اللاهوت الطقسي

+ الخدمة في الهيكل:



+ الخدمة في الهيكل:

+ الخدمة في
الهيكل:

في
وقت السحر، ينطلق صوت أبواق الكهنة ثلاث مرات معلنة بدء يوم جديد، وفي نفس الوقت
ينهض اللاويون الذين عليهم خدمة اليوم لمباشرة مهام وظيفتهم، ويتقدم العلمانيون
الذين يمثلون شعب الله لحضور تقديم الذبيحة نيابة عن إسرائيل بأسره، سواء في فلسطين
أو في الشتات.

ومن أعلي نقطة في الهيكل يقف أحد الكهنة يرقب
بزوغ فجر اليوم حيث يعلن بإشارة خاصة بدء الخدمة، بينما تموج أروقة الهيكل من أسفل
بنشاط مثل خلية النحل. فقبل ذلك، وربما قبل صياح الديك، يستدعى رئيس الكهنة أولئك
الذين اغتسلوا بحسب الفرائض الطقسية لمباشرة وظائفهم المقدسة. وكانت الخدمة
اليومية تحتاج إلي 50 كاهناً، يقسّمون أنفسهم فرقتين ويجولون مفتشين الهيكل
وأروقته علي ضوء المشاعل.وها هم يجتمعون ثانية ذاهبين إلي قاعة
الأعمدة المنحوتة حيث اعتاد مجمع السنهدريم أن يعقد جلساته. وهنا يتم
ترتيب خدمة اليوم وتعيين خدامها بواسطة القرعة حسما
للخلافات
القرعة تبطل
الخصومات” (أمثال 18: 18).أما القرعة فكانت تلقي ثلاث مرات صباحا،
اثنتان منها قبل فتح أبواب الهيكل، والثالثة بعد فتحه، عدا قرعة رابعة في المساء
لتحديد الكاهن المكلف بتقديم البخور، وأول عمل يقوم به من تصيبه القرعة الأولي هو
تحريك الجمر المتقد في مذبح المحرقة،والجماعة التي تقع عليها القرعة الثانية تعدّ
لتقديم الذبيحة ذاتها وتهيئ المنارة ذات السبعة سرج ومذبح البخور داخل القدس.كل
هذا ينبغي أن يتم قبل بزوغ نور النهار وقبلما تُفتح أبواب الهيكل.

وبعدما ينتهي الكهنة المختارون بالقرعة من تجهيز
داخل القدس تمهيداً لأهم وأقدس جزء في خدمة اليوم ألا وهو تقديم البخور أمام الرب،
يجري إلقاء القرعة للمرة الثالثة لاختيار من يكون له كرامة إصعاد البخور الذي هو
رمز لصلوات الشعب المقبولة أمام الله.وهو امتياز يناله الكاهن مرة واحدة في حياته
ليترك لرفاقه فرصة أن ينالوا ما ناله، ويسبقها صلاة من جانب الكهنة المجتمعين ثم
تلاوة قانون العقيدة الشماع (1)

وكان علي الكاهن الذي سيقدم البخور أن
يختار اثنين من رفقائه لمساعدته في الإعداد لهذه الخدمة الإلهية، أحدهما يرفع
الرماد المتخلف من خدمة الأمس ويسجد ثم يرجع عائداً، والثاني معه جمّر متقد ومأخوذ
من مذبح المحرقة، وينثره علي مذبح البخور في أوسع دائرة ممكنة، ويسجد ثم يرجع
عائداً. وفي هذه الأثناء يرتفع صوت الآلات الموسيقية داعياً الكهنة واللاويين
والشعب للإستعداد للخدمة التي تجري أمامهم والتي هي جوهر عبادة اليوم كله.

يدخل الكاهن وحده إلي القدس حاملاً بيده المجمرة
الذهبية ويقف أمام الحجاب الذي يفصله عن قدس الأقداس، ثم ينثر البخور علي المذبح
والجميع خارجاً كهنة وشعباً واقفون بأيدي مرفوعة وبشفاه ناطقة بكلمات خافتة يرددون
التسبيح الله علي خلاصه في القديم متوسلين إليه لتحقيق مواعيده في المستقبل
متضرعين أن يباركهم ويمنحهم السلام في الحاضر.هذا كله تجسّمه سحابة البخور الصاعدة
من المذبح إلي فوق إلي عرش الله في السماء ثم ينحني ساجداً ويتراجع ليمنح الحاضرين
بركة الختام([1]).

أما ذبيحة المساء وهي ذبيحة المحرقة الدائمة،
كانت تذبح عادة في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، وتقدم علي المذبح في الثالثة
والنصف وبعد أن يفرغ من تقديمها نحو الساعة الرابعة يخلي الهيكل من زائريه وتغلق
أبوابه حتى صبيحة اليوم التالي (أعمال الرسل 4: 3).

وكان هناك ما يعرف بقائد جند الهيكل (2)
(عدد 4: 23، لوقا22: 4و 52، أعمال الرسل 4: 1و 5: 24)، وهو في الإدارة
والدرجة يلي رئيس الكهنة مباشرة فيما يختص بأمور أمن ونظام الهيكل في الداخل
والخارج وحفظ النظام في الصلوات.وكان يعمل تحت إمرته الكثير من اللاويين الذين كانوا
يلاحظون منطقة الهيكل نهاراً ويحرسون أبوابها ليلاً.



(1) وهو عند اليهود
يماثل قانون الإيمان الأرثوذكسي ويتكون من الأجزاء التالية من العهد القديم (تثنية
6: 4ـ9 و11 :13 ـ 21 ، عدد 15 : 37 ـ 41 ).

(2)
Sücharier, E. The History of
Jewish people , II. I 957ff.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى