سفر اعمال الرسل

الإصحاح السادس



الإصحاح السادس]]>الإصحاح السادس

 

هنايرفع السيد مستوى العبادات، من صدقة وصلاة وصوم، إلى مستوى العلاقة الشخصية معالله، وهذا مخالف للفكر اليهودى. فقد كان الفريسيين يصلون ويصومون ويتصدقون فىمظهرية ليحصلوا على مديح الناس وإعجابهم. أماّ السيد هنا فيقول وماذا تستفيد منإعجاب الناس، السيد يطلب أن نكف عن المظهريات، وأن ندخل فى علاقة حب وحياة حب عميقيربطنا مع الله أبينا. السيد يعطينا مفهوماً جديداً للعبادة أنها دخول إلى حضنالآب السماوى فى المسيح يسوع، وهذه علاقة خاصة سرية ليست للإعلان. ولكن هناك فهمخاطىء لهذه الأيات.. فهناك من إمتنع عن الصلاة لأن أهل بيته يرونه وهو يصلى !! لوكان هذا المفهوم صحيحاً لإمتنعنا عن الصلاة فى الكنيسة إذ أن الناس يروننا ونحننصلى ولكن قصد المسيح أن لا نسعى لأن يرانا أحد، لا نسعى وراء مجد من الناس. وبنفسالمفهوم يمكن أن نعطى أمام الناس لكن لا نبحث عن المظهرية. والسيد هنا يبدأبالصدقة أمتداداً لكلامه السابق عن المحبة

 

آيات(1-4):-

احترزوا من أن تصنعواصدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم وإلا فليس لكم اجر عند أبيكم الذي في السماوات.فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الأزقة لكييمجدوا من الناس الحق أقول لكم انهم قد استوفوا آجرهم. وأما أنت فمتى صنعت صدقةفلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك. لكي تكون صدقتك في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاءهو يجازيك علانية.

احترزوا=فقد تتسلل محبة المديح إلى قلوبنا.

صدقتكم=تشير حسب أصل الكلمة لأعمال البر عامة.

لكيينظروكم= لا نصنعها بهدف الفوز بمديح الناس. المراؤون = يظهرون (عمل الرحمة) غيرما يبطنون (طلب مديح الناس فى كبرياء).

فلاتصوت قدامك بالبوق = كان الفريسيون يصنعون هذا، ليقدموا دعايةلأنفسهم، فعبادتهم كانت نوعاً من الرياء، لتزداد كرامتهم وسط الناس، وكانوا يدعونمن يفعل هذا أبو المحسنين، عطوفة الرابى فلان صانع الحسنات وكان الفريسى من هؤلاءينال أجره من الناس كرامة وتعظيم. والمسيح حتى يعطينا أن لا نبحث عن كرامة من أحدوضع نفسه مكان المحتاج فقيراً كان أم مريضاً.

ماتفعل يمينك= اليمين هو عمل الخير الذى تقوم به.

لاتعرف شمالك= هو الشعور بالبر الذاتى، وبأننى صنعت شيئاً، وهو الشعور بالرغبة فى المديح أوطلب الأجر من الله، وهو الشعور بأننا معجبون بأنفسنا. جميل ما قاله داود إذ أعدالكثير لبيت الرب إذ قال ” من يدك أعطيناك ”

 

آيات5-8:-

ومتى صليت فلا تكن كالمرائين فانهم يحبون أنيصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس الحق أقول لكم انهمقد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصل إلى أبيكالذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية. وحينما تصلون لا تكررواالكلام باطلا كالأمم فانهم يظنون انه بكثرة كلامهم يستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهملان أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه.

كان الفريسى يتعمد أن يراه الناس مصلياً فيحمدوهعلى بره وتقواه لذلك طلب السيد المسيح أن نصلى سراً فى المخدع فالصلاة هى صلةوعلاقة شخصية مع الله ليس لأحد أن يطلع عليها، هى شركة حب مع الله. ولو إهتم أحدبأن يراه الناس مصلياً فيمدحوه سيكون هذا عائقاً عن لقاء الله.

ادخلإلى مخدعك = هذا يعنى خصوصية وسرية العلاقة مع الله فى الصلاة.إغلقبابك = ليس فقط باب الغرفة، بل أبواب العالم كله بمشاكله ومغرياته وأحزانه،حتى لا يشغلنا شىء عن لقاء الحبيب.

لاتكرروا الكلام باطلاً كالأمم = كما كان كهنة البعل يفعلون أيام إيليا النبى(امل 26:18). وكما كان الفريسيين يطيلون صلواتهم لعلة (مت 14:23) فقد كانالفريسيون يذهبون لبيوت الأرامل ويطيلون ليحصلوا منهم على أجر عالٍ. ويطيلونصلواتهم ليمدحهم الناس على برهم وتقواهم، أو لظنهم أن الله يُخدع بكثرة الكلام.مثل هذا النوع من التكرار مرفوض. فالسيد المسيح كرر صلواته (مت 44:26) فتكرارالصلوات من قلب ملتهب بالحب ليس فيه عيب، ولكن تكرار الكلام والعقل غائب وراءأفكار أخرى مرفوض. إذاً فلنكرر الصلوات ولكن لا نقول كلمات لا نعنيها بل نفكرذهنياً فيما نقول، ولا نقول سوى ما نقصده. والسيد نفسه طلب اللجاجة فى الصلاة، وهوفعل هذا ( لو 44:22+ لو 1:18-7). فلنصلى ونكرر لكن بقلب شاكر طالب رحمة الله.نكرربإلحاح ولجاجة (لو 7:18، لو 8:11) وإيمان. وهذا ما يستجيبه الله.

 

آيات(9-15):-الصلاة الربانية + (لو 1:11-4)

فصلواانتم هكذا بانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما فيالسماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا اعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحنأيضاً للمذنبين ألينا. ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير لان لك الملكوالقوة والمجد إلى الأبد أمين.فانه أن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكمالسماوي. وأن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم.

(لو 1:11-4)

وإذكان يصلي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يا رب علمنا أن نصلي كما علم يوحناأيضا تلاميذه. فقال لهم متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليأتملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم.واغفر لنا خطايانا لأننا نحن أيضا نغفر لكل من يذنب إلينا ولا تدخلنا في تجربة لكننجنا من الشرير

هنا يعلم السيد تلاميذه صلاة محفوظة فلماذا تنكرعلينا بعض الطوائف أن نصلى المزامير والأجبية كصلوات محفوظة والكنيسة المقدسةتفتخر بهذه الصلاة الربانية فهى نموذج من وضع السيد نفسه، نبدأ به كل صلواتناوننهيها بها، فهى نموذج حى نتفهم خلاله علاقتنا بالله ودالتنا لديه، نرددها لنحيابالروح الذى يريده الرب نفسه. ونبدأها بإجعلنا مستحقين أن نصلى لأننا نقول أبانا.ومن إنجيل معلمنا لوقا نفهم أن التلاميذ سألوا السيد المسيح أن يعلمهم الصلاة لمارأوه يصلى، فهو بصلاته أمامهم تذوقوا معنى جديد وصورة جديدة للصلاة لم يعرفوها منقبل. فالمسيح يعلم ليس بالإلزام ولكن بالإقناع الداخلى وفتح الوعى الداخلى، صلاةالمسيح وحرارتها كانت ليس كما كان الفريسيين يصلون، بل تركت أثراً عميقاً فى نفوسالتلاميذ فإشتهوا أن يصلوا مثله وبنفس الروح.

والمسيحكان يصلى كنائب عن البشرية وكرأس للكنيسة، يصلى لحسابنا، حملنا بصلاته إلى حضنأبيه.

أباناالذى فى السموات = المسيح جعلنا فيه أبناء الله، إذ وحدنا فى شخصه كإبن لله.ونقول أبانا بالجمع، فلسنا وحدنا فى وقوفنا أمام الله، لأن المسيح جمعنا كأعضاءجسده ووحدنا فى نفسه. وكون أبانا هو فى السموات،إذاً لنفهم أننا أصبحنا سماويين،وغرباء فى هذه الأرض بل هو ساكن فى قلوبنا فأصبحت قلوبنا سماء، هو فى السموات وعلىالأرض وفى كل مكان، ولكن السيد يريد أن يرفع عيوننا إلى السموات حيث أعد هو لنامكاناً سنذهب إليه ” أنا ذاهب لأعد لكم مكاناً يو 2:14،3 “وقولنا أباناتحمل معنى أنه حتى لو صلينا بمفردنا فى مخدعنا فإننا نصلى ونقدم صلواتنا بإسمالجماعة كلها، فأنا عضو فى جسد المسيح أهتم بكل عضو آخر فى هذا الجسد، فهو مكمللى. وبنفس المفهوم نكمل خبزنا كفافنا وليس خبزى، نحن نصلى لأجل شعب المسيح كلهلأننا جميعاً واحد.

فىبداية الصلاة نصلى بقولنا أبانا فندرك مركزنا الجديد بالنسبة لله والذى حصلنا عليةبالمعمودية. بل أن الروح القدس فى داخلنا يشهد لأرواحنا أننا صرنا أولاداً وأبناءلله فنصرخ يا آبا الأب (رو 16:8+غل6:4) ليتقدس إسمك = الإسم فى الكتابالمقدس يعبر عن حقيقة الجوهر وهدفنا هو مجد الله، نقدس إسمه فى قلوبنا ونتمنى أنيكون هو ممجداً فى قلوب كل الناس يتقدس فينا ويرانا الناس فيقدسوا إسمه. ويكون هنابسلوكنا فى كمال مسيحى، نسلك بما فيه تقديس إسمك، يرانا الآخرون ويروا أعمالنافيمجدوا أبانا الذى فى السموات (مت16:5). صارت شهوة قلوب أبناء الله أن يصرخالجميع كما يفعل الملائكة قائلين قدوس قدوس قدوس.

طبعاًقولنا ليتقدس إسمك لا يعنى أننا نطلب أن يرتقى الله فى القداسة أو يزداد فيهابصلاتنا، فهو كامل من كل وجه، بل نشتاق أننا نَكْمُلْ ويقدسنا الله ويكون ذلكسبباً أن كل الناس يمجدون الله.

ليأتملكوتك= اللهيملك الآن على الملائكة وعلى قلوب أولاده المؤمنين به، ولكن مازال هناك شياطينيقاومون ملكوت الله، وأشرار على الأرض غير خاضعين لناموس الله، والله يترك الجميع،ولكن فى حدود يسمح بها، (1كو 28:15) (المسيح هنا كرأس للكنيسة يقدم الخضوع للهالآب)

فالمؤمنالحقيقى يشتهى أن يأتى هذا اليوم الذى يخضع فيه الكل لله، هو الشوق لمجئ السيدالمسيح الثانى فى مجده ليسود الرب على كل الخليقة ويصير الله الكل فى الكل، وتبطلمقاومة كل الأعداء.

والمؤمنالحقيقى يشتهى أن يمتد وينمو ملكوت الله الآن على الأرض ويزداد المؤمنين بالمسيحعدداً، ويزداد التائبين من المؤمنين.

والمؤمنالحقيقى يشتهى أن يملك عليه المسيح تماماً فلا يعود هناك مكان فى قلبه لمشاغباتالجسد ولا لأى محبة للعالم والزمنيات، بل يطيع الله طاعة كاملة ومن له هذه الشهواتالمقدسة، أن يأتى الله فى ملكوته سيكون له معه نصيب فى ملكوته. من له شهوة أن لايكون للشيطان ولا للخطية أى نصيب فى قلبه، بل يكون قلبه كله لله، ومن يجاهد لأجلهذا سيكون له نصيب فى ملكوت المسيح حين يجئ. بهذه الطلبة نشتاق لإضمحلال مملكةالشيطان وأن يخضع الجميع وأولهم أنا للملك الحقيقى. وبها نتذكر أن نصيبنا هو فىالسموات فننصرف عن الإهتمام بالأرضيات.

لتكنمشيئتك =مشيئة الله هى الخير المطلق، فهو صانع خيرات، لا يعرف أن يعمل ما فيه ضرر لأحد.ومشيئة الله قد تتعارض مع مشيئتى لأننى محدود فى كل شىء. فبولس صلى ثلاثة مراتليشفى وكانت مشيئة الله عكس مشيئة بولس، ورفض الله شفاءه، وكان هذا لخلاص نفسهلئلا يرتفع من فرط الإستعلانات (2كو 7:12-9) وبهذا الإرتفاع يتكبر وينتفخ فيسقطويهلك. فمشيئة الله ليست فى شفاء الجسد والغنى المادى والمراكز العالية، فهذه كلهاقد تُضَيِّع صاحبها، ولكن مشيئة الله هى خلاص النفوس (اتى 4:2) فالله قد يسمح ببعضالتجارب والألام لخلاص النفس وبهذا تكون كل الأمور تعمل معاً للخير (رو 28:8). مانظنه خيراً بحسب فكرنا البشرى وما نظنه شراً ( كالمرض والفشل ) بحسب فكرنا البشرى،كل هذا بسماح من الله وللخير، أى لخلاص نفوسنا (1كو 22:3).

إذاًلنصلى بثقة لتكن مشئيتك يارب وليس مشيئتى، فأنا لا أعرف ما هو الخير لنفسى، والروحالقدس عمله فى الصلاة أن يجعلنا نقبل مشيئة الله (رو 26:8).

كمافى السماء كذلك على الأرض= هى شهوة قلب المؤمن أن يرى الكل، من علىالأرض، يعملون وفق إرادة الله ومرضاته كما تفعل الملائكة فى السماء، وأن يتمم اللهمشيئته فى كل من على الأرض كما يفعل فى السماء. فإرادة البشر قد تعطل إرادة اللهمن ناحية خلاص نفوسهم، فالله كما قلنا يريد أن الجميع يخلصون، ولكن إن قاومت إرادةالله، فالله لن يقدر أن يخلصنى ( مت 37:23-39).

هذهالطلبة تعنى إجعلنا يارب قادرين أن نتبع الحياة السماوية فنريد ما تريده أنت. وإذاكانت السماء تشير للمؤمنين فى الكنيسة، فشهوة قلب المؤمن أن يصير غير المؤمنين(الأرض) مؤمنين أى سماء. يقول المرنم أن الله طأطأ السموات ونزل (مز 9:18) أى جعلللأرض إمكانية أن تحيا فى السماويات (أف 6:2) فهل نُفرح قلب الله ونحيا فىالسماويات، وبهذا نحقق ما أراده. والسماء من الفعل سما أى هى ارتفاع عن الشهواتالأرضية، وهذا ما طلبه الرسول (كو 1:3) إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا منفوق….

خبزناكفافنا أعطنا اليوم= يقول الدارسين للغة اليونانية أن كلمة كفافناالمستخدمة هنا تعنى خبزنا الذى يكفينا لليوم وتعنى أيضاً خبزنا الذى للغد، الخبزالجوهرى الأساسى. فالله هو المسئول أن يقوتنا بالخبز الجسدى والملبس وإحتياجاتالحياة، وهو المسئول أيضاً عن الإحتياجات الروحية والغذاء الروحى. والله يغذىأرواحنا بكلمته فى الكتاب المقدس وبالأسرار الكنسية ومنها التناول الذى يفتحأعيننا فنعرف الله كما فُتِحت أعين تلميذى عمواس بعد كسر الخبز. والله هو الذىسيعطينا الشبع بمعرفته فى الحياة الأبدية (يو 3:17). هذا نطلبه الآن أن نعرف اللهفتحيا نفوسنا ونحيا منتصرين على ألام هذه الحياة، فمعرفة الله تعطى عزاء وحياة.وإذا فهمنا الكلمة بمعنى كفافنا، نفهم أننا نطلب الله ليعطينا ما نحتاجه فقط وليسعطايا التدليل التى تفسد. وإذا فهمنا الكلمة بمعنى الذى للغد فنحن نعنى بها الحياةالأبدية. وكلا المعنيين صحيح وضرورى.قوله كفافنا تعطينا أن لا ننشغل بالغد.

تأمل:-المسيح خبزا الحياة (يو 35:6) ونحن نحتاجه كخبز سماوى يومى، بدونه تصير النفس فىعوز.

وإغفرلنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبيين إلينا= هذا إعتراف بأننا خطاةونقدم توبة ونحن محتاجين لمغفرة مستمرة فنحن مازلنا فى الجسد. من يتصور أنه بلاخطية يضل نفسه ويكون متكبراً ( ايو 8:1). نحن فى إحتياج أن نصرخ لله دائماً معالعشار ” اللهم إرحمنى أنا الخاطىء (لو 13:18 ). فلنذكر دائماً أننا خطاةونطلب الرحمة والغفران ونرى أن هناك شرطاً لكى يغفر لنا الله وهو أن نغفر للآخرين.ولنعلم أن طبيعتنا الفاسدة ودس الشيطان يمنعوننا من أن نغفر، ولكن ذلك يؤدى لفقدانسلامنا على الأرض وأبديتنا فى السماء. ولنلاحظ أن من يخطىء فى حقى فخطيته صغيرةلأننى صغير، ولكنى حين أخطأت إلى الله فخطيتى كبيرة جداً بل غير محدودة لأن اللهغير محدود، فإن لم أغفر الخطايا الصغيرة كيف يغفر الله لى الخطايا الكبيرة. ونلاحظفى هذه الطلبة أننا نقدم إعتراف مستمر بخطايانا ولا نلتمس الأعذار وفيها أيضاًإلتزام بأن نغفر للآخرين.

لاتدخلنا فى تجربة لكن نجنا من الشرير= نحن نثق فى أن اللهقادر أن يحفظنا من تجارب إبليس الشريرة، ولكننا لا نندفع بتهور نحو التجربة، بل فىتواضع نطلب أن لا يدخلنا الشيطان فى تجربة، نطلب من الله أن يُبعد عنا تجاربإبليس. فالله لا يريد النفس المتشامخة التى لا تحتاط من التجربة بل يريد النفسالمتضعة. وبصراخنا لله يهرب الشيطان، فصراخنا هو سر نجاتنا أماّ لو إتكلنا علىأنفسنا فهذا هو الكبرياء. وبداية سقوط بطرس فى الإنكار كان كبرياءهُ إذ قال لاأنكرك، والمسيح سمح بسقوطه فى الإنكار حتى يتضع. والشرير هو الشيطان ونحن نطلب أنننجو من سهامه الملتهبة ونجنا من الشرير = أى نجنا من خداعاته وإسندنا ضدحيله. ولنلاحظ أن قولنا لا تدخلنا فى تجربة لا تعنى أننا لن ندخل أبداً فى تجربة،أى لن نجرب، وإلاّ لما أضاف الرب” لكن نجنا من الشرير” فالشرير لابد سوفيجربنا، ونحن نصرخ بإتضاع يا رب أنا لست كفؤاً لتجارب إبليس فإن سمحت بتجربة فنجنىمنها حتى لا أهلك، وستكون هناك تجارب طالما نحن فى الجسد.ولكننا نعلم أنه إذا سمحالله بتجربة فهى حتى ننمو روحياً، هو يسندنا خلالها، ونخرج وقد اكتسبنا شيئاً لذلكنصرخ له. وأضاف الأباء بعد هذا “بالمسيح يسوع ربنا” وهى مستنتجة من قولالمسيح مهما سألتم بإسمى فذلك أفعله ( يو 13:14+ يو 23:16) لأن لك الملك والقوةوالمجد إلى الأبد = بعد أن نطلب أن ينجينا الله من الشيطان الشرير. نقول هذهالتسبحة فتعطينا راحة وثقة أننا فى يد الله محفوظين فلا نخاف من إبليس وتجاربه.الملك=هو يملك على الإنسان وعلى الشيطان وعلى كل الخليقة. والقوة= هو أقوىبما لا يقاس من عدونا الذى يجربنا. والمجد = هو مستحق أن نمجده.

أمين=كلمةعبرية تعنى ليكن هذا وباليونانية أمين تعنى حقاً.

 

آيات(14،15):-

فانهأن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي. وأن لم تغفروا للناس زلاتهملا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم.

لم يعلق السيد المسيح على أى طلبة فى الصلاةالربانية سوى هذه الطلبة أى حتمية أن تغفر للناس كشرط ليغفر الله لنا، وليستجيبالله صلواتنا ونكون مقبولين أمامه يجب أن نغفر. راجع مت (21:18-35).

 

آيات(16-18):-

ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهميغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق أقول لكم انهم قد استوفوا أجرهم. وأماأنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائما بل لأبيك الذي فيالخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.

الصوم هو تقديم الجسد ذبيحة أمام الله وتذللحقيقى للنفس فى حضرة الله لنوال رحمته. وعلينا أن يكون صومنا فى الخفاء وبخشوعأمام الله، وبإنكار ذات فى صورة رفض شهوات الجسد لكى تنطلق الروح فى عبادة بلاقيود. أما حب الظهور كما كان يفعل الفريسيين رغبة منهم فى مديح الناس فيجعل الصومشكليات بلا روح، ولا يقود لحياة سماوية.بل هو بلا قيمة أمام الله فقد استوفواأجرهم.

إدهنرأسك وإغسل وجهك = المقصود أن تظهر نفسك بشكل طبيعى كما فىالأحوال العادية، أما الفريسيين فكانوا يظهروا بثباب غير منسقة وشعر غير مدهونوعابسين ليظهروا للناس صائمين وينالوا مجداً من الناس.

 

آيات(19-21):-

لاتكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بلاكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولايسرقون. لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً.

الفريسيينمحبين للمال وهم يعتبرون أن جزاء تقواهم لابد أن يكون غنى فى الأموال (لو 14:16).والسيد هنا ينهى أن يكون كل همنا هو جمع الأموال (يع 1:5-3). ولنفهم أن الطمع فىجمع الأموال يلازمه صلاة فارغة من الروح. فالسيد المسيح فى الآيات (1-20) أوضح أنحب الظهور والمجد الزمنى يفقدنا روحياتنا ويفقدنا المكافأة السماوية لمن يقدمعبادته فى الخفاء، وفى هذه الآيات يقدم ربنا سبباً أخر لفقدان الروحيات ألا وهومحبة المال.لأن من يفعل هذا يضع رجاؤه (ضمان مستقبله) فى المال، فصار المال إلهاًله.

لاتكنزوا على الأرض= بكنز الملابس والأوانى والمال وهذه كلها معرضهللضياع.

إكنزوالكم كنوزاً فى السموات = وهذا يكون بالتصدق على الفقراء وعمل البروالصلوات والأصوام وفى هذا كله نقضى أوقاتاً سماوية وتتعلق قلوبنا بهذا المكانالذى أحببناه أى السماء وإكتشفنا جماله فأصبحنا نريد أن نقضى أوقاتنا أطول معالله. فكما أن من يقضى أيامه يكنز أموالاً فيتعلق قلبه بهذه الأموال، هكذا من يعيشأيامه فى السمويات يتعلق قلبه بالسمويات ويكون له كنزاً سماوياً. وهكذا ننشغلبالمصير المبارك الذى لنا فى الأبدية.وليس معنى قول السيد المسيح هنا منع إدخار،ولكن أن لا يعتقد الإنسان أن مستقبله يكون آمنا لو امتلك الكثير من المال. فبهذاهو يؤله المال.

 

آيات(22،23):-

سراجالجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا. وأن كانت عينك شريرةفجسدك كله يكون مظلما فان كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون.

بعدأن تكلم السيد عن الكنز السماءى يكلمنا هنا عن العين البسيطة. والعين البسيطة هىعكس المركبة. فالعين المركبة تطلب الله يوماً وتطلب العالم أياماً، ولا تشبع منالعالم بكل ملذاته. أماّ من يبحث عن أن يكون له كنز سماوى فمن المؤكد أن عينهستكون على السماويات يريد أن يحياها على الأرض ويشتهيها كأبدية لهُ مستهيناًبالعالم حاسباً إياه نفاية ( فى 8:3) مثل هذا الإنسان تكون عينه بسيطةلأنها تبحث فقط عن الله ومجده. مثل هذا الإنسان يكون المسيح فى داخله، يستريح فيهتكون له الحياة هى المسيح ( فى 21:1) والمسيح نور، فيكون جسده نيراً. سراجالجسد هو العين = سراج أى المرشد فى السير والعمل. والعين رمز للإهتماماتوالرغبات والمطامح التى يُجتذب إليها الإنتباه، وهذا دليل على طبيعة حياة الإنسانكلها. والعين البسيطة بهذا تكون هى الغير طامعة فى أمجاد العالم وملذاته،راضية بما هى فيه، لا تهتم إلاّ بأبديتها وبعشرتها مع الله، لا تبحث إلاّ عن مجدالله.

عينكشريرة = قلبمظلم لا يشتهى سوى العالم الباطل، بأمواله وملذاته. هذه لا تقنع بحالها وتورثصاحبها الهم، وتفقده الرؤية الصحيحة فتنحاز للأباطيل، تجمع وتكدس ولا تقنع أبداً.فالمال سيد قاسٍ يستعبد محبيه، وإذا أحبوه سقطوا فى سجنه المظلم، لا يتركهم إلاّمرضى مهمومين متألمين يعيشون فى قلق وخوف فاقدين السلام والصحة والفرح والحريةوأخيراً يفقد حياته الأبدية = جسدك كله يكون مظلماً فإن كان النور فيك ظلاماً =النور هو العقل والذى يتخذ القرارات، وهذا تعبير تصويرى دقيق يصف القلب الذىهو ميت بالنسبة للأشياء التى لله. فإن كان العقل قد صار ظلاماً وإتخذ قرارات خاطئةبالإنحياز للعالم فماذا سيكون حال باقى أعضائك والتى هى بطبيعتها خاضعة للشهوات =فالظلام كم يكون= بالقطع مستعبد للشهوات والأحقاد والحسد…. الخ.

 

آية(24) :-

لايقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه أما أن يبغض الواحد ويحب الأخر أو يلازم الواحدويحتقر الأخر لا تقدرون أن تخدموا الله والمال.

هىتتمة ما سبق فلا يمكن لأحد أن يعبد سيدين الله والمال= لأنه لا يستطيع أحدأن يحيا فى النور والظلمة معاً. فالمال كما قلنا سيد قاسٍ يجعل من يعبده يتخلى عنالله وضميره وأحباؤه ويجرى فقط وراء المال أماّ راغب القداسة فيبيع كل شىء ويطلبالله = عينه تكون بسيطة أى أعطى قلبه بلا إنقسام لله = يبغض الواحد ويحب الآخر.والله ليس ضد الأغنياء فإبراهيم واسحق ويعقوب كانوا أغنياء، ولكن الله ضد أننكون عبيداً للمال متكلين على المال كضمان للمستقبل (مر 24:10). وكلمة المال هناكلمة عبرية تشير إلى المقتنيات المادية بشكل عام، وكانت فى الأصل تشير إلى ما يعتزبه الإنسان من مال ومقتنيات لكنها تطورت لتعنى المال كإله يستعبد له الإنسان.

 

آيات(25-34):-

لذلكأقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون أليستالحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس. انظروا إلى طيور السماء أنها لاتزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوي يقوتها ألستم انتم بالحري افضلمنها.ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة. ولماذا تهتمونباللباس تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم انه ولاسليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فان كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرحغدا في التنور يلبسه الله هكذا افليس بالحري جدا يلبسكم انتم يا قليلي الإيمان.فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس. فان هذه كلها تطلبهاالأمم لان أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولا ملكوتالله وبره وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد لان الغد يهتم بما لنفسه يكفياليوم شره.

حينيقول السيد لا تهتموا بالمال سيثور سؤال هام…. وكيف نؤمن مستقبلنا من مأكل وملبس؟ وهنا السيد يقول أن الله هو المسئول عن حياتنا ومستقبلنا ومعيشتنا. وهل نثق فىمال يأكله السوس ويسرقه اللصوص ولا نثق فى الله كأب سماوى يعولنا. المسيح هنا يريدأن ينزع منا كل قلق وهم لنعيش فى طمأنينة تحت تدبير الله الذى يرعى حتى الطيور.فلنعمل ونكد ونبحث عن القوت ولكن بلا قلق ولا هم فالله هو الرازق “إلق علىالرب همك فهو يعولك (مز 22:55+ 1بط 7:5) اليست الحياة أفضل من الطعام=الحياة هى هبة من الله والجسد هو هيكل لله أما الطعام واللباس فهما وسيلة فقط.والذى وهب الحياة وخلق الجسد ألا يستطيع أن يمنح القوت والكسوة. أى إذا كان يمنحالعطايا الكبيرة ألا يمنح العطايا الصغيرى.

 

آية(27):-

ومنمنكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة.

يزيدعلى قامته=اللفظة اليونانية قد تعنى عُمر بدلاً من قامة. أى يكون المعنى أنه لا يمكن إضافةشىء إلى مسافة رحلة العمر. وإذا أخذناها كما هى يكون المعنى أنك لا يمكنك أن تزيدإلى طول قامتك شىء.

 

آية(30):-

فانكان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا افليس بالحريجدا يلبسكم انتم يا قليلي الإيمان.

التنور=الفرن.ولندرة الخشب كانوا يستخدمون الحشائش الجافة والأشواك وفروع الأشجار الصغيرةكوقود.

 

آية(32):-

فانهذه كلها تطلبها الأمم لان أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها.

تطلبهاالأمم= الذينهم ليسوا قادرين على النظرة الإيمانية الهادئة والواثقة فى الله، فأفكارهم عن اللهوعنايته أفكار قاصرة، ويطلبون ما يظنونه لسعادتهم أى الأكل والشرب والملبس.

أطلبواأولاً ملكوت الله وبره= راجع تفسير ليأت ملكوتك. أى أطلبوا أن يملك اللهبالكامل على قلوبكم ولا يكون للشيطان مكاناً فيه. واطلبوا نمو ملكوت لله بين غيرالمؤمنين. وأن يملاً الله قلوبنا ببره. ونطلب الإمتلاء من الروح القدس ونطلب توبةالخطاة. ولنطلب ثانياً أو ثالثاً الأمور الزمنية، بل أن الله سيعطيها لنا حتى لولم نطلبها.

 

آية(34):-

لاتهتموابالغد = لميقل لا تهتموا باليوم، فعلينا أن نعمل بجدية من أجل قوتنا، ولكن لا نحمل هم الغدأى المستقبل ( اتس 9:2) يكفى اليوم شره = لا يعنى بالشر الخطية لكن التعبوالمشاكل التى نقابلها.

 

(لو22:12-31)

وقاللتلاميذه من اجل هذا أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون ولا للجسد بما تلبسون.الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس. تأملوا الغربان أنها لا تزرع ولاتحصد وليس لها مخدع ولا مخزن والله يقيتها كم انتم بالحري افضل من الطيور. ومنمنكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة. فان كنتم لا تقدرون ولا علىالأصغر فلماذا تهتمون بالبواقي. تأملوا الزنابق كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل ولكنأقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فان كان العشب الذييوجد اليوم في الحقل ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا فكم بالحري يلبسكم انتميا قليلي الإيمان. فلا تطلبوا انتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا. فان هذه كلهاتطلبها أمم العالم وأما انتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه. بل اطلبوا ملكوتالله وهذه كلها تزاد لكم

نجدهنا نفس الكلام يكرره القديس لوقا. ولكن إستبدل كلمة الطيور بالغربان. لأن الغرابإذا ما أفرخ يترك أولاده بلا طعام لأن الفراخ يكون لونها ابيضاً فينفر منها، واللهأعطى لهذه الفراخ أن تفرز رائحة من فمها تجذب إليها البعوض، ويدخل لداخل فمهافتتغذى عليه، حتى يظهر ريشها الأسود فيأتى لها أبواها لتغذيتها. فإن كان الله يدبرهذا للغربان أفسيترك أولاده ويهملهم (مز 9:147). ونلاحظ أن السيد وجه هذا الحديثفى إنجيل لوقا بعد حديثه عن الأغنياء، وهو يوجه هذا الحديث لتلاميذهالفقراء،فإبليس يجرب الفقراء بأنه يوهمهم أنهم سيكونون أكثر سعادة وإطمئناناً لوإمتلكوا المال الكثير. وقوله لا تهتموا= حتى لا تمتص الزمنيات كل تفكيرنافننشغل عن السماويات فنحرم من أن يملك الله على قلوبنا.ولاحظ أن هذه هى مشكلةالبشر، أن التفكير فى المشاكل والماديات والزمنيات يستغرقهم، بل يقودهم ذلكللكآبة. والسيد المسيح يدعونا أن نثق فيه أنه هو يدبر كل شئ وهذا يجعلنا نحيا فىفرح، وهذا ما يريده لنا.

 

آية(25):-

لذلكأقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون أليستالحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس.

ذراعاًواحدة= فىترجمات أخرى يزيد على قامته أقل وحدة قياسية.

 

آية(26):-

انظرواإلى طيور السماء أنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوي يقوتهاألستم انتم بالحري افضل منها.

الأصغر= وهوزيادة القامة. البواقى= الأمور الأكبر شأناً فى الحياة.

 

آية(29):-

ولكنأقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها.

لاتقلقوا = الكلمةالأصلية تفيد تعلق الفكر بشىء يتأمل فيه بغير استقرار.

تأمل= أهممن لباس الجسد أن الله قادر أن يعطينا بهاءً بان نلبس ثوب البر، نلبس المسيح ( رو14:13)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى