عهد قديم

الأصحاح الخامس والعشرون



الأصحاح الخامس والعشرون]]>الأصحاح الخامس والعشرون

أية1:

” 1 وعاد ابراهيم فاخذ زوجة اسمها قطورة

يقولكثير من المفسرين أن إبراهيم تزوج قطورة في حياة سارة لأنهم إستصعبوا أن يكونإبراهيم قادراً علي الإنجاب وعمره فوق 140 سنة. وهو نفسه قال “هل يولد لإبنمئة سنة تك 17:17. وأكد بولس هذا في رو 19:4 وقال أن جسده كان مماتاً. ولكن مع حبإبراهيم لسارة نجد أنه من المستحيل أن يكون إبراهيم قد تزوج بقطورة في حياتها.ولكن يمكن أن نفهم ان عطية الله لإبراهيم وسارة كانت مستمرة فإحتفظت سارة بشبابهاوكانت جميلة في التسعين من عمرها وإبراهيم ظل قادراً علي الإنجاب فالله أعطاهماكلاهما حيوية وجدد مثل النسر شبابهما. ورمزياً كان يجب أن تموت سارة أولاً وهيالتي تمثل الكنيسة اليهودية ثم يتزوج إبراهيم ونكتشف أنه قادر علي النسل فإبراهيمهو أب الكنيسة والكنيسة أم ولود لا تشيخ أبداً.

وهناكرأي بأن أولاد إبراهيم من قطورة يشيروا للأمم الذين دخلوا للإيمان بعد موت الكنيسةاليهودية. وهناك من رأي أن أولاد قطورة يمثلوا الهراطقة في الكنيسة أو كل من ليسله إيمان سليم وأعتقد أن هذا هو الرأي الأرجح لأن أولاد قطورة قد صرفهم إبراهيم عناسحق الذي أخذ كل ما لإبراهيم وأعطاهم عطايا فقط.

 

مقالات ذات صلة

أية3:

” 3 وولد يقشان شبا وددان وكان بنو ددان اشوريم ولطوشيم ولاميم

شباوددان : هما أولاد يقشان ونجد أن نفس الأسماء في تك 7:10 علي إنهما أبناء رعمة بنكوش وغالباً فيكون شبا وددان هما أسماء مناطق سكنها أولاً أولاد كوش ثم إستوليعليها أبناء يقشان إبن إبراهيم. وما يؤيد هذا أن اسماء أشوريم ولطوشيم هي بالجمعمما يدل أن الأسماء هي أسماء قبائل أو أماكن وليس أفراد.

 

أية5:

” 5 واعطى ابراهيم اسحق كل ما كان له

اسحقحصل علي كل شئ إعلاناً أن شعب المسيح لهم كل الميراث الروحي.

 

أية6:

” 6 واما بنو السراري اللواتي كانت لابراهيم فاعطاهم ابراهيم عطاياوصرفهم عن اسحق ابنه شرقا الى ارض المشرق وهو بعد حي

أبناءالسراري المقصود بهم أبناء هاجر وقطورة.

 

أية8:

” 8 واسلم ابراهيم روحه ومات بشيبة صالحة شيخا وشبعان اياما وانضم الىقومه

شبعانأيام : عاش أياماً كثيرة وفي راحة مع الله رغم غربته. وإنضم إلي قومه : المقصودبها روحه. فالجسد في المكفيلة بعيد جداً عن أجساد عائلته في أور وحاران. والله إلهإبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب إله أحياء وليس هو إله اموات لو 37:20.

 

أية9:

” 9 ودفنه اسحق واسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة في حقل عفرون بنصوحر الحثي الذي امام ممرا

كانإسمعيل يسكن في فاران قريباً من لحي رئي حيث يسكن إسحق.

 

أية11:

” 11 وكان بعد موت ابراهيم ان الله بارك اسحق ابنه وسكن اسحق عند بئرلحي رئي

اللهبارك إسحق : إذن البركة التي حصل عليها إبراهيم لم تمت بموته بل إستمرت لإسحق.وسكن إسحق عند بئر لحي رئي : بئر لحي رئي يعني بئر الرؤيا وما أجملها بركة أننستمر في حالة الرؤيا فننعم بإشعاعات رؤيا ربنا في عقولنا. فنلهج في كلام اللهدائما والله يعطينا إستنارة وفهم.

 

الأيات12-18:

” 12 وهذه مواليد اسماعيل بن ابراهيم الذي ولدته هاجر المصرية جاريةسارة لابراهيم 13 وهذه اسماء بني اسماعيل باسمائهم حسب مواليدهم نبايوت بكراسماعيل وقيدار وادبئيل ومبسام 14 ومشماع ودومة ومسا 15 وحدار وتيما ويطور ونافيشوقدمة 16 هؤلاء هم بنو اسماعيل وهذه اسماؤهم بديارهم وحصونهم اثنا عشر رئيسا حسب قبائلهم17 وهذه سنو حياة اسماعيل مئة وسبع وثلاثون سنة واسلم روحه ومات وانضم الى قومه 18وسكنوا من حويلة الى شور التي امام مصر حينما تجيء نحو اشور امام جميع اخوته نزل

هنانري وعد الله لإبراهيم ببركة أولاده قد تم تنفيذها فالله بارك أسحق وإسمعيلوإسمعيل صار له 12 رئيساً تنفيذاً لوعد الله في تك 20:17. والكتاب يذكر نسل إسمعيلاولاً:-

1.                لينتهي منه ثم يتفرغ لنسل إسحق ويعقوب اللذانمنهم المسيح بالجسد.

2.                الله لا ينسي أولاده الذين خلقهم فهو مهتمبالجميع إلا أن التركيز في الكتاب المقدس علي المسيح.

3.                نري هنا إسمعيل ونسله رؤساء وأمراء فالإنسانالعالمي الجسداني يحصل علي إمتيازاته سريعاً.

4.                يبدأ إسمعيل ثم يأتي لإسحق لأن الجسداني أولاًثم الروحاني 1 كو 46:15.

بنايوت:هو مؤسس مملكة الأنباط عاصمتهم كانت سالع وسميت بترا بعد ذلك.

قيدار:معناها قادر أو جلد أسود لأن خيامهم كانت سوداء نش 5:1 وهم من أشهر قبائل العرب.

حصونهم:كانوا محصنين في كهوف جبلية يصعب الوصول إليها. حسب مواليدهم: بترتيب اعمارهم.

منحويلة إلي شور: سكنوا في المسافة بين مصر وأشور. حينما تجئ إلي أشور : أي فيالطريق المعروف إلي أشور. أمام جميع أخوته : أي شرق أرض فلسطين وأنه عاش مزدهراًوقوياً ومنفصلاً عن إخوته نسل إسحق (تك 12:16).

 

أية20:

” 20 وكان اسحق ابن اربعين سنة لما اتخذ لنفسه زوجة رفقة بنت بتوئيلالارامي اخت لابان الارامي من فدان ارام

الأرامي: لأنه سكن في فدان أرام عند حاران.

 

أية21:

” 21 وصلى اسحق الى الرب لاجل امراته لانها كانت عاقرا فاستجاب له الربفحبلت رفقة امراته

كثيرمن القديسات كانوا عواقر مثل سارة ورفقة وراحيل وحنة أم صموئيل وزوجة منوح أمشمشون وإليصابات وأم القديس مكاريوس الكبير وأم مارمينا…الخ) وتظهر هنا قوة الصلاة.

 

أية22:

” 22 وتزاحم الولدان في بطنها فقالت ان كان هكذا فلماذا انا فمضت لتسالالرب

إنكان هكذا فلماذا أنا : كان تزاحمهما عنيفاً وفي بعض الترجمات تصارعا وهذا كانسبباً لألام شديدة لرفقة ومعني قولها “إذا كنت حبلت بصلاة إسحق وإستجابة اللهفلماذا أنا متالمة هكذا أو ما الداعي لهذا الحمل إن كان سيؤدي لموتي وموت الأولاد.

فمضتلتسأل الرب : لقد كان إبراهيم موجوداً ومذبحه كان هناك وإبراهيم واسحق علماهاالصلاة عند المذبح

 

أية23:

” 23 فقال لها الرب في بطنك امتان ومن احشائك يفترق شعبان شعب يقوى علىشعب وكبير يستعبد لصغير

هناإجابة الرب علي صلاة رفقة. وهذه نبوة عن أن كل منهما يصير شعباً وأمة. وكبيريستعبد لصغير : نبوة بأن يعقوب أو إسرائيل يسود علي عيسو.

والصراعبين يعقوب وعيسو منذ أن كانا في البطن والذي إستمر بعد ذلك خلالهما وخلال نسلهمايراه بعض الأباء انه صورة للصراع المستمر بين الشر والخير في داخل احشاء الكنيسة.أو صراع نسل المرأة ونسل الحية. وهذا الصراع مستمر مادام الإنسان مازال في الجسد.لذلك قال المسيح “ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً” (مت 34:10) ويلقي ناراً(لو 49:12). ولكن النار هي الحرب المقدسة مع إبليس ونتيجتها سلاماً داخلياً يفوقكل عقل وهذا أفضل من سلام مزيف مع إبليس، أو مع العالم. وعيسو يرمز لمن يحب إمتلاكالأرضيات ويسعي وراء كل ما هو للعالم أما يعقوب فيرمز لمن يسعي وراء الروحيات. وفيهذه النبوة نري يعقوب الروحاني يسود علي عيسو الجسداني والسبب أن يعقوب يتمتع بليسعي للحصول علي البركات الروحية، كل إشتياقاته روحية فحصل علي بكورية الروح وتمتعبالبركة وخرج من صلبه الأنبياء واخيراً المسيح بالجسد. وهذه العبارة تشير للكنيسةالتي هي بحكم التاريخ، الأصغر إذ تعرفت علي الله في آخر الأزمنة لكنها صارت الأقويروحياً وإغتصبت باكورة الروح. وكيف يخدم الكبير (اليهود) الصغير (الكنيسة)؟ همحفظوا للكنيسة الناموس والنبوات وكل الكتب.

 

الأيات25،26:

” 25 فخرج الاول احمر كله كفروة شعر فدعوا اسمه عيسو 26 وبعد ذلك خرجاخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعي اسمه يعقوب وكان اسحق ابن ستين سنة لما ولدتهما

عيسو: أي كثير الشعر أو خشن. ويعقوب : يتعقب لأنه ممسكاً بعقب أخيه. وقد بقي كل عمرهيتعقبه ليختلس منه البكورية والبركة. ويبدو أن يعقوب إما كان فعلاً ممسكاً بعقبأخيه أو ولد وراءه مباشرة (بينما يكون هناك فاصل زمني في ولادة التوائم حواليساعة) فبدا كما لو كان ماسكاً بعقبه. أحمر : بالعبرية أدموني وبعد أكله العدس تثبتالإسم عليه وثبتت عليه شهوانيته إذ باع بكوريته بأكلة عدس أحمر فسمي أدوم.

هذانالطفلان يحملان رمزاً للإنسان الجسدي (فالشعر لأنه ينبت طبيعياً من الجسد مثلماكان عيسو فهو إشارة للشهوات التي تنبعث من الجسد ) فكثرة الشعر إشارة للإرتباطبالجسد وأن الجسداني يحب الجسديات ويعيش لأجلها. وأدوم كان صياداً محباً للدماءوهذا أيضاً مما يثبت فكرة إسم أدوم. ويؤكد هذه الفكرة فكر عيسو الوحشي “أقتلاخي”. وهذا كله ناشئ عن مشاعر الغضب الخارجة من داخل الإنسان (مثلما ينبتالشعر من داخل) فهي مشاعر كراهية وغضب وشهوة إنتقام نابعة من الداخل. بل دمويةعيسو أشارت لعدو الخير الذي كان قتالاً للناس منذ البدء يو 44:8. أما يعقوب فيرمزللإنسان الروحي الذي يتعقب الكل لأجل إقتناء الأبديات. هو مصارع ومجاهد من أجلالروحيات.

 

أية27:

كانعيسو رجل البرية محباً للصيد ممسكاً بالسيف بيده لا يقدر المعانى الروحية. وإسحقأحب عيسو بسبب ما يقدمه له من صيد. أما يعقوب فكان إنساناً كاملاً بمعنى وديعاًمحباً. فأحبته أمه رفقة وكان راعياً للغنم فإتسم بالهدوء. يسكن الخيام= عاش بروحالغربة رجاءه فى الله مثل أبائه. وبالقطع كان عيسو يسكن الخيام مثل الجميع لكنالكتاب حين يذكر أن يعقوب كان يسكن الخيام يود أن يشير لروح الغربة عنده.

 

أية28:

” 28 فاحب اسحق عيسو لان في فمه صيدا واما رفقة فكانت تحب يعقوب

لأنفي فمه صيداً : أي من صيد عيسو يأكل فم إسحق.

 

الأيات29-34:

” 29 وطبخ يعقوب طبيخا فاتى عيسو من الحقل وهو قد اعيا 30 فقال عيسوليعقوب اطعمني من هذا الاحمر لاني قد اعييت لذلك دعي اسمه ادوم 31 فقال يعقوب بعنياليوم بكوريتك 32 فقال عيسو ها انا ماض الى الموت فلماذا لي بكورية 33 فقال يعقوباحلف لي اليوم فحلف له فباع بكوريته ليعقوب 34 فاعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدسفاكل وشرب وقام ومضى فاحتقر عيسو البكورية

نجدهنا قصة أكلة العدس وهي أشهر أسوأ أكلة بعد أكلة آدم وحواء. يظهر عيسو هنا كإنسانجسدي إذ بإستهتار يبيع بكوريته لأخيه نظير طبق عدس. وكانت بركات البكر:-

1.                ينوب عن أبيه في غيابه ويأخذ الرياسة بعد موتأبيه.

2.                يقوم بخدمة الكهنوت وتقديم ذبائح عن العائلة فيغياب أبيه وبعد موته.

3.                يأخذ نصيباً مضاعفاً من الميراث أي ضعف إخوته تث17:21 (وهذا البند هو سبب حزن عيسو بعد ذلك).

4.                كان يعتبر مكرساً لله حتي جاءت شريعة اللاويينخر 29:22 + عد 12:3.

5.                كان مفهوماً أن من البكر يأتي المسيح (هذا إنكان يستحق) وكثيرون من الأبكار فقدوا هذه البركة بسبب خطيتهم (قايين / عيسو/رأوبين…).

وقدسمح الله أن تكتب قصة بيع البكورية لنفهم لماذا إختار الله يعقوب وترك عيسو. وراجعرو 29:8 “لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم” فالله كان يعرف محبة يعقوبفإختاره. ونري في هذه القصة أن يعقوب آمن وعرف وفهم بركات البكورية فسعي وراءهاولكن إختار الوسائل البشرية الخاطئة. كانت إشتياقاته روحية مقدسة لكن وسائله بشريةخاطئة. أما عيسو فمثل الإنسان المستهتر الذي يفرط في النعم الروحية والأمجادالأبدية. لذلك يقول فأكل وشرب وقام ومضي = أي كل ما إهتم به أن يأكل ويشرب”نأكل ونشرب لأننا غداً نموت” فعل كل هذا بإستهتار للبكورية ومعانيها.فالخطأ ليس في طبق العدس بل في الشهوة المفرطة والإستهتار وهذا لا يمنع أن يعقوبقد أخطأ إذ إستغل جوع أخوة عيسو ليشتري البكورية. بالنسبة لنا كم من مرة تركنامواعيد الله لأجل لذة وقتية سرعان ما تزول. فإن كنا ننعم نحن بالبكورية بإتحادنامع الله في إبنه البكر، ليتنا لا نستهين بها من أجل أي لذة جسدية. فالإنسانالروحاني واثق في زوال الحياة الحاضرة فيسعي وراء الحياة الأبدية بإيمان 2 بط10:3-14 أما الإنسان الجسداني فيهتم فقط بالحاضر مستهيناً بأمور الله، وأكلة عدسعنده أهم من الأبدية. فقال عيسو أنا ماض للموت = يتضح من هنا إما جهله أو إستهتارهأو عدم إيمانه. فإن كان من المعروف أن المسيح سيأتي من البكر فكيف يموت وليس لهولد.

عيسوبإستهتاره أن يأتي منه المسيح مثل الشعب اليهودي الذي احتقر المسيح وصلبه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى