209- النهضة الروحية من علامات المجيء الثاني
209- النهضة الروحية من علامات المجيء الثاني
اليهود
مصدر حزن وقلق للعالم كله، وقد قال عنهم بولس الرسول: “غير مرضيين لله وأضداد
لجميع الناس” (1تس2: 15). ولكن الله فى مقاصده التى يعبر عنها بولس الرسول
بقوله: “إن كان رفضهم هو مصالحة العالم، فماذا يكون اقتبالهم إلا حياة من
الأموات” (رو15: 11). وهذا يعنى أنه لما كان اليهود قد رُفِضوا بسبب قساوتهم
وصلبهم للسيد المسيح، إتجه الآباء الرسل للتبشير بالمسيحية إلى كل أمم الأرض، فإذا
كان رفضهم صار مصالحة للعالم -لأن المسيحية قد انتشرت فى شعوب الأرض كلها بسبب
قساوة اليهود- فماذا يكون اقتبالهم إلا حياة من الأموات. إذن رجوعهم سيكون سبب
إزدهار شديد جداً للمسيحية. للأسف نحن نرى أن المسيحية تنهار فى الغرب بصورة
رهيبة.
اليهود
فى حالة غضب شديد بسبب فيلم آلام المسيح الذى ظهر قريباً (إخرج ميل جيبسون Mel Gibson)، وفى نفس الوقت
فإن المسيحيون الذين يشاهدون هذا الفيلم يتأثرون ويتبكت الكثيرون منهم على
خطاياهم. هناك حركة تحدث الآن.. لست أقصد أن هذا الفيلم هو الذى سوف يتسبب فى
إيمان اليهود لكن من الواضح أن هناك صراع فكرى يدور. تأثير هذا الفليم جبار على كل
المستويات فاليهود فى حالة غضب شديد والمسيحيون فى حالة تأثر شديد. وهذا يعطينا
نموذج لِما يمكن أن يحدث فى مرحلة مشابهة عندما ينوح اليهود على خطاياهم بدلاً من
أن يبكوا عند حائط المبكى على مجدهم الزائل، يبكوا على خطية صلبهم للسيد المسيح،
حينئذ يتبكت المسيحى أيضاً.
اليهود
فى وقت صلب السيد المسيح قالوا “دمه علينا وعلى أولادنا” (مت 27: 25)،
والآن يقولون ما ذنبنا إن كان أجدادنا هم الذين صلبوه؟ لكن طالما هم إلى هذا الوقت
يعتبرون أن السيد المسيح مضل ومخالف للناموس، وبالتالى فحسب شريعتهم هو مستحق
للموت، إذن كل يهودى اليوم يظن فى نفسه أن السيد المسيح كان مستحقاً للصلب، لا يجب
أن يقول ما ذنبى إن كان أجدادى هم الذين صلبوه؟! لأن هذا نوع من تزييف الحقيقة
ونوع من التمويه .
لكن
على أية الأحوال اليهود أعداء من أجل الإنجيل، وأحباء من أجل الآباء كما يقول
معلمنا بولس الرسول: “من جهة الإنجيل هم أعداء من أجلكم وأما من جهة الاختيار
فهم أحباء من أجل الآباء” (رو11: 28). “من جهة الإنجيل أعداء” تعنى
أنهم طالما ينكرون السيد المسيح فهم أعداء للإنجيل، و”من جهة الاختيار فهم
أحباء من أجل الآباء” تعنى أنهم عندما يتوبون ويؤمنون بالمسيح فسيكون هذا هو
تحقيق الوعد الذى قاله الرب لإبراهيم: “يتبارك فيك وفى نسلك جميع قبائل
الأرض” (تك28: 14). فمن باب أولى إذا كانت كل الشعوب قد تباركت، فلماذا
يحرمون هم أنفسهم من هذه البركة؟ ولكن بشرط أن يتوبوا.. ومن ضمن توبتهم أن يكفوا
عن سفك الدماء والعدوان والأحلام الأرضية والتوسعية.