اللاهوت المقارن

130- أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي



130- أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي

130- أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي

 قال
معلمنا بولس الرسول “لأننى تسلّمت من الرب ما سلّمتكم أيضاً؛ إن الرب يسوع في
الليلة التى أُسلِم فيها أخذ خبزاً وشكر، فكسر وقال: خذوا كلوا هذا هو جسدى
المكسور لأجلكم” (1كو11: 23، 24).

 

وأيضاً
في إنجيل معلمنا متى “وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى
التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدى. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها
كلكم. لأن هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا.
وأقول لكم إنى من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم
جديداً في ملكوت أبى. ثم سبّحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون” (مت26: 26-30)

 

فما
الذي سيشربه الرب معهم جديداً في ملكوت أبيه؟! إن الملكوت السمائى ليس فيه كروم
للعنب ولا حنطة للخبز. وتفسير قول السيد المسيح هو أننا سنشرب من محبة الله إلى
الأبد.. فهو يقول سوف “لا أشرب من نتاج الكرمة هذا” مرة أخرى؛ حيث إنه
ذاق وأعطاه لتلاميذه في هذا العشاء، ولذلك فهو يسمى ب”العشاء الأخير”
حيث إنه آخر مرة يشرب الرب فيه من نتاج الكرمة. لإننا سنشرب من محبة الله إلى
الأبد في ملكوت السماوات.. وهذا يرجعنا إلى سفر نشيد الأناشيد عندما تقول
“أدخلنى إلى بيت الخمر وعَلَمُه فوقى محبة” (نش2: 4) وأيضاً
“ليقبّلنى بقبلات فمه لأن حبك أطيب من الخمر” (نش1: 2) ليس المقصود
“ببيت الخمر” بيت السُكر والخلاعة لأن الكتاب يقول “ولا تسكروا
بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح” (أف5: 18) لكن المقصود هنا:
الكنيسة المقدسة .. أدخلنى إلى كنيسته المقدسة لكى أتناول من هذه الكأس التى للعهد
الجديد.

 

“علمه
فوقى محبة” حيث إننا لا زلنا في هذا العالم، فنشرب من الكأس ونتمتع بحب الله،
أما في الحياة الأبدية سوف نرتشف من هذا الحب، لكن ليس هناك عصير عنب، بل سوف
تسقينا وتروينا محبة الله المتدفقة “وأقول لكم إنى من الآن لا أشرب من نتاج
الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبى” (مت26: 29).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى