علم الكتاب المقدس

أصل المادة وتركيبها



أصل المادة وتركيبها

أصل
المادة وتركيبها

1
– قد كان للعلماء القدامى ولع شديد بمعرفة اصل المادة وكانوا يعتقدون الى ايام
ارسطو ان المواد المختلفة جميعها اصلها مادة اولية واحدة وانهم لذلك يستطيعون
تحويل المواد المختلفة من نوع الى اخر وقد خالجتهم فكرة تحويل الفلزات كالرصاص الى
فلزات نفسيه كالذهب وقد اتفق كثيرون العمر والمال في هذا السبيل ولكن أحبطت جهودهم
وقد سمى هذا العلم بالكيمياء الكاذبة
ALCHEMY وهى التى بعثت فينا علم الكيمياء الحاضر.

2
– النظرية الجزيئية:

اعتقد
” دالتن ” ان المادة من جزيئات متناهية في الصغر اصغر ما يوجد من المادة
بحيث اذا وضع مليونان من هذه الجزيئات في صف واحد لبلغ طوله ملليمترا واحد لا ترى
بالعين المجردة ولا بالمجهر ولا يمكن تقسيم الجزئ الاصغر الى اضغر منه وتدخل
الجزيئات في التفاعلات الكيميائية وتنتج مواد جديدة مخالفة لما كانت عليه قبل
التفاعل بينما خواص الجزئ هى نفس خواص المادة التى هو جزء صغير منها.

3
– النظرية الذرية:

استمرت
النظرية الجزيئية ردحا من الزمن وكان المعروف ان الجزئ هو اصغر ما يوجد في المادة
بمفرده حتى ظهر ان الجزئ مركب من وحدات اصغر منه هى الذرات والذرة اصغر ما يوجد من
المادى في التفاعلات الكيميائية وخواص الذرة تخالف خواص الجزئ لان خواص الجزئ هى
نفس خواص مادته فجزئ الماء يتالف من ذرتين من الايدروجين وذرة من الأكسجين وخواص
كلا من الايدروجين والأكسجين تخالف تماما خواص جزء الماء التى هى خواص الماء نفسه
فالأيدروجين يشتعل اذا قربته من لهب آما الأكسجين فإذا صب على لهب وشيك الانطفاء
توهج اللهب وليس الماء يلتهب او يساعد على الاشتعال وتمتاز هذه النظرية على
سابقتها بان الجزيئات التى قالت عنها السابقة بأنها لا تنقسم هى في الواقع تنقسم
الى ابسط منها في التفاعلات الكيميائية الى ذرات فيرجع اصل المادة في هذه الحالة
الى عناصر يصل عددها الى المئة والاثنين تقريبا ومثال آخر معروف هو ملح الطعام
ويرمز له بالرمز
NaCl اى ان الجزئ يتكون من ذرة الصوديوم وذرة من الكلور والصوديوم فلز
يفتك بالماء وينتزع منه الأكسجين ويطلق الايدروجين الذى يلتهب فورا فوق سطح الماء
اما الكلور فهو غاز اخضر سام اذا استنشق بكميات كبيرة وليس لملح الطعام خواص
الصوديوم ولا خواص الكلور.

4
– النظرية الكهربية لأصل المادة:

ظلت
الذرة حتى فتحها كيميائية القرن العشرين فوجدوها تتالف من دقائق كهربية سموها
كهارب وهى منوعة واهمها كهارب موجبه (بروتونات
PROTONS)
وكهارب سالبة (الكترونات
ELECTRONS) وكهارب متعادلة (نيوترونات NEUTRONS)
والنوعان الاولان متساويا العدد تقريبا وهو العدد الذرى للمادة وابسطها الايدروجين
وعدده الذرى ” 1 ” ثم الهيليوم وعدده الذرى ” 2 ” ثم اليتيوم
وعدده الذرى ” 3 ” وهكذا حتى تصل الى عنصر اليورانيوم وعدده الذرى
” 92 ” وتكون الكهارب الموجبة متلاصقة وتلاصقها الكهارب المتعادلة.

(النيوترونات)
ومنها تتكون النواه في الذرة اما الكهارب السالبة فتدور حول النواه في افلاك منظمة
بسرعة عشرات الالوف من الاميال في الثانية فالذرة على صغرها تؤلف منظمة باهرة الترتيب
رائعة الجمال وبالاختصار فالذرة منظمة هندسية بديعة وقد تمكن العلماء من رسم حركة
الكهارب رسما فوتوغرافيا وقد ظهر في الرسم المدارات اى الافلاك التى تدور فيها
الكهارب في نظام مذهل وليست هذه الكهارب ولا افلاكها متقاربة وليست الذرة مصممة بل
هى جوفاء و تشغل الكهارب اكثر من جز من الف مليون جزء من حجم الذرة ولكى تعرف حجم
الفراغ الداخلى للذرة يقول السير / اوليفر لودجر
OLIVER LODGER انه لو ضغطت الكهارب التى تتركب منها مادة جسم الانسان البالغ من
الوزن ” 80 كيلو جراما ” حتى صارت متلامسة لا فراغ بينها فانها نشغل فقط
جزءا صغيرا من الملليمتر المكعب وباقى الجسم فراغ بينها فانها تشغل فقط جزءا صغيرا
من الملليمتر المكعب وباقى الجسم فراغ تتخلله خطوط كهربية ومغناطيسية ولا تحسب ان
العين البشرية استطاعت في السنوات الاخيرة رؤية الجزئ فهذا محال الا اذا اصبحت تحس
بما هو ادق الف مرة مما يتاثر به عصبنا البصرى الحالى ولكن ما يتعذر على العين
رؤياه لا يتعذر على العقل ايتباطه اما حجم الجزئ فان قطره يبلغ جزءا من مليونى جزء
من الملليمتر الواحد واما الذرة فهى اصغر بكثير ولو كبرت الذرة حتى صارت كقبة احد
المسارح فلست ترى اى لالكترون الا كراس الدبوس فيها واما البروتونات فكالغبار
المتطاير فيها ايضا.

5
– كلنا اثير والعالم كله اثير:

فالكهارب
هى المادة الاولية التى بنيت منها الذرات ومن هذه الذرات تكونت الجزيئات في المواد
المختلفة اما الكهارب نفسها فتبه عقدا او ضفائر او زوايا في الاثير نفسه فانا وانت
والبنات وكل ما فى الارض كهارب سابحة في بحر من الاثير وليس للكيميائى ولا للطبيعى
تسلط على الاثير.

 

*
هل المادة تتحول..؟

كان
المعتقد انها خرافة ان تتحول العناصر حتى عثر العلماء على عناصر مشعة دقيقة كبيرة
العدد الذرى تتبعث منها الاشعة مثل اليورانيوم والراديوم والثوريوم واللاكتنيوم
وبقية العناصر المشعة بكثرة وبفحص الاشعة وجد ان الذرة تنفجر كالقنابل وتخرج منها
كهارب فينقص عددها الذرى وتتحول الى عناصر خفيفة فعنصر اليورانيوم وعدده الذرى
” 92 ” يتحول الى راديوم وعدده الذرى ” 88 ” ويستمر الانقسام
حتى يتحول الى رصاص وعدده الذرى ” 82 ” فيفقد اشعاعه واذا نقص عدده
الذرى الى ” 80 ” صار زئبقا واذا نقص هذا الى ” 79 ” صار ذهبا
ولكن هذا التحول بطئ جدا باهظ التكاليف.

 

*
النظريات وتطورها:

مما
سبق نرى تطور العالم كم من نظرية ظهرت ثم اختفت فمثلا قيل بامكان تحويل الرصاص
ذهبا وبعد زمن وجهود فاشلة حسبت خرافة ثم مضت مدة طويلة على هذه الخرافة وجاءت
النظرية الذرية فاعادت الفكرة القديمة الى الحياة هذا مثال على تغير النظريات
وتطور العلوم والنظرية الجزيئية اعتبرت الجزئ في وقت من الاوقات اصغر وحدة يمكن
وجودها من المادة ثم ظهر خطا هذه النظرية وظهرت النظرية الذرية فقالت بان الجزئ
مركب من ذرات والذرة اصغر وحدة واستمرت هذه النظرية زمنا حتى تحطمت الذرة وظهرت
نظرية الكهارب والاثير التى تعيش فيها الان ولا تعلم مما يأتى به الغد.

 

*
النظريات ثم الحقائق:

 كم
من نظرية حسبت صحيحة في يومها ثم جاء الغد بنظرية تنقضها وهذا موقف النظريات
الطبيعية غالبا اما الحقائق فمنها القضايا ثابتة مثل قولك يوجد ذهب ومنها حقائق
مؤقته مثل قولك لا يمكن تحويل الرصاص الى ذهب وليس اجمل مما يظهر على بعض العلماء
من التواضع الجميل المقرون بالتحفظ عند اعلان اى نظرية او سرد اى اختبار هذه بلا
شك روح العلم الصحيحة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى