علم التاريخ

مجمع أورشليم



مجمع أورشليم

مجمع
أورشليم

عقد
هذا المجمع سنة 50 و51 م
.. كان اول مجمع كنسى يعقد ويعتبر نواة
للمجامع الكنسية التى عقدت بعهده، وان اختلفت عنها كثيرا
.

كانت
مهمة المجمع مزودجة:

أولاً
– تقرير العلاقة الشخصية بين رسل الختان والأمم، وتقسيم حقول الكرازة بينهم،

وثانياً: حسم موضوع
الختان، وتقرر العلاقة بين المنتصرين من اليهود والمم
..

 

وقد
احرز المجمع بالنسبة للنقطة الأولى، تقدما كاملاً ونهائيا. أما بالنسبة للنقطة
الثانية فقد احرز استقرارا جزئيا ووقتيا
.. وان كان سفر اعمال
الرسل لم يسجل لنا كل ما دار من مناقشات فيما يختص بهذا المجمع، لكننا نعتقد ان
مناقشات فردية بين الرسل سبقت وصاحبت انعقاد المجمع الرسمى، الذى اشتركت فيه فئات
مختلفة من أعضاء الكنيسة
.. في هذ المناقشات الفردية، حل موضوع
قانونية رسولية بولس ” وعرضت عليهم الآنجيل الذى اكرز به بين الأمم ولكن
بالانفراد على المعتبرين لئلا اكون اسعى وقد سعيت بطلاً (غل2: 2): لم يشيروا عليه
بأية تعديلات في منهج خدمته، ولا اعطوه ىية توجيهات وتوصيات، بل اذ رأوا التوفيق
العجيب الذى احرزه بولس وبرنابا في حقل الكرازة بين المم أعطوهم يمين الشركة
ليكونا للأمم، وأما هم فللختان الذى احرزه بولس وبرنابا في حقل الكرازة بين الأمم
أعطوهم يمين الشركة ليكونا للأمم، وأما هم فللختان (غل2: 8، 9)
.. كل ما
هناللك، أنهم طلبوا من بولس ان يظهر حبة الأخوي، ويقوى العلاقات بان يعاون فقراء
اليهودية عامة، وأورشليم بوجه خاص، الذين كثيرا ما كانت تحل بهم الاضطهادات
والمجاعات. وكان نولس قد عنى قبل ذلك بخدمة المحبة هذه، وقام بها فعلا بفرح وعن
ايمان، بالجمع من كنائس الأمم، وكان يحمل العطاء بنفسه الى أورشليم (غل2: 7 – 10)
(43)
.. هكذا ظهرت
روح الآباء الرسل طيبة نحو بولس وبرنابا، كما ظهر تقديرهم لهما في قرار المجمع
النهائى
..
حبيبنا برنابا وبولس، رجلين قد بذلا انفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح ”
(اع15: 25، 26) أما عن الموضوع الرئيسى، الذى انعقد المجمع لأجله وهو موضوع ”
تهود الأمم ” والزام الآمم الداخلين الي الأيمان لحفظ ناموس موسى فبعد
مباحثات كثيرة تكلم بطرس وبعده برنابا وبولس، واخيرا يعقوب اخو الرب اسقف اورشليم
ورئيس المجمع
.. وانتهى
المجمع على القرار الأتى: “لا يوضع على المؤمنين ثقل اكثر غير هذه الاشياء
الواجبة، الأمتناع عما ذبح للأصنام، وعن الدم المخنوق والزنا ” (اع15: 28،
29).

 

ملاحظات
على المجمع وقراراته:

(1)
راس هذا المجمع القديس يعقوب اخو الرب اسقف أورشليم، وليس القديس بطرس كما يدعى
البعض. ولم يكن بطرس هو اول المتكلمين في المجمع وبعبارة أخرى لم يكن هو الذى
افتتح المجمع. فكلمة بطرس جاءت ” بعدما حصلت مباحثة كثيرة ” (اع15: 7)
.. وكان كلامه
عن خبرته السابقة في موضوع إيمان كرنيليوس الأممى
.. أما يعقوب
فكان اخر المتكلمين وأكثرهم أهمية، وكان لكلامه وزن كبير أنهى مناقشات المجمع.

 

(2)
كانت المناقشات والمباحثات كثيرة (اع15: 7)
.. لكن الروح
القدس كان ايضاً حاضراً معهم، وقاد هذه المناقشات، ومن صدر قرارا المجمع اخيرا
باسمه متحدا مع الكنيسة ” لأنه قد رأى الروح القدس ونحن
.. (اع15: 28)
– وليس باسم بطرس
.. أنها صورة مشرقة لروحانية الكنيسة الأولى، ولما
يجب أن تكون عليه المجامع الكنسية.

 

(3)
أحضر القديس بولس معه تيطس اليوناني الآممى
.. ويبدو أنه
أحضره ليقدم لكنيسة أورشليم عينه حية لما يمكن ان يفعله روح الله في الإنسان بدون
الختان (غل2: 1) ويبدو أن فريق الفريسيين السابقين طالبوا بختانه لكن بولس صمد
وقاوم بشدة ” الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة ليبقى عندكم حق الإنجيل
” (غل2: 5)

 

(4)
بخصوص قرار المجمع فإنه لم يلزم الأمم بالتهود، لكنه أوصي أن يمتنع ” عما ذبح
للأصنام، وعن الدم، والمخنوق، والزنا ” (أع15: 29)
..

 

وهذه
النواهي هي ضمن ما كان يطالب به الأممي الذي يطلب التصريح له بحضور المجمع
اليهودي، وما قرره موسى بالنسبة للآمميين إذ أرادوا أن يجعلوا مقامهم في ارض
اليهود
.. فالطعام
المقدم للأصنام، سواء ما يؤكل في الهيكل الوثني وخارجه، كان يعتبر شركة مع
الشياطين (تث32: 17، 1كو10: 20)
.. والدم هو عنصر الحياة، ولذا فهو مقدس
لله (تث12: 23)، والأشياء المخنوقة مازالت تحتفظ بدمها، فلا يجب ان تؤكل تبعا لذلك
.. ومن هنا،
فان هذه النواهى الثلاثة، تتمشى مع تلك التى وضعت على الغريب الذى يقيم بين بنى
إسرائيل (لآ17: 10 – 18: 18) هذه النواهى الثلاثة السابقة تبدو معقولة، اما
النهىعن الزنا فيبدو غريبا. فالزنا امر غير مشروع لدى المسيحيين والأممين على
السواء، من اجل هذا راى كثيرون ان الزنا المشار اليه في قرار مجمع أورشليم، إنما
يقصد به الزيجات المحرمة كالحالة التى أشار إليها بولس في (1كو5: 1).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى