علم الملائكة

وكانت الأرض خربة بسبب خطية الشيطان



وكانت الأرض خربة بسبب خطية الشيطان

وكانت
الأرض خربة بسبب خطية الشيطان

قرأت
في أحد الكتب الروحية، أن الأرض حينما خلقها الله لم تكن خربة، وإنما خربت بسبب
خطية الشيطان. فلما سقط ألقاه الله إلى الأرض فخربها، وأحاطها بظلمته وأن كل ما
عمله الله في الستة الأيام، هو أنه جدد الأرض مرة أخرى، كما قيل في المزمور ”
ترسل روحك فتخلق، وتجدد وجه الأرض ” (مز104: 30). وكان ذلك بعد تدمير شاكل
وثع على الأرض بسبب الظلمة. وكانت الأرض قبل هذا الخراب عامرة رائعة الجمال. وقد
أعادها الله إلى ذلك الجمال في ستة أيام الخليقة! فما رأيكم في هذا الكلام؟ وهل هو
التفسير السليم؟

 

الرد:

لماذا
هذه الآراء التى تبلبل الأفكار، بلا داع، وبلا أية فائدة روحية تعود على القراء،
إلا رغبة الكاتب في أن يقدم شيئاً جديداً من تفسيرات شيئاً جديداً من تفسيرات
غريبة وغريبة قد قرأها ومع ذلك سنناقش هذا الفكر ونثبت خطأة:

 

1
ليس لهذا الفكر أي سند من الكتاب المقدس.

ولا
يجوز للكاتب أن يعتمد على ترجمة معينة للكتاب المقدس فهناك ترجمات عديدة جداً.
وأشهر ترجمة
king james فيها: and the
earth was void and formless

أي أنها كانت خالية (خاوية) وبلا شكل الحرارة. وهذا يمثل الحالة الأولى لها قبل أن
يشكل الله اليابسة والماء، وحينما كانت الحرارة الشديدة جداً تحول المادة إلى
أبخرة. ثم بدأت تستقر الأمور بالتدريج. ولما أعد الله كل شئ لسكنى الإنسان خلق
الإنسان، خلق الإنسان أخيراً.

أما
عبارة أن الأرض كانت عامرة ورائعة الجمال، ثم خربتها خطية الشيطان، فأمر عليه
انتقادات كثيرة منها:

 

2
كانت الأرض عامرة بمن؟ ببشر أم بملائكة؟!

طبعاً
لم تكن عامرة بملائكة، فالملائكة كانوا في السماء.

أما
إن كانت عامرة ببشر، فمن هم أولئك البشر؟ وهل كان هناك بشر قبل آدم الذى يسميه
الكتاب ” الإنسان الأول ” (1كو15: 45)، ويسمية أيضاً ” الإنسان الواحد
” (رو5: 19). فعبارة كانت الأرض عامرة، قبل خلق آدم وجواء، عبارة خاطئة. كما
أنه من الناحية العلمية: حينما انفصلت الأرض عن المجوعة الشمسية، لم تكن حرارتها
الشديدة جداً تسمح بأي نوع من أنواع الحياة، لا بشر، ولا نبات، ولا حيوان! فمن أين
أتت عبارة ” كانت الأرض عامرة ورائعة الجمال، قبل الأيام الستة؟!

 

3
كذلك ما هي قوة الشيطان التى يستطيع بها أن يخرب أرضاً خلقها الله؟!

ما
هي قوته التى يخرب بها أرضاً عامرة ورائعة الجمال؟! ويفسد عمل الله في الخليقة،
بينما يري الكاتب نفسه أن ” الشيطان تحت الأقدام “؟!

 

إن
الشيطان في تجربة أيوب الصديق لم يستطيع أن يعمل شيئاً لأذية إنسان واحد وهو أيوب
إلا بعد أن أخذ سماحاً من الله بذلك، وكان سماحاً في حدود (أي1: 11، 12)، (اى2: 5،
6). فكيف إذن يستطيع أن يخرب الخليقة كلها، بحيث يعيد الله تكوينها في ستة أيام!!

 

4
أم أن خطية الشيطان تلقائياً خربت الأرض. وهذا مستحيل لأن الشيطان حينما أخطأ كان
في السماء.

كان
ملاكاً من ملائكة السماء، وكان أحد رؤساء الملائكة. كان كاروباً (خر28: 14، 16).
والكاروبيم جماعة من الملائكة بسته أجنحة تقف مسبحة أمام الله فإن كانت خطية
الشيطان تسبب خراباً، فهل سبب خراباً للسماء التى كان يسكنها؟! وما ذنب الأرض؟!
وإن كان قد سبب خراباً للأرض التى القي إليها، فالمعروف عنه أنه سمى ” برئيس
سلطان الهواء ” (أف2: 2). فبالأكثر يكون قد سبب خراباً للهواء لا للأرض!! وإن
كان كما يقول عنه الكتاب ” انحدر إلى الهاوية إلى أسافل الجب ” (اش14: 15).
فالتفسير المنطقى حسب اسلوب الكاتب أن يكون قد خرب الهاوية، وليس كل الخليقة التى
حسب قوله كانت عامرة ورائعة الجمال.

 

5
حينما أخطأ آدم قال له الله ملعونه الأرض بسببك.

أصابتها
اللعنة، ولكنها لم تخرب، وظلت باقية. واللعنة شئ، وفناء الخليقة بحيث يعاد تكوينها
شئ آخر والله لم يعلن السماء لما أخطأ الشيطان، لأن السماء كلها لم تخطئ. إنما طرد
منها الشيطان، كما طرد الإنسان الأول من جنة عدن (تك1: 23)

أما
عبارة ” تدمير شامل أصاب الأرض، جعلها مقفرة وموحشة “. فهي عبارة لا
يوجد ما يسندها مطلقاً من آيات الكتاب، ولا تتفق مع حفظ الله لخليقته.

 

6
الله هو الذى له الحق أن يخلق وأن يبيد، وليس الشيطان.

عندما
لعنت الأرض بسبب خطية آدم، كانت تلك عقوبة أوقعها الله الذى خلقها ولم تعلن
تلقائياً بغير إرادة الله. وعند تخرب الأرض في نهاية الزمان، سب قول الرب ”
السماء والأرض تزولان ” (مت5: 18). وحسبما ورد في سفر الرؤيا ” ثم رأيت
سماء جديدة وأرضاً جديدة، لأن السماء الأولي مضتا، والبحر لا يوجد فيما بعد ”
(رؤ21: 1) وسيكون هذا كله بأمر الله وبمشيئته، وليس بسبب الشيطان أو الإنسان، وليس
أمراً تلقائياً

 

7
يقول الكاتب: إن الأرض حينما خرجت، عمتها الظلمة، ظلمة الشيطان، لأنه سلطان الظلام.

فهل
كان روح الله يرف على ظلمة الشيطان (تك1: 2).

لأن
الكتاب يقول ” كانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة. وروح الله يرف
على وجه المياه ” (تك1: 2). وواضح أن هذه الظلمة كانت ظلمة الضباب الكثيف
المتكون من تبخر المياه. وكان روح الله يرف على كل ذلك، لتخلق فيه الحياة حسب
مشيئة الله. ومحال أن نصدق أن روح الله يرف على ظلمة الشيطان!!

 

8
أما عبارة ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض (مز104: 30).

فلا
علاقة لها بأيام الخليقة الستة اطلاقاً. ويمكن لأي قارئ أن يعود إلى مزمور 104 من
آية 25 إلى 30 ليري أن المرتل يتأمل في الخليقة الموجودة حالياً. فيقول للرب
” كلها اياك تترجي لترزقها قوتها في جينه تحجب وجهك فترتاع. تنزع أرواحها
فتموت، وإلى ترابها تعود. ترسل روحك فتخلق (مبنية للمجهول) وتجدد وجه الأرض

والمعروف
أن الحياة تتجدد باستمرار على وجه الأرض.

نبات
ينمو ويحصد، ويتجدد بنبات غيره. بشر وحيوان يعيشون ويموتون، ويتجدد وجه الأرض ببشر
وحيوان وهكذا دورة الحياة. ولا علاقة لهذا كله بأيام الخليقة ولا تدل آيات الكتاب
على خراب الخليقة واعادة تكوينها مرة أخري.

ولا
نستطيع أن نأخذ آية مفردة من الكتاب، وننزعها تماماً عن الموضوع الذى قيلت فيه،
لنصقها بموضوع آخر من عندياتنا لا علاقة لها به ومن له أذنان للسمع فليسمع

 

9
سؤال آخر أحب أن أضعه في هذا المجال:

إن
كانت خطية الشيطان قد تسببت فى دمار شامل للأرض، فلماذا لم يتكرر هذا الدمار مرة
أخرى بل مرات.

والمعروف
أن الخطية تتكرر وتتعدد ملايين المرات كل يوم، والشيطان يجول مثل أسد يزأر ليبتلع
الناس (1بط5: 8). والحرب قائمة مع قوي الظلمة والأرواح الشريرة (أف6: 12). والخطية
طرحت كثيرين جرحي، وكل قتلاها أقوياء ” (أم7: 26). ولماذا لم يخرب الأرض ايام
الوثنية التى شملت الأرض كلها؟!

لكي
يعود الله ويجدد وجه الأرض مرة أخرى!!

 

10
أخيراً احذر من قراءة الفكار الغريبة ونقلها إلى الناس

وصدق
معلمنا يعقوب الرسول حينما قال ” لاتكونوا معلمين كثيرين يا أخوتى، لأننا في
أشياء كثيرة نعثر جميعنا ” (يع3: 1). كما أنصح القراء أن يكون لهم في القراءة
افراز وتمييز، كما قال الكتاب ” لاتصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح هل هي
من الله ” (1يو4: 1).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى