كتب

رؤية الأرض من فوق



رؤية الأرض من فوق

رؤية
الأرض من فوق

10
(1) فنزل ميخائيل رئيس الملائكة، وحمل ابراهيم على مركبة الكروبيم، وأصعده إلى
أثير السماء، وقاده على الغمام مع ستين ملاكاً. جال ابراهيم في المركبة على
المسكونة كلها. (2) فرأى الكون كما كان في ذلك اليوم: رأى بعضاً يفلحون، وآخرين
يقودون العجلات. في موضع آخر، كان أناس يحرسون القطعان. وأقام غيرهم في الحقول
يرقصون ويلهون ويعزفون بالقيثارة. في موضع آخر أيضاً، كان أناس يتقاتلون ويدينون.
وفي مكان آخر أناس يبكون ثم يقودون الموتى إلى القبور. (3) ورأى أيضاً زوجين
جديدين يسيران في موكب. رأى كلَّ ما في الكون، ما هو صالح وما هو شرير. (4) وتابع
ابراهيم (طريقه)، فرأى رجالاً مسلّحين بالخناجر يمسكون بيدهم سلاحهم القاطع. فسأل
رئيس القوّاد: “من هم هؤلاء الناس”؟ (5) فأجابه رئيس القوّاد: “هم
سرّاق يريدون أن يقترفوا جريمة، أن يسرقوا، يقتلوا، يدمّروا”. (6) فقال ابراهيم:
“اسمع يا رب صوتي، ومُرْ أن تخرج وحوش من الغابة وتفترسهم”! (7) فلما
قال هذا الكلام، خرجت وحوش وافترستهم. (8) وفي موضع آخر رأى رجلاً وامرأة يزنيان.
(9) فقال ابراهيم: “مر يا ربّ أن تنفتح الأرض وتبتلعهما”. وفي الحال
انفتحت الأرض وابتلعتهما. (10) وفي موضع آخر، رأى رجالاً يحدثون ثلمة في البيوت
ويسرقون خيرات الغير. (11) فقال ابراهيم أيضاً: “مر يا رب أن تنزل نار من
السماء وتلتهمهم”. ولما قال هذا الكلام، نزلت نار من السماء والتهمتهم. (12)
وفي الحال جاء صوت من السماء، فقال لرئيس القوّاد: “يا ميخائيل رئيس القوّاد،
أوقف المركبة لئلاّ يرى ابراهيم كل المسكونة. (13) فإن رأى جميع العائشين في
الخطيئة، دمّر كل خليقتي. فبما أن ابراهيم ما خطئ، فهو لا يُشفق على الخطأة، (14)
أما أنا فخلقت الكون ولا أريد أن يهلك واحد منهم. بل أؤخّر موت الخطأة إلى أن
يتوبوا ويحيوا. (15) قُد ابراهيم إلى أول باب في السماء لكي يرى الدينونة
والمجازاة، ويندم بسبب نفوس الخطأة التي أهلكها”.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى