علم

أمور تساعد علي التواضع



أمور تساعد علي التواضع

أمور
تساعد علي التواضع

(أ)
النوح

+
قال القديس موسي الأسود:


النوح يطرد جميع أنواع الشرور عند ثورانها ”

+
قال أنبا أوغريس:


” لا تنسي أنك. أخطأت، حتي ولو أنك قد تبت، بل أجعل النوح وتذكار الخطية
اتضاعا لك، لكي بالاتضاع تتقي الكبرياء “.


كما أنك تخفي خطاياك عن الناس، كذلك أخف أتعابك أ]ضاً، فأن كنت لله وحده تظهر
نقائصك، فلماذا تظهر للناس تلك الأتعاب التي تصنعها لأجلها، بقلة رأي.

 

(ب)
احتمال الاهانات

+
قال القديس موسي الأسود:


لنتحمل السب والتعيير لنتخلص من الكبرياء.

-اذا
تقبل الانسان الزجر والتوبيخ فأن ذلك يولد له التواضع.

 –
احتمل الخزي والحزن من اجل اسم المسيح باتضاع وقلب شغال واطرح امامه ضعفك، فسيكون
لك الرب قوة.

قال
شيخ:


ليس من يحتقر ذاته هو المتضع، ولكن من قبل من غيره ضروب الهوان يفرح، فهذا هو
المتضع “.

+
وقال اخر:


لو لم يخضع يوسف للعبودية أولا، لما صار لمصر سيدا، وان لم يخضع الراهب نفسه
للعبودية اولا بكل تذلل ومسكنة. فلن يصير سيدا الأوجاع ولن تخضع له الشياطين
“.

+
قال أنبا يوحنا التبايسي:


ينبغي للراهعب قبل كل شيء أن يقتني الاتضاع، لأن هذه هي وصية مخلصنا الأولي، أذ
قال: ” طوبي لمساكين بالروح فأن لهم ملكوت السموات، لأن آباءنا اذ كانوا
يفرحون بشتائم كثيرة، دخلوا الي ملكوت السموات “.

+
طلب أحد الرهبان:

ممكن
يسكنون البرية مكانا لنفسه، فقام وجاء الي دير من أعمال الصعيد، وكان سكان ذلك
الدير كلهم قديسين، فبعد ما أقام عندهم أياها. قال لرئيس الدير “: صلب علي يا
أبي؟ ” فأجابه قائلا: ” أنه لا يوجد ههنا تعب والآباء كلهم قديسون، واما
انا، فاني انسان خاطيء أريد ان امضي الي موضع. حيث اهان وأشتم، لأنه بالازدراء
والاهانة يخلص الخطاة “.

+
وقال أيضاً:

انه
كان يوجد شيخ له تلميذ جيد، ومن الملل كان الشيخ يخرجه خارج الباب ويزدري به فكان
التلميذ يمكث جالسا خارجا، ولما فتح الشيخ الباب في اليوم الثالث، وجده جالسا فأدي
له الشيخ مطانية وقال له: ” يا ولدي أن تواضعك وطول أناتك قد غلبا شري وصغر
نفسي فهلم الآن الي الداخل، ومنذ الأن، كن أنت الشيخ وأنا التلميذ “.

+
ومما جاء عن أنبا دانيال:

أنه
حدث أن كان لرجل غني في احدي مدن مصر ابنة مجنونة (بروح نجس)، ولم يحصل لها علي
شفاء، وكان له صديق راهب، هذا قال له: ” أنه لا يستطيع أحد أن يشفي ابنتك الا
الشيوخ الرهبان، ولكنك ان طلبت اليهم فلن يجيبوك الي طلبك لتواضعهم، فأشير عليك
بأن تصنع حسب ما اقوله لك، فإذا هم جاءوا الي السوق ليبيعوا عملهم، تظاهر بأنك
تريد الشراء منهم، وخذهم معك الي منزلك لتعطيهم الثمن، وحينئذ أسألهم أن يصنعوا
صلاة، وأنا واثق ابنتك تبرأ “.

فلما
خرج الرجل الي موضع البيع وجد راهبا واحدا من التلاميذ جالسا، فأخذه الي بيته مع
ونابيله بحجة انه يعطيه ثمنها، فلما وافي الراهب الي المنزل، خرجت البنت المجنونة
ولطمت خد الراهب، فحول لها الأخر باتضاع حسب الوصية، فتذب الشياط من اتمام الوصية،
وخرج منها متألما صارخا قائلا: ” الويل لنا من وصايا يسوع لأنها تزعجنا
” فلما علم الشيوخ بما كان، سبحوا الله قائلين: ” لا شيء يذل عظمة
الشيطان مثل أكمال وصية السيد المسيح ربنا بإتضاع “.

(ج)
عدم الثقة في برنا

+
قال القديس موسي الأسود:

اختر
نفسك كل يوم وتأمل في أي المحاربات انتصرت ولا تثق بنفسك بل قل: ” الرحمة
والعون هما من الله “، لا تظن في نفسك أنك أجدت شيئا من الصلاح الي آخر نسمة
من حياتك.

-لا
تسكبر وتقول ” طوباي ” لأنك لا يمكنك أن تطمئن من جهة أعدائك.

-لا
تثق بنفسك ما دمت في الجسد حتي تعبر عنك سلاطين الظلمة.

-الذي
يعتقد في نفسه أنه بلا عيب فقد حوي في ذاته سائر العيوب.

-ان
لم يضع الانسان نفسه في مركز خاطيء، فلن تسمع صلاته أمام الرب.

+
وساله أخ: ” ما هي النفس الخاطئة؟ “.

اجاب
الشيخ: ” كل من حمل خطاياه، ولم يعتبر بخطاياه الغير “.

+
قال مار اسحق:

-الانسان
الذي قد عرف ضعفه وعجزه، قد حصل الي حد الاتضاع.

-لا
تظن بنفسك انك طاهر من الخطيئة، ولا تثق بنفسك ما دمت في هذا الجسد، حتي تعتبر
سلاطين الظلمة.

-تذكر
الذين هم أعلي منك في الصلاح كيما تحسب نفسك ناقصا بالنسبةلهم. وأذكر ايضا كيف سقط
الأقوياء لكيما تتضع بصلاحك.

-طوبي
للانسان الذي يعرف ضعفه، فأن هذه المعرفة تكون له أساساً صالحا ومصدرا لكل خير.
لأنه اذا عرف ضعفه ضبط نفسه من الاسترخاء وطلب معونة الله وتوكل عليه. اما من لا
يعرف ضعفه فهو قريب من سقطة الكبرياء.

-المريض
الذي يقوم رفاقه يشبه انسانا أعمي يري آخرين الطريق.

+
قال الأب الينوس.


لو لم أكن هدمت كل شيء، لما كنت قادرا علي أن أبني ذاتي “.

+
قال شيخ.


لا تظن انك أكملت شيئا من الخير، فتحفظ أجر برك “.

+
قال بعض الشيوخ.


إذا صرنا في السلام غير مقاتلين فسبيلنا أن نتضع كثيرا، لئلا ندخل علينا فرحا
غريبا، فنفتر ونتسب ذلك الي جهادنا ونتعظم في انفسنا فيتركنا من عنايته، ونسلم الي
القتال فنسقط، لأن الله لأجل ضعفنا، مرارا كثيرة يرفع عنا القتال “.

+
قال شيخ.


اذا رأيت شابا يصعد الي السماء بهواه فشد رجله واطرحه فأن هذا “.

+
وقيل أيضاً.


أن جاءتك حسنة عظيمة وبدأت تفتخر، فانظر في نفسك لعلك حفظت الوصايا، فتحب مبغضيك
وتفرح بصلاح عدوك وتخزن لحزنه وتحسب نفسك عبدا بطالا، وأنك أخطأ كل الناس، وأن لا
تفتخر اذا قومت كل صلاح، حيث أنه يجب أن تعلم هذه الحسنة تهلك وتبطل جميع الحسنات
“.

+
قال الأب نستاريون.


أن اللص كان علي الصليب وبكلمة واحدة تزكي، ويوداس كان من جملة الرسل، وفي ليلة
واحدة أضاع كل شيء، من اجل ذلك لا يفتخر أحد من صانعي الحسنات، لأن كل الذين وثقوا
بذواتهم سقطوا “.

+
قال شيخ.


الذي يحتقر نفسه من اجل الرب، يهبه الحكمة والمعرفة، لسنا في احتياج الا الي قلب
حريص “.

+
قال شيخ.


الاتضاع خلص كثيرين بلا تعب، وتعب الانسان بلا اتضاع يذهب باطلا، لأن كثيرين
تعبوا، فاستكبروا وهلكوا “.

+
كذلك قيل :


اذا نال انسان طلبته، فلا يعجب بنفسه، بل يتضع بالأكثر، ويتعجب من رحمة الله
“.

+
وقال أنبا بيصاريون.


اذا صرنا في سلامة غير مقاتلين فسبيلنا أن نتضع كثيرا لئلا ندخل علينا فرحا غريبا
فنفتخر ونسلم الي القتال. لأن الله لأجل ضعفنا مرارا كثيرة لا يطلق القتال علينا
لئلا نهلك “. (ميامر 279)

+
قيل عن شيخ انه.


قد مدحته أفطاره لأجل أعمال قد صنعها من قبل قائلة له بأنه قد أهل للرجاء وعدم
الفساد مثلا، فأجاب الشيخ أفكاره قائلا: أني الآن لا زلت سائرا في الطريق، وباطلا
تمدحونني، لأني لم أصل بعد الي نهاية الطريق”.

+
قيل عن شيخ :


أنه أقام سنين كثيرة ناسكا، لا يأكل سوي خبزا وملحا، مرة كل أسبوع، حتي لصق جلده
بعظمه، وفي بعض الأيام زاره شيخ آخر، فلما رآه متعبا جدا قال له: ” يا أبي
انك قتلت نفسك وحدك بكثرة التعب، فكل شيئا من الأدام لترجع اليك قوتك “، فلم
يشأ، فكرر عليه قائلا : ” كل ولو قليلا من الفاكهة “.

+
فأجابه الشيخ :


لماذا تضطرني الي الكلام، لأني حتي ولو اكملت الرماد مع الطعام لا أستطيع أن أرضي
الله، لأني عالم بما حصل لنفسي أنا شخصيا، أذ حدث مرة وأنا راقد، أذ أخذت الي موضع
الحكم، وكان كثيرون قياما هنا ومن هنا، وكنت واقفا بخوف شديد، فقلت: : أذكر يارب
تعبي:، ,بقولي هذه الكلمة عوقبت فورا، اذ قال للقيام: اخرجوا هذا:، فدنا مني واحد
وأدخل يده في فمي، وقطع لساني، وجعله في يدي، فاستيقظت وأنا مرتعد، فوجدت يدي
مطبوقة ففتحتها ظانا أنها ممسكة بلساني “، فلما سمع الشيخ هذا الكلام أمسك
عنه “.

+
وقف الشيطان برجل قديس ساعة وفاته وقال له: ” لقد انفلت مني ” فأجابه:
” لست أعلم “. الي هذا المقدار كان احترس الآباء من الافتخار في شيء
“.

(د)
محبة الناس

+
قال شيخ:


أن أردت أن تنجح في أطفاء الغضب والرجز، فاتقن الاتضاع، ولتكن لك طاعة ورجاء في كل
احد، لأن الغضب والرجز يسوقان الانسان الي الهلاك، ويبعدانه عن الله، أما الاتضاع
فأنه يحرق الشياطين، والطاعة هي التي جاءت بابن الله وسكن في البشرية، والايمان
خلص الناس، والرجاء لا يخزي، وأما المحبة فهي التي تدع الانسان لا يسقط ولا يبتعد
عن الله، فالذي يريد ان يخلص، عليه أن يقطع هواه في كل شيء، ويقتني الاتضاع، وليكن
الموت بين عينيه “.

ذهب
أخ الي انبا بيمن وقال له
: ” ماذا تامرني أن أفعل؟ ”

قال
له الشيخ: ” كن صديقا لمن يحكي عنك بالشر، وهكذا تجتاز أيامك بنياح “.


السلوك بمحبة واتضاع –

+
قال مار اسحق:

الذي
يعود لسانه أن يقول الصالحات علي الاختيار والأشرار، يملك السلام في قلبه سريعها.

-الذي
نشر مراحمه بلا تمييز علي الصالحين والأشرار، بالشفقة، فقد تشبه بالله


الذي يبغض صورة الله لا يمكن أن يكون محبوبا من الله.

 –
ان الانسان البعيد عن ذكر الله، لا هم له الا في ايقاع السوء بقثريبه.

+
قال أنبا ايليا:


أي منفعة للمحبة حيث تكون الكبرياء “.

+
قال أخ لأنبا تيموثاوس:


أني أري نفسي بين يدي الله دائما “، فقال له: ” ليس هذا بعجيب، ولكن
الأعجب ان يبصر الانسان نفسه تحت كل خليقة “.

+
وقال شيخ:


القلب النقي ينظر كل الناس اطهاراً وهو وحده النجس “.

+
وقال آخر:


إذا قال الراهي لصاحبه: ” أغفر لي ” بإتضاع، تحترق الشياطين “.

+
وكذلك قيل:


” أن شئت أن تنال الغفران، أغفر أيضاص لقريبك “.


” من هو متنسك من المآكل وفي قلبه حقد وأفكار ردية علي أخيه فأنه آلة وأرغن
للشيطان “.

–   
عدم
الجدال والرغبة في الانتصار (عدم المقاوحة)

+
قال شيخ:


أريد أن أكون مغلوباً بإتضاع أفضل من أن أكون غالباً بإفتخار “.

+
وقال آخر:


لو كنا حكماء ونجعل أنفسنا جهالا، فاننا نستريح ونتنيح “.

فقال
له أخ: وكيف يجعل الانسان مفسه جاهلا وهو حكيم؟ “.

قال
له الشيخ: ” إذا أنت قلت كلمة في وسط الاخوة،وكانت تلك الكلمة حقاً وصواباً /
ويتفق أن يقوم آخر ويقول كلمة كذب وغير صائبة، فأنك أن أبطلت كلمتك الصائبة، واقمت
كلمة أخيك الكاذبة، فتكون حكيماً وقد جعلت نفسك جاهلا من اجل الله “.

+
وقال مار اسحق:


كما أن جريان الماء يتجه إلي أسفل هكذا قوة الغضب إذا ما ألفت موضعا في فكرنا
“.

+
قال القديس برصنوفيوس:


لا تحسب نفسك شيئاً وأنت تتنيح، جاهد أن تموت من كل الناس وأنت تخلص، قل لفكرك،
أني قدمت ووضعت في القر، فماذا لي مع الأحياء، وبذلك لن يقدر شيء أن يحزنك، أن
الطاعة مطفئة لجميع سهام العدو المحماة. أما المحبة فهي فهي المزود العظيم الذي
يشد كل أسترخاء ويشفي كل الأمراض “.

–   
عدم
الادانة

+
قال مار اسحق:


استر علي الخاطيء من غير أ، تنفر منه لكيما تحملك رحمة الله.


من كل ضميره دائما يهذي بالصالحات، لا ينظر الي نقائص قريبة.


من يزيل من ضميره هفوات قريبه، يزرع السلام في قلبه.


احذر من هذه الخلة أن تكون جالساً وأنت تدين أخاك، لأن هذا يقلع جميع بنيان برج
الفضيلة العظيم، وصلاة الحقود كبذار علي صفا (صخرة).


أبسط رداءك علي المذنب وأستره، أن كنت لا تقدر أن تحتمل وتضع علي نفسك أوزاره
وتقبل الأدب وتتجشم الأتعاب من جرائه.

–   
مشاركة
الوجدانية

+
قال مار أسحق:


أسند الضعفاء وعز صغيري النفوس كيما تسندك اليمين التي تحمل الكل.

 –
شارك الحزاني بتوجع قلبك كي يفتح باب الرحمة لصلاتك.

– 
المعتذر
عن المظلوم يجد الله تعالي مناضلا عنه. من عاضد قريبه يعاضده الله سبحانه بذراعه،
ومن سب أخاه برذيلة كان الله له سابا ومبكتا.

–   
 احترام الكل

+
قال مار أسحق:


الذي يكرم كل انسان من أجل الله تعالي، يجد معونة من كل باشارة الله الخفية”

(ه)
أخفاء التدابير وأنكار الذات

+
قال مار أسحق:


ليكن معلوما عندك أن كل خير لن يكون مقبولا الا اذا عمل في الخفاء “.

+
قال أنبا أغاثون:


لا يمكنك أن تحيا حياة مرضية أمام الله ما دمت محبا للذات “.

+
قال القديس موسي الأسود:


أن كنا ملومين فذلك لأن الهزيمة دائماً هي منا، من ينكر ذاته ولا يظن أنه شيء فذلك
يكون سالكاً حسب مشيئة الله “.


أشر الرذائل كلها هي أن يزكي الانسان نفسه بنفسه.

 –
من ينكر ذاته يسلك في سلام.

 +
قال أخ:


كما ان الكنز اذا ظهر نقص، كذلك الفضائل اذا اشتهت وعرفت تبيد وتهلك “.

+
سأل أخ الأب ميليوس قائلا:


أريد أن أمضي لأسكن في موضع، فماذا تريدني أتدبر هناك؟ “.

فقال
له الشيخ: ” أن سكنت في موضع فاحترس ألا تخرج لك أسماً في شيء من الأشياء، بل
في كل موضع جلست فيه، أتبع الكل مساوياً نفسك بهم، وكل ما تراه من أفعال الورعين
الأتقياء الذين ينتفع منهم، فافعله مثلهم، وبذلك تتنيح. لأن هذا هو الأتضاع أن
تساوي نفسك باحوتك، حتي إذا ابصرك الناس تدخل وتخرج مع الاخوة لا يقصدونك ولن
يفتنوك “.

+
حدثوا عن رهبان المصريين:


بأنه اذا عرف الناس سر عملهم، فما كانوا يحسبونه فضيلة، بل خطية. “.

مرة
أتي أناس لأمونيوس الأسقف يريدون أن يتحكموا بحكمته، وكان الشيخ يجعل نفسه جاهلا.
فوأفت أمرأة ونظرت اليه وقالت:

أن
هذا الشيخ موسوس، فلما سمعها قال لها: ” أتعلمين مقدار التعب الذي كابدته في
البرية حتي اقتنيت هذا الوسواس؟ ” قال: لا. قال: ” لقد تعبت خمسين سنة
لأجله، فهل أفقده من أجلك في هذه الساعة؟ ” وإذ قال ذلك تركها في القلاية
وترك الأسقفية ومضي.

 كان
أولوجيوس القديس تلميذ الطوباني أنبا يوحنا الأسقف قسيسا وناسكا عظيما يصوم
جائما يومين يومين، ودفعات كثيرة يكمل الأسبوع، ويأكل خبزاًوملحا فقط، فمنحه الناس
كثيراً.

فأتفق
له حضور عند أنبا يوسف في بيافوا يلتمس صعوبة تكون زائدة في الجهاد. فقبله
الشيخ بفرح. والذي كان له صنع له به عزاء. فقال تلاميذ أنبا اولوجي

 ”
أن القس ما يأكل الا خبزا وملحا فقط: وأن أنبا يوسف كان يأكل وهو ساكت.
فلما أقاموا عنده ثلاث أيام لم يسمعوه يصلي ولا يرتل لأن عمله كان مخيفا فخرجوا من
عنده وما انتفعوا بشيء.

فتدبير
الله صارت سحابة عظيمة فضلوا الطريق ورجعوا الي الشيخ فلما اقتربوا من قلايته
سمعوه يرتل ويسبح مدة كبيرة. وفي الآخر قرعوا الباب فسكت عن ترتيله وقلبهم بقرح.
ولأجل شدة العطش صحب تلاميذ أولوجيوس ماء في قدح ونالوه. فلما جاء يشرب
وجده ممزوجا بماء البحر والنهر فلم يقدر أن يشربه.

فلما
رجع إلي ذاته وقع قدام الشيخ ملتمساً أ، تجبير ه قائلاً: ” ما هذا يا أبتاه
انك لم تصل ولم تزمر في الأول، والآن بعد خروجنا رتلت، وأيضاً لما اخذنا قدح الماء
وجدناه ماء حلواً والآن وجدناه مالحاً. فقال له الشيخ: ” أن الأخ موسوس ومن
جهله مزجه بماء بحري “.

 وأن
الوجيوس كان يطلب ان يعرف من الشيخ الحق.

فقال
له الشيخ: ذلك الكأس الصغير كالخمر انما كان للمحبة. وأما هذا فنحن دائما نشربه
افراز الأفكار وقطع عنه كل الأمور الانسية. وصار مشاركا يأكل من كل ما يضع بين
يديه وبدأ عمله أن يكون مخفياً.

 فقال
للشيخ: ” بالحقيقة أن عملك هذا هو العمل الحقاني “. 

+
أمرأة كان لها وجع في ثدييها يقال له السرطان. فسمعت بالأب أنبا لنجينوس فأتت اليه
لتراه وتبريء ثدييها. وكان يسكن في دير بقرب الأسكندرية فلما صارت الي الموضع جعلت
تسأل عنه وتطلبه فصادفت القديس علي شط البحر يجمع له حطبا. فعندما أبصرته المرأة
قالت له يا أبانا أين يسكن رجل الله انبا لنجينا.

 فأجابها
الشيخ وقال: ” ماذا تريدين من ذلك الكذاب المرائي:.

فقالت:
” لي وجع وجئت اليه لكي أبرأ بصلاته “.

فقال
لها
:
” لا تذهبي الي ذلك الكذاب المرائي. ولكن أريني ما يؤلمك ” حينئذ أشارت
المرأة إلي الموضع
الذي يؤلمها. فرشها القديس بالصليب وقال: ” أذهبي
بسلام وربنا هو يشفيك. فأما لنجينا فما يقدر ان ينفعك بشيء ”
حينئذ أيقنت المرأة بكلمة الشيخ ومن ساعتها برئت. فلما رجعت الي المدينة
وأخبرت الناس بما قال لها الشيخ ووصفت لحيته أعلموها أنه ” كان انبا
لنجينا
بركة صلاته تكون معنا جميعا آمين.

+
ذكر بعض الآباء القديسين
انه كان عند النهر القريب من فسطين موضع يسكن
فيه سلوانس المغبوط. ويكن هناك أخ متظاهر بالجهل. وذلك أنه كان اذا لقيه أخ
من الرهبان كان يضحك من ساعته. وكان كل أحد قد اهمله وانصرف عنه.

فحدث
أن ثلاثة آباء رأوا أنبا سلوانس ولما صلوا كالعادة سألوه أن يرسل معهم أحدا
لكيما يزوروا سائر الاخوة في قلاليهم. وقالوا للشيخ: يا أبانا أوص الأخ أن يأخذنا
اليهم كلهم. فأوصاه أن يأخذهم اليهم كلهم وأوصاه علي انفراد: اياك ان تأخذهم الي
ذلك الموسوس لئلا يشكوا. وفيما هو يدور بهم علي قلالي الاخوة قالوا للأخ أعمل محبة
وخذنا الي جميعهم. فقال لهم: صوابا قلتم. وأنه دار بهم علي جميعهم ولم يدخل بهم
الي قلاية الموسوس كما اوصاه الشيخ. فلما عادوا الي الشيخ قال لهم: أرأيتم الأخوة؟.
فقالوا نعم. قفد شكرنا الله كثيراً. ولكن شيئاً واحداً غمنا أننا ما رأينا جميعهم.
فقال الشيخ للدليل: ألم أوصيك أن تأخهم اليهم كلهم؟. فقال: يا أبتاه قد عملت أمرك.
وعند أنصراف الآباء قالوا للشيخ: بالحقيقة لقد شكرنا لك لأجل أنك أريتنا الاخوة.
لكن حزاني أننا ما رأينا الجميع.

فبقي
الشيخ متفكرا كثيراً. ثم أخذ عصاه ومضي إلي قلاية ذلك الأخ المتظاهر بالوسواس وما
قرع بابه بل فتح الباب بهدوء ودخل علي الأخ فوجد جالسا في موضع جلوسه بين قفتين
أحداهما عن يمينه والأخري عن يساره. فلما أبصر الشيخ صار يضحك علي عادته. فقال له
الشيخ: دع الآن هذا اللعب وقل لي كيف جلوسك؟. فضحك أيضاً. فقال انبا سلوانس:
أنك تعلم أنني لا أخرج من قلايتي سوي يومي السبت والأحد. الا انني في هذا الوقت
انما جئت في وسط الأسبوع لأن الرب يسوع المسيح أرسلني اليك. فأرتاع الاخ لقوله
وعمل مطانية وقال: أغفر لي فأنتي ما أعلم أن لي فضيلة قط. فبكي الشيخ وطلب منه
بمحبة المسيح أرحمني. فقال: ” يا أبي اغفر لي. فاني بالغداة أجلس وهذا حصي
قدامي، فمتي ورد علي فكر صالح طرحت حصاة في القفة اليمني، ومتي جاءني فكر خبيث
طرحت حصاة في القفة اليسري. واذا جاءني المساء أعد الحصي. فأن وجدت حصي اليمين
أكثر أكلت، وأن وجدت حصي الشمال اكثر فلا آكل. وفي الغداة أيضاً اذا جاءني فكر
خبيث أقول لنفسي: انظر ماذا تعمل فأنك ما تأكل أيضاً “.

فلما
سمع هذا الكلام أنبا سلوانس العجيب عجب منه وقال: ” بالحقيقة أن
الآباء الذين زارونا ملائكة وقديسون وأنما أرادوا يشهروا فضيلة الأخ. لأن حضورهم
أورد لي سرورا كثيراً وفرحاً روحانيا “.

 بركة
صلواتهم معنا آمين.

(و)
نفسك ومديح الناس

+
قال أنبا موسي الأسود:


تمجيد الناس يولد للانسان البذخ وتعاظم الفكر.

 –
حب الأطراء من شأنه يطرد المعرفة.


علي مثال الصدأ الذي يأكل الحديد كذلك يكون مديح الناس الذي يفسد القلب اذا كمال
اليه. وكما يلتف اللبلوب علي الكرم فيفسد ثمره كذلك السبح الباطل يفسد نمو الراهب
اذا كثر حوله.

+
وقالت القديسة سفرنيكي:


كما ينحل الشمع قدام النار كذلك نفس الانسان قدام المديح تنحل قوتها ”

+
وقال شيخ:


من مدح راهبا بحضرته، فقد أسلمه بأيدي أعدائه “.

+
قيل: مدح الآباء شخصا في وجهه بين يدي الأب أنطونيوس فأراد الأب أن يمتحنه
أن كان يحتمل الذم فلم يحتمل، فقال: ” هذا الأخ يشبه قرية مزينة من خارج،
لكنها من داخل خاوية، يل ملآة من اللصوص “.

+
قيل عن الأب اللينوس

أنه
كان مرة يخدم والاخوة جالسون عنده يمدحونه، وهو لا يجيبهم البتة، فقال له انسان
منهم: ” لماذا لا تجيب الآباء وهم يسألونك؟ ” فقال: ” لو أجبتهم
لصرت مثل من يقبل المديح “.

+
كان انسان من بلدة الرها اسمه اسبيانوس، هذا وضع فصولا ولحنها تقرأ إلي الآن، وقد
حدث أن أستولت عليه الكبرياء فأسلم ذاته، فعرضها لأتعاب كثيرة وأعراق جزيلة
وصعوبات شديدة بلا افراز ولا تمييز، ليحظي بالمديح من الناس، فخدعه ابليس وأخرجه
من قلايته، وأوقفه علي الجبل المسمي ” الستوريون:. وأركبه مركبة وأراه خيلا
غيرها ومركبات أخري، وقال له: ” أن الله يستدعيك علفي الصفة التي استدعي بها
إيليا: فلما صدق قوله. أرتفعت به المركبة، وللوقت تلاشت الخيالات، وسقط هو علي
الأرض من علو شاهق فتحطم وحظي بميتة يبكي منها، بدلا من الرفعة الرفيعة التي أملها.
فشرحنا هذا ليس جزافا، كي لا تخفي عليك عراقيل الخبيث العطشان الي هلاك الناس،
فاحذر ان تشتاق ايها السامع الي تلك الأمور التي تعلو قدرتك، قبل أن تحظي بذلك من
النعمة، ولا تطلب الصعود في سلم المناظر المنصوبة للسقوط والقيام، لئلا تطلبها قبل
الأوان، فتحسب من الساقطين، وتصبح أضحوكة للشياطين.

(ز)
أفكار العظمة

+
قال شيخ:


اذا لم يأت علينا قتال، حينئذ ينبغي لنا أن نتضع جداً، عالمين أن الله لمعرفته بضعفنا
رفع عنا القتال، وأن افتخرنا يرفع عنا ستره فنهلك “.

+
وقال آخر:


أياكأن تقول في قلبك من جهة انسان، انك أحرص منه، أو أكثر منه معرفة، أ, أبر منه،
بل أخضع لنعمة الله، ولروح الحكمة، والحب الذي ليس فيه غش، لئلا تنطفيء بالعظمة،
وتضيع تعبك لنه مكتوب: ” يا من تظن أنك قائم احذر لئلا تسقط “.

+
وقيل أيضاً:


ليس هناك شفاء لوجع المفتخر، لنه بقدر ما يتعالي بأفكاره بقدر ما ترتفع معرفة الله
عن نفسك، والي عمق الظلمة يهبط “.

+
حدث أن أغلق اخ علي نفسه باب قلايته زمانا يسيراً، فقاتلته أفكار
مكتوبة وأحلام سمجة، فبعث الي شيخ قديس يستشيره في ذلك، فأجابه الشيخ قائلا:
” أن كنت تريد أن تخلص ففر من شيطان العظمة وأجعل لك قيل.. لأن المذلة تهلك
العظمة وتبعدها، ولا تدع أحداً يخدمك، بل أخدم أنت نفسك، وأنت تخلص بمعونة الله،
والآن فلا تغلق الباب الخشب، بل بالحري اغلق باب لسانك”

+
كان انسان اسمه دكياس يسكن جبلا من أعمال أورشليم، هذا لم يصل مع أحد جملة،
وبغتة تجاسر علي أن يخدم القداس وهو علماني.

+
مرة قوتل أنبا مقاريوس.

بالعظمة
وهو في قلايته، وحثه الفكر علي الخروج منها، والذهاب الي رومية لينفع كثيرين بحسب
ما أملته عليه أفكار العظمة فلما الحت عليه الأفكار بذلك، ألقي بنفسه داخل قلايته
عند بابها، وأخرج رجليه من الباب، ثم قال لأفكار العظمة: أخرجوني أن قدرتم، فأني
لن أخرج طائعاً، فأن لم يمكنكم ذلك فلن أطيعكم. ولم يزل ملقي وهو يقول هذا الكلام
الي الليل حيث أشتد عليه القتال والأفكار، وأخيراً أخذ قفة وملأها رملا وحملها،
وبدأ يطوف بها البرية حتي لقيه القديس فسطوس، فقال له: ” ماذا تحمل يا
أبتاه؟ اعطني أياه، ولا تتعب أنت ” فقال له: : أريد أن أشقي من يشقيني، فأنه
إذا ما نالته الراحة، سبب لي الأسفار والشقاء “، واستمر هكذا إلي أن كفت عنه
الأفكار فرجع إلي قلايته وهو يشكر الله.

+
قيل:

حدث
مرة أن أتفق ثلاثة شيوخ علي أن يخرجوا معا إلي البرية لعلهم يجدون رجلا متعبداً
لله، ولما سشاروا ثلاثة أيام، وجدوا مغارة، فأتوا اليها. فأبصروا نفساً خارجة من
جسدها، وهي تساق الي جهة الغرب، فبكوا لذلك قائلين: ” يارب، كيف أن متوحداً
كهذا، وفي هذا المكان من القفر، تساق نفسه إلي الغرب؟ “، فجاءهم صوت قائلا:
أن لهذا الشيخ في هذه الغارة 40 سنة. وقد فكر في قلبه قائلا: أنه لا يوجد راهب آخر
مثلي. فلهذا السبب تساق نفسه الي الغرب. فقال الشيوخ: ” بالحق ان الكبرياء
تهلك جميع ثمر الراهب “.

+
وقيل أيضاً:

 أن
شاب آخر اسكندراني، كان رشيقا ذكيا فطنا حسن السيرة هذا بعد احكامه سيرة فاضلة،
وصل الي ذروتها وبلغ غايتها بأتعاب كثيرة وأعراق جزيلة، فتشامخ وتعجرف حتي انه رفع
عنقه علي جميع الآباء، بتباه وأبهة، وتجاسر علي شتيمة الكل وفي جملتهم شتم القديس
أوغريس
قائلا: أن كل الراسخين لتعاليمك مخدوعون، لأنه لا معلم غير المسيح وحده.
واستشهد
حسب جهالته 00
قائلا أن المخلص نفسه قد جزم قائلا ” لا تدعوا لكم معلما علي الأرض:. واظلم
عقله لتعجرفه، فانحط انحطاطا يرثي له منه، حتي أنه غلل بالحديد، ولقد كان كثيرون
يتحدثون بشدة نسكه، وقال ثوم أنه كان يصوم ثلاثة أشهر لا يأكل فيها الا ما كان
يتناوله من القربان في يوم الأحد مع ما يتفق له من الحشائش البرية، ولقد كانت لي
أنا به خبرة.

+
وآخر اسمه ابطلما

عاش
عيشة يصعب وصفها / هذا اول أمره سكن فوق الاسقيط في الموضع المعروف بالمفارج، وهو
مكان لم يسكنه قط ساكن من الأباء، وكان بينه وبين الماء ثمانية عشر مسافة واتخذ
لنفسه جرة ولقانين (وعاءين) وكان بينه بجمع الندي باسفنج من علي الصخور في كانون
الأول وكانون الثاني ويعصره في تلك الأوعية ويرفعه للصيف /، ومكث علي تلك الحال 15
سنة لا يكلم أحدا، وتغرب من ملاقاة رجال أبرار ومخاطبتهم، وعدم التعليم الروحاني
والتناول من الأسرار الطاهرة، فجعل يبحث عن حقائق الأمور وغوامضها، فجن وصار يقول
/ الأشياء ليس لها مدبر وأنها موجودة مدبرة منها وبها، فلأي وصار يقول: الشياء ليس
لها مدبر وأنها موجودة مدبرة منها وبها، فلأي شيء أشقي نفسي وأي ثواب يكون لمن
يبلغ الي هذا التعب؟ فلما أجاب في فكره هذه اظلفكار توسوس وضاع عقله، فنزل الي
مصر، وهكذا أخذ يدور من مكان الي مكان ليلا ونهارا مطرقا الي أسفل وهو لا يحادث
أحداً، وكان منظره يرثي له، كما كان كل واحد من النصاري يراه يبكي عليه اذ صار
ملهاة وملعبة لمن لا يعرف سيرتنا، وقد لحقته هذه المصيبة الكبري لتيهه وصلفه وظنه
بنفسه أنه قد فاق سائر الآباء طانا بنفسه ما ليس هو فيه، ومن حيث انه لم يصنغ الي
مشورة أحد من الأباء فقد هبط هبطة فظيعة ومات أشر ميتة. ويشبه حاله حال شجرة مورقة
وبالأثمار مخصبة، ضربتها ريح شديدة فسقطت بغته وتعرت من اوراقها وأثمارها وبقيت
يابسة، وهذا هو ما يلحق بمن يتدبر برأي نفسه ولا يسمع مشورة الحكماء.

+
وجاء كذلك.

 عن
بكر كانت بأورشليم حبيسة في قلاية ست سنين لابسة مسوحا، هذه تنكست نسكا زائدا، ولم
تاكل شيئا متلذذا البتة. فمنعها الآباء من ذلك لكنها لم تصنع الي مشورة أحد، فتعرت
من معونة الله لعجرفتها لما اعجبتها نفسها، فتباعد عنها حافظ عفتها، وسقطت سقطة
يستعاذ منها، فقد فتحت باب حبسها وأدخلت اليها انسانا كان يخدمها وكلفته
بمعاشرتها، وقد لحقتها هذه المصيبة لما جعلت قصد نسكها للمراءاة، ولظنها أنها صارت
أفضل من كثيرين، فلما تملكتها الأبهة، وقعت في يد أبليس.

 +
كما ان انسانا اسمه ابراهيم

كان
راهبا قبطيا، هذا عاش في البرية عيشة يعسر تحريرها، فلما تسفه أصاب مرض الكبرياء،
فجاء الي البيعة مخاصما القسوس قائلا: ” لقد سامني المسيح قسيسا في هذه
الليلة، فأقبلوني أكهن “. فأخرجه الآباء من الكنيسة وساقوه الي سيرة أغلظ من
غيرها فشفوه من ألم الكبرياء وعرفوه ضعفه، وحققوا له أن شيطان العجرفة قد تلاهي به.

+
من سيرة القديس ابيفانوس:

ظهر
في أيام أبيفانيوس بقبرص شاب دعي الفليسوف فجادله علماء كثيرون، فكان يفحمهم مقنعا
أياهم بأقواله، وكان يأتيه كهنة كثيرون وأساقفة فيقنعهم باقناعات، فتكاسل الأكثرون
عن مجادلته، وتراجعوا عن مفاوضته وذاع صيته حتي وصل خبره الي بافوس، حيث تحدثوا
بحكمته وقوة منطقة ومقدرته علي الجدال حتي ضل خبره الي بافوس، حيث تحدثوا بحكمته
وقوة منطقه ومقدرته علي الدال حتي ضل بسببه الكثيرون، فلما رأي الأسقف
أبيفانيوس
ذلك حزن متفكرا في نفسه ثم قال: ومن يكون هذا الشاب المفتخر بعلوم
كذبة أمام ايمان السيد المسيح. وأنه تسلح بالايمان، وأمر بان يحضروه اليه، فمضوا
وقالوا له: الأسقف أبيفانيوس يستدعيك. فقام وجاء اليه، فلما حضر عنده لم يتكلم
معه، بل أنتصب للصلاة أولا، فلما بدأ الأسقف بصلاته أخذت الشاب رعدة،وصر علي
أسنانه، فتعجب الكل لذلك كثيرا، فلما شعر الأب بقوة الصلاة، بدأ يطلب الي الله
قائلا: ” يارب أشف هذا الشقي العليل من هذا المرض، حل أسره يارب وأظهر
الشيطان المستتر فيه وأعتق جبلتك منه “.

عند
ذلك صر بأسنانه وازبد، واحمرت عيناه وصرخ بصوت عظيم قائلا:


أأنت يا أبيفانيوس تخرجني من مسكني؟ “.

 فقال
له الشيطان: ” أنك لم تعرفني من أنا “.

قال:
أنا هو الذي تكلمت في ذاك المدعو ” أوريجانوس “.

قل
له الأسقف: أن كنت أنت الذي تتكلم، فقل لنا بدء الكتاب الذي صنفه ذلك الشقي. فبدأ
أبليس يشرح بدء الكتاب.

فقال
له القديس: بالحق أنت هو المصنف لهذه الشرور العظيمة.

ولم
يحتمل الأب أن يسمع أكثر، فقال له: أصمت يا ابن جهنم، أنا آمرك باسم الرب يسوع المسيح
أن تخرج عنه ولا تؤذيه.

فصرعه
علي الأرض وخرج منه. فلما أفاق ورجع الي نفسه، سألوه: من أين كانت لك القدرة علي
ذلك المنطق العظيم والنحو والفلسفة؟

فقال:
لست اعلم ما تقولونه، ولا كيف كنت أنتكلم، ولا كيف أتيت الي هنا!.. فعجب الحاضرون
وخافوا من ضربات العدو.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى