اللاهوت المقارن

131- سر الإفخارستيا هو صورة واضحة لمحبة الله



131- سر الإفخارستيا هو صورة واضحة لمحبة الله

131- سر الإفخارستيا هو صورة واضحة لمحبة الله

التناول
من جسد الرب ودمه يعطينا فكرة عن محبة الله بصورة واضحة.

هناك
صلوات خشوعية لآباء الكنيسة تقول [ مَن مِن السادة بذل أقنومه دون العبيد؟ أو أى
راعٍ يقدم للغنم ذاته؟ أو أى محب ذبح نفسه للأصدقاء؟ أو أى والدة أطعمت الرضيع
لحمها؟ فالذى لم تستطعه محبة الوالدات فعلته المراحم لنا مجاناً][2]

 

فمَن
مِن السادة ضحّى بنفسه من أجل عبيده؟! ومَن هو الراعى الذي يقدِّم ذاته للغنم
ليأكلوه؟! لكن قد وُلد السيد المسيح ووُضع في المذود الذي يأكل فيه الأغنام وكان
هذا رمزاً لرعيته التى سوف يعطيها جسده لكى يأكلوه، لأنه أتى لكى يكون خبزاً
للعالم الذي كانت ترمز إليه الحيوانات الموجودة في الحظيرة.. جاء السيد ليحول هذه
الحيوانات (أى المولودين حسب الجسد) إلى بشر حقيقيين، فوُلد الحمل في وسط الحملان
وجاء الراعى وجاء إليه الرعاة في ليلة ميلاده العجيب..

 

ومن
هو الذي يذبح نفسه من أجل الأصدقاء؟! ومن هى الأم التى قدمت لحمها لابنها؟! بل على
العكس سمعنا في أيام الحصار في العهد القديم؛ في حصار السامرة أن الأمهات ذبحن
أولادهن وأكلنهم من شدة الجوع (انظر 2مل6: 28-30).. لكن محبة الله منحتنا أن
نتناول من جسد الرب.

 

من
المعروف أن من يحب أحداً يحب أن يقترب إليه والأم تحب طفلها وتحب أن تحمله على
يديها أو تحتضنه ومن الممكن أن تضمه بشدة إلى صدرها من شدة محبتها له، فالله لكى
يؤكد لنا محبته، لم يسمح لنا فقط أن نحتضنه، ولكن سمح أن نتناوله في داخلنا ..
فاقترابنا إليه ليس كمَن يسلم على آخر أو يمسك يده لمجرد اللمس؛ لكن المسيح يعطينا
جسده مأكلاً نتحد به سراً ويحل فينا بالمحبة..

[
فالذى لم تستطعه محبة الوالدين فعلته المراحم لنا مجاناً ].

_

2)
كتاب “أصداء التضرعات الروحية” طبعة مكتبة المحبة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى