اللاهوت الطقسي

الفصل الثالث



الفصل الثالث

الفصل الثالث

ثياب الكهنة

أعلن الله إرادته لموسى أن يصنع للكهنة ورئيسهم
ملابس مقدسة فى أقصى حدود الجمال والجلال تليق بخدمتهم بقوله:

V “واصنع ثياباً مقدسة لهارون أخيك للمجد
والبهاء. وتُكلِّم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هارون
لتقديسه ليكهن لى”
(خروج 28: 2و 3).

كان أمر الرب أن تُصنع ثياب مقدسة لهارون أولاً،
لأنه هو رئيس الكهنة الذى يرمز إلى المسيح رئيس الكهنة الأعظم. ودُعيت “ مقدسة ” لأنها مكرسة للخدمة، ولأنها
اختصت بخدمة الرب القدوس وقوله “ للمجد
والبهاء ”
لكى تليق بكرامة وظيفته العظيمة، حتى إن صُنعها استلزم أن يشترك
فيها جميع حكماء القلوب الذين ملأهم الله بروح الحكمة. فليس صُنعها كان على هَوَى
من يصنعها أو من ابتكار أفكاره أو من وحى تخيلاته، بل كانت بإلهام روح الله الذى
سكب حكمته على ذوى القلوب الحكيمة.

فما أعجب تنازل روح الله الذى يُظهر قدرته فى
الأشياء المحسوسة الفانية وليس فقط الأمور الروحية الخالدة. فهو لا يُعطى فقط
الإلهام للحياة بالروح حياة أفضل، ولكنه يتدخل مع حكماء القلوب الذين يطلبون مجده
ويخافون اسمه ويُلهمهم فى كل أعمالهم، ويتنازل حتى إلى أصغر واجباتهم الجسدية، حتى
تستعلن قدرته فى كل شئ تمتد إليه أيديهم. وفى (خروج 28: 4و5) يتكلم فى
الثياب الكهنوتية بصفة عامة

V “وهذه هى الثياب التى يصنعونها: صُدرة
ورداء وجبَّة وقميص مُخرم وعمامة ومنطقة. فيصنعون ثياباً مقدسة لهارون أخيك ولبنيه
ليكهن لى. وهم يأخذون الذهب والأسمانجونى والأرجوان والقرمز والبوص”

مادة هذه الثياب هى مادة ستائر الخيمة وشققها
مضافاً إليها الذهب الذى يتخللها، فهى من أثمن المواد وأغلاها: ذهب وأسمانجونى
وأرجوان وقرمز وبوص، تلك التى سبق أن رأيناها ([1])
تُشير إلى المجد والبهاء اللائقين بمن هو فى كرامة الملوك، بالإضافة إلى اللون
الأزرق الذى يشير إلى مصدره السماوى، واللون الأبيض الذى يرمز فى نصاعته إلى
النقاوة والطهارة. فهى فى جملتها تشير إلى جوهر طبيعة رئيس الكهنة الأعظم وخدمته
الكفارية وبره الإلهى ونقاوته من كل خطية. ثم نقرأ عنها بالتفصيل فى (لاويين 8:
79)
.. يقول:

V “جعل عليه (هارون) القميص
ونطقه بالمنطقة وألبسه الجبة، وجعل عليه الرداء ونطقه بزنار
الرداء وشده به. ووضع عليه الصدرة وجعل
في الصدرة الأوريم والتميِّم. ووضع العمامة على رأسه. ووضع على العمامة إلى
جهة وجهه صفيحة الذهب الإكليل المقدس كما
أمر الرب موسى.

أ ثياب رئيس
الكهنة:

كانت ثياب رئيس الكهنة تشمل:

+ السروال.  +
القميص.

+ الجبة.      +
الرداء أو الأفود.

+ الصدرة (صدرة القضاء). + الأوريم والتميِّم.

+ الزنار.     +
العمامة.

+ الإكليل المقدس.

 

1 السروال: Linen
Trouser

من الملابس الضرورية لستر العورة، وهو يغطى
الجسم من الحقوين إلى الركبتين أو إلى نهاية الساقين.

كان من الكتان دون الصوف الذى كان محرماً عليهم
لبسه بتاتاً لأن منه اتخذ آدم ثوبه الأول على اثر مخالفته. ولا يليق بالكاهن أن
يظهر بالثوب الذى يحمل علامات الخطية، وذلك ثابت من قول الله لحزقيال النبى:
ويكون عند دخولهم (أى الكهنة) أبواب الدار الداخلية أنهم يلبسون ثياباً
من كتان ولا يأتى عليهم صوف عند خدمتهم فى أبواب الدار الداخلية ومن داخل ولُتكن
عصائب من كتان على رؤوسهم ولتكن سراويل من كتان على أحقائهم. لا يتنطقون بما
يعرّق”
(حزقيال 44: 17و 18) ويلزم أن تكون عليهم دائماً “عند
دخولهم إلى خيمة الاجتماع أو عند اقترابهم إلى المذبح للخدمة فى القدس،

 

رئيس الكهنة

لئلا يحملوا إثماً ويموتوا” (خروج
28: 43)
.

فقد كانت أول نتائج دخول الخطية هو شعور الإنسان
بعريه (تكوين 3: 7) وهنا يحتاج الإنسان بشدة إلى بر آخر غير برَّه الذاتى
لكى يستر به عريه، ألا وهو بر المسيح الذى قال عنه بولس الرسول: “وأُوجد
فيه، وليس لى برّى الذى من الناموس، بل الذى بإيمان المسيح، البر الذى من الله
بالإيمان”
(فيلبى 3: 9)، “عالمين هذا أن إنساننا العتيق
قد صُلب معه ليبطل جسد الخطية، كى لا نعود نستعبد أيضاً للخطية”
(رومية
6: 6)
.

وهكذا، إذ نكتسى بثياب النعمة، التى تستر عرينا
أمام الله، نستطيع أن نقول مع بولس الرسول:

+ “لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة،
لجميع الناس، معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية، ونعيش بالتعقل والبر
والتقوى فى العالم الحاضر، منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا
يسوع المسيح، الذى بذل نفسه لأجلنا، لكى يفدينا من كل إثم، ويُطهر لنفسه شعباً
خاصاً غيوراً فى أعمال حسنة” (تيطس 2: 1113)
.

 

2 القميص: Tunic

أول شئ يرتديه رئيس الكهنة هو القميص المخرم،
وكلمة مخرم أى منسوج يُصنع من الكتان الأبيض، وكان طويلاً حتى القدمين وله أكمام.
ولما كان يُلبس تحت جبة الرداء الزرقاء فلذلك كان ظاهراً فى الأجزاء التى لا
تغطيها الجبة، أى الذراعين وما بعد الجبة حتى القدمين.

كما أن الكتان الأبيض النقى يشير إلى الطهارة،
فهو هنا يشير إلى الحياة الطاهرة النقية الملائكية، التى تعمل فى الداخل لكنها
تظهر على الذراعين، أى تنعكس على التصرفات الخارجية، كما تظهر من تحت الحقوين حتى
القدمين، وكأن الطهارة أيضاً تغطى كل مسلك الإنسان (القدمين)، أينما سار يسلك
بنقاوة!

وهو مثل القميص الذى كان يلبسه الرب يسوع:
وكان القميص بغير خياطة منسوجاً كله من فوق” (يوحنا 19: 23)،
هذا الذى اقترع عليه الجند لما اقتسموا ثياب الرب فيما بينهم عندما صلبوه.

وكانت هناك منطقة للقميص (خروج 28: 39)
وتشير إلى الإستعداد للخدمة بعزم وحزم.

 

3 الجبة:     Robe

جبة الرداء يلبسها رئيس الكهنة فوق ثيابه الداخلية
المصنوعة من الكتان النقى، وتحت الرداء المصنوع من الأسمانجونى والأرجوان والقرمز
والبوص والذهب. أما هذه الجبة فهى مصنوعة من الأسمانجونى فقط، صنعة حائك، من قطعة
واحدة. لذلك أمر الله أن تكون فتحة فى وسطها دون أن تشق بدون أكمام، يرتديها تحت
الصدرة من الرقبة إلى الركبتين.

ولم يأت ذكر جبة الرداء من قبل إلاَّ فى هذا
الموضع مقترنة بذكر رئيس الكهنة، مما يدل على أنها ثوب الكرامة والجلال، الخاص
بمركز رئيس الكهنة وخدمته الكهنوتية. أما لونها فهو لون السماء فى زرقتها، الذى
يمثل الطابع السماوى لرئيس كهنتنا الأعظم وإنه من السماء “فإذا لنا رئيس
كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله”
(عبرانيين 4: 14).

كان محظوراً تمزيق هذه الجبة، وكانت عاقبة هذا
الأمر الموت. هكذا نقرأ: “وقال موسى لهارون وألعازار وإيثامار ابنيه، لا
تكشفوا رؤوسكم ولا تشقوا ثيابكم، لئلا تموتوا، ويُسخط على كل الجماعة”
(لاويين
10: 6)
لقد فعل ذلك قيافا رئيس الكهنة لاشعورياً بينما كان الرب يسوع واقفاً
أمامه للمحاكمة (مرقس 14: 63) كان شق قيافا لجبته إعلاناً على أن قيافا لم
يعد رئيس الكهنة!! وكأنه يقول إن يسوع هو رئيس الكهنة الحقيقى. ويميز هذه الجبة
أيضاً تلك الرمانات الملونة والجلاجل الذهبية المحيطة بها عند أذيالها.

كانت الرمانات عبارة عن كرات صغيرة مصنوعة من
خيوط مجدولة ملونة بالألوان الجميلة الأسمانجونى والأرجوان والقرمز، أما الجلاجل
فهى أجراس صغيرة من الذهب، وكانت الرمانات والجلاجل تُوضع بالتوالى حول ذيل الجبة،
ويقال أن عدد كل منها كان اثنين وسبعين.

كانت تلك الرمانات تشير إلى ضرورة وجود الثمر فى
حياة الكاهن. فيظهر الكاهن مثمراً فى كلمات الوعظ العميقة، وفى صمته، وفى
مناقشاته، وفى إرشاداته، وفى سلوكه مع كل أحد!

وتشير الجلاجل إلى إعلان صوت الكرازة بالإنجيل
أينما تحرك، منذراً الكل بالتوبة من أجل ملكوت السموات.

ويعلق العلامة أوريجانوس على عمل هذه
الجلاجل قائلاً:

[ هذه الجلاجل التى ينبغى أن تعطى صوتاً كل حين،
كانت مثبتة حول ذيل جبته والغرض من ذلك، كما أظن، هو أنه ينبغى ألاَّ تصمتوا قط عن
الكلام عن الأيام الأخيرة ونهاية العالم، بل يلزم أن تذيعوا دائماً هذه الأمور
وتتفاوضوا بخصوصها مع ذاك الذى قال: “تذكر آخرتك.. فلا تخطئ” (سيراخ
7: 36)
. وبهذا يصير إنسانكم الداخلى مزيناً مثل رئيس الكهنة الذى يمكنه أن
يدخل ليس فقط إلى القدس، بل أيضاً إلى قدس الأقداس هكذا يقدر أن يقترب من كرسى
الرحمة حيث الشاروبيم وحيث يتراءى له الله إن شاء. وقد يكون القدس هو تلك الأشياء
التى يمكن الحصول عليها فى الزمن الحاضر بالسلوك المقدس فى العالم الحاضر.

أما قدس الأقداس، الذى يدخله (رئيس الكهنة) مرة
واحدة فقط، فهو على ما أظن، الطريق إلى السماء، حيث كرسى الرحمة والشاروبيم
قائمين، وحيث يمكن أن يظهر الله لأنقياء القلب، أو كما قال الرب: “ها
ملكوت الله داخلكم”
(لوقا 17: 21). ] ([2])

 

4 الرداء أو
“ الأفود ”:
Ephod

هو أول قطع الثياب الكهنوتية التى أعطى الرب
أوصافها لموسى، ويُسمّى أيضاً “ الأفود ” وهى كلمة عبرية معناها يلبس أو يرتدى. هو
الرداء الخارجى لرئيس الكهنة. يبدو أنه قميصاً قصيراً أقصر من الجبة إلى ما قبل
الركبتين. ويتكون من قطعتين موصولتين عند الكتفين بخيوط من الذهب، حيث الموضع الذى
يُوضع فيه حَجَرى الجزع المنقوش عليها أسماء أسباط بنى إسرائيل الاثنى عشر، فيحمل
هارون أسماءهم على كتفيه للتذكار أمام الرب (انظر خروج 39: 7).

وعلاوة على ما ترمز إليه المواد التى يُصنع منها
الرداء، فقد جاء فى (خروج 39: 3) كيفية صُنعها كنسيج يتخلله الذهب كخيوط فى
وسط الأسمانجونى والأرجوان والقرمز والبوص:

“ومدوا الذهب صفائح وقدّوها خيوطاً
ليصنعوها (كنسيج) فى وسط الأسمانجونى والقرمز والبوص صنعة المُوشَّى”
فصار الذهب
ببريقه وصلابته ممتزجاً بكل جزء من أجزاء الرداء، كنسيج واحد متلاحم ومترابط.
إشارة إلى بشرية المسيح الكلية الطهر، الملتحفة والمتحدة اتحاداً كاملاً بمجد
لاهوته الذى لا يعبَّر عنه.

أما الألوان المتعددة التى يموج بها رداء رئيس
الكهنة تقدم صورة حية لسمات السيد المسيح نفسه، أى النقاوة (الكتان)، والحياة
السماوية (الأسمانجونى والذهب)، والفكر الملوكى (الأرجوان)، والتقديس بدمه الكريم
(القرمز)، تلك التى عبَّر عنها بولس الرسول بقوله: “لأنه كان يليق بنا
رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا
شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من
السموات”
(عبرانيين 7: 26).

ثم نأتى إلى حَجَرى الجزع المثبتين فى الرداء عند الكتفين داخل طوقين (اطارين) من
الذهب ليكونا بيتين للحجرين وسلسلتين من الذهب. وحجر الجزع هو نوع من الحجارة
الثمينة التى تشع بضياء مثل لهيب النار، ومنقوش على هذين الحجرين أسماء أسباط بنى
إسرائيل الاثنى عشر، مرتبين حسب مواليدهم، كل ستةٍ على حجر، “فيحمل هارون
أسمائهم أمام الرب على كتفيه للتذكار”

ماذا يعنى هذا التذكار؟

V إنه تذكار لما عمله الرب مع شعبه: “أنا حملتكم على أجنحة
النسور وجئت بكم إلىّ”
(خروج 19: 4).

V “كما يحرك النسر عشَّه وعلى فراخه يرفّ
ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه، هكذا الرب وحده اقتاده وليس معه إله
أجنبى”
(تثنية 32: 11 و12).

V فالرب: “بمحبته ورأفته هو فكَّهم (من العبودية) ورفعهم
وحملهم
(على كتفيه) كل الأيام القديمة” (إشعياء 63: 9).

إذن، فحجرا الجزع المحمولان على كتفى رئيس
الكهنة، والمنقوش عليها أسماء أسباط بنى إسرائيل، هما للتذكار من أجل كل رعاية
الله لشعبه وحفظه لهم “كل الأيام القديمة”، فهو الذى تكفَّل بكل
احتياجاتهم وتحمل مسئولية سلامتهم، وحمل على عاتقه كل أتعابهم وتذمرهم وخطاياهم.

وهما أيضاً للتذكار لما سيحمله على عاتقه رئيس
الكهنة الأعظم ربنا يسوع المسيح من أجل خلاصنا، هذا الذى تنبأ عنه إشعياء النبى
قائلاً: “لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها، ونحن حسبناه مصاباً مضروباً
من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه
وبحُبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وُضع عليه إثم
جميعنا.. بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها.. وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى
المذنبين.”
(إشعياء 53: 4 – 12)

وهذا ما تم بالحرف الواحد حسب قول بطرس الرسول: “الذى
حمل هو نفسه خطايانا فى جسده على الخشبة، لكى نموت عن الخطايا فنحيا للبر”

(بطرس الأولى 2: 24).

ويكمَّل بولس الرسول قائلاً: “هكذا
المسيح أيضاً بعد ما قُدِّم مرَّةً لكى يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانية بلا خطية
للخلاص للذين ينتظرونه”
(عبرانيين 9: 28).

كان الكهنة وبعض الأشخاص يلبسون أفوداً من
الكتان فى عبادتهم مثل الصبى صموئيل وهو يخدم فى الهيكل، وداود وهو يرقص أمام
تابوت العهد (صموئيل الأول 18: 2، صموئيل الثانى 14: 6)، ولكن الأفود
الذهبى المصنوع من المواد الثمينة كان خاصاً برئيس الكهنة وجزءً ضرورياً من
ملابسه.

 

5 الصدرة “
صدرة القضاء ”:
Breastplate
of Judgment

هى أثمن الملابس الحبرية وأعجبها، بل ويمكن
اعتبار باقى الثياب كقاعدة لها لتثبيتها فيها. وهى مصنوعة من نفس نسيج الرداء من
الذهب والبوص المبروم (أى الكتان النقى) ذى الألوان الأرجوانية والأسمانجونية
والقرمزية. كانت مربعة مثنية إلى الخلف عند الطرف الأسفل، فهى ضعف سمك الرداء لكى
تتحمل ما تحمله، طولها شبر (23, 0 متر)، وعرضها شبر، أى أنها كانت تصنع من قطعة
عرضها شبر وطولها شبران حتى يثنى الطول ويكون فى شكل كيس. وكانت تحيط بأضلاع
الصدرة الأربعة سلاسل مجدولة صنعة الضفر من ذهب نقى. وعلى زواياها الأربع هناك
أربع حلقات من ذهب. وكانت زاويتاها العلويتان مرتبطتين بالرداء بسلاسل ذهبية يدخل
طرفى السلسلتين فى الحلقتين اللتين فى ركنى الصدرة العلويين والطرفين الآخرين فى
الطرفين اللذين على كتفى الرداء، وتُربط الحلقتان السفليتان للصدرة فى الحلقتين
اللتين على صدر الرداء من الجانبين بخيط أسمانجونى، وبهذا تكون الصدرة مثبتة من
أعلى ومن أسفل بالرداء. ولم تكن الصدرة تُنزع عن الرداء.

كانت مرصعة بأربعة صفوف من الحجارة الكريمة كل
منها ثلاثة منقوشاً عليها أسماء أسباط بنى إسرائيل الاثنى عشر، وقد رتبت هذه
الأسماء بحسب مواقع الأسباط حول الخيمة عند النزول، بخلاف الأسماء المنقوشة على
الرداء فإنها رُتبت حسب المواليد (خروج 28: 15-21).

وهاك أسماء الأسباط الاثنى عشر كما جاءت على
الصدرة:

 

الصف الأول:

عقيق أحمر (يهوذا) ياقوت أصفر (يساكر) زمرد
(زبولون).

الصف
الثانى:

بهرمان (رأوبين) ياقوت أزرق (شمعون) عقيق أبيض
(جاد).

الصف
الثالث:

عين الهر (إفرايم) يشم (منسى) جمشت (بنيامين).

الصف
الرابع:

زبرجد (دان) جزع (أشير) يشب (نفتالى).

وتتميز الصدرة بخمسة أمور تُعطيها المكانة
الخاصة كقطعة من ثياب رئيس الكهنة:

أ اسمها: تدعى صدرة القضاء.

ب حجارة الترصيع الاثنا عشر المرصعة بها
الصدرة، والمنقوش عليها أسماء بنى إسرائيل الاثنى عشر.

ح وضعها الدائم المثبت بالرداء بحيث “لا
تُنزع الصدرة عن الرداء”
(خروج 28: 28).

د مكان الصدرة: على قلب رئيس الكهنة.

ه الأوريم والتميِّم الموضوعان فى وسط
صدرة القضاء.

أولاً:
اسمها “ صدرة القضاء ”
: دُعيت بهذا الاسم بسبب وضعها على صدر رئيس
الكهنة. وتسميتها “ صدرة القضاء ” بسبب الأوريم والتميِّم الموضوعين فى وسطها،
واللذين بواسطتهما يُعرف قضاء الله وما يحكم ويقضى به لشعبه، لذلك جاء قول الكتاب
بعد ذكر الأوريم والتميِّم:

“لتكون على قلب هارون عند دخوله أمام الرب
فيحمل هارون قضاء بنى إسرائيل على قلبه أمام الرب دائماً”
(خروج
28: 30)
.

ثانياً: ثم نأتى إلى
حجارة الترصيع المتعددة الأشكال والألوان التى ترصع بها الصدرة، والتى تُكسبها
جمالها وبهاءها الفائق بترتيبها الرائع فى أربعة صفوف، حيث يتشكل كل صف من ثلاثة
أنواع مختلفة من اللآلى الثمينة، وكل لؤلؤة تحمل نفس اسم أحد أسباط إسرائيل الاثنى
عشر: “فيحمل هارون أسماء بنى إسرائيل
فى صدرة القضاء على قلبه عند دخوله إلى القدس للتذكار أمام الرب دائماً
(خروج 28: 29).

ومرة أخرى نجد أسماء بنى إسرائيل محمولة بواسطة
رئيس الكهنة أمام الرب الإله. ولكنها فى المرة الأولى كانت محمولة على كتفيه
منقوشة على حَجَرىَ الجزع، أما هنا فهى محمولة على قلبه بصورة تبهر الأبصار، فى
هيئة اثنى عشر لؤلؤة مختلفة الأشكال والألوان. فما أعجب هذا الأمر وما يحمله لنا
من معان!! فإنه يُشير إلى عمل المسيح المتعدد الجوانب الذى عمله من أجلنا كرئيس
كهنة خلاصنا!!

فهو لم يكتف بأن يحملنا على كتفيه بقوته القادرة
على التكفير عن خطايانا، متحملاً الآلام والتعذيب والموت كنار ممحصة من أجل
فدائنا، بل نراه الآن يحملنا على صدره، بل داخل قلبه، بعواطف حبه اللانهائى، بعد
أن غسلنا بدمه، فتألقنا بكل لون من ألوان فضائله وكمالاته، وصار لنا به “ثقة
بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع”
(عبرانيين 10: 19). وهكذا صرنا فيه
ماثلين أمام الرب للتذكار الدائم كل حين.

ثالثاً: ثم نأتى إلى
وضع الصدرة المثبت دائماً بالرداء بحيث “لا تنزع الصدرة عن الرداء” حيث
تُوجد سلاسل مجدولة من الذهب النقى تربط الصدرة بالرداء بواسطة حلقات من الذهب على
طرفى الصدرة من ناحية، وعلى كتفى الرداء من الجانب الآخر. كما يُوجد خيط من
أسمانجونى يربط الصدرة بالرداء بواسطة حلقات أخرى من الذهب..

هذا الترابط الشديد بين الصدرة التى تحمل أسماء
المختارين وبين رداء رئيس الكهنة، إنما يشير إلى وضع المؤمنين أمام الله فى كل رضا
الآب وقبوله التام لابنه الوحيد يسوع المسيح فنحن فيه كل حين ولا يقدر أحد أن
ينتزعنا منه، لأننا صرنا خرافه الخاصة: “خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها
فتتبعنى، وأنا أُعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولن يخطفها أحد من يدى”

(يوحنا 10: 27و28) فنحن قد صرنا “أعضاء جسمه من لحمه ومن
عظامه” (أفسس 5: 30)
وهكذا، كلما تطلع الآب نحو ابنه الوحيد، ورئيس
الكهنة الأعظم يسوع المسيح، يرى فيه أولاده منقوشين على قلبه ومحمولين على كتفيه،
متزينين بكل زينة الابن الحبيب الذى فيه كملت كل مسيرة الآب. كما أن الابن أيضاً
بكهنوته الذى لا يزول “يقدر أن يخلّص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى
الله، إذ هو حى فى كل حين ليشفع فيهم”

(عبرانيين 25: 7).

رابعاً: أما مكان
الصدرة على قلب رئيس الكهنة، فقد جاء ذكر موضوعها على قلبه ثلاث مرات فى آيتين
متتاليتين (خروج 28: 29و30) مما يؤكد أهمية ذلك ومغزاه العميق، لأن الدافع
الرئيسى لكل عمل الله من أجلنا هو محبته التى لا تسقط أبداً من نحونا، لأنه “هكذا
أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة
الأبدية.”
(يوحنا 3: 16)كما أن الله لا يقبل منا إلا أن نحبه كما
أحبنا “نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً” (يوحنا الأولى 4: 19)،
لأنه “إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تُحتقر احتقاراً”
(نشيد الأناشيد 8: 7).

 

6 – الأوريم
والتمِّيم “ الأنوار والكمالات ”
Urim and the Thummim

“وتجعل فى صدرة القضاء الأوريم والتميِّم
لتكون على قلب هارون عند دخوله أمام الرب فيحمل هارون قضاء بنى إسرائيل على قلبه
أمام الرب دائماً”
(خروج 28: 30).

والأوريم والتميِّم كلمتان عبريتان فى صيغة
الجمع معناهما “ أنوار ” و“ حقائق ” أى كمالات، وقد جاء ذكرهما فى
العهد القديم سبع مرات فى (خروج 28: 30، لاويين 8: 8، عدد 27: 21، تثنية 33: 8،
صموئيل الأول 28: 6، عزرا 2: 63، نحميا 7: 65)
.

كان امتلاكهما من أعظم الإمتيازات الممنوحة
للعائلة الكهنوتية (تثنية 33: 8، يشوع بن سيراخ 45: 12).

ومن الصعب أن نقرر كيفية استخدام الأوريم
والتميِّم فى معرفة إرادة الله وتوجيهه، لأنه بعد أيام داود أصبح للنبوة المكان
الأول لذلك لا نجد ذكراً واضحاً عن استخدام الأوريم والتميِّم فى أيام الملوك
اللاحقين (انظر هوشع 3: 4، يشوع بن سيراخ 33: 3) وفيما بعد السبى، نجد
مشكلة الحق الموروث لبعض الكهنة فى الأكل من الأقداس، تُعلق إلى أن يقوم كاهن
للأوريم والتميِّم (عزرا 2: 63، ونحميا 7: 65) وهو ما يرى منه البعض أنها
لم تكن موجودة فى ذلك الوقت.

ويقول يوسيفوس إن استخدام الأوريم والتميِّم قد
أُبطل، منذ مائتى سنة قبل عصره، وذلك فى أيام يوحنا هركانس، فالتلمود يذكر الأوريم
والتمِّيم بين الأشياء التى لم تكن موجودة فى الهيكل الثانى.ويتفق يوسيفوس مع
التلمود فى القول بأن الأوريم والتمِّيم كان هما والأحجار الكريمة على الصدرة
شيئاً وحداً، ويقول يوسيفوس إن الأحجار كانت تتلألأ عند حلول الشكينة عند تقديم
الذبيحة، أو عندما كان الجيش يتقدم إلى معركة، فيقول “أعلن الله مسبقاً
بواسطة الاثنى عشر حجراً فى الصدرة التى يعلقها رئيس الكهنة على صدره، متى ينتصرون
فى المعركة، لأن ضوءً باهراً كان يتألق منها قبل أن يبدأ الجيش فى السير، فيشعر كل
الشعب بوجود الله معهم لمساعدتهم” (تاريخ يوسيفوس – المجلد الثالث 8: 9).

وأكثر الآراء قبولاً اليوم هو أن الأوريم
والتميِّم كانا قطعتين مقدستين تدل إحدهما على الإيجاب أو الرضا أو التأييد، وتدل
الأخرى على الإجابة بالسلب أو عدم التأييد.

ومما يستلفت النظر أنه لم يذكر أن موسى
استخدمهما، كما أن علماء اليهود منذ زمن الأنبياء لم يُعيروهما اهتماماً كبيراً
وبخاصة فيما بعد السبى، فقد بطل استخدامهما تماماً.

ولكن الذى يهمنا هو مغزى هذين الحجرين اللذين
كانا فى صدرة القضاء التى يلبسها رئيس الكهنة على صدره وتُلاصق قلبه فمن حيث معنى
الأوريم والتميِّم التى تعنى أنوار أو نور، وحقائق أى كمالات أو حق وكمال، ففى
المسيح نجد التحقيق الكامل لكل ذلك، فهو الذى قال عن نفسه “أنا هو نور
العالم. من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة” (يوحنا 8: 12)
.
وهو أيضاً الذى قال عن نفسه “أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتى
إلى الآب إلاّ بى.لو كنتم عرفتمونى لعرفتم أبى أيضاً. ومن الآن تعرفونه وقد
رأيتموه”
(يوحنا 14: 6و7) “إن ثبتم فى كلامى فبالحقيقة
تكونوا تلاميذى، وتعرفون الحق والحق يحرركم” (يوحنا 8: 31و32)
.

كما يقول القديس بولس الرسول عن المسيح إنه هو “الُمذخر
فيه جميع كنوز الحكمة والعلم”
(كولوسى 2: 3).

وهكذا بثباتنا فى المسيح رئيس الكهنة الحقيقى
نعرف الحق ونسير فى النور ونتقبل منه جميع كنوز الحكمة والعلم، لأننا نصير ملاصقين
لقلبه مثل تلميذه الحبيب الذى اتكأ على صدره، ونسمع منه مع نبضات قلبه قوله الرقيق
لتلاميذه فى ليلة العشاء الأخير: “أنتم أحبائى إن فعلتم ما أوصيتكم به. لا
أعود أسمِّيكم عبيداً، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده. ولكنى قد سميتكم أحباء
لأنى أعلمتكم بكل ما سمعته من أبى”
(يوحنا 15: 14و15)

ويرى القديس كيرلس الكبير أن حجرى
الأوريم والتميِّم بوضعهما فى وسط الأحجار الكريمة الاثنى عشر المنقوشين عليها
أسماء الأسباط الاثنى عشر، والتى كانت معلقة على صدرة رئيس الكهنة تلك التى كانت
قطعة من ثيابه الخاصة به فقط والتى يتميز بها، أنما تمثِّل فى لغز ربنا يسوع
المسيح – الذى هو عمانوئيل إلهنا – فى وسط تلاميذه الاثنى عشر القديسين، وحيث إنه
هو الإستعلان والحق، الذى أعلن الحق بإبطاله العبادة لله بالرموز والظلال ([3]).

 

7 – الزنار:
Band

يشد الرداء من الوسط زنار أى حزام مصنوع من نفس نسيج الرداء وليس موصولا به بطريق الخياطة.
وقد كان الزنار عادة بعرض راحة اليد (76.,متر) وكان يُلف مرتين حول الجزء الأعلى
من الوسط وربما تدلى طرفها من الأمام.

كان رئيس الكهنة يمنطق بها حقويه استعداداً
للخدمة، وهى تشير إلى عمل رئيس الكهنة كخادم لأجل خلاصنا، وها هو قائم الآن فى
السماء كما رآه يوحنا الرسول فى رؤياه “متسربلاً بثوب إلى الرجلين
ومتمنطقاً عند ثدييه بمنطقة من ذهب.”
(رؤيا يوحنا 1: 13) يتشفع
أمام وجه الآب لأجلنا.

وقد أكد الرب يسوع مراراً بالقول والعمل على أنه
قد جاء لا ليُخدم بل ليَخَدم (متى 20: 28) كما عبرَّ عن فرحه كسيد بعبيده
الساهرين حتى “أنه يتمنطق ويُتكئهم ويتقدم ويخدمهم” (لوقا 12:
37)
ولم يكتف بالقول بل طبق ذلك عملياً فى ليلة الآمه حينما “قام عن
العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صبّ ماء فى مغسل وابتدأ يغسل أرجل
التلاميذ”
(يوحنا 13: 4و5). كما أنها تشير إلى بر وأمانة فادينا “ويكون
البر منقطة متنيه، والأمانة منطقة حقويه”
(إشعياء 11: 5).

 

8 –
العمامة:
Turban

هى غطاء رأس رئيس الكهنة، وهى مصنوعة من الكتان
الأبيض النقى، رمزاً لنقاوة الأفكار. والعمامة تميِّز رئيس الكهنة من الكهنة الذين
يلبسون القلانس. والكلمة العبرية للعمامة “ ميتزنفت
= mitznepheth
” تعنى شيئاً مبروماً أو ملفوفاً، مما يدل على أن العمامة كانت تُلف على الرأس مثل
عصابة تحيط بالرأس.

ويتبين من سفر إشعياء النبى أن العمامة، علاوة
على أنها زى للرأس يميز رئيس الكهنة، فهى أيضاً يتزيّن بها العريس فى يوم عرسه، إذ
يقول:

+ “فرحاً أفرح بالرب، وتبتهج روحى
بإلهى، لأنه قد ألبسنى ثياب الخلاص، كسانى رداء البر، مثل عروس يتزين بعمامة ومثل
عروس تتزين بحليها لأنه كما أن الأرض تُخرج نباتها، وكما أن الجنة تُنبت
مزروعاتها، هكذا السيد الرب يُنبت براً وتسبيحاً أمام كل الأمم”
(إشعياء
61: 10و11)
وما أشد إنطباق هذا الوصف على ربنا يسوع المسيح الذى هو رئيس كهنتا
الأعظم وعريس نفوسنا، الذى ألبسنا ثياب الخلاص وكسانا رداء البر، وأنبت لنا برّاً
وتسبيحاً لكل الأمم بتجسده وموته وقيامته وفدائه لنا.

 

9 – الإكليل
المقدس:
Holy Crown

هو عبارة عن صفيحة من الذهب الخالص النقى تُوضع
أعلى مقدم العمامة ومثبتة من الخلف بخيط أسمانجونى أزرق سماوى منقوش عليها نقش
خاتم “ قدس للرب ” لتكون على جبهة هارون، ويُذكر فى أحد التقاليد اليهودية أن هذه
الصفيحة تمتد من الأذن للأذن الأخرى وعرضها إصبعان.

والكلمة “ صفيحة ” بالعبرانية “ تزيتز
Tsits تعنى أيضاً فى المعتاد “ زهرة ”. وفى
النصوص الكتابية تأتى هذه الكلمة مرادفة لكلمة عبرية أخرى “ أتاراه
atarah أو نزر nezer ومعناها “ إكليل أو تاج ” وهو ما
يُوضع على الرأس كشعار للملوكية أو السمو أو الكرامة العالية. وقد جاء فعلاً ذكر
هذه الصفيحة التى على عمامة هارون على أنها “ إكليل مقدس ” وذلك فى الأصحاح
التالى مباشرة هكذا “وتضع العمامة على رأسه، ويجعل الإكليل المقدس على
العمامة(خروج 29: 6).

وقد جاء أيضاً ذكر هذا الإكليل فى سفر يشوع بن
سيراخ قائلاً: “وكان على العمامة إكليل من ذهب منقوش عليه “ قدس للرب ”
وكان الإكليل زينة صنعها عامل ماهر، وهى لذلك تُبهر الأبصار لرونقها وحُسنها”

(سيراخ 45: 12).

كل هذا يدل على أن هذه الصفيحة الذهبية التى
تُكلل رأس رئيس الكهنة هى عنوان “ المجد والبهاء ” الذى قصده الله من كل
الثياب التى يلبسها رئيس الكهنة. أما مصدر هذا المجد والبهاء فهو أن حامل هذا
التاج هو بكليته “ قدس للرب ” ومخصص تماماً لإعلان مجد الله القدوس القادر
على مغفرة الخطايا.

وهكذا يُستعلن لنا بكل وضوح ما يشير إليه هذا
التاج بخصوص رئيس كهنتا الأعظم “يسوع الذى نراه مكللاً بالمجد والكرامة من
أجل ألم الموت، لكى يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد” (عبرانيين 2: 9)

ملحوظة: لم يذكر
الكتاب المقدس أن رئيس الكهنة كان يرتدى حذاء. وهذا كما حدث مع موسى فى حادثة
العليقة لأنه واقف على أرض مقدسة. وهذا يُظهره التاريخ أيضاً (انظر خروج 3:
5و29: 20 يشوع 5: 15)
وخلع الحذاء يشير لخلع كل ما له صلة بالعالم حينما نقف
أمام الرب.

 

ب – ثياب
الكاهن:

نفس ما قيل عن ثياب هارون رئيس الكهنة أنها
للمجد والبهاء، كذلك أيضاً ثياب الكهنة للمجد والبهاء.

كانت ثياب الكهنة تشمل:

+ سروال     +
قميص    

+ منطقة      +
قلنسوة

كان السروال والقميص والمنطقة من نوع مثيلاتها
من ملابس رئيس الكهنة.

 

+ القلنسوة: Hat

الكلمة العبرية للقلنسوة مِجبْات = migbat تعنى
ارتفاع ”
، وربما لكونها توضع على هامة الكاهن، ويصفها يوسيفوس ([4])
المؤرخ بأنها مستديرة حول الرأس ومصنوعة من الكتان الأبيض، وهى فى شكل عصائب تحيط
بالرأس كما ذُكرت فى (خروج 39: 27): “والعمامة من بوص وعصائب
القلانس من بوص
” وهكذا فهى تشبه العمامة وإن كانت أقل منها بهاءً، ولكنها
على أى حال تماثلها، لأن “المُقدِّس والمُقدَّسين جميعهم من واحد، فلهذا
السبب لا يستحى أن يدعوهم إخوة”
(عبرانيين 2: 11).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى