بدع وهرطقات

_بدع_وهرطقات_2_بدع_حديثة_شفرة_دافنشى_مريم_المجدلية_هل_هي_الكأس_المقدسة_07[1].html



الفصل
السابع

كيف قُبلت
الأناجيل
القانونية ولماذا
رُفضت الكتب
الأبوكريفية؟

مقالات ذات صلة

 

 يدعي
نقاد
المسيحية،
بدون سند أو
دليل، وبناء
على مجرد
افتراضات
مسبقة مبنية
على فكرهم
الخاص
وعقائدهم
الدينية التي
لا تتفق مع
المسيحية في
عقائدها
الجوهرية، أن
الكنيسة
الأولى كانت
تمتلك عشرات
الأناجيل
والأسفار
المقدسة، وقد
رفضتها
جميعاً، ولم
تبق منها إلا
على أربعة فقط،
هي التي كانت
تتلاءم مع
أفكارها
وعقائدها التي
تقررت في مجمع
نيقية!!

 ومن
هؤلاء دان
براون، ومن
على شاكلته،
فلكي يعطي،
بروان،
مصداقية
لنظرياته
الملفقة،
التي لا علاقة
لها بالإنجيل
ولا بفكر
هراطقة
القرون
الأولى ولا بالتاريخ
عموماً، راح
يلفق التهم
للإنجيل دون
وعي أو فهم أو
دراسة، كعادة
كل الذين
يهاجمون
الكتاب
المقدس من كل
لون وفي كل
زمان، قال في
الفصل الخامس
والخمسين من ص
234 إلى 244 ما يلي:

 
إن الكتاب
المقدس هو
نتاج إنسان, يا
عزيزتي. وليس
من الله. وهو
لم يهبط بشكل
خارق من
الغيوم. فقد
ألفه الإنسان
لتسجيل
الأحداث
التاريخية
لأزمنة
مضطربة, وقد
تطور من خلال ترجمات
وإضافات
ومراجعات لا
حصر لها. ولا
يملك التاريخ
نسخة محددة
للكتاب 000 كان
يسوع المسيح
شخصية
تاريخية ذات
تأثير مذهل,
قد يكون أكثر
قائد غامض
وملهم عرفه
العالم, وكالمسيا
المتنبأ عنه،
فقد اسقط يسوع
ملوكاً وألهم
الملايين,
وابتكر
فلسفات جديدة,
وكان يمتلك
حقاً شرعياً
للمطالبة
بعرش ملك
اليهود حيث أنه
كان ينحدر من
سلالة الملك
سليمان
والملك داوود,
وبسبب ذلك
كله, تم تسجيل
حياته بيد الآلاف
من أتباعه عبر
كل الأرض 000 كان
هناك أكثر من
ثمانين
إنجيلاً تأخذ
في الاعتبار
للعهد الجديد,
إلا أن القليل
منها فقط تم
اختياره في النهاية
وهي انجيل متي
ومرقس ولوقا
ويوحنا “!!

 
من الذي قرر
أي أنجيل يتم
اختياره؟ 000 السخرية
الجوهرية في
المسيحية!
فالكتاب
المقدس كما
نعرفه اليوم,
كان قد جمع
على يد
الإمبراطور
الوثني
قسطنطين
العظيم 000 الذي
كان وثنياً
طوال حياته
وتم تعميده
وهو علي سرير
الموت, حيث
كان اضعف من
أن يقاوم “!!

 
فقد كانت هناك
الآلاف من
الوثائق التي
قد سجلت حياته
(المسيح) علي
أنها حياة إنسان
مائت. ولكي
يعيد كتابة
كتب التاريخ،
عرف قسطنطين
أنه بحاجة
لعمل جريء،
ومن هنا انبثقت
أعمق لحظة في
تاريخ
المسيحية 000
فقد فوض قسطنطين
بكتاب مقدس
جديد وقام
بتمويله. وحذف
الأناجيل
التي تحدثت عن
المسيح
كإنسان وزين
تلك التي
أظهرت المسيح
بصفات إلهية.
وحرمت الأناجيل
الأولي وتم
جمعها وحرقها
000 وكان كل من يفضل
الأناجيل
الممنوعة على
نسخة قسطنطين,
يتهم
بالهرطقة
وكلمة مهرطق
تعود إلى تلك
اللحظة
التاريخية.
وان الكلمة
اللاتينية
هيرتيكوس (
haereticus) تعني
” الاختيار “.
لذا فإن أولئك
الذين ” اختاروا
” التاريخ
الأصلي للمسيح
كانوا أول
هراطقة
العالم “!!

 ومثل
هذا الرجل،
الذي سنوضح
أكاذيبه وتلفيقاته،
في الصفحات
التالية،
هناك العديدون
ممن يفكرون
بطريقته، فقط
لمحاولة الإيهام
بصحة ما
يفترضونه
مسبقا”!! فيقول
أحدهم، جامعاً
لمعظم مزاعم
غالبية من
يقولون بهذه
الأفكار:

 
والحقيقة أن
معظم
الدراسين
يؤكدون وجود
عدد كبير من
الأناجيل
كتبها أتباع
او حواريو
المسيح ورغم
وجود هذا
العدد الكبير
من النصوص ذات
الأهمية التاريخية
والقداسة فان
الكنيسة
اعتمدت أربعة
فقط من هذه
الأناجيل
كتبها متى
ومرقص ولوقا
ويوحنا تمثل
فيما بينها ما
اصطلح على
تسميته ”
العهد الجديد
” والأعجب أن
الإنجيل كما
نعرفه اليوم
تم جمعه على
يد
الإمبراطور
الروماني
الوثني
قسطنطين
العظيم الذي
اعتنق المسيحية
وهو على فراش
الموت،
ومنحها
الاعتراف الرسمي
في
الإمبراطورية
الرومانية،
وفى هذه الأيام
الأولى
لتشكيل
المسيحية في
صورتها الرسمية
تم اقتراح
فكرة المسيح
ابن الرب
والتصويت عليها
بين أعضاء
المجلس
النيقاوي
لتسود فكرة ألوهية
المسيح وان
أتباعه لا
يمكنهم
التحرر من
خطاياهم إلا
عبر طريق وحيد
يمر بالكنيسة
الكاثوليكية
الرومانية “.

 والحقيقة
أننا لا نعرف
ما الذي يجعله
يجزم ويقول
قوله الغريب
هذا وخاصة
قوله: ” والحقيقة
أن معظم
الدراسين
يؤكدون وجود
عدد كبير من
الأناجيل
كتبها أتباع
أو حواريو المسيح

“!! فمن هم معظم
الدارسين
الذين يتكلم
عنهم؟!

 وهنا،
وقبل الدخول
في التفاصيل
لنا عدة
ملاحظات
وأسئلة هي:

(1) هل
الإنجيل
(العهد
الجديد) نتاج
بشري أم كلمة
الله المعطاة
بروحه
القدوس؟

(2) هل تطور
من خلال
إضافات
وترجمات لا
حصر لها؟

(3) هل لا
يملك التاريخ
نسخة واحدة
صحيحة للإنجيل؟

(4) هل كان
هناك أكثر من
ثمانين
إنجيلا
حرمتها الكنيسة؟

(5) من الذي
قرر قانونية
أسفار العهد
الجديد، وفي
أي مجمع؟

(6) من الذي
حرم الكتب
المرفوضة
والمعروفة
الأبوكريفية
وفي أي مجمع؟

(7) وهل
تكلمت عن قصة
الكأس
المقدسة
الحقيقة أو حتى
غيرها؟

(8) وهل
تكلمت
مخطوطات
قمران أصلاً
عن خدمة المسيح
أو عن الكأس؟

(9) هل كان
للفاتيكان أي
دور في كل
ذلك؟

(10) هل كانت
هذه الكتب،
أصلا، مدرجة
على جدول أعمال
مجمع نيقية؟

 

1 – وحي
أسفار العهد
الجديد
وقانونيتها:

 هؤلاء
النقاد، من كل
لون، بفروضهم
المسبقة
المبنية على
أفكارهم
وعقائدهم
الخاصة،
يتكلمون فيما
لا يعلمون، أو
يتجاهلون الحقائق
الواضحة بسبب
ما يعتقدون!!
ونقول لهم جميعاً
أن الكنيسة
مؤسسة على
تسليم رسولي
غير منقطع، بل
ومنظم، من
خلال الرب
يسوع المسيح نفسه،
كلمة الله
النازل من
السماء،
فالرب يسوع
المسيح قد
أختار
تلاميذه
الأثنى عشر
وسماهم رسلاً
وتلمذهم على
يديه ليكونوا
شهودا له ولأعماله
وأقواله
وليحملوا رسالته
(الإنجيل)
لجميع الأمم،
ككلمة الله المتجسد.
وقال لهم ” أنا
اخترتكم
وأقمتكم
لتذهبوا
وتأتوا بثمر ويدوم
ثمركم. لكي
يعطيكم الآب
كل ما طلبتم
باسمي
” (يو16:15).
وتلمذهم على
يديه حوالي
ثلاث سنوات
ونصف عاشوا
فيها معه
وتعايشوا معه
بصورة كاملة، فقد
تركوا كل شيء
وتبعوه
ها نحن قد
تركنا كل شيء
وتبعناك

(مت19:
27؛مر10:28؛لو18:28)،
أكلوا معه
وشربوا،
دخلوا معه وخرجوا،
وكان هو، وليس
سواه، ورأوا
كل أعماله بعيونهم
وسمعوا كل ما
قال وعلم
ولمسوه
بأيديهم. وكشف
لهم أسرار
ملكوت
السموات ” وقال
لهم لأنه قد
أعطي لكم أن
تعرفوا أسرار
ملكوت
السموات
” (11:13)،
وكشف لهم عن
حقيقة ذاته
باعتباره ابن
الله الحي،
الابن الوحيد الذي
في حضن الآب،
وتجلى لهم
بمجد على
الجبل، وكشف
لهم كل ما
سيحدث له من
آلام وصلب
وقيامة وحتى
صعوده.

 ولأعدادهم
لهذه المهمة
الإلهية السامية،
مهمة نشر
إنجيل
الملكوت،
زودهم بالسلطان
الرسولي وفسر
لهم كل ما
تنبأ به عنه جميع
أنبياء العهد
القديم
ووعدهم
بالروح القدس
ليحل عليهم
ويسكن فيهم
فيقودهم
ويذكرهم بكل
ما عمله وعلمه
الرب ويعلمهم
أمورا جديدة،
ويرشدهم للحق.
فقد كان الرسل
هم شهود
العيان الذين
سمعوه ورأوه
ولمسوه وكان
معهم شاهدان آخران
هما نبوات
العهد القديم
والروح القدس الذي
يشهد فيهم
وبهم ومن
خلالهم:

 وبعد
حلول الروح
القدس عليهم
حمل تلاميذ
المسيح ورسله
الإنجيل،
البشارة
السارة والخبر
المفرح
للعالم كله
وكان الروح
القدس يعمل
فيهم وبهم
ويوجههم
ويقودهم
ويرشدهم ويتكلم
على لسانهم
وبفمهم. وهكذا
كرز التلاميذ وبشروا
بالإنجيل
للمسكونة
كلها يقودهم
الروح القدس.
وكانوا خير
شهود له ”
فيسوع هذا
أقامه الله ونحن
جميعا شهود
لذلك
” (أع32:2)
، ” ورئيس
الحياة
قتلتموه الذي
أقامه الله من
الأموات ونحن
شهود لذلك

(أع15:3)، ”
ونحن
شهود له بهذه
الأمور
والروح القدس
أيضا

الذي أعطاه
الله للذين
يطيعونه ”
(أع32:5)، ” ونحن
شهود بكل ما
فعل في كورة
اليهودية وفي
أورشليم. الذي
أيضا قتلوه
معلقين إياه
على خشبة

(أع39:10). أو كما
يقول القديس
يوحنا: ” الذي
كان من البدء
الذي سمعناه
الذي رأيناه بعيوننا
الذي شاهدناه
ولمسته
أيدينا من جهة
كلمة الحياة.
فان الحياة
أظهرت وقد
رأينا ونشهد
ونخبركم
بالحياة
الأبدية التي
كانت عند الآب
وأظهرت لنا.
الذي رأيناه
وسمعناه
نخبركم به لكي
يكون لكم أيضا
شركة معنا.
وأما شركتنا
نحن فهي مع
الآب ومع ابنه
يسوع المسيح 000
ونكتب إليكم
هذا لكي يكون فرحكم
كاملا
” (1يو1:1-4)،
وكما يشهد القديس
بطرس قائلاً “ لأننا لم
نتبع خرافات
مصنعة إذ
عرّفناكم
بقوة ربنا
يسوع المسيح
ومجيئه بل قد
كنا معاينين
عظمته
. لأنه
اخذ من الله
الآب كرامة
ومجدا إذ اقبل
عليه صوت كهذا
من المجد
الأسنى هذا هو
ابني الحبيب
الذي أنا سررت
به. ونحن
سمعنا هذا
الصوت مقبلا
من السماء إذ
كنا معه في
الجبل المقدس

” (2بط16:1-18).

 كان
الرسل هم
المستودع
الأمين لكل ما
عمله وعلمه
الرب يسوع
المسيح ومن ثم
فقد تساوت
وصاياهم
وتعاليمهم،
التي نطقوها
بالروح القدس،
مع تعاليم
أنبياء العهد
القديم ومع وصايا
الرب نفسه،
التي تسلموها
منه، وصارت
وصيتهم هي
وصية الرب
وتعاليمهم هي
تعاليمه؛
يقول القديس
بطرس بالروح ” لتذكروا
الأقوال التي
قالها سابقا
الأنبياء
والقديسون
ووصيتنا نحن
الرسل وصية
الرب والمخلص

” (2بط2:3)، ويقول
القديس يهوذا
الرسول ” أخو
يعقوب ” (أع1: 17)، ”
وأما أنتم
أيها الأحباء فاذكروا
الأقوال التي
قالها سابقاً
رسل ربنا يسوع
المسيح
” (يه 17).

 وقد سلم
الرسل لأعضاء
الكنيسة،
وبصفة خاصة
القادة، ما
تسلموه هم من
الرب ونفذوا
وصيته التي
أوصاهم بها
قبل صعوده
مباشرة. وكان
الروح القدس
يحفظ الكلمة
سواء بالنسبة
للرسل أو لمن
سلموهم
الأخبار
السارة
والذين كانوا بدورهم
يسلمونها
لآخرين أكفاء
وما سمعته
منى بشهود
كثيرين أودعه
أناساً أمناء
يكونون أكفاء
أن يعلموا
آخرين أيضا

(2تي2:2). وكان
الرسول بولس
يمتدح أهل
كورنثوس لحفظهم
وحفاظهم على
ما تسلموه ” فأمدحكم
أيها الأخوة
على أنكم
تذكرونني في كل
شئ وتحفظون
التعاليم كما سلمتها
إليكم
” (1كو2:11)،
ويشكر الله من
أجل أهل روما
لإطاعتهم التسليم
الرسولي من
القلب ”
فشكراً لله
أنكم كنتم
عبيداً
للخطية ولكنكم
أطعتم من
القلب صورة
التعليم التي
تسلمتموها

(رو17:6)، ويقول
لأهل
تسالونيكى ”
فأثبتوا إذاً أيها
الأخوة وتمسكوا
بالتقليد
الذي تعلمتموه
سواء بالكلام
أم برسالتنا

” (2تس15:2)، ويقول
القديس لوقا
الإنجيلي
بالروح أن ما
سلمه الرسل
للكنيسة كان
مؤكداً عندهم
الأمور
المتيقنة
عندنا كما
سلمها إلينا
الذين كانوا
من البدء
معاينين
(شهود
عيان
)
وخداماً
للكلمة

(لو1:1و2).

 ويقول
القديس أغناطيوس
الإنطاكي
تلميذ بطرس
الرسول ” أثبتوا
إذاً على
تعاليم الرب
والرسل
(1).

” ثابروا
على الاتحاد
بإلهنا يسوع
المسيح وبالأسقف
وبوصايا
الرسل
(2).

 ويقول
أكليمندس
الروماني
تلميذ بولس الرسول
والذي يقول
عنه القديس
إريناؤس أنه ” رأى
الرسل
القديسين
وتشاور معهم

(3)؛
من أجلنا
استلم الرسل
الإنجيل من
الرب يسوع المسيح
ويسوع المسيح
أرسل من الله
(الآب)
(4).

 ويقول
بوليكاربوس
الذي رافق
الرسل خاصة
القديس يوحنا
الحبيب ”
فلنخدمه
(المسيح) بخوف
وتقوى كما
يأمرنا هو
والرسل الذين
بشرونا
بالإنجيل
والأنبياء

الذين أعلنوا
لنا عن مجيء
الرب “(5).

 ويقول
القديس
إريناؤس أسقف
ليون (120-202م) ” إذ
أن الرسل
وضعوا في أيدي
الكنيسة كل
الأمور التي
تخص الحق
بغزارة
وفيرة، مثل
رجل غنى (أكتنز
ماله) في بنك،
لذلك فكل
إنسان أيا كان
يستطيع أن
يسحب منها ماء
الحياة “
(6).

 هؤلاء
المسيحيون
الأولون حفظوا
ما سمعوه
بآذانهم وما
شاهدوا
بأعينهم وما
سلمه لهم
الرسل، فقد
صاروا لهم
تلاميذاً،
وحافظوا عليه
حتى الموت
وكان الروح
القدس يعمل
فيهم وأيضا
بهم. وكانوا
كيهود سابقين
مدربين على
حفظ كلمة الله
وحفظ تقليد
آبائهم حيث أنهم
اعتادوا على
ذلك جيداً.
وقد برهنت
الدراسات
التي قام بها
أحد العلماء
ويدعى جيرهارديسون
B.
Gerhardsson

(1961م) على أن
معلمي
اليهودية،
الربيين كانوا
يعلمون
تلاميذهم
ويحفظونهم
تقاليد
اليهودية في
قوالب وأشكال
معينة
ومفردات تحفظ
عن ظهر قلب،
وأنه كانت
لديهم وسائل
وطرق متعددة
للمساعدة على
الحفظ وتقوية
الذاكرة. هذه
الوسائل
التعليمية
التي اتبعوها
جعلتهم
يحفظون
التقليد
لمئات السنين
شفوياً قبل أن
يوضع في شكل
مكتوب. ولأن
تلاميذ المسيح
ورسله كانوا
من اليهود
وكان معظم معلمي
المسيحية
الأولين من
اليهود وكان
بعضهم تلاميذاً
ليوحنا
المعمدان
وكان بعضهم من
الربيين
أيضا، ولذا
فمن الطبيعي
أن يستخدموا
نفس الوسائل
السائدة
بينهم في
التعليم
المسيحي ونقل
التسليم
الرسولي،
الإنجيل،
شفاهة “.

 وكان
التقليد أو
التسليم
الرسولي المسيحي،
الإنجيل،
أسهل بكثير في
حفظه شفوياً من
التقليد
اليهودي، فقد
كان شخص
المسيح الحي الصاعد
إلى السماء،
أعماله
وأقواله
وحياته أثناء
التجسد، هو
هدف ومحور
وجوهر وغاية
الإنجيل،
وكان الروح
القدس يعمل في
الرسل شهود
العيان
الأحياء،
فكان التعليم
المسيحي
تعليماً حياً
يقوم على شخص
حي ورسل أحياء
ومؤمنين شهود
عيان للرب الحي
والإنجيل
الحي، وذلك
بعكس التعليم
اليهودي الذي
اعتمد على
تحفيظ آيات
التوراة
وتقليد الآباء.

 وقد
برهنت
الدراسات
أيضاً على أنه
كان هناك بعض
المذكرات
الصغيرة
والملحوظات
المكتوبة
التي استخدمت
في حفظ أقوال
الرب وأعماله
كالموعظة على
الجبل
والنبوّات
التي تنبأ بها
أنبياء العهد
القديم
وفسرها هو
بنفسه لتلاميذه،
وبعض أعماله
ومعجزاته،
ويشير القديس لوقا
لمثل هذه
الوثائق
بقوله: ” لأن
كثيراً من
الناس أخذوا
يدونون رواية
الأحداث التي
جرت بيننا كما
سلمها الذين
كانوا من
البدء شهود
عيان للكلمة

” (لو1:1). هذه
الملحوظات
المكتوبة قد
يرجع بعضها إلى
ما قبل الصلب
والقيامة.

 وقد
ساعدت أساليب
الحفظ
والوثائق (المذكرات)
المكتوبة على
حفظ الإنجيل
الشفوي ووصوله
إلى درجة
كبيرة من
الثبات قبل
تدوين الإنجيل
المكتوب
بفترة طويلة.
فقد كان
التسليم الشفوي
المحفوظ بعمل
الروح القدس
دقيق جداً والاعتناء
بحفظه يفوق
الوصف وكان
للمذكرات المكتوبة
قيمة عظمى
سواء قبل
تدوين
الإنجيل أو
عند التدوين.

 يقول
القديس
أكليمندس
الإسكندري (150 – 215)
المعروف
بخليفة خلفاء
الرسل والذي
حفظ عنهم التقليد،
والذي يقول
عنه المؤرخ
الكنسي يوسابيوس
القيصري أنه
كان
متمرساً
في الأسفار
المقدسة
(7): وقد
حافظ هؤلاء
الأشخاص على
التقليد
الحقيقي
للتعليم المبارك،
المسلم
مباشرة من
الرسل
القديسين بطرس
ويعقوب
ويوحنا
وبولس، إذ كان
الابن يتسلمه
عن أبيه
000 حتى وصل
إلينا بإرادة
الله لنحافظ
على هذه البذار
الرسولية
(8).

2 –
تدوين
الإنجيل
وقبوله ككلمة
الله منذ لحظة
استلامه من
الرسل:

 ومع
امتداد ملكوت
الله وانتشار
المسيحية في
دول عديدة
ومدن كثيرة
وقرى لا حصر
لها سواء
بواسطة الرسل
أو بواسطة
تلاميذهم مع
انتشار
اجتماعات
العبادة
الأسبوعية
والليتورجية
والتي وجدت
حيثما وجد
المسيحيون،
وذلك فضلاً عن
رحيل الرسل
شهود العيان
من هذا العالم
إلى العالم
الآخر، ظهرت
الحاجة
للإنجيل المكتوب
ليكون المرجع
الباقي
والدائم
والثابت
للمؤمنين في
كل مكان وزمان
إلى المجيء
الثاني، أي أن
ضرورة تدوين
الإنجيل كانت
حتمية. ومن
هنا طلب
المؤمنون من
الرسل أن
يدونوا لهم ما
نادى لهم به
معلموهم وما
حفظوه شفوياً:

 يقول أكليمندس
الإسكندري: ”
لما كرز بطرس
بالكلمة جهاراً
في روما.
وأعلن
الإنجيل
بالروح طلب
كثيرون من
الحاضرين إلى
مرقس أن يدون
أقواله لأنه
لازمه وقتاً
طويلاً وكان
يتذكرها. وبعد
أن دون
الإنجيل سلمه
لمن طلبوه
“.

 وتقول
الوثيقة
الموراتورية
التي ترجع
لسنة 170م: ” الإنجيل
الرابع هو
بواسطة يوحنا
أحد التلاميذ,
إذ عندما
توسل إليه
زملاؤه
(التلاميذ)
والأساقفة في
ذلك قال:
صوموا معي
ثلاثة أيام
ونحن نتفاوض
مع بعضنا بكل
ما يوحي الله
به إلينا. ففي هذه
الليلة عينها
أعلن
لأندراوس أحد
الرسل أن
يوحنا عليه أن
يكتب كل شيء
تحت اسمه والكل
يصدق على ذلك

“.

 وقد
دونت معظم
أسفار العهد
الجديد قبل
سنة 70 ميلادية
عندما كان
معظم تلاميذ
المسيح ورسله
أحياء وقبلت
الكنيسة هذه
الأسفار فور
تدوينها
واستخدمها
الرسل في

كرازتهم
كالإنجيل
المكتوب، فقد
كتبت
بناء على طلب
المؤمنين
الذين
تسلموها من
الرسل، الذين
سبق أن سلموها
لهم شفوياً،
كتبت بناء على
طلبهم وتحت
سمعهم وبصرهم
وكانوا من قبل
يحفظونها
شفوياً،
فقد دونت
بالروح القدس
لهم وأمامهم
وبمعرفتهم
ومن ثم قبلوها
بكل قداسة
ووقار ككلمة
الله الموحى
بها من الروح
القدس. وكان
الرسل أنفسهم
يقبلون ما
يكتبه أحدهم
بالروح
القدس،
واثقين
بالروح القدس
الذي فيهم، أنها
كلمة الله
التي سبق أن
تسلموها من
سيدهم وتكلموا
بها مسوقين من
الروح القدس
كما وعدهم،
ودونوها
أيضاً بالروح
القدس.
وعلى
سبيل المثال
فقد
أقتبس
القديس بولس
من الإنجيل
للقديس لوقا، كسفر
مقدس وموحى
به، ومن سفر
التثنية
بصيغة واحدة
هي “ لأن
الكتاب يقول

” والتي تعنى
الكتاب
المقدس ” لأن
الكتاب يقول
لا تكم ثوراً
دارساً
(تث4:25)
والفاعل
مستحق أجرته

” (لو7:10) ” (1تى18:5). كما
أشار القديس
بطرس لوحي
وانتشار كل
رسائل القديس
بولس فقال ”
واحسبوا أناة
ربنا خلاصا كما
كتب إليكم أخونا
الحبيب بولس
أيضا بحسب
الحكمة
المعطاة له كما
في الرسائل
كلها
أيضا
متكلما فيها
عن هذه الأمور
التي فيها أشياء
عسرة الفهم
يحرفها غير
العلماء وغير
الثابتين كباقي
الكتب
أيضا
لهلاك أنفسهم
” (2بط15:3،16).
وأقتبس
القديس يهوذا
أخو يعقوب في
رسالته من
رسالة القديس بطرس
الثانية (2بط2:3-3)
بقوله ” وأما
انتم أيها الأحباء
فاذكروا
الأقوال التي
قالها سابقا
رسل ربنا يسوع
المسيح. فإنهم
قالوا لكم انه
في الزمان الأخير
سيكون قوم
مستهزئون
سالكين بحسب
شهوات فجورهم

” (يه18،19).

 وكان
هذا موقف
الآباء
الرسوليين،
تلاميذ الرسل
وخلفائهم
الذين
تسلموها منهم
ككلمة الله
واقتبسوا
منها
واستشهدوا
بها ككلمة
الله. فقد
اقتبس القديس
أكليمندس
الروماني من
الأناجيل
الثلاثة
الأولى
واقتبس من
الرسائل إلى
أفسس والعبرانيين
و1كورنثوس
و1تيموثاؤس
وتيطس، ورسالة
يعقوب، كما
يدل ما كتبه
على معرفة
واضحة بالإنجيل
للقديس
يوحنا،
باعتبارها
جميعاً كلمة
الله المعطاة
بالروح القدس.
ثم يقول عن
رسالة القديس
بولس الرسول
التي أُرسلت
إليهم من قبل ”
انظروا إلى
رسالة بولس
الطوباوي. ماذا
كتب لكم في
بداية
الكرازة
بالإنجيل
؟
في الواقع فقد
كتب لكم بوحي
من الروح
القدس

رسالة
تتعلق به
وبكيفا (أي
بطرس) وأبولوس
“.

 

 وأكد
القديس
أغناطيوس
الإنطاكي على
المساواة بين
ما كتبه الرسل
وبين أسفار
العهد القديم
باعتبارهما،
كليهما، كلمة
الله المكتوبة
بالروح القدس
وأسفار مقدسة
وأستشهد فيها
بما جاء في
الإنجيل
للقديس متى
والإنجيل للقديس
لوقا وسفر
أعمال الرسل
وما جاء في
الرسائل إلى
رومية و1كورنثوس
وأفسس
وكولولسى
و1تسالونيكى،
وكانت آيات
الإنجيل
للقديس يوحنا
مؤثرة جداً
على عقله
وفكره وقلبه،
ويبدو أنه كان
السفر المفضل
لديه. كما
أشار لوحي كل
رسائل القديس
بولس الرسول وإيمان
الكنيسة في
عصره أنها
كلمة الله
فقال: ” وقد
اشتركتم في
الأسرار مع
القديس بولس
الطاهر
الشهيد
المستحق كل
بركة 000 الذي
يذكركم في كل
رسائله
بالمسيح يسوع

(9).

 واقتبس
القديس
بوليكاربوس 100
مرة من 17 سفراً
من أسفار
العهد
الجديد؛
الأناجيل
الثلاثة
الأولى وسفر
أعمال الرسل
والرسائل إلى
كورنثوس 1و2
وغلاطية
وأفسس وفيلبى
وتسالونيكى
1و2 وتيموثاؤس
1و2
والعبرانيين
ورسالة بطرس
الأولى ورسالة
يوحنا الأولى.
ومثل الآباء
في عصره وفى فجر
الكنيسة
الباكر فقد
أكد على وحي
رسائل القديس
بولس ككلمة
الله الموحى
بها فقال: “
فلا أنا ولا
أي إنسان آخر
قادر على أن
يصل إلى حكمة
المبارك
والممجد بولس
الذي كان قائماً
يعلم بين
الذين عاشوا
في تلك
الأيام، وعلم
الحق بدقة
وثبات، وبعد
رحيله ترك لكم
رسائل إذا
درستموها
صرتم قادرين
على أن تبنوا
إيمانكم الذي
تسلمتموه
(10).
كما أقتبس في
فقرة واحدة
آيتين واحدة
من سفر المزامير
والأخرى من
الرسالة إلى
أفسس بقوله “
كما قيل في
الكتب
المقدسة
:
أغضبوا ولا
تخطئوا (مز5:4) لا
تغرب الشمس
على غيظكم (أف46:4)
” حيث أكد لنا
نظرة الكنيسة
في عصره إلى كل
منهما
باعتباره سفر
مقدس وكلمة
الله.

 وكانت
تنسخ نسخاً من
هذه الأسفار
المقدسة
وترسل
للكنائس
القريبة والمجاورة،
وكانت كل
كنيسة تحتفظ
بالسفر الذي كتب
لها أصلاً،
سواء كان هذا
السفر
إنجيلاً من
الأناجيل
الأربعة أو
رسالة من
رسائل الرسل أو
سفر الأعمال
أو سفر
الرؤيا،
وتحتفظ بنسخ من
الأسفار التي
كتبت أو أرسلت
للكنائس
الأخرى. يقول
القديس بولس
في رسالته إلى
كولوسى: “
ومتى قرئت
عندكم هذه
الرسالة
فاجعلوها
تقرا أيضا في
كنيسة
اللاودكيين
والتي من
لاودكية تقراونها
انتم أيضا

(كو16:4).

 وكانت
تقرأ في
اجتماعات
العبادة الأسبوعية
في الكنائس،
خاصة في أيام
الأحد، ويؤكد
سفر الرؤيا
على ترتيب
الكنيسة
وطقسها في قراءة
الأسفار
المقدسة في
الاجتماعات
والقداسات،
وعلى حقيقة
وحي السفر،
فيقول ” طوبى
للذي يقرا
وللذين
يسمعون أقوال
النبوة ويحفظون
ما هو مكتوب
فيها
لان
الوقت قريب ”
(رؤ3:1)، وتتكرر
في السفر
عبارة “ من له
أذن فليسمع ما
يقوله الروح
للكنائس

سبع مرات
(رؤ7:2،11،17،29؛6:3،13،22)،
و” من له أذن
فليسمع
” (رؤ9:13).
ويقول القديس
يوستينوس
الشهيد في
بداية القرن
الثاني: “ وفى
يوم الأحد
يجتمع كل
الذين يعيشون
في المدن أو
في الريف معاً
في مكان واحد
وتقرأ مذكرات
الرسل
(الأناجيل) أو
كتابات
الأنبياء
بحسب ما يسمح
الوقت
(11).

 

3 – لم
تتسلم
الكنيسة سوى
أسفار العهد
الجديد ال 27
فقط:

 كانت
أسفار العهد
الجديد
السبعة وعشرين
هي وحدها التي
سلمها الرسل
وقبلتها
الكنيسة
ككلمة الله
المكتوبة
بالروح
القدس، ولم يكن
هناك أي كتاب
منسوب للرسل
غيرها، ولم
يظهر أي كتاب
من الكتب
الأبوكريفية
حتى منتصف القرن
الثاني، فيما
بين سنة 150 و 450م،
وذلك بشهادة
جميع العلماء
والنقاد بكل
مدارسهم
واتجاهاتهم
الفكرية
والنقدية. أي
بعد انتقال
الرسل
وخلفائهم،
الآباء الرسوليين
من العالم
بعشرات ومئات
السنين.
وفي
منتصف النصف
الثاني من
القرن الثاني
وفي أوج وذروة
وجود الهرطقة
الغنوسية كان
هناك
القديس
إيريناؤس (120 –
202م)، أسقف
ليون، بفرنسا
حاليا، وأحد
الذين
تتلمذوا على
أيدي تلاميذ
الرسل، خاصة
القديس
بوليكاربوس،
كما أكد هو
نفسه، كما
بينا أعلاه،
وخلفائهم،
وكما يقول
القديس جيروم
من المؤكد
أنه كان
تلميذا
لبوليكاربوس

(12)،
والذي كان
حلقة الوصل
بين الآباء
الرسوليين
تلاميذ الرسل
ومن جاءوا بعده،
وقد كتب
مجموعة من
الكتب بعنوان
” ضد الهراطقة
” دافع فيها عن
المسيحية
وأسفارها
المقدسة
وأقتبس منها
حوالي 1064
اقتباسا منها
626 من الأناجيل
الأربعة
وحدها و325 من
رسائل القديس
بولس الرسول
الأربع عشرة
و112 من بقية أسفار
العهد
الجديد، منها
29 من سفر
الرؤيا. وأكد
على حقيقة
انتشار
الأناجيل
الأربعة
ككلمة الله
والإنجيل
الوحيد،
بأوجهه
الأربعة، في كل
مكان بقوله ” لقد
تعلمنا خطة
خلاصنا من
أولئك الذين
سلموا لنا
الإنجيل الذي
سبق أن نادوا
به للبشرية عامة،
ثم سلموه لنا
بعد ذلك، حسب
إرادة الله،
في أسفار
مقدسة ليكون
أساس وعامود
إيماننا 000 فقد
كانوا
يمتلكون
إنجيل الله،
كل بمفرده،
فقد نشر متى
إنجيلاً
مكتوباً بين
العبرانيين
بلهجتهم
عندما كان
بطرس وبولس
يكرزان
ويؤسسان
الكنائس في
روما. وبعد
رحيلهما سلم
لنا مرقس
تلميذ بطرس
ومترجمه،
كتابة ما بشر
به بطرس. ودون
لوقا، رفيق
بولس في سفر الإنجيل
الذي بشر به
(بولس)، وبعد
ذلك نشر يوحنا
نفسه، تلميذ
الرب والذي
اتكأ على صدره
إنجيلا أثناء
أقامته في
أفسس في آسيا
الصغرى
(13).

 وقال عن
وحدة الإنجيل
لا يمكن أن
تكون
الأناجيل
أكثر أو أقل
مما هي عليه
الآن حيث يوجد
أربعة أركان
في العالم
الذي نعيش فيه
أو أربعة رياح
جامعة حيث
انتشرت
الكنيسة في كل
أنحاء العالم
وأن “عامود
الحق وقاعدة ”
الكنيسة هو
الإنجيل روح
الحياة، فمن
اللائق أن
يكون لها
أربعة أعمدة
تنفس الخلود
وتحي البشر من
جديد، وذلك
يوضح أن
الكلمة صانع
الكل، الجالس
على
الشاروبيم
والذي يحتوى
كل شيء والذي
ظهر للبشر
أعطانا
الإنجيل في
أربعة أوجه
ولكن مرتبطة
بروح واحد 000
ولأن الإنجيل
بحسب يوحنا
يقدم ميلاده
الأزلي
القدير
والمجيد من
الآب، يقول ”
في البدء كان
الكلمة
والكلمة كان
عند الله وكان
الكلمة الله ”
و ” كل شيء به
كان وبغيره لم
يكن شيء مما
كان 000 ولكن الذي
بحسب لوقا
يركز على
شخصيته
(المسيح)
الكهنوتية
فقد بدأ
بزكريا
الكاهن وهو
يقدم البخور
لله. لأن
العجل المسمن

(أنظر لوقا 23:15)،
الذي كان
سيقدم ذبيحة
بسبب الابن
الأصغر الذي
وُجد، كان
يعُد حالاً 000
ويركز متى على
ميلاده
الإنساني
قائلاً ” كتاب
ميلاد يسوع المسيح
ابن داود ابن
إبراهيم ” و ”
وكان ميلاد يسوع
المسيح هكذا “.
فهو إذا إنجيل
الإنسانية، ولذا
يظهر [المسيح]
خلال كل
الإنجيل
كإنسان وديع
ومتواضع.
ويبدأ مرقس من
جهة أخرى بروح
النبوة الآتي
على الناس من
الأعالي
قائلاً ” بدء
إنجيل يسوع
المسيح، كما
هو مكتوب في
اشعياء النبي
” مشيراً إلى
المدخل
المجنح للإنجيل.
لذلك صارت
رسالته وجيزة
ومختصره لمثل
هذه الشخصية
النبوية
(14).

 بل
وأكد على وجود
الإنجيل
بأوجهه الأربعة
وانتشاره في
كل مكان حتى
مع الهراطقة
الذين كانوا
يبدأون منها، بالرغم
من أنهم دونوا
كتباً خاصة
بهم وأسموها
أناجيل
وأعمال رسل
ورؤى ونسبوها
للرسل ولبعض
قادتهم، فقال
الأرض التي
تقف عليها هذه
الأناجيل هي
أرض صلبة حتى
أن الهراطقة
أنفسهم
يشهدون لها
ويبدأون من
هذه الوثائق
وكل منهم يسعى
لتأييد عقيدته
الخاصة منها

(15).

 وكان في
روما أيضا
العلامة
هيبوليتوس (170 –
235م)، الذي اقتبس
واستشهد
بأسفار العهد
الجديد أكثر
من 1300 مرة وأشار
إلى قراءتها
في
الاجتماعات
العبادية
العامة(16) كما
أشار إلى
قداستها
ووحيها
وكونها كلمة
الله(17). وقد
كتب أيضا كتبا
ضد الهراطقة
فند فيها كل نظرياتهم
وأفكارهم
السرية
الصوفية
مؤكداً أنها
لا تمت بصلة
لرسل المسيح
أو خلفائهم
ولا صلة لها
بفكر المسيح.
وفي القرن
الخامس كان
هناك القديس ابيفانيوس
أسقف سلاميس
الذي كتب
أيضاً ضد الهراطقة
وفند أفكارهم
مؤكدا على سبق
أن كتبه عنهم
كل من إريناؤس
وهيبوليتوس.
ولم يعقد أي مجمع
مسكوني
لتحديد ما هي
الأسفار
القانونية
الموحى بها
ولا أي مجمع
غيره لرفض
الكتب الأبوكريفية،
كما لم تكن،
الكتب
القانونية
ولا الأبوكريفية،
مدرجة على
جدول مجمع
نيقية أو غيره،
ولم تكن مثار
أي حوار أو
جدال في مجمع
فقد تسلمت
الكنيسة من
الرسل
وخلفائهم
أسفار العهد
الجديد، أما
الكتب
الأبوكريفية
والتي خرجت من
دوائر
الهراطقة لم
يقبلها أحد
وصارت محصورة
فقط داخل
دوائره
الخاصة، فقد
اعتبروها هم
أنفسهم،
كتباً سرية
مكتوبة
للخاصة فقط ولا
يجوز للعامة
قراءتها
واندثرت
باندثارهم. كما
كانت الكنيسة
تنظر إليها من
بداية ظهورها،
هذه الكتب،
على أنها كتبا
هرطوقية كما
جاء في الوثيقة
الموراتورية
وقانون
البابا
جلاسيوس والذي
يشك أصلا في
صحة نسبه
إليه.

 

4 –
لماذا رفضت
الكنيسة
الكتب
الأبوكريفية؟

كما بينا
أعلاه، كان
للكنيسة، منذ
البدء، تعليمها
الذي تسلمته
من الرسل
والذي تسلموه
بدورهم من
الرب يسوع
المسيح، أما
هذه الكتب،
الأبوكريفية،
فلم يتسلمها
أحد لا من
الرسل ولا من
غيرهم ممن
خلفوهم. وإنما
خرجت من دوائر
أخرى خارج
حظيرة
الكنيسة، وهى
دوائر
الهراطقة
التي، كما يقول
القديس
ترتليان (145-220م)،
لا تمت للرسل
أو من خلفوهم
بصلة(18)،
والتي كانت
شديدة الخصوبة
في إصدار مثل
هذه الكتب.
وبرغم معرفة
علماء
الكنيسة، وفى
القرون
الأولى،
بمصدر هذه الكتب
وأهدافها إلا
أنهم درسوها
وفحصوها ولم
يترددوا، بعد
ذلك، في رفضها
ووصفها بأنها
كاذبة ومزورة
ولا تستحق
مجرد
الاهتمام بها.

قال
القديس
إيريناؤس: ” أن
الهراطقة
الماركونيين
أصدروا عددا
لا يحصى من
الكتابات
الأبوكريفية
والمزورة
والتي زيفوها
بأنفسهم
ليذهلوا عقول

الحمقى(19).

 وقال
المؤرخ
الكنسي
يوسابيوس
القيصري (264-240م): ”
أنها معروفه
عند معظم
الكتاب
الكنسيين،
وانه في
مقدورنا أن
نميز بين هذه
الكتب القانونية
وتلك التي
يصدرها
الهراطقة
بأسماء الرسل
مثل إنجيل
بطرس وانجيل
متى (المنحول)
وغيرها، أو
مثل أعمال
أندراوس،
ويوحنا،
وغيرهما من
الرسل، التي
لم يحسب أي
واحد من كتاب
الكنيسة أنها
تستحق
الإشارة إليها
في كتاباتهم.
وفى الحقيقة
أن أسلوبها يختلف
اختلافا بينا
عن أسلوب
الرسل، كما أن
أفكارها
ومفاهيمها
بعيدة جدا عن
الأفكار القويمة
الصحيحة،
وهذا دليل على
أنها من صنع
خيال
الهراطقة،
ومن ثم وجب
ألا تحسب بين
الكتابات
المزيفة
فحسب، بل يجب
أن ترفض كلية
باعتبارها
سخيفة ونجسة “(20).

 وقال
فوتيوس ”
بطريرك
القسطنطينية
في النصف
الثاني من ق 9(21) ” أن
لغتها خالية

تماما من
النعمة التي
تتميز بها
الأناجيل وكتابات
الرسل، وغاصة
بالحماقات
والمتناقضات
“. ثم يختم
بقوله أنها
تحوى ” عشرات
الآلاف من
الأشياء
الصبيانية
التي لا تصدق،
السقيمة الخيال،
الكاذبة،
الحمقاء،
المتضاربة،
الخالية من
التقوى
والورع، ولا
يجافى الحقيقة
من ينعتها
بأنها نبع وأم
الهرطقات “(22).

 

5 – صفات
الكتب
الأبوكريفية:

 وعلى
عكس ما يشتهي
نقاد
المسيحية، والذين
تصوروا أن
الكتب
الأبوكريفية
تؤيد مزاعمهم،
فهي تقدم
العكس تماماً.
ففضلا عن
امتلائها
بالفكر
الغنوسي
الصوفي
الوثني
والخرافات
والفكر
الأسطوري،
تمتلىء
بالأفكار
التي (1) لا تؤيد
وجهة نظرهم في
القول
بإنسانية
المسيح
البحتة
وإمكانية أن
يتزوج وينجب. (2)
والتي لا يمكن
أن تتفق مع
أفكارهم
وعقائدهم.

(1)
التعاليم
الغنوسية
تركز على
لاهوت المسيح وتنكر
ناسوته:

 فهي
تمتلىء
بالأفكار
الهرطوقية
الأسطورية؛
يقول إنجيل
العبرانيين
أن مريم أم
المسيح هي
الملاك
ميخائيل ”
عندما أراد
المسيح أن
ينزل على الأرض،
استدعى الآب
الصالح قوة
قديرة من السماء
كانت تدعى
الملاك
ميخائيل،
وعهد له من
ذلك الوقت
العناية
بالمسيح
وجاءت القوة
إلى العالم
ودعيت مريم
وكان المسيح
في رحمها سبعة
أشهر “(23). كما
يقول إنجيل
العبرانيين
أيضا، أن
الروح القدس
أم المسيح.
قال أورجانوس
في تفسيره
لإنجيل يوحنا:
” إذا كان هناك
من يقبل
الإنجيل بحسب
العبرانيين
حيث المخلص
نفسه يقول:
أمي الروح القدس
أخذتني
بواسطة شعرة
من شعري
وحملتني إلى
جبل تابور “(24).

 وتصور
الأبوكريفا
الغنوسية
الرب يسوع
المسيح كواحد من
سلسلة الآلهة
المولودين من
البليروما (ملء
اللاهوت)، أو
الإله
السامي، غير
المعروف وغير
المدرك، وأنه
عقل الآب غير
المولود، كما
تصور بعضها،
وهو قليل،
المسيح الإله
وقد حل على
يسوع
الإنسان، أو
المسيح
والحكمة وقد
حلا على يسوع،
وتصور بعضها
الآب والابن،
أو الآب والابن
والروح القدس
كأقنوم واحد
وشخص واحد، كإنجيل
المصريين
اليوناني. أما
غالبية الأعمال
عدا
أعمال بولس

وانجيل بطرس،
وبصفة خاصة
أعمال يوحنا،
فتصور الرب
يسوع بصورة
دوسيتية،
خيالية، فهو
بلا ميلاد!
بلا جسد وبدون
شكل ويُرى
افتراضا!
وعندما كان
يسير لم يكن
يترك أثرا
لقدميه!
وعندما كان
يوحنا يحاول
الإمساك به
كانت يد يوحنا
تخترق جسده
بلا أي
مقاومة! إذ لم
يكن له جسد
حقيقي! وكانت
طبيعة جسده
متغيرة عند
الملمس فمرة
يكون جامدا
وتارة لينا وأخرى
خاليا تماما!
كما أن آلامه
وصلبه وموته
كانت مجرد
مظاهر وهمية!
فبينما كان
معلقا على
الصليب
والجموع
محتشدة حوله
كان هو نفسه
في نفس الوقت
يتقابل مع
يوحنا على جبل
الزيتون! لقد
كان مجرد شبح
وحياته على
الأرض لم تكنٍ
إلا خيالا!
وكان يظهر
بأشكال
متعددة ويغير
شكله كيفما
يشاء ووقتما
يشاء!

(2)
الزهد الجنسي
والامتناع عن
الزواج:

تركز هذه
الكتب، خاصة
الأعمال
الأبوكريفية،
على الزهد
الجنسي
والامتناع عن
الزواج وذلك
كرد فعل
للإباحية
الجنسية التي
كانت سائدة في
الديانات
الوثنية
وتصور هذه
الكتب كفاح الرسل
من أجل طهارة
الحياة
الزوجية
وإقناع الزوجات
بالامتناع عن
معاشرة
أزواجهن
جنسيا، وتذكر
أعمال أندراوس
أن المسيح ظهر
لعريسين، في
هيئة توما،
وربحهما
لحياة
الامتناع عن
الجنس، وكان
عدم الزواج هو
الشرط الأسمى
لدخول
السماء، جاء
في انجيل
المصريين،
انه عندما
سألت سالومي
الرب: ” إلى
متى يسود
الموت؟ ” قال
لها الرب ” إلى
أن تكففن أنتن
النساء عن
ولادة
الأطفال لأني
جئت لأقضي على
وظيفة المرأة
(25).
بل وتركز
أعمال توما
على العفة
ومحاولة أقناع
العرسان أن
يتعففوا عن
العلاقات
الزواجية. فهل
من ينادي بهذه
الأفكار يمكن
أن يتخيل أو حتى
يتصور أن
المسيح يمكن
أن يتزوج.

(3)
التعاليم
السرية:

وعلى عكس ما
يدعيه نقاد
المسيحية فقد
زعمت معظم هذه
الكتب
الأبوكريفية
أنها أقوال
المسيح
السرية التي
أختص بها أحد
أو بعض أو كل
تلاميذه، فكل
منهم يزعم أنه
أحد الرسل،
وقد خصه المسيح
وحده
بتعاليمه
وأقواله
السرية. وهذه
الأقوال
السرية موجهة
للخاصة فقط،
وهذا عكس
تعليم الرب
يسوع المسيح
الذي قال ” لأن
ليس مكتوم لن
يستعلن ولا
خفي لن يعرف،
الذي أقوله لكم
في الظلمة
قولوه في
النور. والذي
تسمعونه في
الآذن نادوا
به على السطوح
” (مت26:10و27).

 والى
جانب ذلك فقد
تأثرت هذه
الكتب، بالروح
الأسطورية
النابعة من
البيئة
الهيلينية
التي كتبت
وانتشرت
فيها، فقد ساد
بعضها روح أدب
الرحلات التي
كانت سائدة في
القرن الثاني
كأعمال توما،
وحوى إنجيل
الطفولة
العربي عددا
من القصص
الشرقية.
وكانت أغلب
الأعمال المنسوبة
للرسل من
اختراع الروح
الهيلينية التي
كانت تجد
لذتها في
الخوارق
والكتابات
الرومانسية
عن الرحلات.
كما احتوت هذه
الأعمال على تقاليد
كثيرة لها
أساس تاريخي
صحيح، احتفظت بها
الجماعات
المسيحية،
وكتبوا هذه
الأعمال،
الأبوكريفية،
لتقديم هذه
التقاليد بكل
تفصيل، ولكن
هذه البذور
القليلة من
الحقيقة تاهت
ودفعت في
أكوام من
الأساطير.

 

6 – موقف
العلماء
والنقاد من
هذه الكتب
الأبوكريفية:

درس
علماء النقد
النصي
والمتخصصون
في الأدب الأبوكريفي
هذه الكتب
ابتداء من سنة
1886
1945م،
وما تلاها،
والتي تم فيها
اكتشاف كميات
ضخمة من
المخطوطات،
في أخميم
والبهنسا
والفيوم ونجع
حمادي ويرجع
تاريخها إلى
ما بين القرن
الثاني
والقرن
الرابع
الميلادي.
وبعد الدراسة
التحليلية
الدقيقة، أقر
هؤلاء
العلماء بزيف
هذه الكتب
وأيدوا آباء
الكنيسة
الذين رفضوا إقرارها
أو قبولها في
القرون
الأولى، كما
أقروا بصحة
الأناجيل
القانونية
الأربعة
وبقية أسفار
العهد الجديد
القانونية
لسموها وبساطتها
وعظمتها. كما
أقروا بأن
المصدر الأول
لهذه الكتب الأبوكريفية
هي الكتب
القانونية.

قال د.
سويت، في
تعليقه علي
إنجيل بطرس
(لندن 1893) ” انه
حتى التفاصيل
التي تبدو
جديدة تماما
أو التي
تتعارض مع
الأناجيل
القانونية،
يمكن أن تكون
مأخوذة عنها.
وختم بقوله ”
أنه بالرغم من
الجديد فيها
فليس هناك ما
يضطرنا
لاستخدام مصادر
خارجية عن
الأناجيل
القانونية “(26).

 وقال
بروفيسور أور
عن إنجيل
بطرس، أيضا،
أن الأصل
الغنوسي لهذا
الإنجيل يبدو واضحا
في قصة
القيامة
والمعالم
الدوسيتية فيها(27).

 وقال ر.
هو فمان
R. Hofmann عن
كيفية كتابة
هذه الكتب
الأبوكريفية
” أن الطريقة
المستخدمة هي
نفسها دائما،
سواء كان قصد
الكاتب أن يجمع
ويرتب ما كان
طافيا في
التقليد
العام، أو كان
قصده أن يوجد
أثرا عقيديا
محدداً، لقد
أنهمك في عمله
حقيقة، وبصفة
عامة فقد صور
ما ألمحت إليه
الأناجيل
القانونية،
أو حول كلمات
يسوع إلى
أعمال، أو صور
إتمام توقعات
اليهود الحرفية
عن المسيا، أو
كرر عجائب
العهد القديم
في شكل آخر
00الخ. لقد أتم
العمل وحرص
على أن يخفي
اسمه ويدمغ
كتابه باسم
أحد الرسل أو
التلاميذ
ليعطيه سنداً
رسولياً “(28).

 أخيرا
يقول أ.
روبرتس و. ج.
دونالدسن أحد محرري
موسوعة ” ما
قبل نيقية ”
أنه بينما
تقدم لنا الأناجيل
الأبوكريفية
لمحات غريبة
عن حالة الضمير
المسيحي
وأساليب
التفكير في
القرون الأولى
من العصر
المسيحي، فان
الانطباع
الدائم الذي
تتركه في
أذهاننا، هو
شعور عميق
للسمو الذي لا
يقاس
والبساطة
التي لا يمكن
بلوغها والعظمة
التي
للكتابات
القانونية “(29).

 

(1) رسالته إلى
ماجنسيا 1:13

(2) إلى
تراليس 1:7

(3) الأباء
الرسوليين
للبطريرك
إلياس الرابع
معوض 16

(4) رسالته
الأولى 1:42

(5) رسالته إلى
فيلبى 3:6

(6) رؤ 17:22 N. T. Apoc

(8)
يوسا
ك 5 ف5:11.

(9) أفسس12.

(10)
كتابه
مشاهير
الرجال ف2:3.

 (11) Abol:47.

 (13) Ag.Haer.3:1.

 (14) Ibid. 3:11,8.

(15) Ag. Haer. 3:11,8.

(17) Ag. One
Noe.
9-14.

 (19) On
Persecution.

(23) New Testament Apocrypha Vol. 1. p. 163.

(25) New
Testament Apocrypha Vol. 1. p. 167.

(27) المرجع
السابق ج 1 : 56.

(28) Ante Nicene
Fathers Vol. 8 p. 349.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى