اللاهوت المقارن

120- الذبيحة في العهد الجديد



120- الذبيحة في العهد الجديد

120- الذبيحة في العهد الجديد

عندما
نتحدث عن العهد الجديد نجد أن الذي حدث بواسطة موسى النبى كان مجرد رمز للعهد
الجديد، فبدلاً من دم الحيوانات التى كانت تُقَدم في العهد القديم مثلما قيل
“فأصعدوا محرقات وذبحوا ذبائح سلامة للرب من الثيران” (خر24: 5)، أصبح
العهد الجديد هو بدم المسيح. وكلنا كمسيحيين نؤمن أن دم المسيح هو العهد الجديد
الذي بين الله وشعبه المفديين المخلَّصين الذين آمنوا بصلب السيد المسيح وقيامته.

 

لابد
أن نفهم أن دم العهد يتضمن التزامنا بتنفيذ وصايا الله لأن السيد المسيح قال
“إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى.. الذي عنده وصاياى ويحفظها فهو الذي
يحبنى” (يو14: 15، 21).. لذلك فإن دم العهد هو التزام بتنفيذ وصايا السيد
المسيح.

 

لقد
سلّم السيد المسيح بنفسه دم العهد الجديد لتلاميذه في ليلة آلامه. نفس الدم الذي
سُفك على الصليب، هو نفسه الذي سلّمه السيد المسيح لتلاميذه يوم خميس العهد، لذلك
يسمى “خميس العهد” لأن هذا هو العهد الذي بين الله وشعبه.

 

لذلك
يقول معلمنا بولس الرسول “لأننى تسلّمت من الرب ما سلَّمتكم أيضاً إن الرب
يسوع في الليلة التى أُسلم فيها (للآلام والصلب) أخذ خبزاً. وشكر فكسّر وقال خذوا
كلوا هذا هو جسدى المكسور لأجلكم اصنعوا هذا لذكرى. كذلك الكأس أيضاً بعدما تعشّوا
قائلاً هذه الكأس هى العهد الجديد بدمى اصنعوا هذا كلما شربتم لذكرى. فإنكم كلما
أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء” (1كو11:
23-26).. من الملاحظ في هذا النص أن السيد المسيح لم يتكلم عن الدم فقط؛ لكنه ربط
الدم بالكأس، وهذا نفس ما ورد في إنجيل معلمنا لوقا “هذه الكأس هى العهد
الجديد بدمى الذى يُسفك عنكم” (لو22: 20) لم يقل هذا الدم هو العهد الجديد
لكن قال هذه الكأس.. بالطبع لا يقصد الكأس الفارغة، بل الكأس التى بها دمه .

 

ولئلا
يظن أحد كما يدّعى البروتستانت أن العهد الجديد هو دم المسيح الذي سُفك محدوداً
بيوم الصليب فقط، ولا داعى للدم الذي يقول عنه الأرثوذكس في القداس؛ نقول رداً على
هذا: لم يقل السيد المسيح هذا الدم هو العهد الجديد، بل قال هذه الكأس هى العهد
الجديد.. لكن ليس الكأس الفارغة فقط بل “هذه الكأس هى العهد الجديد
بدمى” فالأساس هو دم السيد المسيح.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى