علم

أبيفانيوس أسقف سلاميس



أبيفانيوس أسقف سلاميس

أبيفانيوس
أسقف سلاميس

أبيفانيوس
رئيس أساقفة سلامينا في قبرص

ولد
القديس أبيفانيوس حوالي العام 308أو 315 للميلاد في قرية إسمزندوخ من بيت جبرين
(ألفتروبوليس) الفلسطينية الواقعة على بعد 26كم شمالي غربي الخليل وكان من عائلة
يهودية متواضعه إثر وفاه والده تبناه أحد معلمي الناموس المدعو تريفون هذا رمى ان
يعطيه إبنته زوجه ليبقية قريباص منه لأن أبيفانيوس شغف منذ حداثتة بالعلم حتى درس
على معلمه الكتاب المقدس والمؤسسات اليهودية وإقتنى معرفة اللغات اللاتينية
والسريانية والقبطية بالإضافة إلي اليونانية والعبرية فلما توفى تريفون ورث
أبيفانيوس ورثته.

 وحدث
ذات يوم فيما كان يتفقد أراضية على صهوة فرسة أن سار بجانبه راهب مسيحي إسمه
لقيانوس هذا التقي فقيراً وإذ لم يكن له مال يعطيه خلع رداءه ودفعه إليه للحال
إنحدر رداء ناصع البياض من السماء وغلفه فجاءت هذه الآيه لتثبت إعجاب أبيفانيوس
بالمسيحيين فلقد سبق له أن تعرض في حداثتة لحادث نجا منه بنعمه الله وبصورة
عجائبية بفضل أحد الرهبان على الأثر إرتمى أبيفانيوس عند قدمي لقيانوس وتوسل إليه
أن يعمده ويقبله في السيرة الرهبانية الملائكية وبالفعل إعتمد هو وأخته بيد أسقف
المدينة ثم وزع مقتنياته على المحتاجين وصار تلميذاً للقديس إيلاريون الكبير
(الغزاوي) المعيد له في 21 تشرين الأول شرقي مذ داك وإلي أخر حياته أخضع نفسه
لنظام نسكي صارم.

مقالات ذات صلة

 إقبال
أبيفانيوس ليسوع رباً وإلهاً سلط الضوء لديه على الكثير من غوامض العهد القديم هذا
جعله ينكب على الدرس بغيرة أوفر كذلك إشتهى أن يتعرف إلي طريقة حياه رهبان مصر
فذهب إليهم وتعلم منهم لكن صدمته بعض الهرطقات والشيع المنتشرة هناك لا سيما
الأوريجنية نسبة إلأي أوريجنيس المشهور (185-254 م) هذا مفسراً كتابياً مبدعاً ولا
هوتياً مرموقاً ورحانياً بارزاً لكن إختلط في تعليمه المضر بالمفيد والمعوج
بالقويم إطلع أبيفانيوسغلى مقولات الأوريجيني والماتوية وسواهما فإنكب على جمع
المعلومات بشأنهما وبشأن هرطقات أخرى تحراهما فشكلت إستقءاته ماده لمؤلف وضعه في
آخر أيامه ضد الهرطقات.

 

 عاد
قديسنا إلي فلسطين بعد أربع سنوات (سنه 323 م) فأسس ديراً في ” عاد العتيقة
” في جوار بيت جبرين ساسة بكل حكمة على مدى ثلاثين سنه وثمه من يخبر أنه أنبع
بصلاته ماء في الأرض القاحلة أرض الدير الذي أٍسة كما حمل الأعراب على بناء قلالي
الرهبان بعدما شهدوا لعجائب الله فيه كذلك قبل أنه كان يطرد الشياطين من القرويين والرهبان
داعياً بإسم الرب يسوع وكانت له بصيرة حسنه وقد خلص الناحية من أسد كان يفترس
الناس وكان يتعاطى لإحسان على نطاق واسع غير أن التماعة في فلك الكنيسة ككوكب بهي
كان بخاصة لموهبة التعليم عنده وكذلك لتفسيرة الكتابي.

 

 أدرك
أبيفانيوس مقدار ما تشكله حكمة اليونانيين من خطر على الكنيسة وإيمانها وما يتولد
عن تلك الحكمه من هرطقات فأخذ على عاتقه بخاصة مهمه الدفاع عن الإيمان القويم ورصد
الهرطقات وفضحها وبيان فسادها والطعن بها وقد ورد أن فيلسوفاً معروفاً في ذلك
الزمان أتى مره إلي دير القديس أبيفانيوس من الرها لمناقشته في مسائل كتابية
وبعدما تجادلاً طويلاً في أسرار الخلق أبيفانيوس ممسكاً بيده الكتاب المقدس
والفيلسوف بمؤلفات هزيود، أب الشعر اليوناني التعليمي لم يتزحزح الرهاوي ممسوساً
بإسم يسوع إنقحت محبة الحق في نفسه وإستبان بنعمه الله بطلان الحكمة اليونانية في
عينية فنبذها وإقتبل المعمودية بإسم يسوع، ثم صار كاهناً وبعد ذلك خلفاً لقديس
الله على ديرة.

 

غادر
أبيفانيوس ديره بعد حين إجتناباً لكرامات الناس فأتى إلي قبرص حيث إلتقى مره أخرى
أباه ومعلمه القديس إيلاريون الكبير علاقة القديسين كانت عميقة عميقة وإستمرت غير
منقطعة من العام 333م إلي العام 356م حتى قال القديس إيرونيموس عنهما إنه قلماً
يقع المرء على علاقة ثابتة حميمه بين صديقين كمثل علاقة إيلاريون بأبيفانيوس لقاء
القديسين بعد إنقطاع إذاً عبق بالفرح الكبير وقد قبل أبيفانيوس بإزاء إصرار
إيلاريون أن يصير أسقفاً على ” سلامينا ” قسطنسيا القبرصية خلال العام
367م خدمتى الأسقفية دامت سته وثلاثين عاماص وقد قبل إن إدارته لأبرشيته كانت
مثالاً يحتذى لا سيما في مجال تأكيد إستقامة الرأي دورة على هذا الصعيد كان بارزاً
لا في قبرص وحسب بل في سائر أنحاء الإمبراطورية الرومية أيضاً عجائب جمه جرت بنعمه
الله على يده جاءت تؤكد فضائله الرعائية ومحبته الأبوية لسامعية الشماس المدعو
كاربن الذي إتهمه بتبذير أموال الكنيسة ورغم كل المحاولات التي بذلها الشماس
الناقم لتشوية سمعة القديس فإن أبيفانيوس إستمر في معاملته له بالحسنى أخيراً ولما
لم يرتدع عاقبة الله بميته شنيعه هذا ويحكى أنه حين كان القديس أبيفانيوسيقيم
الذبيحه الإلهية كان يبصر الروح القدس ينزل على الخبز والخمر ليقدسهما وحذث ذات
مره أن وجد محروماً من المعاينة بسبب وجود أحد المشاركين له في الخدمة وكان
معانداً في طيئته هذا لم يحسب مستأهلاً لنعمه الله فبعدما تم فرزه توسل أبيفانيوس
بدموع إلي الرب الإله أن تعود إستقامة الكهنة والخدام أولاهما أبيفانيوس إهتماماً
بالغاً كان يحرص على أن يتزيي الكهنه التابعون له بالفضيلة هذه وحدها كانت في
عينية الزينة اللائقة بالكنيسة عروس المسيح كذلك حول قصره الأسقفي إلأي دير كان
يسلك فيه في حياه الشركة وسبعين من الإكليريكيين.

 

 صراع
أبيفانيوس ضد التيار الأوريجيني جعله في صدام مع بطريرك أورشليم يوحنا يبدو أن
تعليم أوريجنيس تفشى بين رهبان فلسطين تفشياً كبيراً غبرة القديس وبساطته حملتاه
على تبني مواقف مناصرته العمياء لثوفيلس، رئيس الأساقفة الإسكندري، لمقاومتة هذا
الأخير للتيار الأوريجني وإذ كان ثيوفلس عدواً لدوداً للقديس يوحنا الذهبي الفم
فقد وجد أبيفانيوس نفسه مقاوماً للذهبي الفم وحده تواضعه أخرجة من ورطته فما أن
شعر بالإلتباس من الموقف العفوي الذي إتخذه من القديس يوحنا الذهبي الفم حتى تراجع
وعاد إلي بلاده قبيل إنعقاد مجمع السنديانة الذي أدان القديس يوحنا الذهبي الفم
إدانه باطله وفي الطريق رقد كان ذلك في 12 أيار سنه 403م.

 

من
أهم ما كتب القديس أبيفانيوسمؤلفه المعروف ب ” الأنكوراتوس ” أو ”
الإنسان ذو المرساه الثابتة ” هذا يحوي تعاليم الكنيسة عن الثالوث القدوس
بقصد مقاومة البدع الأريوسية، كما يحوي التعليم عن حقيقة التجسد به رمى القديس
إلأي مقاومة أبوليناريوس الذي أنكر وجود نفس بشرية للرب يسوع كذلك تناول قديسنا في
الكتاب موضوع إله العهد القديم إلي مقاومة أتباع ماني ومرقيونوس على أن أهم ما
كتبه أبيفانيوس كان ” البناريون ” أو ” ضد الهرطقات ” الذي
دحض فيه ثمانين هرطقة.

 من
أقوالة:


الكنعانية تصرخ فيسمع لها ونازفة الدم تصمت فتطوب الفريسي تكلم فأدين والعشار لم
يفتح فاه فسمع له.


قراءة الكتب المقدسة أمان عظيم ضد الخطيئة.


الجهل بالكتب المقدسة هاوية عميقة وهوة عظيمة.


الله يبيع البر بثمن رخيص للغاية للذين يريدون أن يشتروه: بقطعة خبز صغيرة، بثوب
وضيع، بكأس ماء بارد، بفلس واحد.

هذا
وقد قاوم القديس أبيفانيوس التفسير الرمزي للكتاب المقدس مقاومة عنيفة حاسباً
المبالغة في الرمزية أساس كل هرطقة.

 

والقديس
أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص المصرى هو قديس فى جميع الكنائس الرسولية كان طيب
جداً متواضع ولكنه إنقاد بدون ترو لما يأمره به البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23
وبالرغم من قداسته فقد صدق وإعتقد أن هناك هرطقة وأنه يعمل كل ما فى طاقته للقضاء
على هذه الهرطقة، ولا يوجد أبلغ من هذه الفقرة للقمص العلامة: تاردرس يعقوب ملطى
(1) الذى لخص هذا الموضوع فقال: ” إستغل البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 هذا
القديس الذى تشهد له كل الكنائس الرسولية بقداسته، وبرغم شيخوخته (85 سنة) لا يطيق
أن يسمع عن هرطقة أو بدعة، قديمة أو حديثة، وقد رأينا كيف إنضم إلى القديس جيروم
يحاربان القديس يوحنا الأورشليمى (مصرى أيضاً من المعجبين بأوريجانوس) وروفينوس من
أجل كتابات أوريجين”.

 

وحاول
القمص تادرس يعقوب ملطى تحليل فكر القديس أبيفانيوس وعمله ليدافع عن موقفه ضد
القديس يوحنا ذهبى الفم فقال: لا نستطيع ان ننكر فى أن أبيفانيوس حسن النية وغيرته
خاصة، وأيضاً كان قد ناهز 85 من عمره، فحسبه شرفاً عظيماً أن يتحمل المشاق ليخمد –
فى نظره – البدعة الأوريجانية ويقف جنباً إلى جنب مع ثاوفيلس الذى يمثل فى عينيه
(من وجهه نظر أبيفانيوس) بطلاً يحارب من اجل إستقامة الإيمان.

 

فى
صيف 402م كانت العلاقات قد بدأت فى التوتر بين القديس يوحنا ذهبى والأمبراطورة
إيدوكسيا
AELIA EUDOXIA زوجة الإمبراطور أركاديوس Arcadius فلم تعد تطيقة

 

 فى
بداية عام 403م ذهب القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص إلى القسطنطينية بتوجيه
وتخطيط من ثاؤفيلس البطريرك السكندرى، ذهب متحاملاً على القديس يوحنا ذهبى الفم
لأنه فى نظرة (يحمى ميتدعين!!) ووجد الأرض ممهدة

 

أعمال
أبيفانيوس الإستفزازية ضد القديس يوحنا ذهبى الفم

وسجل
لنا سقراط المؤرخ (2) أعمال أبيفانيوس الإستفزازية ضد القديس يوحنا ذهبى الفم:

 

 نزل
أبيفانيوس بجوار كنيسة القديس يوحنا المعمدان (3) فأرسل إليه القديس يوحنا ذهبى
الفم كهنته لينزل دار الأسقفية فأجابه أنه: ” لا يقيم معه ولا يصلى معه حتى
يطرد ديسقورس واخوته (ألإخوة الطوال) من المدينة، ويوقع بيديه على إدانة كتب
أوريجين، فأرسل إليه يوحنا أنه لا يقدر أن يتصرف هكذا من غير ترو قبل عقد مجمع عام..
ولما لم يجيبه طلبه نزل الأسقف أبيفانيوس فى فندق ”

 

 قام
أبيفانيوس بجمع اساقفة العاصمة من غير موافقة القديس يوحنا ذهبى الفم أسقف
القسطنطينية، وقد كان معروفاً بهيبته وتقواه، وقرأ عليهم قرارات المجمع (فيما
يبدوا مجمع قبرص الذى أمره لبابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 أن يعقده ويرفق رسالته
به) التى تحرم أوريجين وكتبه، فطلب منهم التوقيع، فوقع البعض خجلاً ومجاملة لهذا
ألأسقف القديس لكن رفض الأغلبية ومنهم الأب ثيؤتيموس (4) الذى قال: ” لا أقدر
أن اسب إنساناً أنهى حياته الورعة منذ وقت طويل با أبيفانيوس، ولا أتجاسر أن أرتكب
بدعة كهذا، أن أدين ما لم يدنه أسلافنا خاصة وأنا أعلم أنه ليس فى كتب أوريجين
تعاليم شريرة “.

 

فقرأ
الأسقف ثيؤتيموس فقرات من كتب العلامة أوريجين ليبرهن أنها تتفق مع تعاليم الكنيسة
وعقيدتها.

وتعمد
أبيفانيوس رسم شماس فى كنيسة تتبع القديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية دون
أن يستأذنه طبقاً لقرارات المجامع، ومن الواضح أنه كان يريد أن يستفذه حتى يأتى
بعمل يحاكم عليه.

 

وقام
أعداء يوحنا ذهبى الفم من حاشية الأمبراطورة بتحريض أبيفانيوس أن يذهب إلى كنيسة
الرسل وهى الكنيسة الرئيسية حيث أعلن أمام الشعب فى عظة حرمه لكتابات أوريجين
وحرمة لديسقوروس وأخوته، وقام بإتهام القديس يوحنا ذهبى بأنه آوى هراطقة وشجعهم.

 

سمع
القديس يوحنا ذهبى بطريرك القسطنطينية بأفعال القديس أبيفانيوس فى العاصمة مقر
أسقفيته، فأرسل إليه رسولاً عند دخوله الكنيسة يقول له: ” لقد صنعت أموراً
تخالف القوانين الكنسية يا أبيفانيوس، أولاً: قمت برسامة فى كنائس خاضعة لى، بعد
هذا – بغير إستئذانى أعطيت لنفسك سلطاناً للخدمة فيها، أضف إلى هذا إنى دعوتك
فرفضت الحضور، وها أنت تعطى لنفسك هذه الحرية، إحذر لئلا تحدث ضدك ضجة بين الشعب
ويصيبك ضرر منهم ”

 

وبمجرد
سمع أبيفانيوس هذا التحذير ترك القسطنطينية ليعود إلى جزيره، وقد روى سقراط عن قصة
غير مؤكدة لأن ألثنين لم يتقابلا معاً وربما أرسلا إلى بعضهما هذه العبارات قال
سقراط المؤرخ: ” أن الأسقف أبيفانيوس تضايقت نفسه من تحذير الأسقف يوحنا وفى
مرارة قلب قال: ” إنك لن تموت وأنت على كرسى أسقفيتك ” فأجابه الأسقف
يوحنا ذهبى الفم وهو فى ضيقة نفس أيضاً: ” وأنت لا تظن أنك ترى وطنك ”

 

ويعلق
سقراط بأنه مع عدم تأكده من صحة هذه عبارات التنبؤ المتبادلة بين الأثنين إلا
أنهما تحققتا إذ نفى يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية ومات فى المنفى كما لم
يصل الأسقف أبيفانيوس إلى وطنه بل مات فى الطريق وهو يبحر على مركب.

 

وما
أن غادر الأسقف أبيفانيوس القسطنطينية حتى سمع يوحنا ذهبى الفم البطريرك بالدور
الذى لعبته الأمبراطورة إيدوكسيا
AELIA
EUDOXIA
فى المسرحية التى عملها
أبيفانيوس معه فوقف على المنبر يتحدث عن الرزائل التى تسببها السيدات، ولا شك أن
العامة قد أدركوا مغزى كلماته وأنه يعنى الإمبراطورة فقام الوشاة بتبليغ الأمر
للأمبراطورة، وقامت هى بدورها بتأليب الأمبراطور ضده حيث قالت له: ” أن ما
يمسها من كلمات يوحنا تمسه أيضاً (5) فإنقلب ميزان القضية وقد كان ثاؤفيلس
البطريرك الإسكندرى فى الطريق كان قد أطلق شائعة أنه ذاهب ليحاكم يوحنا فإنه من
الواضح ان الإمبراطورة (6) كانت مرتبة كل شئ لنفى يوحنا ذهبى الفم

 

===

(1)
القديس يوحنا ذهبى الفم (سيرته، منهجه وأفكاره، كتاباته) – القمص تادرس يعقوب ملطى
– أقوال الآباء (علم الباترولوجى) – سنة 1980م ص 82 – 84

(2)
Soc 6: 1214.

(4)
كنيسة يوحنا المعمدان على بعد 7 أميال من القسطنطينية (سقراط 6: 17)

(4)
Soc 6: 12

(5)
Soc 6: 15 Soz. 8. 16. Theod. 5: 34.
Palladius.3:: 8- 10

(6)
Palladius. Pg 47: 26

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى