علم المسيح

م_المسيح_المسيح_الأعظم_فى_جميع_الكتب_09[1].html



الفصل
التاسع

المسيح كلمة
الله وروح
(منه) الله

مقالات ذات صلة

 

وأهمها
في بحثنا هذا
هي ” كلمة
الله
” و ” روح
الله“.

 

1 –
كلمة الله:

 يقول
الكتاب
المقدس عنه ” في
البدء كان
الكلمة
والكلمة كان
عند الله وكان
الكلمة الله
،
هذا كان في
البدء عند
الله. كل شيء
به كان وبغيره
لم يكن شيء
مما كان فيه
كانت الحياة …
والكلمة صار
جسداً وحل
بيننا ورأينا
مجده مجداً
كما لوحيد من
الآب مملوءاً
نعمة وحقاً

الله لم يره
أحد قط الابن
الوحيد الذي
في حضن الآب

هو خبر
” (يو1: 1-4و14). وجاء
في سفر الرؤيا
عنه “
ويدعى
اسمه كلمة
الله
” (رؤ19: 13).

 أما في
القرآن فيقول
” يَا
مَرْيَمُ
إِنَّ اللَّهَ
يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ
مِنْهُ
اسْمُهُ
الْمَسِيحُ

عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ ” (آل
عمران: 45). ”
إِنَّمَا
الْمَسِيحُ
عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ
رَسُولُ
اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا
إِلَى
مَرْيَمَ وَرُوحٌ
مِنْهُ

(النساء: 171)
.

 وجاء
في بشارة
الملاك
لزكريا
بيوحنا المعمدان
(يحيى بن
زكريا). ”
أَنَّ
اللَّهَ
يُبَشِّرُكَ
بِيَحْيَى
مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ
مِنَ اللَّهِ

” (آل عمران: 39)
.

وقال
المفسرون أن
كلمة الله هنا
هي المسيح نفسه
بديل قوله “
بِكَلِمَةٍ
مِنْهُ
اسْمُهُ
الْمَسِيحُ”.

وقال كل من
الرازي
والبيضاوي
والجلالين
والنسفي
وغيرهم أن
المراد ”
بكلمة منه ” هو
عيسى
“، ” الكلمة
عيسى
“.

ولخص
الرازي أهم
آراء العلماء
في أربعة وجوه
فقال
الأول: أنه
خلق بكلمة
الله، وهو
قوله ” كُنَّ ”
من غير واسطة
الأب، فلما
كان تكوينه
بمحض قول الله
” كُنَّ ”
وبمحض تكوينه
وتخليقه من
غير واسطة الأب
والبذر،
لا
جرم سمى: كلمة
… والثاني: أنه
تكلم في
الطفولية،
وآتاه الله
الكتاب في زمان
الطفولية،
فكان في كونه
متكلماً
بالغاً
مبلغاً
عظيماً، فسمي
كلمة بهذا
التأويل

والثالث: أن
الكلمة كما
أنها تفيد
المعاني والحقائق،
كذلك عيسى كان
يرشد إلى
الحقائق والأسرار
الإلٰهية،
فسمى: كلمة،
بهذا
التأويل، وهو
مثل تسميته
روحاً من حيث
إن الله تعالى
أحيا به من
الضلالة كما
يحيا الإنسان
بالروح

والرابع: أنه
قد وردت
البشارة به في
كتب الأنبياء
الذين كانوا
قبله، فلما
جاء قيل: هذا
هو تلك
الكلمة، فسمى
كلمة بهذا
التأويل
“.

 وأضاف
في تفسيره (آل
عمران: 45) ” سمي
كلمة الله كأنه
صار عين كلمة
الله

الخالقة له،
بوجود
المعجزات
ولأنه أبان
كلمة الله
أفضل بيان
“.

 وقال
ابن عطية ” الكلمة
اسم لعيسى
سماه الله بها
كما سمى سائر خلقه
بما شاء من
الأسماء
… عن ابن
عباس أنه قال:
الكلمة ” هي
عيسى،
… وقال
قوم من أهل
العلم: سماه
الله ” كلمة ”
من حيث كان
تقدم ذكره في
توراة موسى
وغيرها من كتب
الله وأنه
سيكون
“.

 وقال
الخازن ” وقال
قتادة في قوله
تعالى ” بكلمة
منه
” هو قوله
تعالى: كن
فسماه الله
كلمة لأنه كان
عن الكلمة
التي هي كن

وقال ابن
عباس: الكلمة
هي عيسى عليه
السلام وإنما
سمي كلمة لأنه
وجد عن الكلمة
التي هي كن
“.

وقال
أبو حيان ”
والكلمة
من الله هو
عيسى عليه
السلام
،
سمي كلمة
لصدوره بكلمة:
كن، بلا أب

وقيل: لتسميته
المسيح، وهو
كلمة من الله
أي: من كلام
الله
. وقيل: لوعد
الله به في
كتابه
التوراة
والكتب السابقة

(مريم: 19)
.

وأجمع
الجمهور على
أن المقصود
بعبارة “
مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِنَ اللَّهِ

” في قوله ” أَنَّ
اللَّهَ
يُبَشِّرُكَ
بِيَحْيَى مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِنَ
” (آل
عمران: 39)
هو
المسيح:

 قال
الرازي ” أن
المراد من
قوله ”
بِكَلِمَةٍ
مّنَ ٱللَّهِ
” هو عيسى عليه
السلام …
وكان
يحيى أول من
آمن وصدق بأنه
كلمة الله وروحه”.

 وقال
الطبري ” مُصَدّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِنَ ٱللَّهِ

” ؛ ” يعني
بعيسى ابن
مريم
… كان
أوّل رجل صدّق
عيسى وهو
كلمة من الله
وروح
“.

 وقال
الزمخشري ” مُصَدّقاً
بِكَلِمَةٍ
مّنَ ٱللَّهِ
” مصدّقاً
بعيسى مؤمناً
به”.

 وقال
الطبرسي ” مصدقا
بعيسى، وعليه
جميع
المفسرين
وأهل التأويل

فكان أول من
صدقه، وشهد
أنه كلمة الله
وروحه
“.

 وقال
القرطبي ”
مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِّنَ ٱللَّهِ
يعني عيسى
في قول أكثر
المفسرين
“.

 وقال
البيضاوي ”
مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ مّنَ
ٱللَّهِ ” أي
بعيسى
عليه
السلام”.

 وقال
ابن كثير ”
مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِّنَ ٱللَّهِ
أي بعيسى بن
مريم
“.

 وقال
الجلالان ”
مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ ” كائنة
” مِنَ ٱللَّهِ
أي بعيسى
أنه روح الله
“.

 وقال
الشوكاني ”
مُصَدّقاً
بِكَلِمَةٍ
مّنَ ٱللَّهِ
أي بعيسى“.

 ولكن
بعض الفرق
الإسلامية
والمتصوفة
والفلاسفة
لهم رأي أخر:

 فقال
الإمام أحمد
ابن خابط إمام
فرقة الخابطية
المسيح
تزرع بالجسد
الجسماني وهو
الكلمة القديمة

كما قالت
النصارى
(1).

 وقالت
الأشاعرة ”
كلمة التكوين
(التي كان المولى
يقولها للشيء
فيكون في
الحال) هي
شخصية لها قوة
الخلق
والتكوين
وبواسطتها تعمل
الإرادة
الإلهية
عملها
(2).

 وهذا
نفس ما جاء في
الإنجيل عن
تجسد الكلمة، كما
بينا أعلاه،
وحلول
اللاهوت في
الناسوت ” الذي
فيه يحل كل
ملء اللاهوت
جسدياً
” (كو2: 9).
وقال بمثل ذلك
بعض العلماء
مثل أبو الفضل
القرشي ” ويمكن
أن يكون
المراد أن
اللاهوت ظهر
في الناسوت

وهذا لا
يستلزم
الكفر،
وأن
لا إله إلا
الله “(3).

 بل
وقال
المتصوفة ” أن المسيح
أعظم
الأولياء
والأولياء
أعظم من الأنبياء
“.
كما دعى
الترمزي
المسيح ب ” خاتم
الأولياء
(4).

 كما
أعتقد الحسين
ابن منصور
الحلاج
الصوفي الشهير
أن المسيح ؛
ولد من الروح
القدس وهو ممتلئ
منه ومثال
أعلى لكل قداسة،
ويقول ” ومتى
خلا المتصوف
عن التعلق بالجسد،
حل عليه روح
الله الذي ولد
منه عيسى ابن
مريم فهو آدم
الثاني الذي
سوف يرأس
الحكم يوم
القارعة، فهو
وحده ليس له
نظير بين
الخلق
واتحاداً
بالله
(5).

 وقال
الأستاذ عباس
محمود العقاد
فجاءه (أي
العالم)
المسيح بصورة
جميلة للذات الإلهية

(6).

وقال
الدكتور فؤاد
حسنين على في
تعليقه على متى
11: 27و28 ” من هاتين
الآيتين
نتبين صراحة
أن هذا الإله
الذي يؤمن به
يسوع وينتسب
إليه إله خاص به
ويسوع أبنه،
ابن الله
(7).

 

2 – كلمة
الله
وعلاقتها
بالذات
الإلهية لله
الواحد:

 نؤمن
كما جاء في
الكتاب
المقدس أن
الرب يسوع المسيح
هو كلمة الله
الذي في

ذات
الله ومن ذات
الله بدون
انفصال
عنه
في البدء
كان الكلمة
والكلمة كان
عند الله وكان
الكلمة الله،
هذا كان في
البدء عند
الله. كل شيء
به كان وبغيره
لم يكن شيء
مما كان فيه
كانت الحياة …
والكلمة صار
جسداً وحل
بيننا ورأينا
مجده مجداً
كما لوحيد من
الآب مملوءاً
نعمة وحقاً

الله لم يره
أحد قط الابن
الوحيد الذي
في حضن الآب
هو خبر
” (يو1: 1-4و14).

وأن
الله واحد؛
موجود بذاته
(الآب) وناطق
بكلمته
(الابن) وحي بروحه
(الروح
القدس)، وأنه
لا انفصال بين
الله وكلمته
وروحه لأن
الله واحد غير
محدود في المكان
أو الزمان أو
المعرفة أو
القدرة. وأنه
لا يوجد تجزئة
أو تركيب في
الذات
الإلهية
الواحدة لله
الواحد، الذي
هو جوهر واحد
وطبيعة
لاهوتية
واحدة ولا
يشبهه أحد أو
شيء من مخلوقاته،
فهو روح ” الله
روح
” (يو4: 24)،
ونور غير مدرك
بالحواس ” الذي
وحده له عدم
الموت ساكنا
في نور لا
يدنى منه الذي
لم يره أحد من
الناس ولا
يقدر أن يراه

الذي له
الكرامة
والقدرة
الأبدية ” (1تي6:
16). وأن هذه الصفات
الذاتية
الثلاثة،
الوجود
والكلمة
(النطق،
العقل)
والحياة، أو
ما نسميه
بالأقانيم
الثلاثة هي
صفاته
الجوهرية.

كما
تؤمن
الغالبية من
العلماء
المسلمين أن صفات
الله هي عين
ذاته:

 

(1) يقول
الأمام
الغزالي
في
وصفه للعقيدة
المسيحية في
الذات
الإلهية؛ ”
يعتقدون أن ذات
الباري واحدة.
ولها
اعتبارات:

1 – ” فإن
اعتُبرت
مقيدة بصفة لا
يتوقف وجودها
على تقدم وجود
صفة قبلها
كالوجود،
فذلك المسمى
عندهم بأقنوم
الآب. وأن
اعتُبرت
موصوفة بصفة
يتوقف وجود
صفة قبلها،
كالعلم، – فإن
الذات يتوقف
اتصافها
بالعلم على
اتصافها
بالوجود – فذلك
المسمى عندهم
بأقنوم الابن
أو الكلمة.
وأن اعتُبرت
بقيد كون
ذاتها معقولة
لها، فذلك
المسمى عندهم
بأقنوم روح
القدس.

 

 ”
فيقوم إذن من
الآب معنى الوجود،
ومن الكلمة أو
الابن معنى العلم،
ومن روح القدس
كون ذات
الباري معقولة
له
. هذا حاصل
هذا الاصطلاح
فتكون ذات
الإله واحدة
في
الموضوع.
موصوفة بكل
أقنوم من هذه
الأقانيم.

 

2 – ” ومنهم
من يقول: أن
الذات، إن
اعتُبرت من
حيث هي ذات،
لا باعتبار
صفة البتة،
فهذا الاعتبار
عندهم عبارة
عن العقل
المجرد
؛ وهو
المسمى عندهم
بأقنوم الآب.

وأن اعتُبرت
من حيث هي
عاقلة
لذاتها، فهذا
الاعتبار
عندهم عبارة
عن معنى العاقل،
وهو المسمى
بأقنوم الابن
أو الكلمة
.
وأن اعتُبرت
بقيد كون
ذاتها معقولة
لها، فهذا
الاعتبار
عندهم عبارة
عن معنى المعقول،
وهو المسمى
بأقنوم روح
اقدس
.

” فعلى
هذا الاصطلاح
يكون العقل
عبارة عن ذات
الله فقط، والآب
مرادفاً له
؛
والعاقل عبارة
عن ذاته بقيد
كونها عاقلة
لذاتها، والابن
أو الكلمة
مرادف له
؛ والمعقول
عن الإله
عبارة عن
الإله الذي
ذاته معقولة
له، وروح
القدس مرادف
له
.

هذا
اعتقادهم في
الأقانيم:
وإذا صحت
المعاني فلا
مشاحة في
الألفاظ، ولا
في اصطلاح
المتكلمين
(8).

والإمام
الغزالي نفسه
يؤمن أن صفات
الله أزلية
ويعتبرها
عشرة أصول وهي
متجمعة في
العلم والكلام
والحياة،
ويرى أن ” علم
الله قديم وكلامه
قديم وحياته
هي ذاته”(9).

ويلخص
ذلك في الفصل
العاشر
قائلاً ” أن
الله تعالى
عالم بعلم، حي
بحياة، قادر
بقدرة، مريد
بإرادة، ومتكلم
بكلام، وسميع
بسمع، وبصير
ببصر
“.

 والصفات
الأساسية في
كلامه هي ”
العلم، الحياة،
الكلام”
وبقية الصفات
تتبعهم،

فقدرته
تعالى
وإرادته
وسمعه وبصره
نابعين من
علمه وحياته
وكلامه. وهذا
ما قاله هو
بنفسه عن
الأقانيم ؛
الآب = العلم،
الكلمة =
الكلام،
الحياة =
الروح القدس(10).

وهذا ما
قاله الكثير
من العلماء عن
الصفات التي
لا تخرج عن
كونها
الأقانيم في
المسيحية، والتي
هي الآب
والكلمة
(الابن)
والروح القدس.

 

(2) الصوفي
المعروف ابن
العربي:
ويرى
ابن العربي أن
التثليث لا
يعني كثرة
المبدأ الأول
الذي هو واحد
بالذات ويرى
أن رقم ثلاثة
هو أول الأفراد”
ولما كان
الغاية في
المجموع
ثلاثة الذي هو
أول الأفراد
وهو أقل الجمع
وجعل بها المقصود
عن إضافة راجع
إليها، كان
غاية قوة المشترط
الثلاثة فقال
أن الله تعالى
ثالث ثلاثة
ولم يزد على
ذلك “(11).

وقال في
قصيدة له
ممتدحاً
الثالوث:

تثليث
محبوس وقد كان
واحداً

 كما
صيروا
الأقنام
بالذات
أقنماً.

وقد ذهب
ابن عربي في
سباق التثليث
المسيحي إلى
أن أهل
التثليث
داخلون في
الرحمة
المركبة بحكم
أنهم موحدون(12).

 

(3) القاضي
أبو بكر محمد
ابن الطيب
(البقلاني):
نقل
كل من القس
بولس شفاط في
كتابه المشرع
ص 27 والأب لويس
شيخو اليسوعي
في كتابه
محاورات جدلية
ص 47، أن هذا
الشيخ قد شهد
أن التثليث
المسيحي صحيح
ولا يختلف مع
الاعتقاد
الإسلامي إلا
من جهة اللفظ،
فقال:

” إذا
أمعنا النظر
في قول
النصارى أن
الله جوهر
واحد وثلاثة
أقانيم، لا
نجد بيننا
وبينهم
اختلافاً إلا
في اللفظ فقط
فهم (المسيحيين)
يقولون أنه
جوهر واحد،

ولكن ليس
كالجواهر
المخلوقة،
ويرون بذلك أنه
قائم بذاته.
والمعنى صحيح
ولكن العبارة فاسدة”.

 

(4) ابن
رشد:
قال
الفيلسوف
الإسلامي ابن
رشد عن
التوحيد في
المسيحية ” النصارى
لا يرون أن
الأقانيم
صفات ذائدة عن
الذات، إنما
هي عندهم
كثيرة بالقوة
لا بالفعل ولذلك
يقولون أن
الله ثلاثة
وواحد، أي
واحد بالفعل
وثلاثة
بالقوة
(13).

 

(5) الإمام
أبي حنيفة:
وقال
الإمام أبي
حنيفة أن الله
لم يزل
عالماً بعلم
والعلم صفة في
الأزل، وقادر
بقدرة
والقدرة صفة
في الأزل
“. ثم
يقول عن الله
أنه ” مازال
بصفاته قديما
قبل خلقه
.. “(14).

 

(6)
المعتزلة:
قالت
بصفة عامة ” أن
الصفات ليست
شيئاً سوى
الذات، فهي
عين الذات أو
أحوال الذات”.
كما يرى أبو
الهذيل العلاف
من كبار رجال
المعتزلة أن ” أقانيم
النصارى هي
(هم) عين
الصفات
عند
بعض الفرق
الإسلامية
“.

وقال أن
الباري تعالى
عالم بعلم،
وعلمه ذاته،
وقادر بقدرة
وقدرته ذاته،
وحي بحياة
وحياته ذاته
(15).

ويعلق
الشهرستاني
على كلام
العلاف فيقول
وأن أثبت
أبو الهزيل
هذه الصفات
وجودها للذات
فهي بعينها
أقانيم
النصارى
(16).

ويعلق
الأستاذ
الشيخ أحمد
فهمي على
كليهما في
الهامش ويقول
الأقانيم
الأحوال
واحدها أقنوم
قال الجوهر: وعند
النصارى الأب
والابن
والروح القدس

(17).

(7) وقال
أهل السنة:

إن الله تعالى
واحد في ذاته
لا قسيم له وواحد
في صفاته

الأزلية لا
نظير له “(18).

 

(8) ويقول
ابن تيمية:
وليست
صفات الله غير
الله
(19).

 

(9) وقال أصحاب
أبي عبد الله
محمد كرام (الكرامية):
الباري
تعالى عالم
بعلم، قادر
بقدرة، حي بحياة،
شاء بمشيئة، وجميع
هذه الصفات
قديمة أزلية
قائمة بذاته

(20).

 

(10) وقال
أصحاب أبي
حذيقة واصل بن
عطاء تلميذ الحسن
البصري
(الواصلية):
” .. أثبتوا
للذات صفتين
هما اعتباران
للذات القديمة
وردوا جميع
الصفات إلى
هاتين
الصفتين (العلم
والقدرة)
(21).

 

(11) وقالت
الأشاعرة:
أن
صفات الله ” سبعة
ثابتة له .. منها
أنه حي متكلم

(22).
وقالوا أن هذه
الصفات قائمة
بذات الله،
وقالوا لا يصح
أن يقال أن
الصفات هي
الذات، كما لا
يصح أن يقال
أنها غير
الذات، ومع
ذلك فهي ثابتة
للذات وقائمة
بها “، وقد
عبروا عن ذلك
بقولهم ” لا
هي هو ولا هي
غيره
(23).

ونظراً
لأن صفات الله
أزلية وكلامه
أو كلمته أزلي
كما قال
الغزالي ” أن
الكلام
القائم بذاته
قديم وكذا
جميع صفاته
(24).
أو كما قالت
الأشاعرة ” أن
كلام الله
بمعنى الحديث
النفسي القديم
القائم بذات
الله، أزلي،
وهو واحد ولا
تعدد فيه،
متميز مغاير
لذاته ويظهر
بصور كثيرة لمن
يريد الله أن
يظهر له
(25).

قال
محيي الدين
ابن عربي: ” الكلمة
هي الله
متجلياً لا في
زمان معين أو
مكان .. وأنها
عين الذات
الإلهية لا
غيرها
“.

كما قال
أيضاً: ”
الكلمة
الكلية
الجامعة أو العقل
الإلهي هو
اللاهوت أو
باطن الناسوت
(26).

ومن
التهم التي
وجهت للدكتور
نصر حامد أبو
زيد أنه قال ” أن
الله تجلى في
القرآن كما
تجلى الله في
المسيح
(27).

 وقال
الدكتور سيد
محمود القمني
في دفاعه عن د.
نصر حامد أبو
زيد: ” لو كان
كلام الله
مقدساً لوجب
تقديس المسيح
عيسى ابن مريم
كإله
لماذا
تأليه القرآن
وإنكار تأليه
عيسى
… فإذا
قبلت أن يكون
المسيح بشراً
إنساناً رغم
أنه كان ” كلمة
الله
” فعليك
أن تقبل أن
هذا القرآن
أصبح بدوره
مخلوقاً وليس
كياناً
أزلياً يكتسب
صفة القدسية
مثل الله “(28).

 وقال
المفكر
السوري طيب
تيزيني
مدافعاً عن د.
نصر ” فإن من
يرفض القول بازدواج
” شخصية
المسيح ”
لاهوتياً
وإنسانياً
،
يعني – في
الوقت ذاته
وبالتشديد أن
يرفضه معه
القول بكون
القرآن ” كلام
الله ” بمعنى
تجليه وتجسده
(29).

وقال
المفكر
السوري محمد
شحرور أيضاً ”
لو كان كلامه
أزلياً لأصبح
الكون والله
واحداً ولأصبح
المسيح ابن
الله لأنه
كلمة منه
.. “(30).

وقال
المستشار
محمد سعيد
العشماوي ” في
الإسلام
القرآن هو
كلام الله
الموحى به إلى
النبي. وفيه
أن السيد
المسيح هو
كلمة الله

إِنَّمَا
الْمَسِيحُ
عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ
رَسُولُ
اللَّهِ
وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا
إِلَى
مَرْيَمَ
وَرُوحٌ
مِنْهُ ..”
(النساء: 171)، “
إِنَّ
اللَّهَ
يُبَشِّرُكِ
بِكَلِمَةٍ
مِنْهُ
اسْمُهُ
الْمَسِيحُ
عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ ..”
(آل عمران: 45).

وفي
المسيحية أن
السيد المسيح
هو كلمة الله.

ومن هذا
التوافق بين
الإسلام
والمسيحية
على أن السيد
المسيح هو
كلمة الله حدث
التداخل بين
الفكر
الإسلامي واللاهوت
المسيحي. ففي
هذا اللاهوت
أن كلمة الله
أزلية غير
مخلوقة، وأن
السيد المسيح
هو مظهر
(أقنوم)
الجلالة
والقدسية
الذي لم يخلق،
وإنما وجد مع
الله منذ
الأزل.

والقول
بأن الكلمة
مخلوقة – في
هذا اللاهوت –
يعني أن الله
سبحانه كان
بغير كلمة حتى
يخلقها فكانت.
أما الجسد
الإنساني
للسيد المسيح
فهو الناسوت (المقابل
الإنساني
للاهوت) الذي
تبدت به الكلمة
للناس حتى يحق
لهم الخلاص
(31).

وقال
الأستاذ أحمد
عبد المعطي
حجازي ” .. المسيحية
دين توحيد.
والتثليث
فيها لا يعني
الكثرة أو
التعدد،
وإنما يشير
إلى الصور
المختلفة
للحقيقة
الواحدة، فهي
بهذا المعنى
شبيهة بفهم
الذات
الإلهية وتعدد
صفاتها،
فالصفات هي
عين الذات كما
يقول المعتزلة
(32).

 

3 –
المسيح روح
الله:

وقال
القرآن أيضاً
أن المسيح من
روح الله ” إِنَّمَا
الْمَسِيحُ عِيسَى
ابْنُ
مَرْيَمَ
رَسُولُ اللَّهِ
وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا
إِلَى مَرْيَمَ
وَرُوحٌ
مِنْهُ

” (النساء: 171)
.

 قال
الطبري ”
وَرُوحٌ
مِنْهُ “:
وحياة منه، بمعنى:
إحياء الله
إياه بتكوينه
… وقال بعضهم …
ورحمة منه.
قال: فجعل
الله عيسى
رحمة منه على
من اتبعه وآمن
به وصدّقه …
وقال آخرون:
معنى ذلك:
وروح من الله
خلقها
فصوّرها، ثم
أرسلها إلى
مريم، فدخلت
في فيها،
فصيرها الله
تعالى روح
عيسى عليه السلام”.

 وقال
الزمخشري ”
وقيل له: روح
الله، وروح
منه
، لذلك،
لأنه ذو روح
وجد من غير
جزء من ذي
روح، كالنطفة
المنفصلة من
الأب الحيِّ
وإنَّما
اخترع
اختراعاً عند
الله وقدرته
خالصة”.

 وقال
الرازي ”
أما قوله
وَرُوحٌ
مّنْهُ

ففيه وجوه:
الأول … فلما
كان عيسى لم
يتكون من نطفة
الأب وإنما
تكون من نفخة
جبريل عليه
السلام لا جرم
وصف بأنه روح،
والمراد من
قوله ” مِنْه ”
التشريف
والتفضيل …
الثاني: أنه
كان سبباً
لحياة الخلق
في أديانهم،
ومن كان كذلك
وصف بأنه روح…
الثالث: روح منه
أي رحمة منه …
كان عيسى رحمة
من الله على
الخلق من حيث
أنه كان
يرشدهم إلى
مصالحهم في
دينهم
ودنياهم لا
جرم سمي روحاً
منه. الرابع …
الروح عبارة
عن نفخة جبريل
وقوله: ”
مِنْهُ ” يعني
أن ذلك النفخ
من جبريل كان
بأمر الله
وإذنه فهو
منه، وهذا
كقوله ” فَنَفَخْنَا
فِيهَا مِن
رُّوحِنَا “

(الأنبياء: 91)
الخامس … وروح
من الأرواح
الشريفة
القدسية
العالية،
وقوله ”
مِنْهُ ”
إضافة لذلك
الروح إلى
نفسه لأجل
التشريف
والتعظيم”.

 وقال
البيضاوي ”
وَرُوحٌ
مّنْهُ ” وذو
روح صدر منه
لا بتوسط ما يجري
مجرى الأصل
والمادة له، وقيل
سمي روحاً
لأنه كان يحيي
الأموات أو
القلوب
“.

ويقول
المسيح ” أنا
والآب واحد

(يو10: 30) و ” أنا
أعرف
ه (أي الآب) لأني
منه
” (يو7: 29).
ويقترب من ذلك
كثيرا الصوفي
جلال الدين
رومي الذي كتب
موضوعاً
مغزاه ” إذا
واظب الإنسان
على
التضرع
إلى
الله
أحيته نسمة
المسيح
وهذبته
وجعلته
جميلاً
ومباركاً
(33).

كما
أن اللقب
المحبب الذي
يستخدم
للمسيح في جميع
أحاديث نزوله
آخر الزمان هو
روح الله والجميع
ينادونه به ”
يا روح الله “،
وهذا هو اللقب
المحبب أيضاً
عند الغزالي
حيث ينادى
دائما ” يا
روح الله

ويلقب في
الأحاديث ب
روح الله
وكلمته
“.
والإسلام لا
يعترف لأحد
سواء كان
نبياً أو غيره
أنه روح الله
غير المسيح،
فهو وحده ” روح
الله”. وقد
حدثت قصة
شهيرة أيام
الخوميني
زعيم الشيعة
في إيران
عندما قال عن
نفسه أنه ” روح
الله

فأنتقده
الملك الحسن
الثاني ملك
المغرب الراحل
وقال له: ” أن
القرآن يعلن أن
المسيح وحده
روح الله وليس
محمد أو موسى،

وأن إعلان
الخوميني
سخيف ومثير
للسخرية ” ونشرت
ذلك الجرائد
الرسمية
وقتها!!

 

(2) عوض
سمعان ” الل
ه واحد في
ثالوث ” ص 75.

(8) الغزالي
” الرد الجم
يل
” ص 43. أنظر محمد
عبد الهادي
أبو ريده ”
الفلسفة في
الإسلام ” ص 196.

(11) ابن عربي
” الفتوحات
المكية ” ج 3: 166 ؛
مذكرة في الشعر
الصوفي للدك
تور
عاطف جودة،
كلية الآداب
جامعة عين شمس
ص 198.

(13)
الغزالي ”
تهافت
الفلاسفة ” ص 352.

(26) أبو
العلا عفيفي ”
فصوص الحكم
لابن عربي ” ج 1: 35
؛ ج 2: 124.

(27) مصطفى
محمود
،
جريدة
الأهرام في 10 / 4 / 1993.
وكان د. نصر قد
قال في كتابه ”
نقد الخطاب
الديني ” ط. 1992 ص 195
و196 ”
والمقارنة بين
القرآن
والسيد
المسيح من حيث
طبيعة ” نزول ”
الأول وطبيعة
” ميلاد ”
الثاني تكشف
أوجه التشابه
بين البنية
الدينية لكل
منهما داخل
البناء
العقائدي
للإسلام نفسه.
ولعلنا لا
نكون مغالين
إذا قلنا
أنهما ليستا
بنيتين، بل
بنية واحدة
رغم اختلاف
العناصر
المكونة لكل
منهما،
فالقرآن كلام
الله وكذلك
عيسى عليه
السلام: ” رسول
الله وكلمته ” (النساء:
171). وقد كانت
البشارة
لمريم: ” أن
الله يبشرك
بكلمة منه
اسمه المسيح
عيسى بن مريم ”
(آل عمران: 3).
وإذا كان
القرآن قولاً
ألقي إلى محمد
عليه السلام،
فأن عيسى
بالمثل كلمة
الله ” ألقاها
إلى مريم وروح
منه ” (النساء:
171)، أي أن محمداً
= مريم.
والوسيط في
الحالتين
واحد هو الملك
جبريل الذي
تمثل لمريم ”
بشراً سوياً ”
(مريم: 17) وكان
يتمثل لمحمد في
صورة أعرابي.
وفي الحالتين
يمكن أن يقال
أن كلام الله
قد تجسد في
شكل ملموس في
كلتا الديانتين:
تجسد في
المسيحية في
مخلوق بشري هو
المسيح،
وتجسد في
الإسلام نصاً
لغوياً في لغة
بشرية هي
اللغة
العربية. وفي
كلتا الحالتين
صار الإلهي
بشرياً، أو
تأنس الإلهي”.

(33) الله
واحد في ثالوث
82.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى