اسئلة مسيحية

الصلب والفداء أين العدل والعقل؟



الصلب والفداء أين العدل والعقل؟

الصلب والفداء أين العدل والعقل؟

في
قضية الصلب والفداء نرى الآتي:


الانسان يخطىء ضد الله! – الله يتألم! – الله يجعل نفسه ملعون وكفارة خطية! غلاطية
(3عدد13)


المسيح صار لعنة – ليظهر للبشر بر الله!

وفي
هذا نرى: أن الخاطيء هو الذي تكون خطيئته سبباً في تألم الله!!

ثم
يحمل الله خطيئة هذا المذنب ويجعل نفسه مكانه ليظهر بره!!

فأي
عدل هذا؟ ثم العجب انك تجد أن الله قتل نفسه من أجل أن يغفر للبشر خطيئة لم
يرتكبوها في حقه نفسه!! أو قتل نفسه ليرضي نفسه، شئ عجيب.

 

الإجابة

على
الرغم من اختلافي مع كثير من التعبيرات اللاهوتية التي تفضل السائل واستخدمها, إلا
أني لا أملك إلا أن أسجد في هذا السؤال لله, الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي.

هل
يوجد حب أعظم من هذا؟!! أن يبذل أحد نفسه (طوعاً واختياراً) لأجل من أحب؟

بالتأكيد
أضم صوتي للسائل وأقول: أين العدل؟

أحياناً
نجد أن الأم تضحي لأجل ابنها أو ابنتها, وتقدم طواعية حياتها فداء لمن أحبت, سواء
في عمليه جراحية أو عملية إنقاذ انتحارية, ويكون هذا قبس ضئيل مما فعله الله لأجل
العالم، لأنه هكذا (بهذه الطريقة) أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا
يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. (يوحنا 3: 16)

عزيزي
السائل: أنت تسأل وتختم سؤالك بهذه العبارة: شيء عجيب.

هو
عجيب, ولكن لتنتهز الفرصة وتمد يدك فينقذك الله من الموت, لأن الله دفع ثمن
الخطايا على الصليب وأعطى الجميع فرصة لنوال الغفران والخلاص. فلماذا لا تمد يدك.
كثيرون كبرياؤهم يمنعهم من أن يمدوا أيديهم, قائلين إنهم بأعمالهم سيخلصون، ولكن
هيهات, بدون الإيمان بهذا الأمر لا يمكن إرضاءه. والفرصة متاحة لكل إنسان الآن,
لأن الله أحب العالم كله بدون استثناءات. فلنستفد جميعا من محبته العجيبة.

أنت
قُلتْ: “فأي عدل هذا؟ ثم العجب انك تجد أن الله قتل نفسه من أجل أن يغفر
للبشر خطيئة لم يرتكبوها في حقه نفسه!! أو قتل نفسه ليرضي نفسه، شئ عجيب.”

سؤال
يطرح نفسه، عندما يضع رئيس دولة قانوناً ليسير بموجبه رعاياه، هل يُعتَبَر هذا
القانون فعّالاً أم لا؟ بالطبع، يكون فعّالاً ويسري على الجميع. وإن كان رئيس
الدولة عادلاً، فهو سيُلْزِم جميع رعاياه بتطبيق القانون، وأي كسر للقانون يكون
جزاؤه العقاب الذي ينص عليه القانون الذي وضعه، حتى وإن كان المتعدي على قانونه
رئيس وزراءه أو أقرب المقربين إليه.

فلو
فرضنا أن شخصاً من خارج البلد جاء في زيارة، وقام بالاستهزاء بالقوانين والأنظمة
المعمول بها في البلد، وتم إلقاء القبض عليه لعدم احترامه للقوانين. وعند مساءلته
يرد ويقول: أنا لا أحترم قوانين البلد، حتى وإن كان واضعها هو رئيس البلد نفسه.
فماذا يُعتبَر عمله هذا؟ أكيد سوف يكون بمثابة تعد على القانون وعلى صاحب السيادة،
رئيس الدولة. لذلك يستحق أن ينال العقاب الذي ينص عليه القانون، ليس فقط لأنه
تعدّى على القوانين، ولكنه تعدى على شخص واضع القانون.

فإن
كان هذا يحصل مع البشر نتيجة تعديهم على قوانين البشر، فكم بالحري مع القانون
الإلهي؟

إلا
أن هناك فرقاً، فمع أن العقوبة التي وضعها الله لمن يتعدى قانونه كانت صارمة، بحيث
كانت الموت الأكيد، نجد أن محبة الله لم ترضَ أن تترك الإنسان لينال القصاص العادل
من دون أن يقدم له العلاج المناسب (دم المسيح) والوسيلة المناسبة (تقديم الابن)
والطريقة المناسبة (موت الصليب) المتمثل فيه بر الله وعدله. فهو لا يستطيع أن يترك
الإنسان يَنْفًذ بجلده من عقوبة الخطية، لكنه في نفس الوقت لم يُرِد للإنسان أن
يتعذب إلى الأبد. فما كان منه إلا أن أرسل الابن، ليتخذ شكلاً بشرياً (يوحنا 1: 14)
ويأخذ صورة إنسان (فيلبي 2: 5) ليموت بدلاً عن الإنسان، تعبيراً عن محبة الله
وتنفيذاً لعدله.

هل
أدركت أخي الساءل محبة الله، أنا أعلم أنك تُدْرِك عدل الله، لكن إدراكك ليس
كاملاً، لأنك تنظر إلى الله كمتجبر وكمن ينتظر الفرصة المواتية ليقتص من البشر.

مع
ذلك، اختار الكثير من البشر أن يلتفتوا بعيداً عن محبة الله، واستهزأوا بعدله،
وهنا لا يستطيع الله أن يُجْبِر أي شخص ليختار العلاج الذي جهزّه له، لأن الله خلق
الإنسان حُر الإرادة، وهو يحترم اختيار الإنسان، لكنه يحاسبه على اختياره. ليتك
تغتنم هذه الفرصة قبل فوات الأوان

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى