علم الانسان

العضو الوحيد



العضو الوحيد

العضو الوحيد

في سنة 1952 أجريت الانتخابات لمجلس إدارة
” بيت مدارس الأحد ” بروض الفرج بشبرا. وكانت مجموعتان من الخدام
تتنافسان علي الترشيح. ولم أكن من أي منهما. ولكني كنت محبوباً من كليهما، وكنت
رئيس تحرير مجلة مدارس الأحد التي يصدرها هذا البيت. والذي حدث أنني نجحت في
الانتخابات، ولم يحدث فقط أنني نلت أكثر الأصوات، إنما نلت كل الأصوات، إذ أن
أعضاء كل مجموعة من المجموعتين انتخبوني.

مقالات ذات صلة

وجاء اختيار رئيس مجلس الإدارة. والمجموعة التي
نجحت كانت تريد طبعاً أن يكون رئيس المجلس من بين أعضائها. ولكنهم خجلوا مني
بالنسبة إلي نتيجة الانتخابات. فلكي يخرجوا من هذا المأزق، قالوا: نحن خدام مدارس
الأحد. ولا نتنافس علي رئاسة. والأفضل أن نترك الله يختار، ونلقي قرعة بين الأعضاء
الناجحين، وكانوا سبعة. وألقوا قرعة فاختارتني القرعة وصرت رئيساً لمجلس الإدارة.

ولكن أعضاء المجلس كان لهم أسلوب إداري. وكنت
أنا أحب الأسلوب الروحي لذا لم يتفق أسلوبي مع أسلوبهم. فكنت أترك لهم الأمر
يديرونه حسب رأي أغلبيتهم. وأخيراً قدمت استقالتي لأتفرغ للعمل الروحي في التدريس
في الآكليريكية وفي تحرير المجلة.

وكانوا كلما يسألونني لماذا لم أبق في مجلس
الإدارة، أجيبهم:

نحن سبعة في مجلس: منهم سته رؤساء وانا العضو
الوحيد.

وأتذكر حينما تم اختياري للبطريركية في أواخر
سنه 1971 أي بعد حوالي عشرين عاماً، أن أحد الأعضاء تذكر هذه القصة، وكتب مقالاً
عنوانه (العضو الوحيد).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى