علم

معرفة الكتاب المقدس

معرفة
الكتاب المقدس

القديس
أثناسيوس الرسولي

 

1-
أن دراسة الكتاب المقدس ومعرفتها معرفة حقيقية تتطلبان حياة صالحة، ونفساً طاهرة
وحياة الفضيلة التي بالمسيح. وذلك لكي يستطيع الذهن – باسترشاده بها – أن يصل إلى
ما يتمناه وأن يدرك بقدر استطاعه الطبيعة البشرية ما يختص بالله الكلمة.

 

2-
فبدون الذهن النقي، والتمثل بحياة القديسين، لا يستطيع الإنسان أن يفهم أقوال
القديسين.

فكما
أنه إذا أراد إنسان أن يبصر نور الشمس عليه أن يمسح عينيه ويُُجليها، لكي تقترب
نوعاً ما من نقاوة النور الذي يريد أن يراه، حتى إذا استنارت العين يُمكنها أن ترى
نور الشمس.

أو
كما أنه إذا أراد إنسان أن يرى مدينة أو قرية فيجب عليه الذهاب إلى هناك لكي يراها،
هكذا فمن يريد أن يعرف فكر أولئك الذين يتكلمون عن الله يلزمه بالضرورة أن يبدأ
بغسل نفسه وتطهيرها بتغيير طريقة حياته ويقترب إلى القديسين أنفسهم بالإقتداء
بأعمالهم.

وهكذا
إذ يشترك معهم في السلوك يمكنه أيضاً أن يفهم ما قد أُعلن لهم من الله، وبعد ذلك
إذ يكون قد ارتبط بهم ارتباطاً وثيقاً فإنه يفلت من الخطر المحدق بالخطاة والنار
في يوم الدينونة، ويحصل على ما أُعِدَ للقديسين في ملكوت السماوات، ما لم ترى عين
ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان (1كو2: 9) ما أُعد للذين يعيشون في الفضيلة،
ويحبون الله الآب بالمسيح يسوع ربنا الذي به ومعه يحق للآب نفسه، مع الابن نفسه،
في الروح القدس، الكرامة والقدرة والمجد إلى دهر الدهور آمين.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى