علم

فى القيامة



فى القيامة

فى
القيامة

إغريغوريوس
النيزينزي

انه
فصح الرب، انه الفصح! لنردده لمجد الثالوث. الفصح، بالنظر الينا، عيد الأعياد،
إحتفال الاحتفالات، كما تكسِفُ الشمسُ النجوم، كذلك يكسِفُ هذا العيد الأعياد، ليس
فقط أعياد البشر، بل أعياد السيد المسيح نفسه. بالأمس ذُبِح الحمل، ونُضِحت
الابواب بدمه، وبكتْ مصر أبكارها، اما نحن فنجونا بفضل الدم الزكي. بالأمس كنت
مصلوبًا مع المسيح، واليوم مُمجَّدٌ معه. بالأمس كنت مائتًا معه، واليوم حيٌّ معه.
بالأمس كنت مدفونًا معه، واليوم قائمٌ معه.

فلنقدِّم
لا الهدايا فحسب للذي تألم لأجلنا ثم قام، بل أنفسنا، فإنها أثمن الهدايا وأقربها
الى الله. صورة الله فينا: لنعكِسَنَّ الضياء اللائق بها اعتبارًا لقيمتِنا،
وإكرامًا لمِثالنا. اذن لنفهمَن ذلك السر، ولماذا مات المسيح. لنتشبه بالمسيح لأنه
تشبه بنا. لنصِرْ آلهة معه لانه صار إنسانا لأجلنا. لقد اعتنق الشيء الأقل صَلاحًا
ليُعطينا الأفضل. تسوَّل بشرتنا لنغتني بفقره. اتخذ شكل عبد ليُعِتقَنا من
العبودية. تنازل ليرفعَنا. قبِلَ أن يُجرَّبَ ليُعينَنا على النصر. احتُقِر
ليُمجِّدنَا ومات ليُخلِّصنا. صعد الى السماء ليرفع اليه القابعين في الخطيئة.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى