20- نزل من السماء
20- نزل من
السماء
وهذا يعني أن موطنه الأصلي هو السماء.
كما قيل ” من عند الأب خرجت، وأتيت إلي
العالم. وأيضا أترك العالم، وأذهب إلي الأب” (يو 16: 28). وقال أيضا.. فإن
رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلي السماء إلي حيث كان أولا” (يو 6: 62). إذن هو
كان أولا في السماء ونزل منها. ولذلك قال لنيقوديموس ” ليس أحد صعد إلي
السماء، إلا الذي نزل من السماء: ابن الإنسان الذي هو في السماء” (يو 3: 13).
سكناه في السماء أولا، دليل علي لاهوته.
فهو – كما يقول القديسون – ليس إنسانا صار إلها
بل هو إله صار كإنسان أخلى ذاته وأخذ شكل العبد، وصار في الهيئة كإنسان.. وفعل ذلك
لأجل خلاصنا.
لأجل الخلاص كان لابد أن يموت الإنسان المحكوم
عليه بالموت منذ أكل من الشجرة. فمات المسيح ليفدى الإنسان. عبارة (نزل من السماء)
لا تعني تركه للسماء.
فهو نزل من السماء إلي الأرض، واستمر باقيا في
السماء، لأنه موجود في كل مكان، ولا يخلو منه مكان.. ولذلك قال لنيقوديموس ”
ليس أحد صعد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في
السماء” (يو 3: 13). فهو نزل من السماء، وهو في السماء.
عبارة ” نزل من السماء ” تعني إخلاءه
لذاته من ناحية (في 2: 7)، وظهوره لنا من ناحية أخرى.
نزل، أي تنازل ” أخذ شكل العبد، وصار في
الهيئة كإنسان، ووضع ذاته حتي الموت موت الصليب” (في 2: 7 – 9). وعبارة (نزل
من السماء) تعني لنا، بصورة مرئية، في الجسد. كما قال الرسول “عظيم هو سر
التقوى، الله ظهر في الجسد.. ” (1 تي 3: 16). وهكذا غير المرئي صار مرئيا.