اللاهوت العقيدي

سر التوبة والإعتراف



سر التوبة والإعتراف

سر
التوبة والإعتراف

الأنبا
بنيامين
أسقف المنوفية

عندما
أسس السيد المسيح سر الكهنوت كان واضحاً فيه سلطان المغفرة، ” إقبلوا الروح
القدس من غفرتم له خطاياه غفرت له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت ” وقال ” ما
تربطونه على الأرض يكون مربوط فى السماء وما تحلونه على الأرض يكون محلول فى
السماء ” فنحن نرى فى سر التوبة والإعتراف الصورة العملية لسر الكهنوت
وبالتالى بقية الأسرار. سر التوبة والإعتراف له أهمية خاصة فى كنيستنا ويمارس فى
كنيستنا بأفضل صورة ممكنة. عند الكاثوليك يوجد هذا السر لكن للأسف يوجد حواجز فى
الإعتراف بين المعترف والكاهن وهذا مخالف لروح الإنجيل لأن الإبن الضال عندما رجع
أخذه أبوه فى حضنه لم يكن هناك حاجز بينهم. والمرأة الخاطئة عندما قابلت السيد
المسيح مسكت رجليه ومسحتهما بشعر رأسها. أىأن هذه الحواجز، حواجز بشرية ولإعتبارات
بشرية لايجب الإستمرار فيها. ولذلك فإن ممارسة هذا السر فى كنيستنا أفضل صورة
لممارسة سر التوبة والإعتراف كما يريدها الله فعلاً.

مقدمة
عن أهمية السر:

مقالات ذات صلة

أولاً:

هو
مفتاح لكل الأسرار فلايوجد سر يمكن أن يمارس بدون التوبة والإعتراف. ولذلك كل
الأسرار محصورة بين سرى التوبة والإعتراف والتناول. أتوب واعترف يكون لى الحق فى
ممارسة الأسرار. وبعد ممارسة أى سر أختم الأسرار بالتناول. مثل سر مسحة المرضى يوم
جمعة ختام الصوم يشترط بأن من يدهن لابد أن يكون صائماً ومعترفاً وأيضاً عند عمل
قنديل لأى مريض، لابد أن يكون تائب ومعترف يمارس السر ثم يتناول. لازم التناول تاج
الأسرار كلها ولذلك نسميه مفتاح الأسرار. إذا كنا نسمى المعمودية باب الأسرار فشرط
الإنسان يتعمد وهو كبير لابد أن يكون معترف. فالإعتراف هو مفتاح الباب الذى يؤدى
للأسرار. لذلك نسميه مفتاح الأسرار.

مالذى
يعطى أهمية لهذا السر؟

هناك
لابد حرب شيطانية. لا أحد يستطيع أن ينكر هذا الشيطان يحارب كل إنسان. الحرب تؤدى
إلى سقوط. ممكن ناس تنتصر لكن إذا حدث سقوط فالمخرج الوحيد هو التوبة والإعتراف.
ولذلك نسميه معمودية ثانية دائمة. المعمودية من الماء والروح لاتتكرر لأنها ولادة
من الله، والولادة لاتتكرر. لكن التوبة والإعتراف ممكن يتكرر لذلك نسميه معمودية
ثانية دائمة. والسبب فى الحرب الشيطانية وجود الروح والجسد فى الإنسان، فالروح
يشتهى ضد الجسد، والجسد يشتهى ضد الروح. وكلاهما يقاوم الآخر. الذى يسمع هذا
الكلام يظن أن هناك إنقسام فى الإنسان. لكن لايقصد الإنقسام فى الإنسان؟ إذاً ما
هو السبب فى أن الروح والجسد كلاهما يقاوم الآخر؟ الروح له طبيعة إلهية أما الجسد
له طبيعة مختلفة، طبيعة مادية ولذلك بسبب إختلاف الطبيعة بين الروح والجسد هنا
يحدث التضاد فى الإتجاه، فكلاهما يقاوم الآخر. الروح بطبيعتها الروحانية تشتاق إلى
الله وإلى الروحيات. إتجاهها دائماً إلى أعلى بينما الجسد لأن طبيعته مادية ينجذب
نحو المادة، جسد مادى ولذلك له إتجاه مختلف ممكن نسميه إلى أسفل. والوضع الطبيعى
لوجود قوتين كلاهما يقاوم الأخر، أن الأقوى فيهما له القيادة.

الحل
دائماً هو التوبة ولذلك نسمى التوبة تحول من حياة الجسد إلى حياة الروح، أو من
الإتجاه إلى أسفل للإتجاه إلى أعلى، أو من الحياة حسب الجسد إلى الحياة حسب الروح.

معنى
كلمة توبة: لها معنيان ” تاب ” أى ثاب أى عاد إلى ثوابه أو رشده. المعنى
الثانى ميطانية مأخوذة من كلمتين ” ميتا ” “نوس ” ميتا أى
ماوراء نوس أى عقل أى تغير الفكر الداخلى للإنسان

(ماوراء
العقل الظاهر). أو تغير الفكر الذى يتحكم فى سلوك الإنسان ولذلك الخطية سببها
إتجاه خاطئ بتصحيح الإتجاه الخاطئ إلى إتجاه حقيقى يصلح الفكر وبالتالى يصلح
الإتجاه.

نقطة
مهمه لابد أن نركز عليها فى هذا السر. التوبة هى جوهر الإعتراف. إعتراف بدون توبة
يساوى صفر لا حل ولاشيئ يفيد الإنسان فى الإعتراف. بدون توبة الإعتراف لاقيمة له.
لايوجد إعترافاً جيداً ومن زاوية أخرى الإعتراف هو إعلان عن التوبة وضمان لعدم
العودة للخطية.

السبب
الذى يجعل الإنسان يرجع للخطية ويكررها ليس فقط حرب الشيطان ولا سلطان الخطية ولكن
عدم وجود التوبة. هذا السر أهميته فى أنه يغير الحياة، يغير النمط، الفكر، الإتجاه.
لأن هناك توبة نسميها تغيير المسار والإتجاه والطريق. الملامح يتغيرون الأشخاص
المرتبط بهم يتغيرون. إذا لم يتم هذا التغيير فالإعتراف ليس له قيمة ولافائدة.
لذلك نسميه تغيير القلب والفكر وتجديد الحياة وفى هذا يتم وعد الله ” أعطيكم
قلباً جديداً وأجعل روحاً جديداً فى داخلكم “. (حزقيال 36: 26)لايمكن أن يحدث
هذا بدون التوبة. تغيير القلب، المشاعر، والفكر. عندما قال الله ” ياإبنى
إعطنى قلبك ” لا يقصد القلب الذى يضخ الدم لكن يقصد الفكر العميق فى الإنسان.
مصدر كل إحساس، مصدر كل فكر. يكون ملك للمسيح. المعمودية تعطى تغير الطبيعة ونوال
البنوة لله. لكن التوبة تجديد الإتجاه للإستفادة بالطبيعة الجديدة. أى تكون لطبيعة
الجديدة موجودة لكن طمست بمحبة الخطية. فتغير الإتجاه يفيدنى من إمكانية تغير
الطبيعة التى أخذتها فى المعمودية. والنتيجة المطلوبة على مستوى الحقيقة والواقع.
الإنسان الطبيعى العادى ذاته هى مركز الدائرة. والله نقطة خارج الدائرة أى أن الله
ليس له علاقة بحياته ذاته هى مركز الدائرة، الإنسان الأفضل إلى حد ما الذى تدينه مريض،
ذاته هى مركز الدائرة أيضاً الله نقطة على المحيط. مثلما يأكل ويشرب بيصلى، مثلما
يذهب عمله يذهب الكنيسة، أى أن ربنا نقطة على المحيط لكن الإنسان الروحى أى الوضع
المثالى، المسيح هو مركز الدائرة وكل نقطة على المحيط لها علاقة بالمركز. هذا
تنفيذ حقيقى لعبارة بولس الرسول ” لى الحياة هى المسيح ” أى أن المسيح
هو مركز الدائرة. الأكل الشرب النوم العمل كل ماهو على محيط الدائرة حياة الإنسان
له علاقة بالمركز. يأكل من يد الله، يعمل بأمانة من أجل الله، ليس لأجل المال. هذا
هو الوضع المثالى لذلك فالتوبة هى تجديد الإتجاه بمعنى أن المسيح هو مركز الدائرة.
هذا هو تنفيذ وتأثير التوبة بصورة حقيقية. وهنا واضح أن الشركة مع الله لاتصلح مع
السلوك فى الظلمة ليس من الممكن أن يكون الإنسان له حياة مع ربنا ويخطئ بإرادته
ويخطط للخطية. هناك خطايا نسميها خطايا ضعف. (الضعف البشرى) أو خطايا جهل. لكن
الخطايا عن عمد وبتخطيط وبتدبير هذه لا تتناسب إطلاقاً مع الشركة مع الله. حتى
خطايا الضعف والجهل أيضاً ممكن إستنارة الإنسان بالروح القدس تخلصه منها.

هناك
إختلاف بيننا وبين البروتستانت فى موضوع التوبة. البروتستانت دائماً يتكلمون عن
توبة الحياة وهو ماتفعله المعمودية عندنا أن الإنسان يعيش فى الخطأ ثم يصحح نفسه
وطالما يتكلم عن توبة الحياة فيقول أنا بقيت قديس كنت وأصبحت. لكن نحن كأرثوذكس
نتكلم دائماً عن حياة التوبة. أى التوبة اليومية إصلاح الفكر الخاطئ والإتجاه
والضعفات اليومية ومحاسبة الإنسان لنفسه. الإختلاف بيننا وبين البروتستانت إختلاف
مهم جداً فى جوهر التوبة. تقرير الإنسان أن يحيا مع الله لايمنع من الضعفات
اليومية ولذلك ليس معنى أن الإنسان قدم توبة الحياة إنه ليس محتاج لحياة التوبة
لابد أن نحتاج لحياة التوبة. ولذلك نسمى التوبة والإعتراف معمودية ثانية دائمة
تفيد الإنسان فى حياته مع الله. إذا تعمد الإنسان وهو كبير فهذه توبة الحياة وإذا
تعمد وهو صغير وسلك فى الخطية وقرر أن يحيا مع الله هذه توبة الحياة لكن هذا
لايغنى عن حياة التوبة ومتابعة الإنسان لنفسه كل يوم بل كل لحظة.

سر
التوبة والإعتراف يربط بين ثلاث أطراف روح الله وأب الإعتراف والمعترف. لابد أن
يشعر المعترف وهو أمام أب إعترافه أن الروح القدس حاضر غياب أحد الأطراف الثلاثة
يلغى السر تماماً غياب روح الله لايكون سر وغياب أب الإعتراف لايفيد لذلك لابد من
وجود أب الإعتراف ووجود روح الله. روح الله يتعامل مع المعترف عن طريق أب الإعتراف.

معنى
كلمة إعتراف:

 هذا
التعبير نراه فى المزامير أحياناً وفى بعض الآيات. كلمة الإعتراف تعنى أكثر من
معنى.

المعنى
الأول:

 المعنى
الإيمانى أى الإعتراف بالمسيح فادياً ومخلصاً. (إن أمنت بقلبك واعترفت بفمك تخلص)
هذا معنى إيمانى.

المعنى
الثانى:
وهو
معنى روحى وهو الشكر لله. (إعترفوا للرب)أى أشكروا الله كما فى

“مزمور
116”

المعنى
الثالث
:
وهو معنى يخص التوبة. وهو الإقرار بالخطية.

إذا
لم يؤمن الإنسان أن المسيح مخلصه فكيف ينال الغفران من خلال سر التوبة والإعتراف.
هو فيما يعترف يقدم عمل الإيمان لأن “الإيمان بدون أعمال ميت”. هو مؤمن
أن المسيح خلصه فيعترف كعمل للإيمان لذلك فهو ينال المغفرة. فالإيمان لابد أن يكون
موجود والشكر لله أيضاً موجود. يشكر الله أن أعطاه توبة وساعده كى يأتى للإعتراف.
لأن ليس كل إنسان يستطيع أن يقول خطيته. هذا مستوى روحى مهم. فيشكر الله أن أعطاه
هذه الإمكانية. لذلك يقول إعترفوا للرب لأنه صالح. الكتاب المقدس فيه آيات كثيرة
جداً تبين اهمية الإقرار بالخطية. الله عندما سأل على آدم ” أدم، أدم أين أنت
” كان هدفه أن يقر. الله كان يعلم أين أدم لكن يسأله لكى يقر. قايين أيضاً
قال له إن أحسنت أفلا رفع وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك إشتياقها وأنت
تسود عليها” لم يسمع الكلام وأخطأ فقال له أين هابيل أخوك؟ بعدما قتله فقال
له أحارس أنا لأخى. فقال له دم أخيك صارخ إلى. وأعطاه اللعنة وقال له ملعون أنت من
الأرض التى فتحت فاها وقبلت دم أخيك من يديك. واضح أن هذه مواقف الله كان يهمه
فيها الإقرار بالخطية ” (لاويين 5: 1-6)(المذكرة صفحة 27) “يقر بما قد
أخطأ به ويأتى إلى الرب بذبيحة لإثمه.

(سفر
لعدد 5: 6، 7) ” أوصى الرب موسى قائلاً قل لبنى إسرائيل إذا عمل رجل أو إمرأة
شيئاً من جميع خطايا الإنسان وخان خيانة بالرب فقد أذنبت تلك النفس فلتقر بخطيتها
التى عملت “.

(لاويين
26: 39
42)، (تثنية 26: 3)
تأتى إلى الكاهن الذى يكون فى تلك الأيام وتقول له إعترف بالرب.. ” (يشوع 7: 19)
فى قصة عاخان إبن كرمى ” يا إبنى إعطى الآن مجداً للرب إله إسرائيل واعترف له
واخبرنى ” البروتستانت يقولوا نحن نعترف للإنسان وليس لربنا. نقول له لا نحن
نعترف لربنا فى مسمع الكاهن. وهذا هو الوضع الطبيعى الذى كان موجود. عندما كان
يخطئ أحد كانوا يحضروا ذبيحة وطبعاً الكاهن هو الذى كان يقدم الذبيحة فيكون موجود،
يضع الخاطئ يده على الذبيحة ويقر بخطيته فتنتقل الخطية منه للذبيحة. فتصبح الذبيحة
عوضاً عنه فتدان الذبيحة وتفديه. ففى الأصل الإنسان يعترف لربنا ويخبر الكاهن.
” إعطى مجداً للرب إله إسرائيل واعترف له واخبرنىالأن ماذا عملت لا تخفى
عنى” (2صمو 12: 13) ” فقال داود لناثان أخطأت إلى الرب فقال له والرب
نقل عنك خطيتك لا تموت” (أمثال 28: 13) “من يكتم خطاياه لاينجح ومن يقر
بها ويتركها يرحم” يقر بها أى يعترف ويتركها أى يتوب عنها. (نحميا 9: 1، 2)
“إعترفوا بخطاياهم وذنوب أبائهم” الواضح من كل هذا فى كل الشواهد كسند
كتابى إخراج الخطية خارجاً الإقرار العلنى والذبيحة. الخطية تخرج من الخاطئ توضع
على الذبيحة بالإقرار العلنى للخطية.

هناك
ثلاث معادلات بلغة الرياضة: التوبة = إستحقاق المغفرة والإعتراف نوال المغفرة
والتناول تمام أو كمال المغفرة. مثلث الغفران يناله الإنسان التوبة أولاً ثم
الإعتراف ثانياً ثم التناول ثالثاً. لذلك الكاهن يمسك الصينية بها الجسد ويقول
يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. ” خرج إليه
جميع كورة اليهودية وأهل أورشليم واعتمدوا جميعهم منه فى نهر الأردن معترفين
بخطاياهم (مر 1: 5). “وكان كثيرون من الذين أمنوا يأتون مقرين ومخبرين
بأفعالهم” (أعمال 19: 18). “إن إعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى
يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم”. نقطة البروتستانت يقول نعترف لمن؟ من
الشواهد السابقة جميعها روح الكتاب واضح منه أن الإعتراف للكاهن. “إن قلنا أن
ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا” (يوحنا الأولى 1: 8) مبدأ الإقرار
أمام الكاهن مهم جداً. “أعترف لك بخطيتى ولا أكتم إثمى، قلت أعترف للرب بذنبى
وأنت رفعت أثام خطيتى” (مز 32: 5). لأن أحياناً البروتستانت يقولوا أن معنى
أعترف للرب أى أشكره. هنا واضح أن داود النبى يركز على الإعتراف بالخطية قلت أعترف
للرب بذنبى وأنت رفعت أثام خطيتى. واضح أن الإعتراف بالخطية وليس الإعتراف بفضل
الله والشكر له. “يعلن عن فرح السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من 99 بار لا
يحتاجون إلى توبة (مت 19: 13) و(مت 3: 8) و(أعمال 2: 27)” أذكر من أين سقطت
وتب”(رؤيا 2: 5 أما السند الكتابى لسلطان الكهنوت فى المغفرة فى (مت 18: 18)
” أعطيكم مفاتيح ملكوت السموات” هى نفسها العبارة التى قالها لبطرس فى
(مت 16: 18) ولكن أنا أفضل (مت 18: 18) لأن (مت 16: 18) وجهت لبطرس والكاثوليك
أحياناً يعتبرونها دليل على أن بطرس له وضع خاص. قال له أعطيك مفاتيح ملكوت
السموات. هو قالها للرسل كلهم فى الإصحاح 18 فى (يوحنا 20: 20 24) بين سلطان
الكهنوت فى المغفرة أى سلطان المغفرة. إذا قال لك البروتستانت أن هذا الكلام كان
للرسل فقط تجيب بأنه ليس للرسل فقط بدليل أنه قال للرسل فى (مت 28: 29) ها أنا
معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر. الرسل والتلاميذ لم يعيشوا طول الأيام وإلى
إنقضاء الدهر. قبل أن ينتهى القرن الأول أن ينتهى كان معظمهم أستشهد. يوحنا الحبيب
بقى فترة لأن ربنا كان حفظة للرد على الهرطقات التى ظهرت. لكن ها أنا معكم كل
الأيام وإلى إنقضاء الدهر تخص الكنيسة. لذلك كتبنا سلطان الكنيسة وليس سلطان أفراد
لكن سلطان كنيسة، الكنيسة الباقية الممتدة عبر الأجيال. فى سلطان المغفرة نلاحظ ما
ومن (مت 18: 18) ما ربطموه على الأرض يكون مربوط فى السموات وما حللتموه على الأرض
يكون محلول فى السموات. أما فى (يوحنا 20: 20) “من غفرتم له خطاياه غفرت له
ومن أمسكتم خطاياه أمسكت” ما لغير العاقل ومن للعاقل ما للموضوع موضوع الحرم
أو الحل مثل التعليم الخاطئ نربطه. لكن من للشخص. من غفرتم خطاياه غفرت له من
أمسكتم خطاياه أمسكت.

هناك
مبدأ كان اليهود دائماً يقولونه ففى (لوقا 5: 17)عندما قال السيد المسيح للمرأة
الخاطئة مغفورة لك خطاياك فقالوا له “لايقدر أن يغفر الخطية إلا الله
وحده” وهذا صحيح فعلاً لأن المسيح عندما غفر الخطية هو الله. والآن من الذى
يغفر الخطية؟ الروح القدس عن طريق الكاهن. لذلك قبل أن يقول لهم من غفرتم خطاياه
غفرت لهم نفخ فى وجوههم وقال لهم إقبلوا الروح القدس. أنا لا أدعى لنفسى كشخص أنى
أستطيع أن أغفر الخطية لكن هذه عطية يعطيها لنا الروح القدس من خلال الكهنوت. لذلك
يقول الكاهن فى القداس فى الصلاة السرية ليكن عبيدك أبائى وأخوتى وضعفى محاللين من
فمى بروحك القدوس. أى أن فم الكاهن مجرد أداة لتوصيل حل الروح القدس فلا يغفر
الخطية إلا الله وحده. نحن خدام السر لكن الروح القدس هو الذى يغفر. “الكاهن
هو خادم السر” هناك أية يعتمد عليها البروتستانت فى (يعقوب 5: 16)
“إعترفوا بعضكم على بعض بالزلات” هنا الذى يسمع هذه الأية يقول لا
إعتراف للكهنوت نأخذ الأية من أولها (يعقوب 5: 14
16) “أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه
بزيت وصلاة الإيمان تشفى المريض وإن كان قد فعل خطية تغفر له. إعترفوا بعضكم لبعض
بالذلات وصلوا بعضكم لاجل بعض لكى تشفوا” صلوا بعضكم لأجل بعض لكى تشفوا من
الذى صلاته تشفى أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه وصلاة الإيمان
تشفى المريض. إذاً صلاة الكاهن هى التى تشفى. إذاً ماهو صلوا بعضكم لأجل بعض لكى
تشفوا أى صلاة هى التى تشفى؟ هل صلاة الكاهن من أجل المريض وهذا أمر يدعو قسوس
الكنيسة ويصلوا عليه وصلاة الإيمان تشفى المريض ويدهنه بزيت. وإذا كنا غير محتاجين
ونصلى بعضنا لاجل بعض لكى نشفى فما هو لزوم الكاهن؟

المقصود
هنا بصلوا بعضكم لأجل بعض أن البعض وهم كهنه يصلوا لأجل البعض وهم مرضى لأن الكهنة
مأخوذين من الشعب والمرضى جزء من الشعب. فصلوا بعضكم لأجل بعض لكى تشفوا قالها
بصورة إجمالية كمبدأ. فاعترفوا بعضكم على بعض بالزلات يبقى البعض وهم خطاة يعترفوا
على البعض وهم كهنة. إذاً إعترفوا بعضكم على بعض بالزلات يقصد الخطاة على الكهنة
لأن الموضوع من أوله أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت
وصلاة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطية تغفر له. ونحن ليس
عندنا آية تنسخ أو تلغى آية ليس عندنا ذلك. ولذلك هو وضع الإطار فى الأول مريض
أحضر كاهن لأنه محتاج لصلاته. محتاج لشيئين الشفاء والغفران. فصلوا لأجل بعض واعترفوا
على بعض ففى نفس الإطار تفهم.

شروط
المعترف:

1-التوبة
الحقيقية: (بمعنى البعد عن أسباب الخطية أو غلق منافذ الخطية).

2-والصدق
الصراحة الكاملة

3-محاسبة
النفس قبل الإعتراف

4-التركيز
فى الإعتراف أو البعد عن القصص.

5-وصف
الخطية بدقة حتى لايخفى شيئاً لدقة العلاج ايضاً.

6-لايتخذ
لنفسه أعذاراً لأن مبرئ المذنب ومذنب البرئ كلاهما مكرهة الرب.

7-الإهتمام
بتنفيذ ما يطلبه منه الكاهن كأدوية لنفسه.

8-الثقة
فى المغفرة (لايكون متشكك فى المغفرة)

تصور
عملى للخطوات التى يسلك فيها المعترف لكى يعيش التوبة والإعتراف:

يتوب
أولاً بمعنى ان يحاسب نفسه، يصحح نتائج خطيته، يعترف إلى الله بذنبه ثم يقر بخطيته
أمام أب الإعتراف.

بالنسبة
لعنصر الخجل الذى جعل الكاثوليك يضعوا حاجز بين المعترف وأب الإعتراف له فائدتان:

اولاً: يشعر
الإنسان بعار الخطية وانها ظلمة.

ثانياً: تسبب نوع
من الكراهية للخطية وهذا هو السبب الذى يجعل الكنيسة لاتسمح بتغيير أب الإعتراف؟
لان الإنسان إذا غير أب إعترافه سهل أن يذهب إلى أب ثانى ويقول له الخطية كأنها
أول مرة فهذه تساعده على تكرار الخطية. عنصر الخجل مهم جداً.

من
القيم الروحية لهذا السر أنه يصالح الإنسان على الله:

كما
أنه يكشف عن محبة الله العجيبة فى المغفرة. دائماً الإنسان الخاطئ موضع إشفاق الله.
غير الإنسان الإنسان لايغفر بسهولة الأب عندما رجع إبنه الضال فرح وأخذه فى أحضانه
لكن أخوه زعل لأن أبوه فرح به. وقال له جدياً لم تعطنى لأفرح مع أصدقائى.

ثالثاً:
الثقة
بالأبوة الروحية والقيادة الكنسية محاللين من فمى بروحك القدوس. لحل من الله
بالروح القدس عن طريق فم الكاهن القيادة الكنسية دائماً عمل الله مع قيادة الكنيسة.
هما الرجلين الذى يمشى بهم الإنسان لكى يأخذ المغفرة.

نمنع
تبادل الأسرار بين الكنائس إذا شبهنا كل كنيسة بدائرة كهربائية كل دائرة لها
“فرق جهد” و”تيار” لايمكن التيار أن يسير فى الدائرة الثانية
والتيار الثانى يسير فى الدائرة الأولى إلا إذا توحد فرق الجد. إذا كان فرق الجهد
هو الإيمان والتيار هو الأسرار فلا يمكن تبادل الأسرار إلا بعد توحيد الإيمان.
هناك مبدأ يقول “لكل خطية تأديب ولكل فضيلة تدريب ولكل إنسان مايناسبه من
التدريب أو التأديب”.

طقس
السر:

السر
لاشك أن له نظام. نظام السر صلاة الشكر، المزمور 35 ومزمور 37. أوشية المرضى ثم
الإعتراف ثم التحاليل الثلاثة وهنا سؤالان ماسبب هذا النظام؟ والسؤال الثانى كيف
يتم الأن؟ أو ما هى الصورة العملية المنفذة الآن؟

سبب
النظام هو صلاة الشكر منهج المزمور الخمسين طلب الرحمة مزمور 35 و37 يسموها مزامير
النصرة فى الحرب الروحية. يقول ” خاصم مخاصمى قاتل مقاتلى قم أمسك مجنناً
وترساً وهلم لخلاصى “. بعد ذلك أوشية المرضى. من أجل شفاء الروح والنفس بعد
ذلك الإعتراف بعد ذلك التحاليل الثلاث. هذا الكلام لايحدث الآن كيف ينفذ الآن؟
عادة الناس تعترف بعد العشية ففى العشية تقال صلاة الشكر والمزمور الخمسين وأوشية
المرضى. ممكن الكاهن يوصى الشخص أن يصلى المزمور ال 35 و37 قبل أن يجلس مع الكاهن ويصلوا
مع بعض المزمور الخمسين قبل أن يقول الإعتراف.

التحاليل
الثلاث يقولهم الكاهن والبعض يكتفى بالتحليل الثالث الإخير لكن الحقيقة الثلاث
تحاليل يعطوا فكرة متكاملة عن السلطان الكنسى. وعن سلطان الكهنوت فى المغفرة مع
الطلبات اللازمة لنوال المغفرة.

لماذا
الإعتراف على الكاهن؟

من
الفوائد المهمة للإعتراف:

1-إرتباط
الغفران بالذبيحة:

والذبيحة
الآن لايستطيع الخاطئ وضع يده عليها ذبيحة الجسد والدم لايستطيع أحد أن يضع يده
عليها إلا الكاهن فقط ولذلك نعترف للكاهن لكى يضع خطايانا على الذبيحة. والكاهن
يعترف أيضاً لأنه هو يرفع الذبيحة لأجل الناس ولكن هو إذا إعترف يعترف كشخص وليس
ككاهن. ولذلك يلزمه أب إعتراف لكى ينقل خطيته فالكهنوت لأجل الأخر ليس لأجل نفسه.
لذلك كل له أب إعتراف من البطريرك حتى أصغر إنسان.

2-الإرشاد
أو البناء الروحى للإنسان:

المعترف
أمام الكاهن إبن أمام أبيه، أو مريض أمام طبيب، أو تلميذ أمام معلمه لذلك عمل
الكاهن فى سر التوبة والإعتراف هو الشفاء من مرض الخطية والتعليم بمعنى الإرشاد،
أى معرفة الطريق الصحيح إلى الله. من فوائد الإرشاد إعطاء الخطية حجمها الطبيعى
بعيداً عن التهوين أو التهويل للخطية. لذلك هناك أناس تقع فى اليأس نتيجة التهويل
وهناك من يقع فى التهاون نتيجة التهوين. فالإقرار بالخطية يمنع هذا. بالإضافة إلى
فوائد الإرشاد فى تنفيذ العلاجات المطلوبة للمرض أو للخطية.

3-الحكم
على صدق التوبة:

الكاهن
كوكيل لله وكممثل للكنيسة يشهد على التوبة القلبية. الكاهن يستطيع أن يعرف هل هذا
الشخص تائب أم لا؟ ولذلك يقول “من غفرتم خطاياه غفرت ومن أمسكتم خطاياه
أمسكت”. أمسكتم أى شعرتم أن هذا الشخص لايستحق المغفرة فتمسك عليه خطيته أى
لا تأخذها لكى توضع على الذبيحة.

من
ناحية وقت الإعتراف:

أى
الزمن بين الإعترافين، الكنيسة لم تحدد زمن معين لكن تركت للكاهن مع المعترف تحديد
الوقت. تمنع الكنيسة الإعتراف بالمراسلة أو الإتصال الهاتفى(التليفون) لماذا؟ لئلا
يفشى السر فيتهم الكاهن أنه هو الذى أفشى السر.

مكان
الإعتراف:

هو
فى أخر لكنيسة أى فى “خورس التائبين” أريد أن أقول شيئ مهم (سر التوبة
والإعتراف سر لازم للخلاص) أى بدونه لاينال الإنسان الخلاص.

شروط
أب الإعتراف:

(المذكرة
صفحة 41)

1-كاهن
شرعى: مشرطن أى سيامته قانونية.

2-لايكون
محروماً من أخذ إعتراف:

لأنه
حدث فى التاريخ أنه كان هناك بعض السيامات غير المضبوطة فلابد أن يعطيه الأسقف
خطاب بتكليفه بأخذ الإعترافات.

3-مختبر
النفس حاذق فى شفائها:

ماهر
فى طريقة أخذ الإعترافات. يعرف كيف يخرج من نفس المعترف أخطاؤه. مثل حديث الرب
يسوع مع المرأة السامرية. وصلها لدرجة أنها قالت أعطنى هذا الماء فقال لها إذهبى
وادعى زوجك فقالت ليس لى زوج. فقال لها حسناً قلتى ليس لى زوج لأنه كان لك خمسة
أزواج والذى معك ليس بزوجك. قادها للإعتراف لم يقل لها من البداية إذهبى وادعى
زوجك لم تكن تقل له شيئ لكن وصلها لمرحلة أنها محتاجة الماء الحى. كيف أن الكاهن
يكون ماهر فى أن يأخذ الإعتراف يخرج الإعتراف من الإنسان بطيب خاطر. هذه نقطة فى
غاية الأهمية وهذه خبرة لذلك نقول مختبراً للنفس.

4-لايحابى
فى الحق ولايحابى على حساب الله:

باسلوب
لطيف لكن لايجامل على حساب الحق.

5-لايغفر
خطية لايغفرها الله:

يكون
حريص لأنه ممكن يعطى حل لشيئ الله لايوافق عليه.

6-يقدم
المغفرة المجانية:

قديماً
كان بعض الكهنة يأخذوا فلوس على الإعتراف.

7-مشهود
له بالتقوى والقداسة:

لئلا
يكون مريضاًبدلاً أن يكون طبيباً. وبستان الرهبان يقول أحذر أن تذهب إلى مريض
بدلاً أن تذهب إلى طبيب.

8-يعرف
الميول والنيات والرغبات والإتجاهات:

يعرف
كيف يقيم الإنسان من داخله، يعرف كيف يعطى رأياً صحيحاً عن الإنسان. يستطيع أن
يقيم الإنسان.

9-يتحمل
ضعف الضعفاء:

يعطى
رجاءاً للخاطئ فى شفاءه، لا يعطيه روح اليأس. وهذا ماقاله السيد المسيح للكتبة
والفريسين قال لهم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس من اليأس الذى يزرعوه.

10-لايتعدى
على غيره من الأباء إنما يحفظ حدودرعيته:

لايتجاوز
حدوده فى الإعترافات. له أولاده المسؤل عنهم. ولابد عندما يأتى له أحد يأخذ إذن
إما من رئاسته أو من زميله الذى كان يعترف عنده.

11-يبحث
عن أسباب الخطية وملابساتها لتقديم العلاج المناسب:

تشخيص
المرض لوصف العلاج. فالعلاج يتوقف على التشخيص.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى