رسالة اريوس الى اوسابيوس النيقوميدى (نحو 320)
رسالة
اريوس الى اوسابيوس النيقوميدى (نحو 320)
الى
السيد المحبوب والحسن العبادة اوسابيوس ذى الايمان القويم، سلام بالرب من قبل
اريوس، المضطهد جورا من البابا الكسندروس بسبب الحقيقة التى تتغلب على كل شى،
والتى تدافع عنها انت ايضا.
لما
علمت ان الاب امونيوس 45 مغادر الى نيقوميديا، رايت انه من الواجب واللائق ان ارسل
لك السلام بواسطته، وكذلك ان ذكرك بالمحبة الفطرية والطبيعية التى فيك وسلوكك
الائق تجاه الاخوة بنعمة الله ومسيحه، لان الاسقف يزعجنا بشراسة ويضطهدنا، ويستخدم
ضدنا كل الوسائل، حتى انه طردنا من المدينة كاناس لا اله لهم. لاننا لسنا متفقين
معه، عندما يقول علانية: ” الله أزلى والابن أزلى، ومع الاب ومع الابن،
والابن مع الاب دون ان يولد، ومولود دائما <منذ الازل>، وغير مولود ومولود،
دائما الله ودائما الابن، الابن من الاب ياتى “.
وبما
ان اوسابيوس زمليك فى قيصرية، وثيودوتوس وبولينوس واثناسيوي، وغريغوريوس وايتيوس
46 وكل الشرقيين يقولون ان الله، الذى لا بدء ولا مبدا له، يسبق الابن بالوجود،
فقد ادينوا جميعهم، ما عدا فيلوغونيوس وهيللانيكوس ومكاريوس 47 الذين وهم هراطقة
جهلة، يؤكدون، الواحد ان الابن قدف، والاخر انه افيض، والثالث انه غير مولود مع
الاب. لا نستطيع حتى سماع مثل هذا الكفر، حتى ولو كان الهراطقة يهددوننا بالموت.
ولكن ماذا علمنا نحن وقلنا واعتقدنا؟ الابن ليس غير مولود، ولا جزءا من غير
المولود باى صورة، ولا ياتى من جوهره، بل بارادة الاب وقراره، اتة الى الوجود قبل كل
الازمنة والدهور، الها تاما، وابنا وحيدا لا يتغير. وسواء قبل ان يولد او يخلق او
يؤسس 48 او يحدد لم يكن بالطبع، ولم يكن غير مولود. ونضطهد لاننا قلنا: ”
الابن له بدء بينما الله بلا بدء “. لهذا اضظهدنا، ولاننا قلنا: ” اتى
من العدم “، هكذا قلنا، بما انه ليس جزءا من الله ولا ياتى من جوهره. لهذا
نحن مضطهدين. والباقى تعرفه انت. اتمنى لك صحة جيدا بالرب، متذاكر عذاباتنا، يا
اوسابيوس تلمذ لو كيانوس حقا 49.