اسئلة مسيحية

فى التعليم اللاهوتى لا يعرف المستقبل ولا يعرف الغيب إلا الله وحده



فى التعليم اللاهوتى لا يعرف المستقبل ولا يعرف الغيب إلا الله وحده

فى التعليم اللاهوتى لا يعرف المستقبل ولا يعرف الغيب إلا الله وحده.

فماذا نقول عن أشخاص ينبئون عن أشياء تحدث فى المستقبل ويصدق قولهم؟!

كذلك هل يمكن للشيطان
أن يخبر عن أمور تحدث فى المستقبل؟

وأيضاً ماذا عن النجم الذى أنبأ المجوس عن مكان المزود ولد الطفل يسوع
(أقصد دلهم عليه)؟

 

الرد:

1-لا
يعرف الغيب أو المستقب إلا الله وحده. ولكن البشر قد يعرف شيئاً، بطريق الإجتهاد
وليس اليقين. بواسطة الذكاء أو الفراسة أو العلم.

فعلماء
الارصاد قد ينبئون عن يوم مطير، أو يوم حار. ويحدث هذا فعلاً عن طريق رصدهم –
بأجهزتهم – لرياح محملة ببخار الماء، أو رياح قادمة من منطقة حارة جافة.

و
قد يقول الطبيب المعالج لمريض فى حالة خطيرة، إنه لم يعد فى الحياة سوى يومين أو
ثلاثة على الأكثر ثم يموت. ويحدث هذا فعلاً، عن طريق متابعته لسير المرض وعدم
القدرة على إيقاف نتائجه المتوقعة. هذا علم، وليس نبوءة بالمستقبل أو معرفة الغيب.

كذلك
قد يقول مدرس – قبل موعد الامتحان بفترة – أن التلميذ الفلانى سيرسب. وذلك لمعرفته
بالمستوى الضعيف جداً لهذا التلميذ. ويرسب التلميذ فعلاً. ويكون هذا توقعاً لحالة
ملموسة. لابد أن تنتهى إلى هذه النتيجة. ولا تكون تلك نبوة أو معرفة بالمستقبل
.

2-إن
النبوءة أو المعرفة بالمستقبل تختص بأمور خارجة عن ناق الفراسة والاستنتاج والذكاء
والنتائج العلمية. وتكون من الله لأحد من أنبياء الله أو من خاصته المقربين.

·
أما إذا قال أحد خبراء السياسة أن الدولة الفلانية، إن دخلت الحرب ضد دولة أخرى
معينة، فسوف تنهزم فلا تكون هذه نبوءة، وإنما دراية سياسية

·
كذلك ما يتوقعه رجال العلم من حدوث براكين أو زلازل أو سيول فى مناطق معينة، ويحدث
ذلك فعلاً، فلا يكون هذا لوناً من معرفة الغيب. لأنه ليس غيبا بالنسبة إليهم، إنما
هو حقيقة علمية معروفة، بناء على دراسات تؤدى إلى نفس النتيجة.

·
وبنفس المنطق ما يقوله بعض رجال الزراعة عن موعد الإثمار أو النضوج لأشجار أو
نباتات معينة، ويتم هذا فى حينه، فلا تكون هذه نبوءة، بل هو علم.

 

3-أما
الذين يدعون معرفة الغيب، كضارب الرمل، أو قارئ الفنجان، أو فاحص الكف، أو عارف المستقبل
عن طريق الأبراج والنجوم وما أشبه، فكل ذلك إدعاء وليس نبوءية

وكثير
من هؤلاء يتكلمون عن عموميات، أعنى أموراً يمكن أن تصادف أى إنسان دون تحديد. فإن
حدث شئ منها، يكون عن طريق الصدفة. كأن تقول لك (قارئة الفنجان): أمامك شخصان
أحدهما طويل والآخر قصير، أحترس من أحدهما فهو يريد أن يضرك!

 

كذلك
من جهة الأبراج يقدمون لملايين الناس من إثنى عشر برجاً. أى أن عشرات أو
مئاتالملايين ينطبق عليها خط واحد.

 

ففى
مصر مثلاً أكثر من ستين مليوناً. فهل كل خمسة ملايين تقريباً، لها حظ واحج فى نفس
اليوم؟! على الرغم من اختلاف الظروف والعقليات، واختلاف العمر!

 

ومن
جهة النجوم صدق المثل القائل: كذب المنجمون ولو صدقوا.

أما
عن النجم الذى قاد الجوس، فلم يكن نجماً حقيقياً.

ولا
كان المجوس من المنجمين

وقد
شرح القديس يوحنا ذهبى الفم هذا الأمر بوضوح فى تفسيره لإنجيل متى. فقال إن نجم المجوس
كان قوة مرسلة من الله لهدايتهم، ولم يكن نجماً طبيعياً.

 

 ذلك
لأن النجم العادى يتحرك من الغرب إلى الشرق. أما نجم المجوس فكان آتياً من الشرق
إلى الغرب، من بلاد الفرس إلى الأراضى المقدسة. كذلك كان نجم المجوس يقف حيناً
ويتحرك حيناً آخر حسب سياسة معينة. فقد وقف عند دخولهم أورشليم لأخذ معلومات من
هيرودس أو الكتبة والفريسيين، وتحرك لما غادروا أورشليم.

 

 أيضاً
وقف النجم حيث كان الصبى. لأنه لو بقى فى علوه كسائر النجوم، لما عرفوا موضع
المزود، فالكوكب والنجوم نراها فوقنا حيثما كنا دون أن تشير إلى مكان معين.

 

لذلك
فإن الله تبارك إسمه، لما رأى طيبة قلب المجوس وحسن نيتهم، وهم علماء فى الفلك،
اجتذبهم بقوة من عنده على هيئة نجم عظيم فى بهائه، غريب فى تحركه، فجذبهم إليه حتى
رأوا الرب يسوع. من أجل هذا ن فإنه فى رجوعهم لم يشأ ارشادهم بنجم، بل فى حلم، لأن
مستواهم الروحى كان قد ارتفع بعد أن أخذوا بركة رؤية المخلص.

 

4-أما
عن الشيطان ومعرفته – كروح – فلنا على ذلك ملاحظات:

أ-
هو كروح له شفافية أكثر من البشر، ومعرفة أكثر لا يعوقها ضباب من جسد كما يحدث مع
الإنسان. فهو يمكن أن يستنتج من ملامح الإنسان ومن نبرات صوته ومن نظرات عينيه، ما
يمكن أن يكون داخله من فكر أو نية. مجرد استنتاج.

 

ب-
كذلك يعرف ما يدخله هو فى عقل الإنسان من أفكار، بعضها حروب أو إغراءات

وإن
كان القديس بولس الرسول قال عن الشيطان ” إننا لا نجهل أفكاره ” (2كو 2:
11)، فمن باب أولى هو أيضاً قد لا يجهل أفكارنا. ليس كفاحص للقلوب والأفكار! حاشا.
بل كمجرد استنتاج.

 

نقطة
أخرى نقولها من جهة السؤال عن معرفة الشيطان للمستقبل.

 

ج-
هناك أشياء قد يقولها قد يقولها الشيطان عن المستقبل. ولا تكون بالنسبة إليه فى كم
المستقبل، بل فى حكم الماضى

فقد
يقول لك: سيصلك خطاب فى البريد بعد يومين مثلاً فيه كذا وكذا. ويصدق هذا الأمر.
ولكن فى الحقيقة يكون قد رأى هذا الخطاب وقت كتابته، وحسب مدة إرساله فى البريد،
وقال إنه سيصل بعد يومين، بما فيه من أخبار. وكان ذلك فى حكم الماضى بالنسبة إليه

 

وقد
يقول لك فلان مريض بكذا، وادخلوه مستشفى كذا، ويكون هذا صدقاً، ولكنه ليس غيباً،
وإنما هو واقع رآه. والفرق بينك وبينه فى هذه المعرفة، هو أنه روح خفيف (أصله ملاك،
يمكن أن يتحرك فى لمح البصر – حسب طبيعته – من مكان إلى مكان. ويخبر بأمور آتية،
تكون بالنسبة إليه أموراً ماضية

 

وما
يدركه الشيطان بهذا الأسلوب، يمكن أن يوحى به لبعض البشر (من أعوانه غالباً، ومن
يريد ضمهم إليه) فلا تظن كلامهم نبوة.

 

بهذا
الأسلوب وبغيره، سوف يساعد ضد المسيح ال
Anti Christ
الذى سوف يأتى فى آخر الزمان، ويؤيده ” بكل قوة، وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل
خديعة الإثم فى الهالكين ” (2تس 2: 9، 10).

 

 إن
الشيطان لا يعرف من المستقبل إلا ما يمكنه استنتاجه، أو ما يراه فى الماضى القريب
آتياً، ويخبر به أنه سيأتى

 

د-
ومع ذلك قد لا يصح ما يقوله الشيطان وتكون (معرفته) غير يقينية.

فالخطاب
الذى قال إنه سيصل قد لا يصل ويضيع فى البريد، والمسافر الذى قال إنه سيأتى، قد
تعوقه أسباب عن المجئ بعد أن بدأ اجراءاته فإما أن يخجل الشيطان، وإما أن ينبئ
بأسباب التعطيل! والخاططئ الذى قال إنه سيذهب إلى الجحيم، قد يتوب فى آخر يوم من
حياته، كاللص اليمين.

أما
معرفة الأنبياء، فهى بالوحى، وليست بالإستناج أو التخمين. كذلك هى معرفة يقينية
تتم كما يقولون

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى