اللاهوت العقيدي

24- تألم



24- تألم

24- تألم

أهمية إثبات الألم هام جدا فلماذا؟

مقالات ذات صلة

لئلا يطن البعض اللاهوت بالنا سوت في السيد
المسيح قد حمي الناسوت من الألم!!

وهنا تكون مسألة الصلب شكلية بحتة! ولا يكون
المسيح قد دفع ثمن الخطية للعدل الإلهي حاشا!! إن آلام الصلب حقيقة ثابتة. وعنها
تنبأ أشعياء النبي فقال: ” رجل أوجاع ومختبر الحزن.. أحزاننا حملها، وأوجاعنا
تحملها. ونحن حسبناه مصابا ومضروبا من الله ومذلولا. وهو مجروح لأجل معاينا، مسحوق
لأجل آثامنا.. أما الرب فسر أن يسحقه بالحزن، أن جعل نفسه ذبيحة إثم” (أش 53:
3-10).

 

ومن شدة ألمه علي الصليب، قال ” إلهي إلهي
لماذا تركتني” (مر 15: 34). ومن شدة ما نزل منه عرق ومن دم، قال ” أنا
عطشان” (يو 19: 28).

 

لقد تألم السيد المسيح آلاما حقيقة مبرحة. وقد
تركه الآب للألم، وسر أن يسحقه بالحزن. وعبارة ” لماذا تركتني ” لا تعني
انفصاله عنه، حاشا. إنما تعني تركه للألم، دون أن يمنع الألم عنه. لذلك تحتفل
الكنيسة سنويا بأسبوع الألم. وتصوم كل يوم جمعة تذكارا لألم المسيح..

 

إن السيد المسيح لم يستخدم لاهوته أبدا من أجل
راحة ناسوته.

ليس ذلك في وقت العماد الصلب بل طوال فترة تجسده
علي الأرض.. حينما هرب من يسف هيرودس إلي مصر. كان يستطيع بقوة لاهوته أن يضرب
هيرودس ضربة لا قيام بعدها، لكنه لم يفعل، ولم يستخدم لاهوته. وفي صومه علي الجبل،
كان بإمكان لاهوته أن يحمي جسده من الجوع. ولكنه لم يفعل، بل قيل عنه أنه ”
جاع أخيرا” (مت 4: 2) هكذا احتمل الجوع، ولم يستخدم لاهوته لراحة جسده. وأيضا
لم يحول الحجارة إلي خبز حسب اقتراح الشيطان!!

 

وطوال فتره تجسده علي الأرض، كان يجوع ويعطش،
ويتعب ويتألم. ولم يستخدم لاهوته لمنع شيء من هذا عن نفسه. وفي أثناء حمله للصليب
إلي الجلجثة (يو 19: 17)، من فرط التعب. وقع وحمله عنه سمعان القيراونى (مر 15:
21). وكان يمكنه بقوة لاهوته أن يحمل الصليب بدون القيراونى! كذلك لم يستخدم
لاهوته في منع أو إيقاف كل الذين أهانوه ولطموه (مت 27: 29-31).

 

وهو نفسه تنبأ – قبل الصلب – عن هذه الألم:

فقال لتلاميذه ” إنه ينبغي أن يذهب إلي
أورشليم، ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة وفبي اليوم الثالث يقوم
-(مت 16: 21) ” وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرا من ويرفض
من الشيوخ ورؤساء الكهنة ويقتل. وبعد ثلاثة أيام يقوم (مر 8: 31) ” وكيف هو
مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألم كثيرا ويرذل” (مر 9: 12) (لو 9: 22).. وكرها
مرة أخرى فقال كذلك أيضا يكون ابن الإنسان في يومه. ولكن ينبغي أولا أن يتألم
كثيرا،ويرفض من هذا الجيل” (لو17: 25).

 

كذلك بعد القيامة، ذكر أن آلامه قد تحدث عنها
الأنبياء من قبل

فوبخ تلميذي عمواس قائلا لهما ” أيها
الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء. أما كان ينبغي أن
المسيح يتألم ويدخل إلي مجده” (لو 24: 25، 26). وقال لتلاميذ ه أيضاً ”
هكذا ه مكتوب، وهكذا ينبغي: أن يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث” (لو
24: 46).

 

آلام المسيح كانت ترمز إليها الذبائح في العهد القديم:

 

خروف الفصح مثلاً، كان يرمز إلي السيد المسيح،
إذ قيل “لأن فصحنا أيضاً، المسيح قد ذبح لأجلنا” (1كو 5: 7). هذا الفصح
قيل عنه إنه قيل عنه إنه يكون ” مشوياً بالنار” (خر 12: 8). وهذا الشي
رمز للآلام. والمحرقة التي كانت ترمز للمسيح في وفاء العدل الإلهي، وأنها رائحة
سرور للرب (لا 1: 9). قيل في شريعتها: ” تكون علي الموقودة فوق المذبح كل
الليل حتي الصباح.. والنار علي المذبح تتقد عليه. لا تطفأ.. نار دائمة علي المذبح،
لا تطفأ” (لا 6: 9 – 12). كل هذه النيران رمز للعدل الإلهي الذي يأخذ حقه من
المحرقة، حتي تتحول إلي رماد (لا 6: 10).. أي آلام أكثر من هذه في تحقيق الرمز..!
ومما يعبر عن آلامه في الصلب، ما قيل عنه في المزمور:

 

” ثقبوا يدى وقدمي، وأحصوا كل عظامي”
(مز 22: 16).

كل هذا المزمور عن آلام الصلب التي وجهت إلي
الجسد والنفس. يقول ” صار قلبي كالشمع. ذاب في وسط أمعائي. يبست مثل شفقة
قوتي، ولصق لساني بحنكي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى