القسم الادبي

راحل .. إليكي ..

إن نـَويت الرحــيل

فإني راحــل إليــكي

وإن كان ليلي طـويل

مقالات ذات صلة
ستضيئ الطريق أنوار عينيكي

إن كان وقت الرحيل المساء

أنتي فجري إن كان نحو الشروق

فهــل هــذا بالقلــيل

أين الحُـجة فى المغـادرة

أين يا سيدتي ما تدعينه دليل



****



حبـيبـتى ..

مـن أنـا ومـن أنـتي ؟!

أيوجد فى روعـكِ تقسـيم ؟

هـل قـررتي الإنفصـال ؟

على من تتكئ رأسك وتميل ؟

ولمـن دمعُــكي ينسكب ويســيل ؟


لمن شَجنك يئن بنغمات الحـنين

من يحمـله معـكي ؟

لست أرحل مِـنكي

إنما عن كل ما هو

خارج عنـكي

غَير هذا المستـحيل


****

تقـولين أني ذِكـرى

فهل أصبح لكي مـاضي

أم أنك أرّختي الأيام بمغادرتي

كما تتوهمـين

أنا دنياكي .. أمن قلبي تَهرُبيـن ؟!

كلا نحن قَدرُ تلاحم

سَبيكُ صَلب لا يَلين

أتمسك بكي للنفس الأخير

فكيف تتجاسرين ؟

وتطلبين بالرحيل إعـدامي

كيف صار لكي قمراً ونجوم

معـها تتسامرين

بــدوني !!

أهل على بُعدي تَقدَرين .. ؟!

وهل تغفل عيوني .. ؟!


****


أخَالُكِى بثوب الوهمِ تتشِحين

وتستعـيرين كُتـبً مزيفـة

تتعلـمين القراءة من جـديد

ورغـــم السنـــين

بعد الجهــد الجهــيد

لا تقـرأين !!

بعيداً عن دفترى

ووثـير أحضاني

أنـتي راســبة



****


كُنت بين يديك موسـوعة

تزرعين بها بُرعم ويـَرقه

سهلة التهجي .. والمعرفة


بين أروقتهـا تتدفقـين

تناسبي بنعومة سَـلِسة

وعَلّمتُكي كيف تَنطـقين

فأنت مراوغة

وخَلف الهَجرِ تختَفين

بينـــما

كَونَكِ بالأصلِ غارقة

فى قـلبي تَمرحـين

كطير البَطريقِ وطَبق الثلوج

كأس النبـيذِ وهَـدر اللجوجِ

والورق الثائر على أقفال الدروج

مُتعة السـائر بالطرق الممـطرة

ورحيق النحل الدافئ

على سداسيات الشمع

فوق الزنبــقة

فتاتي العاشـقة

فأنا قدّرِك وأنتي واثقة



****



سأتغرّب .. وأتـقرّب

وأقتحم الغَور الحَصين

وأجمع من عينيكي كل الليالي

والسفـن الشراعـية

ومراكب الشمس .. والقصور

وقـلاع المحاربين القـدامى

وكـراسي التـلامذة

تنهـدات العاشـقين

حفـلات المُسـامرة

ولهَب الصيف وغَيم الشتاء

أفتش فيها عن دمعة حائرة

جَرحـت عينـيكي

لا أستجدى بالدموع عَطفكِ

فأنا لا أستجلب كَرم النساء

لا أتهافت على نيل جائزة

ولا أدعي فلتات العبـاقرة

فقط أستنطق نفسي على شفتيكي



****



ليس لكِ قصائد عِشـقٍ سِـواي

فشِــعرُكِ أنـا ونـَـثرُكِ أنـا

همسات فكركِِ الصامت المجهول

وصخب الجاز وضجيـج الـراي

الضحكة والدمعه ونسمات العبير

مرآة بيديكي مِشط وورق مقواي

يجمــع شَــعرك الأشــقر

حُلىً ذهبية تَفرد رونقها الأصفر

على الضوء الأبيـض المتـفجر

فــوق الجبــين المصـقول


****

سأستمر فى الرحيل إليـكي

ولا غـرابـة سأمـحو

سُحـب الكــآبة

مِــن دفتـَـرِكي المُــغلق

انتي العُمر والبحر والشِـباك

كَـنزي الثمـين

من عَـرين الغـابة

فكيف تقولين ستظل ذكراكَ

فإن قُلت الرحيـل إليكي

أين الصاعقة وأين الغرابة ؟


****

ألمحُكي بين الفـروعِ والأغصـان

أجمعُـكي مع الفَـرَاشِ والأفنــان

وأحمِلُكي على بُسـاط الريـحِ

أجعلُكي ترتادين الكون الفسيحِ

بالأفلاك تَلهيّن تنزلقين على المدارات

تتَبخترين على سُلَم الخيـال

سأستمر فى الرحيل إليكي

لـن أقــرر الإنتحــار

الرحيل عنكي أسـوأ قـرار

كالموت المهزومِ يولّي الأدبـار

فالرحيل أنتـي وإليكي الفـرار



شيرين شوقى

12/8/2008


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!