علم المسيح

46- التجديف على الروح القدس وعلى ابن الإنسان



46- التجديف على الروح القدس وعلى ابن الإنسان

46- التجديف على الروح القدس وعلى ابن الإنسان

بعد
ما ردَّ المسيح على الفرِّيسيين وشرح بطلان فرضهم بطلاناً ظاهراً كونه ببعلزبول
يُخرج الشياطين، وأثبت عمله وقوة سلطانه الإلهي؛ عاد ليكشف لهم عن الجُرم الشنيع
الذي اقترفوه بنسبتهم إخراج الشياطين لبعلزبول رئيس الأرواح النجسة. إذ أن هذا قد
أعثرهم في الروح القدس وفي شخصه، لأن المسيح بالروح القدس كان يُخرج الشياطين
بكلمته. لأنه شيء أن يَعثر الفرِّيسيون في شكل المسيح البشري الظاهري، وشيء آخر أن
يعثر الفرِّيسيون في الوسيلة التي أخرج بها المسيح الشيطان وهو الروح القدس، خاصة
أن المسيح نفسه أعلن ذلك. ولكن بالعودة مرَّة أخرى إلى شخص المسيح كونه يعمل
بالروح القدس وبسلطان ذاتي، لم يعد خافياً عن كل ذي معرفة أنه ابن الله، وبتأكيد
النبوَّات التي يحفظونها. ولكن يقولها المسيح صراحة: “مَنْ قال كلمة (تجديف)
على ابن الإنسان يُغفر له. وأمَّا مَنْ قال على الروح القدس فلن يُغفر له، لا في
هذا العالم ولا في الآتي” (مت 32: 12). ولكن المسيح يعطي علَّة عثرة
الفرِّيسيين بصورة أخرى، وهي تسلُّط روح الكذب وأبو الكذَّاب على عقولهم، لدرجة
أنه يستحيل عليهم أن يصدِّقوا الحق: “لأن من الثمر تعرف الشجرة. يا أولاد
الأفاعي! كيف تقدرون أن تتكلَّموا (أو تقولوا) بالصالحات وأنتم أشرارٌ؟ فإنه من
فضلة القلب يتكلَّم الفم. الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يُخرج
الصالحات، والإنسان الشرير من الكنز الشرير يُخرج الشرور. ولكن أقول لكم: إن كل
كلمة بطَّالة يتكلَّم بها الناس سوف يُعطون
عنها حساباً يوم الدين. لأنك بكلامك تتبرَّر وبكلامك تُدان.” (مت
12: 3337)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى