اللاهوت الدستوري

مرسوم اضطهاد مكسيمينوس دايا (305)



مرسوم اضطهاد مكسيمينوس دايا (305)

مرسوم
اضطهاد مكسيمينوس دايا (305)

ها
ان قوة العقل البشري الضعيفة، قد تعافت اخيرا، فازاحت وبددت كل ضباب مظلم، وكل
ضلالة استأثرت قبل الان، بحواس أناس غير كفرة بل تعساء، واحاطتهم بظلمة الجهل
المدمرة. أما الان فهم يعرفون أن عناية الالهةالخالدة، تحكم وتثبت كل شىء. مما
يفوق التعبير، ان نصف لكم مقدار سرورنا ورضانا، وشكرنا بسبب ما قدمتموه لنا، من
برهان على مشاعر كم الورعة وثباتكم. لان الجميع، منذ زمن طويل، يشهد لكم بما كنتم
تظهرونه، من تقوى وورع نحو الالهة الخالدة. لانكم أظهرتم ايمانكم بهم، ليس بمجرد
كلمات خاوية لا معنى لها، بل بالمواظبة على الاعمال المدهشة المجيدة.

لذلك
يليق ان تلقب مدينتكم بحق، كرسى الالهة الخالدة ومقرا لها: وهى تبدو بوضوح _ من
علامات كثيرة _ انها تزدهر وتنمو، بفضل وجود الالهة السماوية فيها. وها هى
مدينتكم،عندما أدركت أن أصحاب تلك الضلالة الممقوتة، قد بدأوا ينتشرون ثانية، مثل
محطبة خامدة ومنطفاة، بدات جذوتها تشتعل مجددا، فانبعثت منها نيران ملتهبة، سببت
حرائق متاججة _ ها هى مدينتكم، غضب الطرف عن مصالحها الخاصة وامتيازاتها، وأهلت
مطالبها الخاصة السابقة،، ولجات للتو الى قداستنا، كما الى مركز كل الديانات،
طالبة العلاج والمعونة.

وواضح
أن الالهة قد ألهمتكم هذا الفكرة الراجحة الخلاصية، يسبب ايمانكم وتقواكم. لذلك
فان جوبيتر 222، الاله العظيم المتعالى، الذى يراس مدينتكم المزدهرة، والذى يصون
الهة اجدادكم، وزوجاتكم وأولادكم، ومساكنكم وبيوتكم، من كل وباء مهلك، قد غرس فى
نفوسكم تلك العزيمة السليمة، و أبان وبرهن، كم هو سام ومجيد وشاف، ممارسة العبادة
والشعائر المقدسة الهة الخالدة بالاحترام اللائق.

لانه
من ذا الجاهل أو الخالى من كل فهم، الذى لا يدرك انه بسبب عناية الهة، لا ترفض
الارض البذور التى تزرع فيها، ولا تخيب رجاء الزارع. وان الحروب الاثيمة، ليست
محتمة على الارض. وان الاجساد البالية تنحدر الى الموت، تحت تاثير الجو الفاسد.
وان البحر لا ينتفخ ويعلو بفعل الرياح العاتية، وان الاعاصير المفاجئة، لا تتسبب
عنها العواصف المدمرة. وان الارض، مغذية الجميع وامهم، لا تتزعزع اعماقها بفعل
الزلازل الرهيبة. وان الجبال التى عليها، لا تغوص فى الثغرات العميقة. ولا يجهل
احد، ان كل هذه الشرور، وسواها مما هو أفظع منها واشر، كثيرا ما حدثت فى الماضى.

 

وقد
حصلت كل هذه المصائب، بسبب الاخطاء المدمرة، المنبعثة من غرور هؤلاء الاشرار الذين
لا شريعة لهم، عندما تملك هذا الضلال على نفوسهم، ونكاد نقول، انه غطى كل الارض
بالخزى والعار.

فلينظروا
الان الى السهول الفسيحة، حيث المحاصيل المزدهرة والسنابل المتمايلة، والمروج
الزاهية بنباتهل وأزهارها، بسبب الامطار الغزيرة، واعتدال الجو وجماله.

وليفرح
الجميع ايضا لان < الالهة > قد رضيت عن تقوانا، واحتفالاتنا الدينية
وتبجيلنا لها فخففت من شدة الرياح القوية، ومنحتنا طقسا معتدلا. وليسعد الجميع،
وليتمتعوا اذا بالسلام الكامل الثابت! وليغتبط اكثر الكل، الذين ابتعدوا عن تلك
الضلالة وذلك العمى، وعادوا الى التفكير السليم الصحيح، كمن قد نجا من عاصفة
مباغتة، أو من مرض خطير، وليقطفوا ثمار السعادة، باقى ايام حياتهم.

أما
اذا أصروا على البقاء فى حماقتهم اللعينة، فاطردهم وابعدوهم عن مدينتكم وأرضيكم،
كما طالبتم. فتستطيع مدينتكم _ بعد ان تتحرر من كل دنس وكفر – ممارسة الشعائر
المقدسة للالهة الخالدة، بالاكرام اللائق بها، وفقا لغيرتكم الممدوحة فى هذا
الامر، ووفقا لميولها الطبيعية.

 

وحتى
تعرفوا، كيف كانت مطالبكم فى هذا الموضوع، مقبولة لدينا، وحتى تعرفوا مقدار
استعدادنا لاغداق الاحسانات طوعا، بغض النظر عن التماساتكم وعن طلباتكم، فاننا
نسمح لقداستكم، بان تسالوا أى هبة – مهما عظمت – مكافاة لكم على ميولكم الصالحة
هذه.

 

اسال
الان ان تستعدوا لتنالوا هذه الهبة 223، لانكم ستحصلون عليها دونما ابطاء واذا ما
منحت هذه الهبة لمدينتكم، فستقدم دليلا مستمرا على تقواكم، الثمين لدى الالهة، نحو
الالهة الخالدة ؛ وهى ستكون الدليل لاولادكم ولنسلكم، أنكم قد نلتم، من جودنا
وكرمنا، مكافات عادلة ومتناسبة مع مبادىء حياتكم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى