العهد الجديد أيضاً وأشار إلى أهم مواضيع وأحداث وقصص معظم أسفار العهد القديم
الأخرى.

 

وفيما يلي أهم ما أقتبسه وأشار إليه من كل سفر:

يشوع والقضاة وراعوث

 وأشار العهد
الجديد إلى حادثتي سقوط مدينة أريحا وإلى قبول راحاب الزانية للجاسوسين في سفر
يشوع (يش20: 6؛3 ؛23: 6) ” بالإيمان سقطت أسوار أريحا بعدما طيف حولها سبعة
أيام. بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة إذ قبلت الجاسوسين بسلام”
(عب30: 11،31؛مع يع25: 2). وأستشهد بما جاء في يشوع (1: 5) في قوله “لأنه قال
لا أهملك ولا أتركك ” (عب5: 13) وأشار إلى طرد الأمم من أمام الشعب أيام يشوع
وعدم راحة الشعب (أع45: 7؛عب8: 4 مع يش4: 22؛14: 3ألخ ؛1: 18).

+ وأشار إلى القضاة الذين أتوا بعد يشوع وعلى
رأسهم جدعون وباراق وشمشون ويفتاح الذين ذكروا بالتفصيل في سفر القضاة في قوله
وبعد ذلك في نحو أربعمائة وخمسين سنة أعطاهم قضاة حتى صموئيل النبي ” (أع20:
13)، و” وماذا أقول أيضا لأنه يعوزني الوقت أن أخبرت عن جدعون وباراق وشمشون
ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء ” (عب32: 11).

+ كما أشار إلى جوهر وملخص سفر راعوث من خلال
ذكره لها مع أبنها عوبيد الذي ولدته من زوجها بوعز في سلسلة نسب السيد المسيح
” وبوعز ولد عوبيد من راعوث ” (مت5: 1مع لو32: 3،33).

 

سفري صموئيل الأول والثاني

 أما
سفري صموئيل الأول والثاني فقد أشار إلي معظم ما ورد بهما بالتفصيل وذلك في الحديث
عن صموئيل النبي باعتباره آخر القضاة ومن أعظم الأنبياء ” أعطاهم قضاة حتى
صموئيل النبي ” (أع20: 3)، ” جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل
والأنبياء ” (عب32: 11)، ” وجميع الأنبياء أيضا من صموئيل فما بعده جميع
الذين تكلموا سبقوا وانبأوا بهذه الأيام ” (أع24: 3). كما ذكر داود النبي
والملك في 54 آية كجد للمسيح نسله الآتي الذي سبق الله أن وعد به (أنظر مثلاً ما
ورد في مت1: 1،6،17،20؛ 27: 9؛ 22: 15؛ 30: 20، 31؛9: 21،15؛42: 22،43،45؛مر47:
10،48؛ 10: 11؛35: 12، 36،37؛يو42: 7؛أع..الخ 16: 1). وأشار إلى عزل شاول وإقامته
داود ملكاً ” ثم عزله وأقام لهم داود ملكا ” (أع22: 13)، وإلى أكل داود
لخبز الكهنة ” فقال لهم أما قرأتم قط ما فعله داود حين جاع هو والذين معه.كيف
دخل بيت الله وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة فقط ” (مت3: 12
مع 1صم 1: 21-6).

 

سفري الملوك الأول والثاني

 وإلى
جانب داود الذي تكرر ذكره في 54 آية فى العهد الجديد بالإشارة إلى ما ورد عنه في
أسفار صموئيل والملوك تكرر الحديث أيضاً عن سليمان كجد للمسيح (مت6: 1؛1: 7) وعن
مجده ” سليمان في كل مجده ” (مت29: 6) وعن مجيء ملكة التيمن لتسمع حكمته
(مت42: 12) وعن بنائه للهيكل الذي سمى باسمه ” سليمان بنى له بيتا ”
(أع47: 7) ” الهيكل في رواق سليمان “(يو23: 10؛أع11: 3؛12: 5).

+ كما تكرر الحديث عن إيليا النبي في 30 آية على
رأسها الإشارة إلى صلاته التي أغلقت السماء ومنعت نزول المطر” كان ايليا
أنسانا تحت الآلام مثلنا وصلى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة
اشهر ” (يع17: 5)، وإلى أرملة صرفة صيدا ” إن أرامل كثيرة كن في إسرائيل
في أيام ايليا حين أغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة اشهر لما كان جوع عظيم في
الأرض كلها. ولم يرسل ايليا إلى واحدة منها إلا إلى امرأة أرملة إلى صرفة صيدا
” (لو25: 4،26؛1مل1: 17،9؛1: 18مع يع17: 5)، وإلى إنزاله نار من السماء
” أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل ايليا أيضا ” (لو54: 9؛مع
2مل10: 1-12)، وإلى توسله ضد إسرائيل ” ماذا يقول الكتاب في ايليا كيف يتوسل
إلى الله ضد إسرائيل قائلا يا رب قتلوا أنبياءك وهدوموا مذابحك وبقيت أنا وحدي وهم
يطلبون نفسي. لكن ماذا

يقول له الوحي. أبقيت لنفسي سبعة آلاف رجل لم
يحنوا ركبة لبعل ” (رو2: 11- 4مع1م10: 19،18). كما أشار أيضاً إلى معجزة شفاء
اليشع النبي لبرص نعمان السرياني ” وبرص كثيرون كانوا في إسرائيل في زمان
اليشع النبي ولم يطهر واحد منهم إلا نعمان السرياني ” (لو27: 4).

 

أسفار أخبار الأيام وعزرا ونحميا

 على الرغم من أن سفري أخبار الأيام هما تسجيل
لنفس الأحداث المذكورة في أسفار التكوين وصموئيل والملوك والتي ذكر الكثير منها في
العهد الجديد ومع ذلك فقد أقتبس العهد الجديد منهما مباشرة وأشار إلى أحداث ذكرت
فيهما تفصيلاً مثل الإشارة إلى قتل زكريا بن برخيا ” دم زكريا بن برخيا الذي
قتلتموه بين الهيكل والمذبح ” (مت35: 23) الذي ورد ذكره في (2أخ20: 24-22).

+ أما عزرا ونحميا فهما في الأصل العبري سفر
واحد، وقد أشار الإنجيل للقديس يوحنا إلى إحدى آياته (نح15: 9) في قوله ” كما
هو مكتوب أعطاهم خبزاً من السماء ليأكلوا ” (يو31: 6) والتي وردت أيضا في
(مز24: 78؛40: 105).

 

أسفار أيوب والأمثال
والجامعة

 + أشار القديس يعقوب في رسالته إلى قصة تجربة
أيوب الواردة في سفره في آية واحدة في قوله ” قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم
عاقبة الرب ” (يع11: 5 مع أيوب 21: 1؛10: 2)، وأشار القديس بولس إلى ما جاء
في أيوب(12: 5) بقوله ” مكتوب الآخذ الحكماء بمكرهم ” (1كو19:
3).

+ وأقتبس القديس يعقوب ما جاء في (أم34: 3) قوله
” لذلك يقول يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة ” (يع6:
4)، ويوجد تماثل شديد بين قول سليمان الحكيم في الأمثال “لا تتفاخر أمام
الملك ولا تقف في مكان العظماء لأنه خبر أن يقال لك أرتفع إلى هنا من أن تحط في
حضرة الرئيس الذي رأته عيناك ” (أم6: 25،7) وقول السيد المسيح “متى دعيت
من أحد إلى عرس فلا تتكئ في المتكإ الأول لعل أكرم منك يكون قد دعي منه. فيأتي
الذي دعاك وإياه ويقول لك أعط مكاناً لهذا. فحينئذٍ تبتدئ بخجلٍ تأخذ الموضع
الأخير ” (لو8: 14،9).

+ ويوجد تماثل كبير بين أفكار بعض آيات سفر
الجامعة وما جاء في العهد الجديد مثل ما يزرعه الإنسان إياه يحصد (جا1: 11 مع غل7:
6-9)، والابتعاد عن الشهوات في الشباب (جا10: 11 مع 2تى22: 2)، ووجود وقت للموت
(جا2: 3 مع عب 27: 9)، ومحبة المال هي شر (جا10: 5 مع 1تى10: 6)، وعدم إطالة
الصلاة (جا2: 5 مع مت7: 6).

 

أسفار الأنبياء اشعياء وارميا وحزقيال ودانيال

 تكرر
ذكر اشعياء النبي في العهد الجديد 21 مرة أقتبس فيها نبوات كثيرة تخص السيد المسيح
ويوحنا المعمدان وموقف اليهود من السيد المسيح مسبوقة أو مختومة بالعبارات التالية
؛ ” هذا هو الذي قيل عنه باشعياء النبي القائل ” (مت3: 3)،”
لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل
” (مت14: 4؛
17: 8؛17: 12)، ” تمت فيهم نبوة اشعياء القائلة ” (مت14: 13)،
و” حسنا تنبا عنكم اشعياء قائلا (مت7: 15؛مر6: 7)، ” كما هو مكتوب
في سفر أقوال اشعياء النبي
القائل ” (لو4: 3)، “ يقرا النبي
اشعياء
… فبادر إليه فيلبس وسمعه يقرا النبي اشعياء فقال ” (أع28:
8،30)، ” كما قال اشعياء النبي ” (يو23: 1)، “ ليتم قول
اشعياء النبي
الذي قاله ” (يو38: 12)، ” لان اشعياء قال أيضا
” (يو39: 12)، ” قال اشعياء هذا حين رأى مجده
وتكلم عنه ” (يو41: 12). للدلالة على أن كل ما في السفر هو كلمة الله المعطاة
للنبي بالروح القدس “ حسنا كلم الروح القدس آباءنا باشعياء النبي
(أع25: 28). كما قرأ السيد المسيح السفر في المجمع وأستشهد
بنبواته عنه ” فدفع إليه سفر اشعياء النبي ولما فتح السفر وجد الموضع الذي
كان مكتوبا فيه ” (لو17: 4-20). وذكر أسم ارميا ثلاث مرات اثنتان منها في
اقتباس نبواته عن السيد المسيح مع المقدمة ” حينئذ تم ما قيل بارميا النبي
القائل
” (مت17: 2؛9: 27)، كما أقتبس القديس بولس في الرسالة إلى
العبرانيين نبواته عن العهد الجديد (عب8: 8-12 مع ار31: 31-34). وتوجد تماثلاث
كثيرة بين سفر حزقيال والعهد الجديد مثل قوله ” النفس التي تخطئ هي تموت
” (حز20: 18) ” أجرة الخطية هي موت ” (رو23: 6)، وتماثل وجوه
الحيوانات الأربعة في كل من سفر حزقيال وسفر الرؤيا ” وجه إنسان ووجه أسد
ووجه ثور ووجه نسر ” (حز10: 1 مع رؤ7: 4).

+ كما أشار السيد المسيح إلى دانيال النبي
ونبواته بالاسم ” فمتى رأيتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي ”
(مت15: 24 مع دا 27: 9؛31: 11؛11: 12)، ومجيء المسيح أبن الإنسان على السحاب
” (دا 13: 7،14 مع مت30: 24) والضيق العظيم الذي سيكون في نهاية الأيام
(مت24: 21 مع دا 1: 12)، وكذلك إشارة الرسالة إلى العبرانيين إلى إلقاء الفتية في
آتون النار ودانيال في جب الأسود (دا3،6 مع عب 3: 11،4) إلى جانب التماثلاث
الكثيرة بين سفر دانيال وسفر الرؤيا (أنظر كتابنا إعجاز الوحي والنبوة في سفر
دانيال ص 25-27).

 

الأنبياء الصغار

 وأشار
العهد الجديد إلى الأنبياء الصغار سواء بالاسم أو بالإشارة كثيرا، وعلى سبيل
المثال فعندما حل الروح القدس على التلاميذ قال القديس بطرس مشيراً إلى نبوة يوئيل
النبي “ هذا ما قيل بيوئيل النبي ” (أع16: 2)، وأشار القديس بولس
إلى إحدى نبوات هوشع النبي بقوله ” كما يقول في هوشع أيضا سأدعو الذي ليس
شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة ” (رو39: 5)، وأتخذ السيد المسيح من مدة
بقاء يونان في بطن الحوت رمزا لموته وقيامته ” لأنه

كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث
ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام و ثلاث ليال ” (مت40:
12). وهكذا فنحن ” مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر
الزاوية ” (أف20: 2).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى