اللاهوت الروحي

31- الصوم الروحي



31- الصوم الروحي

31- الصوم الروحي

الصوم
الكبير من اقدم واقدس اصوام السنة، نتذكر فيه الصوم الاربعينى الذى صامه الرب،
يضاف اليه اسبوع الآلام الذى هو ذخيرة السنة الواحدة.

مقالات ذات صلة

 

وبهما
ان يمر علينا كفترة روحية، ولذلك علينا ان نتأمل معا روحيات الصوم لنتدرب عليها.

 

ليس
الصوم مجرد امتناع عن الطعام، فهذا الامتناع هو مجرد وسيلة للسيطرة على الجسد
لاعلاء الروح.

 

فهل
انت فى الصوم تسيطر على جسدك تماما؟ وهل تهتم بالايجابيات التى تنميك روحيا؟

 

وكما
تمنع جسدك عن الطعام، هل تعطى روحك طعامها؟..

 

ومن
هنا كان الصوم يقترن دوما بالصلاة، وبالتأمل وبباقى تفاصيل العمل الروحى، من قراءة
وترتيل واجتماعات روحية، وتداريب روحية ومحاسبة للنفس.

 

وكما
يقترن الصوم بالصلاة، يقترن ايضا بالتوبة.

 

ومثال
ذلك نينوى، بكل ما فيها من تذلل. ومثاله ايضا الصوم الذى شرحه سفر يوئيل النبى (2:
12-17) والله يسر فى الصوم بترك الخطية اكثر مما يسر باذلال الجسد. وهكذا نقرأ عن
صوم اهل نينوى انه ” لما رأى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم
الله على الشر الذى تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه” (يون3: 10).

 

والصوم
ايضا مقرون بعمل الرحمة. نرحم الناس لكى يرحمنا الله. ونشعر بألم الناس حينما نجوع
فنشفق على الجائعين ونطعمهم..

 

وما
اجمل ما قيل فى اقوال الآباء ” ان لم يكن لك ما تعطيه لهولاء القديسين فصم
وقدم لهم طعامك”. وقد شرح هذا الامر فى سفر اشعياء (58).

 

والصوم
فترة للزهد فى المادة وكل ما يتعلق بها.

 

والزهد
معناه عدم الاهتمام بالطعام واصنافه وطهيه وتنسيقه، مما يخرج الصوم عن روحه،
ويتحول الى شكليات.. ما اجمل قول دانيال النبى فى صومه ” لم آكل طعاما
شهيا” (دا10: 3).

 

وهذا
الزهذ فى الطعام من جهة الانقطاع عنه والامتناع عن مشتهياته، ما هو الا دالة على
الزهد عموما والتدريب عليه لانشغال القلب بكل ما هو روحانى ونافع للحياة الابدية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى