بدع وهرطقات

بدعة ذهاب المسيح إلى الهند



بدعة ذهاب المسيح إلى الهند

بدعة
ذهاب المسيح إلى الهند

هل ذهب المسيح إلى الهند؟

هل صحيح أن السيد المسيح قضى الفترة من حياته
بين سنن 13-30 في الهند، وبعد ذلك عاد إلى فلسطين ليباشر خدمته العامة؟


كلا، إن السيد المسيح لم يقض الفترة من حياته بين 13-30 في الهند.

مقالات ذات صلة

فليس هناك أي دليل أو مرجع يشير
مطلقاً إلى أن المسيح ذهب إلى الهند. وإن ما يُروى على ألسنة البعض بهذا الصدد،
ليس أكثر من مجرد أقاويل فارغة لا أساس لها من الصحة، خصوصاً وأن المسافة بين
الهند وفلسطين، حيث نشأ المسيح، بعيدة جداً ولم يكن هناك من وسائل للنقل سوى
العربات التي تجرّها الدواب أو بواسطة ركوب البحار، وكان ذلك يستغرق وقتاً طويلاً
كما نعلم ولم يكن هناك أي سبب ليسافر المسيح إلى الهند وهو صغير.

والكتاب المقدس لا يذكر أن المسيح سافر إلى أبعد
من مصر أثناء طفولته برفقة يوسف الصدّيق ووالدته العذاراء مريم، وذلك هرباً من
هيرودس الملك، الذي أمر بقتل الأطفال من ابن سنتين فما دون (متى 2). كما يذكر
الكتا ب المقدس أيضاً أنه أثناء خدمته العامة، ذهب المسيح إلى تخوم صور وصيدا في
لبنان حيث كرز هناك وعمل المعجزات (متى 15 ومرقس 7). وكانت هذه أبعد سفرة قام بها
المسيح أنثاء خدمته خارج فلسطين. وبهذا ندرك أنا المسيح لم يذهب إلى أبعد من مصر
في طفولته ولبنان أثناء خدمته.

أين قضى المسيح هذه الفترة من عمره؟

ليس هناك من شك بأن المسيح قضى هذه الفترة من
حياته في مدينة الناصرة في فلسطين. فالكتاب المقدس يذكر أنه عند سن الثانية عشرة،
ذهب يسوع برفقة مريم ويوسف إلى الهيكل في أورشليم حسب عادتهم كل سنة في عيد الفصح،
“وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم ويوسف وأمه لم
يعلما.. ولما لم يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه. وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل
جالساً وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم” (لوقا 2). بعد هذه الحادثة رجع يسوع مع
يوسف ومريم إلى الناصرة وكان خاضعاً لهما، وكان ينمو “ويتقدم في الحكمة
والقامة والنعمة عند الله والناس” (لوقا52: 2). وإن ما يؤيد ذلك هو أنه عندما
بدأ المسيح خدمته العامة، جال يكرز ويعلّم. ويقول إنجيل لوقا إنه “لما جاء
إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم (مجمع اليهود) حتى بهتوا وقالوا من أين لهذا هذه
الحكمة والقوات، أليس هذا ابن النجار، أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسى
وسمعان ويهوذا، أوليست أخواته جميعهن عندنا، فمن أين لهذا هذه كلها؟ فكانوا يعثرون
به، وأما يسوع فقال لهم: ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته” (متى 54: 13-57).
ومن هنا نرى، أنه عندما بدأ يسوع خدمته عرفه أهل بلدته وقالوا هذه الكلمات. فلو لم
يكن المسيح ساكناً في الناصرة، لما عرفه الناس عرفوا من هي أمه ومن هم إخوته
وأفراد أسرته.

طالما أن المسيح كان في الناصرة، إذاً لماذا لم
يبدأ خدمته العامة إلا بعد سن الثلاثين؟

لابد أن يكون ذلك الوقت هو الوقت المعين من الله
للمسيح حتى يبدأ خدمته العامة. لأنه عندما طُلب إليه قبل ذلك أن يصنع العجائب قال
إن ساعته لم تكن قد جاءت بعد. وإلى جانب ذلك، كان سن البلوغ أو الكمال بالنسبة
للرجل عند اليهود هو سن الثلاثين. فكان لا يقبل أحد لعضوية المجمع، أو لأن يكون
معلماً “ربّي” إلا في هذا السن الذي يعتبر سن البلوغ أو الرجولية أو
النضوج.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى