بدع وهرطقات

السبتيون الأدفنتست ومعتقداتهم المخالفة للمسيحية



السبتيون الأدفنتست ومعتقداتهم المخالفة للمسيحية

السبتيون الأدفنتست ومعتقداتهم المخالفة للمسيحية

وهيب ملك

 

الفهرس

مقالات ذات صلة

تمهيد

الفصل الأول: كيف توصل ملّر أن مجيء
المسيح سيكون عام 1843

الكتاب المقدس لا يخلط بيت الأيام
والسنين

تفسير خاطئ لكلمة الله تمخض عن نبوة
كاذبة

الفصل الثاني: فحص النبوات في نور
كلمة الله

1- رؤيا ((حيرام إدسون))

2- رؤى ونبوات وتعاليم مسز ((إلن هوايت))

الفصل الثالث:

1- الرد على الافتراءات فيما يختص
بإنسانية الرب يسوع

2- الرد على الافتراءات فيما يختص
بكفارة المسيح

الفصل الرابع: تحول السبتيين الأدفنتست
إلى اليهودية

الفصل الخامس: التحذيرات في رسالة
كولوسي من المعلمين الكذبة

الفصل السادس: بدعة رقاد النفوس بعد
الموت والخلود المشروط

الفصل السابع: القصاص الأبدي والادعاء
بملاشاة الأشرار

الفصل الثامن: تلخيص لمعتقدات السبتيين
المخالفة للمسيحية

 

تمهيد

 سادت على المسيحية المعترفة في العصور
الوسطى المظلمة، الخرافات والجهل ويرجع بسبب ذلك إلى عدم وجود الكتاب المقدس بين أيدي
الناس، ولم يكن موجوداً منه إلاّ نسخ قليلة باللغة اليونانية وباللغة اللاتينية. لكن
الله في رحمته أنهض أناساً أمناء نادوا بالرجوع إلى كلمة الله. هؤلاء الأمناء لاقوا
اضطهاداً وظلماً لكن إيمانهم انتصر على ظلم كنيسة روما. ومن هؤلاء (
William Tyndale) الذي مات شهيداً حرقاً بالنار سنة 1536 بسبب ترجمته
للكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية.

 وقد أنهض روح الله في القرن السادس
عشر أشخاصاً نادوا بالتبرير بالإيمان كما هو معلن في كلمة الله. ومن هؤلاء: لوثر في
ألمانيا وزونجلي في سويسرا وكالفن في فرنسا وغيرهم. لكن بعد ذلك حدث استرخاء روحي إلى
أن حدثت نهضة روحية عظيمة في القرن التاسع عشر بعمل روح الله في أشخاص كثيرين. فتأسست
جمعية التوراة البريطانية سنة 1808 لطبع ونشر الكتاب المقدس بلغات عديدة وبأثمان زهيدة
لكي يقتنيه الفقراء.

 وقد امتازت نهضة القرن السادس عشر بالمناداة
بالتبرير بالإيمان، كما امتازت نهضة القرن التاسع عشر بالمناداة بمجيء الرب الثاني.
لكن المشاهد أنه عندما يعمل روح الله عملاً روحياً عظيماً فإن الشيطان لا يسكت ولكن
يعمل عملاً مضاداً وإن كان بحسب الظاهر هو تأييداً للحركة الروحية الصحيحة وتقليداً
لها. وهذا ما حدث قديماً كلما عمل موسى آية أمام فرعون لإقناعه بأن يطلق الشعب ليعبدوا
الرب، قام سحرة مصر بتقليد آية موسى لإقناع فرعون لكي لا يطلق الشعب. وفي القرن السادس
عشر على أثر شهادة مارتن لوثر أمام “مجمع ورمس” تلك الشهادة الأمينة التي
سمعها مندوبون كثيرون من البلاد الأوروبية، وأثناء وجود لوثر في قلعة وارتبورج قامت
جماعة دعيت باسم “الأنبياء السماويون” بزعامة شخص يدعى “نيقولا ستورخ”
وادعوا أنهم نالوا إعلانات من الله مباشرة نظير الأنبياء قديماً، وأن الله دعاهم ليكملوا
الإصلاح الذي بدأ به لوثر بشكل ضعيف وقالوا أنه في ظرف سبع سنوات سيأتي خراب على العالم
ويقتل الأشرار. وبعد أن تتنقى الأرض بواسطة الدم سوف تقوم مملكة المسيح. وقالوا أن
معمودية الأطفال باطلة وطلبوا من جميع الناس أن يأتوا ويقبلوا من أيديهم المعمودية
الحقيقية. وقد اضطرب أناس كثيرون بسببهم وظنوا أنه ربما كان ادعاؤهم حقيقياً. ولما
سمع بهم مارتن لوثر قال “كنت أتوقع أن الشيطان سيرسل لنا هذا الوباء” فاضطر
للخروج من الوارتبورج ومواجهتهم. وبعد هزيمتهم أمام لوثر ابتدأوا يتلاشون تدريجياً
(المؤرخ دوبتييه: تاريخ الإصلاح
– مجلد1 – الكتاب التاسع. الفصل السابع).

 أما نهضة القرن التاسع عشر فامتازت
بالمناداة بمجيء الرب الثاني “هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه” طبقاً لما
جاء في (متى 25) في مَثَل العشر عذارى. لكن صراخ نصف الليل أيقظ العذارى الحكيمات
(المؤمنين الحقيقيين) كما أيقظ العذارى الجاهلات أيضاً (أي المعترفين بالمسيحية مجرد
اعتراف). فقام شخص يدعى “وليم ملّر” وادّعى أنه توصل عن طريق دراسة نبوات
دانيال أن مجيء المسيح الثاني سيكون في ربيع سنة 1843. وقد أعلن ذلك سنة 1831 قولاً
وكتابة. في تلك الفترة من الزمن دعاه الواعظ المشهور (تشارلز فني
Charles Finney) إلى مكتبه وحاول أن يرجعه عن الخطأ الذي
ارتكبه لكن المحاولة لم تنجح بسبب عناد ملّر (مذكرات فني ف27 ص 371).

 وقد راجت حركة ملّر رواجاً عظيماً
وكانت جموع غفيرة تقبل على محاضراته وانضم كثيرون إلى حركته وذلك بسبب العنوان
الجذاب “حركة منتظري مجيء المسيح وهذا هو معنى كلمة
Adventist أي الذين ينتظرون مجيء المسيح. لكن مرت سنة
1843 وما بعدها ولم يحدث شيء فرجع كثيرون من أتباع ملّر الذي اضطر أن يعترف أنه
أخطأ في الحساب لكن عوضاً أن تموت الحركة كما ماتت حركة “الأنبياء
السماويين” في أيام لوثر فإن الحركة نمت وترعرعت لأنها جاءت في زمن “إثم
النهاية”، زمن الارتداد الذي لا بد وأن ينمو ويزداد إلى أن يصل إلى الارتداد
النهائي.

 وفي هذه النبذة سيصير بحث
ادعاءاتهم التي بدأت بكلام عن مجيء الرب ثم تطورت إلى تجديف على اسم الرب المعبود
ربنا يسوع المسيح وانكار للحقائق الإلهية الكتابية. سيصير بحث ادعاءاتهم في نور
كلمة الله التي هي الفيصل الوحيد بين الحق والباطل طبقاً لما جاء في إرميا 23: 28،
29 قول الرب “ما للتبن مع الحنطة يقول الرب. أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب
وكمطرقة تحطم الصخر”.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى