اللاهوت الطقسي

ثانياً: ذبيحة الإثم



ثانياً: ذبيحة الإثم

ثانياً: ذبيحة الإثم

(لاويين 5: 14-19و6: 1-7و7: 1- 10)

مقالات ذات صلة

Guilt offering

كانت ذبيحة الإثم تُقدَّم فقط من أجل التكفير عن
إثم معين. ولكننا نلاحظ هنا تسميتها
ذبيحة
الإثم”، فما هو الفرق بين الإثم والخطية؟

تُوجد عدة كلمات عبرية تُترجم بالعربية بكلمة إثم”
أهمها كلمة:
آون”،
التى وردت 215مرة فى العهد القديم، ومعناها:
إعوجاج أو
انحراف”. أى أنها تعنى الشر باعتباره إنحراف عن الحق. فهى مشتقة من الفعل
أوه”
العبرى الذى يعنى
يثنى أو يعوِّج”، كما يعنى أيضاً: يُخطىء أو
يضل” كما تُستخدم فى العبرية كلمة
أشامasham” لتعبير عن الإثم” بالعربية.
وهى تعنى تخطِّى الحدود أو اغتصاب حق الآخرين أو انتهاك ناموس الله (لاويين 6:
5).

أما فى العهد الجديد فكلمة إثم”
هى ترجمة للكلمة اليونانية
anomiaأنوميا” أى: بلا
ناموس” أو
تعدِّى الناموس” (يوحنا الأولى 3: 4).
ويقول القديس يوحنا الرسول: كل إثم هو خطية” (يوحنا الأولى5:
17)
حيث يتضح من هذا القول أن الخطية أشمل فى معناها من الإثم للتعبير عن أى
تعد للناموس. فالخطية تعنى الفعل نفسه، أما الإثم فيعنى طبيعة الفعل. فلهذا نقرأ
مثلاً: “أعترف للرب بذنبى، وأنت رفعت آثام خطيتى” (مزمور 32: 5). ويقول
القديس بولس الرسول: “لا تقدِّموا أعضاءكم آلات إثم للخطية..” (رومية
6: 3).

يقسم الوحى ذبائح الإثم
إلى نوعين:

(أ) ذبائح تُقدم عن خطايا
تضر المقدسات الإلهية.

(ب) ذبائح تُقدم عن خطايا
تضر اخوته.

عن النوع الأول يقول: “إذا خان أحد
خيانة وأخطأ سهواً فى أقداس الرب، يأتى إلى الرب بذبيحة لإثمه كبشاً صحيحاً من
الغنم بتقويمك من شواقل فضة على شاقل القدس ذبيحة إثم، ويعوض عما أخطأ به من القدس
ويزيد عليه خمُسهُ يدفعه إلى الكاهن”
(لاويين 5: 15و16).

يُقصد بالخطأ السهو ضد المقدسات الإهمال فى
تقديم الالتزامات نحو الهيكل مثل البكور من الحيوانات الطاهرة وفداء البكور من
الإنسان وأوائل الثمار والعشور.. إلخ. هنا يلتزم الإنسان بتقديم ذبيحة إثم، إذ لا
غفران للخطية حتى وإن كانت بسبب النسيان أو عدم معرفة الشريعة إلا بالدم المقدس
الذى يطهر من كل خطية. هذا التكفير لا يعنى تجاهل إصلاح الخطأ المادى الذى أصاب
الغير. حقاً لا يُصاب الهيكل بضرر مادى، لأن الله هو مصدر شبعه. لكن الشريعة تدرب
الإنسان أن يرد ما اغتصبه من الغير أياً كان هذا الغير. أما الذى يقيمِّ الضرر
نفسه فهو موسى النبى نفسه وفيما بعد صار الكاهن يقوم بهذا الدور (لاويين 27: 8).
ويكون التقييم مقدراً بشواقل من الفضة مع اعتبار
شاقل
القدس” أى الشاقل المضبوط المحفوظ فى القدس هو المعيار الحقيقي والصحيح
للشاقل.

يقول العلامة أوريجانوس: (شاقل القدس
يصور إيماننا بالحقيقة يُوجد كثيرون لهم اسم المسيح لكن ليس لهم بالحقيقة المسيح،
لذلك يقول الرسول بولس: “لأنه لا بُدَّ أن يكون بينكم بدع أيضاً، ليكون
المزكون ظاهرين بينكم”
(كورنثوس الأولى 11: 19)) ([1]).

إن الله فى محبته
اللانهائية يغفر لنا كل خطية، فلأجل بنياننا الروحى يطالبنا برد ما قد أخطأنا به
خلال إهمالنا مع دفع غرامة تأديبية توازى الخُمس. ويرى اليهود أن الخُمس هنا لا
يعنى خمُس القيمة. إنما يقدم ربع القيمة لتكون الغرامة هى خمُس المبلغ الإجمالى
كله بينما المبلغ الأصلى يصير أربعة أخماس.

ويعلِّق العلامة أوريجانوس على ذلك
قائلاً:

(فى الأحكام السابقة التى كانت تختص بذبائح
التطهير من النجاسة مثلاً، عندما كان يُقال أن خروفاً أو عنزاً يجب أن يُقدم،
أضافت: “ولكن إن لم تنل يده كفاية لشاه أو ماعز، فليأت بيمامتين أو فرخى
حمام”.
بل وأضافت: “وإن لم تنل يداه هذه أيضاً، فيأتى بقربانه
دقيقاً”.
ولكن فى هذه الشريعة، التى تتكلَّم عن خطية اُقترفت ضد أقداس
الرب (ذبيحة الإثم)، فإنها لا تُقدم أى بديل ثان أو ثالث أقل مما حدَّدت. فقد
عيَّنت أن يُقدم كبش. فبينَّت بذلك أنه لا يمكن غفران الخطية ضد الأقداس سوى بذبح
كبش. وليس أى كبش، وإنما كبش يُشترى بثمن. فتقول عن ثمنه: شواقل فضة على شاقل
القدس (أى بعُملة الهيكل المقدسة). فلماذا هذا إذن؟ إذا كان شخص ما فقيراً وليس
لديه شاقل القدس الذى يقدر أن يشترى به كبشاً، فهل تبقى خطيته بلا تطهير؟ وإذا كان
الأمر كذلك، فهل يكون طلب غفران الخطايا قاصراً على الأغنياء؟ ولكن إذا كانت إرادة
الرب أن تنفتح أعيننا لنرى، وآذان قلوبكم لتسمعوا، فلنحاول أن نعرف ما يقصده مُعطى
الناموس من أسرار مُخفاة وراء هذه الأحكام.

والآن، فلنبحث أولاً عن
معنى ما قرأناه حسب النص، فإنه يبدو أنها تتكلَّم عن هؤلاء الذين فى أيديهم
الأقداس كوديعة عندهم، أى التى قُدِّمت كتقدمات للرب..

ولكن ماذا نقول عن ذبيحة الكبش المُشترى بشاقل
القدس، الذى جاء الأمر بأن يُقدَّم من أجل التكفير عن الخطية؟ فإنه يجب أن يكون
غنياً هذا الذى يقدر أن يطهِّر آثامه بثمن الكبش. دعنا نبحث عن ماذا يكون هذا
الغنى؟ يعلِّمنا سليمان الحكيم قائلاً: “فدية نفس رجل غناه” (أمثال
13: 8).
أسمعت كلمات الحكمة، كيف يعلن قوة كل كلمة بقيمتها الواجبة؟ فإنه يقول
إن الغنى هو فى حقيقته فدية النفس، وليس أى شىء آخر من قنية الإنسان أو ممتلكاته،
بل هى ذاتها غنى النفس.. بل لقد أعلن الرب ذلك بأكثر وضوح فى الأناجيل بقوله: “إن
لم تكونوا أمناء فى ما هو للغير، فمن يعطيكم ما هو لكم” (لوقا 6: 12)؟

فهو يبين أن غنى العالم الحاضر ليس لنا، بل إن غناها شىء آخر. لأن غنى هذا العالم
مثل ظلٍّ عابر..

أتريد أن أبين لك من أين تأتى هذه الكنوز؟ اسمع
الرسول يتكلم عن الرب يسوع المسيح قائلاً: “المذخر فيه جميع كنوز الحكمة
والعلم”
(كولوسى 2: 3). وبخصوص هذه الكنوز، يقول الرسول بولس
أيضاً: “..أنكم فى كل شىء استغنيتم فيه فى كل كلمة وكل علم” (كورنثوس
الأولى 1: 15).
إذن، فإنه فى هذا الغنى، الذى أخذناه من كنوز الحكمة والعلم،
يجب أن نشترى الكبش الذى يجب أن يُقدم عن الخطايا التى اقترفت ضد الأقداس، والذى
يجب أن يُشترى بمقدار شواقل القدس.

والآن، فقد سبق أن قلنا إن كل قربان هو رمز
ومثال للمسيح، وإنما بالأكثر الكبش الذى قُدِّم مرةً نيابة عن إسحق لله، يجب أن
يكون هنا ذبيحة المسيح. إذن، فالمسيح الذى ألغى أى مقابل لخطايانا، يطلب منا ما
يُقارن بشاقل القدس الذى يحمل معنى إيماننا. فإذا قدمت إيمانك كثمن، فإنك تنال
مغفرة الخطايا من المسيح كما من كبش بلا عيب قد قُدِّم ذبيحة عنا) ([2]).

ويذكر الوحى أيضاً خطية ضد أقداس الله بدون
خيانة
وفى هذه الحالة يُقدم عنها ذبيحة إثم كبشاً من الغنم صحيحاً فقط. “إذا
أخطأ أحد وعمل واحدة من جميع مناهى الرب التى لا ينبغى عملها ولم يعلم، كان مذنباً
وحمل ذنبه. فيأتى بكبش صحيح من الغنم بتقويمك ذبيحة إثم إلى الكاهن فيكفِّر عنه
الكاهن من سهوه الذى سها وهو لا يعلم فُيصفح عنه. إنه ذبيحة إثم. قد أثم إثماً إلى
الرب”
(لاويين 5: 17-19).

ونلاحظ أن ما ذُكر هنا
هو نفس ما ذُكر عن ذبيحة الخطية، ولكن ذبيحة الإثم تتعامل فى هذه الحالة مع الخطية
نفسها كإثم أَثِمَ به الإنسان ضد الله.

أما النوع
الثانى من ذبيحة الإثم فكانت تُقدم عمن جحد صاحبه فى أمر وديعة أو أمانة (شركة) أو
أنكر شيئاً وجده فالتقطه.. بهذا يسلب أخاه أو يغتصب حقه.

“إذا أخطأ أحد وخان خيانة بالرب وجحد صاحبه
وديعة أو أمانة أو مسلوباً أو اغتصب من صاحبه، أو وجد لُقَطَة وجحدها وحلف كاذباً
على شىء من كل ما يفعله الإنسان مُخطئاً به، فإذا أخطأ وأذنب يرد المسلوب الذى
سلبه أو المغتصب الذى اغتصبه أو الوديعة التى أُودعت أو اللقطة التى وجدها، أو كل
ما حلف عليه كذباً، يُعوضه برأسه ويزيد عليه خُمْسه، إلى الذى هو له يدفعه يوم
ذبيحة إثمه. ويأتى إلى الرب بذبيحة لإثمه كبشاً صحيحاً من الغنم بتقويمك ذبيحة إثم
إلى الكاهن، فُيكفِّر عنه الكاهن أمام الرب فُيصفح عنه فى الشىء من كل ما فعله
مذنباً به” (لاويين 6: 1-7).

يقصد بالوديعة ما
يُودعه إنسان لدى آخر إلى حين كأمانة يجب ردها، أما الأمانة أو خيانة شركة فغالباً
ما تشمل معنى أوسع إذ يعنى ما التزم به الإنسان فى تدبير شئون آخر كالوصى الذى
يدبر أمور قاصر أو مريض أو محجور عليه، إذ يليق بنا ونحن فى مركز الأوصياء أن
نتوخى الأمانة الكاملة أما اللقطة فتعنى أن يجد إنسان شيئاً ملقياً فيلتقطه، إذ لا
يجوز له أن يخفيه أو ينكره بل يسعى نحو رده لصاحبه.

يعلِّق العلامة أوريجانوس على ارتكاب مثل
هذه الخيانة كأمر غير لائق أن يرد فى ذهن المؤمن، إذ يقول: (لُيعلموا أن من “خان
خيانة بالرب وجحد صاحبه وديعة أو أمانة أو مسلوباً..”
يسقط تحت دينونة عن
خطية كبرى. ليحفظ الله كنيسته! فإنه لا أظن أن أحداً من جمهور القديسين هذا يسلك
هكذا ببؤس حتى ينكر وديعة قريبه أو يغشه فى أمانة أو يسلبه خيراً ليس له، أو يخفى
أشياءً مسروقة من آخرين، وإن سُئل عنها يُقسم مخالفاً ضميره. كما قلت إن هذا
التكفير بعيد عن أحد المؤمنين. فإننى بثقة أقول: “وأما أنتم فلم تتعلموا
المسيح هكذا”
ولا هكذا “عُلمتم فيه” (أفسس 4: 20و21).
هذا وأن الناموس ذاته لا يقدم وصايا للقديسين والمؤمنين..”إن الناموس لم
يُوضع للبار بل للأثمة والمتمردين، للفجار والخطاة، للدنسين والمستبيحين”
(تيموثاوس الأولى 1: 9و10)
ولأمثالهم. ما دام الرسول يقول إن الناموس قد وُضع
لمثل هؤلاء، فليحفظ الله كنيسته من أن تُداس بخطايا كهذه، ولتكن كنيسته متعلمة
ومقدسة بالروح) ([3]).

هنا يطلب من المخطىء أن
يرد ما قد سلبه أو اغتصبه أو أنكره، فإن كانت الذبيحة قادرة على غفران الخطية
لكنها لا تعمل فى قلب متمسك بالشر. رد المغتصب لصاحبه هو إعلان صادق عن التوبة
وقبولنا لعمل الله الخلاصى عملياً.

وأيضاً أن يقدم المخطىء الخُمس إضافة إلى ما قد
سلبه. هذا الخُمس يمثل تعويضاً أدبياً ومادياً عما لحق بالمضرور من خسائر ويُلاحظ
أن الشريعة طلبت من موسى النبى أن يقيِّم الخسارة أو الضرر، لكن ليس بشاقل القدس (لاويين
5: 15و 6: 5)
كما فى الخطية الموجهة ضد المقدسات. ومن جانب آخر يحسب هذا
التعويض تأديباً للمخطىء حتى لا يكرر ما ارتكبه أو يستهين بالخطية. ومن جانب ثالث
فإن هذا الخُمس الذى يقدمه للمضرور يحسب كأنه مقدم لله. وقد نفذ زكا هذا الأمر
بزيادة. فقد قال لرب المجد يسوع “إن كنت قد وشيت بأحد (= ظلمت أحداً)، أرد
أربعة أضعاف”
(لوقا 19: 8). وهكذا عملت نعمة المسيح فى زكا، ففاق
متطلبات الناموس أضعافاً مضاعفة.

وتقديم ذبيحة لإثمه كبشاً صحيحاً من الغنم.. إذ
لا تطهير من الإثم بدون سفك دم حمل الله، حتى وإن رد الإنسان ما اغتصبه مضاعفاً!

ويرى العلامة أوريجانوس أن مرتكب الإثم
يشترى الكبش أو الحمل من البائعين وهم الأنبياء والرسل الذين قدموا كلمة النبوة
والكرازة لنقتنى بالإيمان دم السيد المسيح غافر الخطية إنهم يحثوننا على التوبة عن
خطايانا والرجوع إلى الله بقبولنا الإيمان بمخلص العالم.

كان الحيوان
الذى يقدم كذبيحة إثم دائماً من الذكور (عادة كبش – ما لم يقدم على الإطلاق كذبيحة
خطية).. كانت الذبيحة التى تقدم كذبيحة إثم، لا تُستبدل بأخرى أقل منها أو من نوع
آخر، فهى لا تتغير ولا تزيد ولا تنقص نتيجة فقر مُقدم الذبيحة وعدم مقدرته.. وهذا
ما يُوضح أن ذبيحة الإثم اهتمت أساساً بإرضاء الله، وكانت الفدية تبعاً لذلك
محددة.

 

V طقس تقديم الذبيحة:

1.               
 يُقرب كبشاً صحيحاً، ويضع يده على رأس الكبش.

2.               
 يذبحه فى الموضع الذى يذبح فيه المحرقة أمام
الرب.

3.               
يرش الدم على المذبح مستديراً.

4.               
 يُقرب كل شحمها وزيادة الكبد مع الكليتين ويُحرق
على المذبح

5.               
 كل ذكر من الكهنة يأكل منها. فى مكان مقدس
تُؤكل.

ونلاحظ هنا أن دم ذبيحة
الخطية كان يُرش على قرون المذبح، أما دم ذبيحة الإثم فكان يُرش على الجدران.
وهناك تقليد يهودى يقول أنهم ثبتوا خيطاً قرمزياً حول منتصف المذبح تماماً، فكان
دم المحرقات يُرش من فوق الخيط، أما دم ذبيحة السلامة وذبيحة الإثم فكان يُرش من
تحته.

إن ذبيحة الإثم تكشف لنا جانب فى ذبيحة المسيح
على الصليب عالمين أنه أكمل عنا ذبيحة إثم، فلم يعد يحسب علينا خطية ما ضد أقداس
الله (لاويين5: 14) أو اسمه العظيم (لاويين 6: 5) أو كل ما يدنس أو
يُفسد نذرنا أمامه (عدد 6: 12) طالما بثقة تمسكنا (عبرانيين 3: 6) هذا
الرجاء فى دم المسيح كذبيحة إثم خاصة لنا!! ولم يفت الوحى أن يذكر على فم إشعياء
النبى عن شكل هذه الذبيحة الخصوصية التى سيكملها
البار”
من أجلنا “أما الرب فسر أن يسحقه بالحزن، إن جعل نفسه ذبيحة إثم”
(إشعياء 53: 10).

 

V حالات أخرى لتقديم ذبيحة الإثم:

1. فى اليوم الثامن لتطهير الأبرص: كان
عليه أن يُقدم خروفاً محرقة وآخر ذبيحة إثم (لاويين 14: 12-18).

أما إذا كان المتطهر أفقر من أن يُقدم خروفين،
فكان يكفى خروف واحد ذبيحة إثم مع تقدمة دقيق، أو يمامتان أو فرخا حمام: أحدهما
ذبيحة إثم، والثانى محرقة (لاويين 14: 21و22).

2. كما كان على النذير إذا تنجس فى أيام
إنتذاره، أن يأتى بخروف حولى ذبيحة إثم، وتسقط عنه الأيام الأولى لأنه نجَّس
انتذاره (عدد 6: 12).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى