اللاهوت المقارن

99- تحديد تشارلز رصل من شهوديهوة لموعد المجيء الثاني



99- تحديد تشارلز رصل من شهوديهوة لموعد المجيء الثاني

99- تحديد تشارلز رصل من شهوديهوة لموعد المجيء
الثاني

لكى
يوسع رصل نطاق عمله الذي كان يتمثل في التأليف والنشر؛ باع شركة الملابس التى
ورثها عن والديه، وأسس جمعية للطباعة والنشر أطلق عليها اسم “برج
المراقبة” كانت هذه الجمعية منشغلة بالنبوات المتعلقة بالمجيء الثانى للسيد
المسيح. وعلى ضوء دراسته وتحليلاته الشخصية أصدر رصل أول منشور له بعنوان
“غاية وكيفية رجوع المسيح” طبع منها حوالى 5000 نسخة وكانت تعتبر هى
البداية لفيض من سلاسل منشورات وكراريس نشرها وقام بطبعها هذا المبتدع وأتباعه
فيما بعد. حتى أنه من شدة حماسهم لتوزيع هذه الكراريس التى كتبها أطلقوا على
أنفسهم لقب “تلاميذ التوراة وجمعية الكراريس”.

 

كما
أنشأ رصل مكتباً يتألف من سبعين موظفاً عملوا خصيصاً كرحَّالة من بلد إلى آخر بقصد
ترويج مطبوعاته وتعاليمه بين فرق تلاميذ التوراة. وإلى جانب هؤلاء، وقف مئات من
الوعاظ المتجولين للعمل الدعائى مجاناً، و في غضون سنين قليلة استطاع رصل أن ينشر
معتقداته في أكثر من عشرين دولة في العالم.

 

اشتهر
رصل بمحاباته وتنبؤاته عن نهاية العالم والمجيء الثانى للسيد المسيح. وقد كرّس كل
وقته وأمواله طوال أربعين سنة للعمل في هذا المجال. واعتبر أن سنه 1914م هى موعد
ثابت لمجيء السيد المسيح الثانى وحلول ملكوت الله، وأن السيد المسيح سيأتى ليملك
على الأرض ألف سنة، وقد أسس هذه الأفكار على أساس حسابات أحد زعماء السبتيين وهو
نيلسون باربور
Nelson Barbour ورغم
أن السيد المسيح لم يأتِ سنة 1914م وثبتت ضلالة هذه النبوة لكنها حتى الآن هى
المحور الذي يدور حوله تنبؤات شهود يهوه.

 

و في
سنة 1877م نشر رصل وباربور كتاباً بعنوان “العوالم الثلاثة أو خطة
الفداء” وقد علقت جمعية برج المراقبة والكراريس على هذا الكتاب بقولها } في
هذا الكتاب أعلن الشريكان رصل وباربور إيمانهما بأن مجيء المسيح الثانى قد بدأ
فعلاً عام 1874م حيث استهل بأربعين سنة دعيت فترة الحصاد، ثم حددا على وجه الدقة
عام 1914م كوقت نهاية أزمنة الأمم{ . ولكن لم تدُم شركة رصل وباربور طويلاً، بسبب
خلافات عقائدية بينهما.

 

في
سنة 1876م اعتبر رصل نفسه هو راعى المجموعة التى كانت معه. و في سنة 1879م أسس
مجلة “برج صهيون للمراقبة”.

 

كما
أسس في سنة 1884م جمعية أسماها “جمعية برج صهيون للمراقبة” وهنا تظهر
العلاقة التى تربط شهود يهوه الذين أسسهم شارلز رصل بالصهيونية لأنه قد سماها برج
صهيون.

 

و في
سنة 1908م حرك إدارة هذه المؤسسة إلى بروكلين في نيويورك ولا زالت هذه الإدارة إلى
يومنا هذا (وقد رأيت شخصياً هذا المقر مُنشَأً على مساحة كبيرة جداً في حى بروكلين
في نيويورك ويوجد به مبانى ضخمة جداً لم أرَ مثلها كمؤسسة دينية).

 

وبحلول
سنة 1914م لم يأتِ السيد المسيح وقد سبب ذلك لرصل إحراجاً كبيراً ولكن المفاجأة لم
تَثْنِ رصل عن قناعته وتمسكه بحساباته. وقد أخرج لأتباعه تفسيراً غريباً حتى يخرج
من موقفه الحرِج وأعلن الآتى وكتب ما يلى: } في تلك السنة عينها تُوِجَ يسوع
المسيح ملكاً على العالم حيث بدأ نشاطه الملكى بطرد زمرة الشياطين والأبالسة من
الأجواء السماوية، الذين هبطوا إلى الأرض وأشعلوا نار الحرب فيها{ فلكى يتخلَّص من
موقفه المحرج بتحديده لموعد مجيئ المسيح الثانى، زعم أن الشياطين جاءت إلى الأرض
حيث شنت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م، وهكذا تضاربت أقواله إذ بعد أن كان تنبأ
بأن السيد المسيح سيأتى سنة 1914م، قال إن الشياطين هى التى جاءت وليس السيد
المسيح.

 

ومن
سنة 1914م بدأت فترة جديدة أسماها أصحاب هذه البدعة “زمن النهاية” حيث
يتم فيها فرز الأخيار عن الأشرار، وهذه هى المهمة التى اعتبروا أن الله أوْكل
إليهم إتمامها.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى