علم

الفصل الخامس والخمسون



الفصل الخامس والخمسون

الفصل
الخامس والخمسون

ملخص لما سبق. إبطال العرافة الوثنية ألخ وانتشار الإيمان. لقد جاء الملك الحقيقى وأسكت كل
المغتصبين.

 

1 وبعد كل ما قلناه يحق لك أن تعلم هذا أيضًا
وأن تضعه أساسًا لكل ما سبق أن قررناه وأن تتعجب منه بشدة، وهو أنه منذ مجئ المخلّص
 بيننا فإن العبادة الوثنية لم تعد تنمو بل إن ما كان موجودًا منها
قبلاً بدأ يتناقص ويتلاشى تدريجيًا. وبالمثل فلم يبطل تقدم الفلسفة
 (الوثنية) اليونانية فحسب بل إن ما كان موجودًا منها بدأ الآن
يذبل. والشياطين لم تعد قادرة على خداع الناس بالخيالات والعرافة والسحر، وإن
تجاسرت وحاولت أن تفعل ذلك أُخجِلت بعلامة الصليب
[1].

2 ونلخص الحديث هكذا: لاحظ كيف أن تعليم المخّلص
يزداد انتشارًا في كل مكان بينما كل عبادة
 وثنية وكل ما يتناقض مع إيمان المسيح يذبل كل يوم ويضعف ويتلاشى. وهكذا إذ تنظر ذلك فاعبد المخلّص الذى
هو فوق الكل[2]،
والمقتدر أى الله
 الكلمة، واشجب هؤلاء الذين غلبهم وأبادهم.

3 لأنه كما أنه حينما تأتى الشمس فلا تسود الظلمة بعد، وإن بقى شئ منها في أى موضع فإنه يتبدد[3]،
هكذا يحدث الآن، فإنه عندما أتى الظهور الإلهى لكلمة الله
 فإن ظلمة العبادة الوثنية لم تعد تسود بعد، وأصبحت كل أجزاء
المسكونة
 مستنيرة بتعليمه.

4 فكما أنه إن كان هناك مَلَك يملك في بلد ما
لكنه لا يظهر لشعبه بل يلازم قصره فإن المارقين إذ ينتهزون فرصة عدم ظهوره يعلنون
عن أنفسهم وكل منهم يدّعى أنه ملك ويحاول التأثير على البسطاء وإقناعهم بأنه ملك،
وهكذا ينخدع الناس بهذا الاسم، لأنهم بينما يسمعون أن هناك ملكًا فإنهم لا يرونه
لعدم استطاعتهم الدخول إلى القصر[4]،
ولكن حينما يخرج الملك الحقيقى ويظهر فحينئذ يفتضح أمر أولئك المارقين بظهوره[5]. وإذ
يرى الناس الملك الحقيقى فإنهم يهجرون أولئك الذين أضلوهم سابقًا.

5 وبنفس الطريقة فإن الأرواح الشريرة قد أضلت
البشر
 في القديم منتحلة لنفسها كرامة الله. ولكن عندما ظهر كلمة الله في الجسد، وعرّفنا بأبيه، فحينئذ بَطلت وتبددت خداعات الأرواح الشريرة. وإذ
بدأ البشر يحوّلون أنظارهم إلى الإله الحقيقى، كلمة الآب، فإنهم أصبحوا
يهجرون الأصنام، وصاروا الآن يعرفون الإله الحقيقى[6].

6 والآن هذا هو البرهان على أن المسيح هو الله الكلمة، وقوة الله. لأنه إن كانت الأمور البشرية تُبطَل
وكلمة المسيح تثبت فيكون واضحًا أمام أنظار الجميع أن ما يبطُل هو وقتى[7]، أما
ما يثبت فهو الله وابن الله الحقيقى، كلمته الوحيد الجنس.



اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى