اللاهوت الروحي

96- مجد الألم



96- مجد الألم

96- مجد الألم

يقول
القديس بولس الرسول فى رسالته إلى رومية:

مقالات ذات صلة


إن كنا نتألم معه، فلكى نتمجد أيضاً معه” (8: 17)

وهكذا
يكون الألم من أجل الرب، هو مقياس ما يناله المؤمن من مجد فى الملكوت الأبدي.

ولهذا
فإن الكنيسة تضع الشهداء فى قمة القديسين.

تذكرهم
فى صلواتها، قبل أسماء الآباء السواح والمتوحدين، الذين ملأوا البرارى صلوات
وتأملات، وتذكرهم قبل الآباء البطاركة والأساقفة بكل خدماتهم ونشرهم للكلمة. كل
ذلك بسبب آلامهم التى تحملوها لأجل الرب. وحتى فى الخدمة، يبدو مقياس الألم واضحاً
أيضا. فيقول الرسول “كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه” (1كو3: 8).. وهكذا
نجد الرب يقول فى رسالته إلى ملاك كنيسة أفسس “أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك..
وقد احتملت، ولك صبر، وتعبت من أجل إسمى، ولم تكل” (رؤ 2: 2، 3) واضعاً التعب
فى المقدمة. وقول الكتاب أن الله ” لا ينسى تعب المحبة” (عب 6: 10)
فالمحبة تعبر عن وجودها، بتعبها من أجل الذى تحبه. لأن المحبة ” ليست بالكلام
ولا باللسان ” (1يو 3: 18) وعمق المحبة يظهر فى الألم، حينما تصعد المحبة إلى
مستوى البذل والتضحية والفداء.

 

وهكذا
ظهرت محبة الله لنا فى عمقها على الصليب، حينما بذل ذاته عنا البار لأجل الأثمة.

وكان
المسيح فى قمة مجده، فى عمق ألمه.

ولذلك
قال عن صلبه ” الآن تمجد إبن الإنسان” (يو 13: 31). وصورة صلبه هى صورة
مجده.. إن بولس الرسول يعتبر أن الألم هبة من الله.

 

ويقول
فى ذلك ” أنه قد وهب لكم لأجل المسيح، ولا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضاً أن تتألموا
لأجله” (فى 1: 29). ويقول بطرس الرسول عن منهج الألم: “لأنكم لهذا
دعيتم، فإن المسيح أيضاً تألم أجلنا، تاركاً لنا مثالاً لكى تتبعوا خطواته”
(1بط 2: 21).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى